جنبلاط: إسرائيل لا تحمي الدروز في السويداء بل تستخدم ضعفاء العقول
في لحظة نادرة من الحسم السياسي، ألقى وليد جنبلاط بعبء التصريحات التي تعيد تشكيل فهم الصراع في جنوب سوريا، مُعلناً بوضوح: "إسرائيل لا تحمي الدروز في السويداء بل تستخدم ضعفاء العقول". جاءت هذه الكلمات في 16 يوليو 2025، بعد ساعات فقط من غارات جوية إسرائيلية عنيفة استهدفت قلب العاصمة دمشق — مقر وزارة الدفاع السورية وهيئة الأركان العامة ومحيط القصر الرئاسي — في 15 يوليو، وفق ما أكّدته وكالة الأنباء السورية "سانا". لكن السبب الحقيقي للتصعيد لم يكن في دمشق، بل في السويداء، حيث اندلعت اشتباكات دموية بين مسلحين دروز وعشائر بدوية في 13 يوليو، خلفت أكثر من 30 قتيلاً وأكثر من 100 جريح. والآن، يقف جنبلاط بين نارين: نار التدخل الإسرائيلي، ونار الانقسام الداخلي الذي تغذيه قيادات محلية متشددة.
الحرب على الذريعة: كيف تُستخدم "حماية الدروز" كغطاء للعدوان؟
منذ احتلال إسرائيل لمعظم هضبة الجولان عام 1967، لم تتوقف حملات التدخل في جنوب سوريا. لكن في الأشهر الأخيرة، تحوّلت هذه التدخلات إلى حملة منظمة، تُبرّرها بـ"حماية الطائفة الدرزية". جنبلاط، الذي تواصل مع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الداخلية أنس خطاب، يرى في هذه الذريعة خدعة استراتيجية. "إسرائيل لا تعرف حدوداً، لا في السياسة ولا في العنف،" كما قال في مقابلة مع قناة الجزيرة في 18 يوليو. ويشير إلى أن إسرائيل استغلّت الفوضى التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد أواخر 2024، لتمتدّ إلى المنطقة العازلة المتاخمة للجولان، وتوسّع وجودها العسكري والسياسي في السويداء.
لكن الواقع على الأرض يُناقض هذه الرواية. فمنذ 14 يوليو، دخل الجيش السوري السويداء، وفرض سيطرته على المدن الكبرى، بينما شنت إسرائيل غارات جوية على نفس المدينة — دون أن تُعلن أي هدف عسكري محدد. هذا التناقض لا يُفهم إلا كمحاولة لخلق فراغ أمني، ثم تقديم نفسها كـ"الحل". جنبلاط يُسمّي هذا "الفخ الإسرائيلي"، ويحذر من أن أي تدخل خارجي، مهما بدا "حميّاً"، هو في جوهره تفكيك للهوية السورية.
الصراع الداخلي: من يتحكم في مصير السويداء؟
السويداء ليست قطعة أرض فارغة. هي مهد لثلاثة رؤساء روحانيين للطائفة الدرزية: الحكمت الهجري، وحمود الحناوي، ويوسف الجربوع. لكن بعد اتفاق أمني تم التوصل إليه بين الحكومة السورية والمشايخ، رفض الحكمت الهجري التوقيع، معلناً: "نستمر في القتال حتى تحرير السويداء من هذه العصابات". هذا الرفض ليس عفويًا. هو تعبير عن انقسام عميق داخل الطائفة، يُغذيه تمويل خارجي، وخطاب طائفي مُضخّم.
جنبلاط، الذي يرى في السويداء "جزءاً لا يتجزأ من سوريا مثل حمص وحماة"، يدعو إلى حوار واسع مع الفاعليات المحلية، لا لفرض حلّ، بل لاستعادة الثقة. "الهجري حتى هذه اللحظة يرفض الحوار،" قال في تصريح لصحيفة العربي 2 في 17 يوليو. وهو يُلمّح إلى أن بعض القيادات الروحية تُستخدم كأداة لتمكين المخططات الإسرائيلية، عبر تضخيم التوتر بين الدروز والبدو، وتحويل صراع اجتماعي إلى حرب طائفية.
الحل السياسي: لا حماية خارجية، فقط سيادة سورية
ما يميز موقف جنبلاط ليس فقط رفضه للتدخل الإسرائيلي، بل تمسكه بحلّ واحد: سيادة الدولة السورية. "مستقبل السويداء يجب أن يُصان عبر حل سياسي سلمي تحت رعاية الدولة السورية،" أكّد في 16 يوليو. وهو يشير إلى أن الاتفاق الأمني الذي تم التوصل إليه — والذي يشمل نشر حواجز أمنية من الشرطة المحلية وتأمين طريق دمشق-السويداء — هو نموذج ناجح، لو تم تطبيقه بحزم.
