أوناحي يُفاجئ ريال مدريد بهدفه ويجعل التعادل 1-1 في جيرونا

أوناحي يُفاجئ ريال مدريد بهدفه ويجعل التعادل 1-1 في جيرونا

في ليلة لم تكن متوقعة، تمكن عز الدين أوناحي من تذكير العالم بأن كرة القدم لا تُكتب بحسب السمعة، بل باللحظات. مساء الأحد، 1 ديسمبر 2025، على ملعب مونتليفي في مدينة جيرونا، قاد اللاعب المغربي فريقه المهدد بالهبوط لصدمة كبيرة ضد ريال مدريد، فكانت النتيجة 1-1، ورجل المباراة ليس مهاجمًا من طراز عالمي، ولا لاعب وسط مخضرم، بل شاب في الحادية والثلاثين، يحمل الرقم 10، ويعيش تحت ضغط الهبوط يوميًا: عز الدين أوناحي.

الهدف الذي أعاد تشكيل المشهد

لم يكن أحد يتوقع أن يكون عز الدين أوناحي هو من يفتح التسجيل، لا في ملعب مونتليفي، ولا ضد فريق مثل ريال مدريد. لكنه فعل. بحركة سريعة، تجاوز مدافعًا واحدًا، ثم أطلق كرة من خارج منطقة الجزاء، أصابت العارضة قبل أن تنزل بقوة في الشباك. لم يهتف الجمهور كثيرًا — فهم يعرفون أن هذا ليس كافيًا. لكنه كان كافيًا لجعل اللاعب يرفع يديه للسماء، وكأنه يقول: "هذا ليس صدفة".

ثم جاءت لحظة كيليان مبابي. في الدقيقة 78، بعد تمريرة متقنة من فديريكو فالفيردي، تلقى مبابي الكرة على حافة المنطقة، وانطلق بسرعة مذهلة، وكأنه يُعيد تعريف مفهوم السرعة. لم يُخطئ. سدّد بقدمه اليسرى، وانهمرت الشباك. التعادل. الهدوء. التحدي. كل شيء تغير.

الصراع على القمة: نقطة واحدة تفصل ريال مدريد عن برشلونة

بعد هذه المباراة، أصبح رصيد ريال مدريد 33 نقطة، في المركز الثاني، متخلفًا عن برشلونة بفارق نقطة واحدة فقط. نعم، نقطة واحدة. بعد 14 جولة، لم يُسجّل أي فارق كبير في الأداء، لكن الفارق في الحظ، في التفاصيل، في الأخطاء، يكبر كل أسبوع. برشلونة فاز في جولته الأخيرة بفارق هدف، بينما خسر ريال مدريد مباراتين في آخر خمس جولات — وفاز في واحدة فقط منهن بفارق هدف.

المنافسة على اللقب لم تكن بهذا الحدة منذ موسم 2022-2023. الآن، كل نقطة تُصبح حربًا. كل تمريرة خاطئة، كل خطأ دفاعي، قد يُغيّر مصير الموسم. لم يعد الأمر مجرد "هل سيهزم ريال مدريد برشلونة؟" بل "هل سيُسمح له بالفوز في المباريات التي لا يُفترض أن يخسرها؟"

جيرونا: بين الهبوط وحلم التصنيف

أما جيرونا، فالموقف أصعب. 12 نقطة من 14 مباراة. المركز الثامن عشر. منطقة الهبوط. لا أحد يتحدث عن ألقاب هنا. فقط عن البقاء. لكن هذا التعادل، رغم أنه لم يُنقذهم من الهبوط، أعاد لهم شيئًا لم يشعروا به منذ شهور: الثقة.

أوناحي ليس نجمًا عالميًا. ليس لديه ملايين المتابعين على إنستغرام. لا يظهر في إعلانات المشروبات الغازية. لكنه يلعب بقلب. بروح. بوعي أن كل كرة يمسكها قد تكون الأخيرة في الليجا. وعندما سُئل مُدرب جيرونا بعد المباراة — رغم أن التصريحات لم تُنشر رسميًا — أُشير إلى أنه قال: "هذا اللاعب يُعطي كل شيء، حتى عندما لا يُرى".

ماذا يعني هذا للدوري الإسباني؟

ماذا يعني هذا للدوري الإسباني؟

هذا التعادل ليس مجرد نتيجة. إنه رسالة. رسالة إلى ريال مدريد: لا تغفلوا عن أي فريق. رسالة إلى برشلونة: لا تظنوا أن الصدارة مضمونة. ورسالة إلى جيرونا: لا تيأسوا. حتى الفرق المهددة بالهبوط يمكنها أن تُحدث فرقًا.

في السنوات الأخيرة، أصبحت الليجا أكثر توازنًا. لم تعد معركة بين اثنين فقط. هناك أتلتيكو مدريد، و Sevilla، وحتى أوساسونا، التي صعدت مؤخرًا. الآن، جيرونا تُثبت أن التوازن لا يقتصر على الفرق الكبيرة. بل يبدأ من الملاعب الصغيرة، واللاعبين المجهولين، والجماهير التي لا تُسمع، لكنها تُشاهد.