لكن المشكلة ليست فقط في السلاح، بل في الخطاب. فمنذ سنوات، تُروّج بعض الجهات لفكرة تحويل الدروز من طائفة عربية إلى "قومية" منفصلة. جنبلاط يرى في هذا المشروع تهديداً وجودياً. "الدروز عرب، وانتماؤهم لسوريا ليس خياراً، بل هو جزء من تاريخهم،" قال في مقابلة مع التلفزيون العربي. وهو يحذر من أن أي محاولة لوضع الدروز في مواجهة العرب المسلمين هي خدعة قديمة، استُخدمت في لبنان وسوريا والعراق، لتقويض الوحدة الوطنية.
الخطوات القادمة: هل يمكن تجنب حرب أهلية جديدة؟
الوضع في السويداء لا يزال متقلباً. فبعد اشتباكات 13 يوليو، تجددت الهجمات من قبل العشائر البدوية، وفق جنبلاط. ورغم نشر قوات الأمن، لا تزال بعض المناطق خارج السيطرة. لكن هناك إشارات إيجابية: فالأهالي في قرى جبل العرب يطالبون بالعودة إلى الحياة الطبيعية، ويرفضون أن يُحولوا إلى ساحة صراع.
الحكومة السورية، بدعم من جنبلاط، تسعى لتوسيع دائرة الحوار، وتشجيع المصالحات بين العشائر. كما تُعيد تأهيل المدارس والمستشفيات التي تضررت خلال الاشتباكات. لكن كل هذا يعتمد على توقف الغارات الإسرائيلية. فحتى لو نجح الحوار المحلي، فما لم يتوقف التدخل الخارجي، فلن يُبنى شيء على رمال متحركة.
ما الذي تغيّر منذ 2024؟
قبل سقوط نظام الأسد، كانت الدولة السورية تُسيطر على السويداء بقبضة حديدية، لكنها كانت تُحافظ على استقرارها. اليوم، بعد الفراغ السياسي، صار الصراع على الهوية أشدّ حدة. إسرائيل لم تعد تكتفي بقصف الجولان — بل تُحاكي تكتيكاتها في غزة وجنوب لبنان: تفكيك المجتمع من الداخل، ثم تقديم نفسها كـ"المنقذ".
جنبلاط، الذي تولّى قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي لعقود، يعرف هذا السيناريو جيداً. في الثمانينات، استخدمت إسرائيل نفس الذريعة في جنوب لبنان. واليوم، تعيد نفس اللعبة في سوريا. لكن هذه المرة، هناك من يرفض أن يُخدع.
أسئلة شائعة
لماذا ترفض إسرائيل حماية الدروز في السويداء؟
إنه لا يُقصد بالحماية، بل بالاستغلال. إسرائيل لا تُرسل جنوداً لحماية الدروز، بل تُستخدم هذه الذريعة لتبرير غاراتها على المنشآت السورية، وتُغذي الصراعات الداخلية بين العشائر والدروز، مما يُضعف الدولة السورية ويُمكّنها من التمدد في الجنوب. التقارير تُظهر أن معظم الضحايا في السويداء هم من المدنيين، وليس من مقاتلين إسرائيليين.
ما دور جنبلاط في الأزمة السورية؟
جنبلاط ليس طرفاً مباشراً في النزاع، لكنه أحد أبرز المُحذّرين من التدخل الإسرائيلي في سوريا. عبر تواصله مع القيادات السورية، ودعوته للحوار الداخلي، يلعب دور الوسيط الموثوق، خاصةً أن الدروز في لبنان وسوريا ينظرون إليه كصوت معتدل. موقفه لا يخدم أي طرف خارجي، بل يسعى لاستعادة السيادة السورية.
لماذا رفض الشيخ الحكمت الهجري الاتفاق الأمني؟
الشيخ الهجري، وهو من أبرز الوجهاء الروحانيين في جبل العرب، يرى أن الجيش السوري لا يملك القدرة على حماية السويداء من التهديدات الخارجية، ويُصرّ على مواصلة القتال حتى "تحرير" المنطقة. لكن مصادر محلية تشير إلى أن موقفه مدعوم من جهات خارجية تسعى لاستمرار الفوضى، وليس لحماية السكان. هذا الموقف يُناقض رأي أغلبية المشايخ، الذين يدعمون الحل السياسي.
هل هناك خطر تحويل الدروز إلى قومية منفصلة؟
نعم، هذا المخطط موجود، ويدعمه بعض الممولين الأجانب. لكنه يُواجه رفضاً شعبياً واسعاً في السويداء، حيث يُعتبر الدروز جزءاً من النسيج العربي السوري. حتى في لبنان، لا توجد حركة درزية تطالب بالانفصال. جنبلاط يرى أن هذه المحاولات تُشبه سياسات الاستعمار التي فرّقت الشعوب لتفكيك وحدتها، وهي خطر على استقرار المنطقة بأكملها.
ما تأثير الغارات الإسرائيلية على المدنيين في السويداء؟
الغارات لم تستهدف مراكز عسكرية فحسب، بل سببت دماراً في مناطق سكنية، وأجبرت مئات العائلات على النزوح. وفق تقارير منظمة الصحة العالمية، هناك 12 مدرسة وثلاثة مراكز صحية تضررت بشكل مباشر. لا توجد تقارير إسرائيلية تُثبت أن هذه الأهداف كانت عسكرية، مما يثير تساؤلات حول نية الهجوم: هل هو ترهيب؟ أم تمهيد لاحتلال جديد؟
ما هي خطوات المجتمع الدولي لحل الأزمة؟
حتى الآن، لم يُبادر أي طرف دولي بمبادرة جادة. الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اكتفيا ببيانات إدانة عامة، بينما رفضت روسيا التدخل. الصين لم تُعلّق. هذا الصمت يُفسّر كتغاضٍ عن التوسع الإسرائيلي، ويُعزز شعور السوريين بأنهم وحدهم يتحملون مسؤولية حماية سيادتهم — وهو ما يدفع جنبلاط لتأكيد أن الحل لا يمكن أن يكون إلا سوريًا، داخليًا، وسِلميًا.
إكرام جلال
يا جماعة، شفنا إسرائيل تقول إنها تحمي الدروز؟ بس خلينا نشوف اللي بيحصل فعلاً: غارات على مدارس ومستشفيات، وناس بتنزح من بيوتها، ومش حدا بيسأل عن شو بيحصل للدروز؟! هالكلام كله ورق، واللي يصدقه يبقى مخه في جيبه 😅
mahmoud fathalla
أنا أتفق مع جنبلاط، تمامًا!! إسرائيل مش بتحمي أحد، هي بتفتّح فُتُوحات جديدة، وتخلي الناس تتصارع بين بعضهم عشان تقدر تدخل وتسيطر... وده مش جديد، خلينا نرجع لعام 1982، نفس السيناريو، نفس الذرائع، نفس الخيانة!!
الدروز عرب، وانتمائهم لسوريا مش خيار، هو تاريخ، هو دم، هو أرض... ومش هنسمح لأي حد يفصلنا عن وطننا، ولا حتى لو جابوا لهم شهادات نوبل!!
اللي بيدعم الهجري؟ شوفوا مين يموله، وشلون بيدفع له، وشلون بيحولوا صراع عشائري لحرب طائفية... ده مخطط قديم، بس بيتكرر بذكاء مريض!!
الحل؟ الدولة السورية، والحل السياسي، والحوار، والعدالة، والعدالة، والعدالة... مش غارات، ولا دعم خارجي، ولا شعارات فارغة!!
الله يخلي سوريا، ويخلي السويداء، ويخلي كل بلد عربي من هالحروب المُصطنعة!!
Abdeslam Aabidi
أنا من السويداء، وشوفت بعيني كل شيء... الناس متعبة، مرهقة، مخاوفها من التدخل الخارجي، لكن أكتر من كده، مخاوفها من بعضها البعض.
العشائر والدروز، كانوا جيران، وبياكلوا من نفس الطبق، وبيتشاركوا في الأعراس والمواسم... بس بعد 2024، بدأوا يسمعون كلام يفرق بينهم، كلام من برا، بفلوس، وبأجندات.
جنبلاط محق، لكنه مش وحيد... فينا ناس كتير، مش مشايخ، ولا ضباط، ولا سياسيين، بس بسّاطة، نحن نرفض أن نكون أدوات.
اللي يحب سوريا، يحب السويداء، يحب الدروز، يحب البدو... كلهم أبناء واحد، ومش هنسمح للي بيحاولوا يفرقونا ينجحون.
الحل فينا، في صوتنا، في مصالحاتنا، في مدارسنا اللي بنبنيها من جديد، في مستشفياتنا اللي بنتعاون نrepairها...
بس لازم يتوقف القصف... قبل ما يصير كل شيء مهدم، حتى القلوب.
Nouria Coulibaly
يا جماعة، أنا بس أقول: انتوا محتاجين توقفوا تضييع الوقت في الكلام، وابدأوا تتحركوا! المدارس محتاجة إصلاح، المستشفيات محتاجة أدوية، الناس محتاجة أمل!
جنبلاط قال الحل، فلماذا نستمع وننتظر؟ ننزل نشارك في المصالحات، ندعم القيادات اللي بتدعم الوحدة، ننشر صورنا من السويداء ونحن بنتعاون، نكتب نصوص، نعمل فيديوهات، نوصل الصوت!
الإسرائيلي مش هيتراجع إلا لو شاف أننا متحدون، متشبثين، ومش مسمحين له يلعب بنا!
يا أهل السويداء، أنتم أقوى مما تظنون... نحن معكم، ونثق بكم، ونفخر بكم!! 💪❤️