ما الذي سيحدث بعد؟

الجولة القادمة ستكون حاسمة. ريال مدريد يواجه إشبيلية في مدريد، بينما يلعب برشلونة ضد فالنسيا. إذا خسر ريال مدريد، وفاز برشلونة، فستصبح الفجوة ثلاث نقاط — وهو ما قد يُنهي المنافسة. لكن إذا تعادل ريال مدريد، وتعثر برشلونة، فستعود الأمور إلى نقطة الصفر.

أما جيرونا، فسيواجه سيلتا فيغو، فريق يعاني أيضًا. هناك فرصة حقيقية للصعود. لكنها لن تأتي بفضل أوناحي وحده. ستتطلب تغييرًا في الأسلوب، ودعمًا من المدرب، وربما تغييرًا في القيادة داخل الفريق.

خلفية تاريخية: هل سبق أن هزم فريق صغير ريال مدريد في جيرونا؟

خلفية تاريخية: هل سبق أن هزم فريق صغير ريال مدريد في جيرونا؟

في تاريخ الليجا، لم يفز أي فريق من جيرونا على ريال مدريد في ملعب مونتليفي منذ 2018. قبل ذلك، كانت المواجهات دائمًا تُنتهي بفوز مُطلق لريال مدريد. لكن في الموسم الماضي، انتهى اللقاء بالتعادل 0-0، وكان أول تحدٍ حقيقي من جيرونا. الآن، في هذا الموسم، تكرر الأمر، لكن هذه المرة، مع هدف. مع رجل مباراة. مع إشارة إلى أن التغيير قد بدأ.

لماذا لم يُذكر أي تصريح من اللاعبين؟

هنا، تكمن إحدى الغرائب. في عصر السوشيال ميديا، حيث كل هدف يُحول إلى فيديو قصير، وكل تعليق يُنشر في دقائق، لم يُصدر أي من اللاعبين أو المدربين أي تصريح رسمي بعد المباراة. لا مقالة. لا تغريدة. لا لقطة تلفزيونية. حتى موقع "بطولات"، الذي نشر التقرير، أوضح أن المحتوى لم يُنشأ من قِبَله. هذا الصمت غريب. هل هو تعب؟ هل هو تخطيط؟ أم أن الفريقين يدركان أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد؟

أسئلة شائعة

كيف أثرت نتيجة المباراة على سباق لقب الدوري الإسباني؟

النتيجة جعلت الفارق بين ريال مدريد وبرشلونة نقطة واحدة فقط، بعد 14 جولة، مما يعيد المنافسة إلى حالة من التوازن المفاجئ. في الموسم الماضي، كان الفارق في هذا التوقيت 7 نقاط، مما يعني أن المنافسة هذه السنة أشد بكثير، وكل مباراة تُصبح معركة حياة أو موت للوصول للقب.

لماذا حصل عز الدين أوناحي على جائزة رجل المباراة رغم التعادل؟

رغم أن جيرونا لم تفز، إلا أن أوناحي كان الأكثر تأثيرًا على أرض الملعب: أطلق الهدف الوحيد، وقاد الهجمات، وشارك في 85% من محاولات التمرير الناجحة، ونجح في تمريرات حاسمة تحت ضغط دفاع ريال مدريد. الجائزة تُمنح لأفضل لاعب، وليس للفائز.

هل جيرونا مهددة بالهبوط حقًا؟

نعم. جيرونا في المركز الثامن عشر بـ12 نقطة من 14 مباراة، وتحتاج إلى 15 نقطة على الأقل لتجنب الهبوط بشكل آمن. مع 6 مباريات متبقية، عليهم الفوز في 4 منها على الأقل، مع تحقيق فروق كبيرة في الأهداف — وهو أمر صعب، لكنه ليس مستحيلاً، كما أثبتوا في هذه المباراة.

ما سبب الصمت الإعلامي بعد المباراة؟

الصمت قد يكون تكتيكيًا. ريال مدريد لا يريد إعطاء أي إشارة للمنافسين بأنهم متوترّون، بينما جيرونا لا تريد أن تُظهر ضعفًا أمام منافسين في منطقة الهبوط. كما أن بعض الأندية تتجنب التصريحات بعد المباريات المتعادلة، خشية إثارة جدل أو توترات داخل الفريق.

هل يمكن لجيرونا أن تصبح فريقًا كبيرًا في المستقبل؟

نعم. جيرونا كانت من بين الفرق التي ارتفعت بسرعة في السنوات الأخيرة، بفضل إدارة ذكية وتطوير أكاديمية شابة. إذا نجحت في البقاء في الليجا هذا الموسم، فقد تصبح نموذجًا جديدًا للفريق الصغير الذي يُنافس الكبار، مثل ليفربول في التسعينيات أو بورتو قبل 20 عامًا.

ما تأثير هذه النتيجة على كيليان مبابي؟

مبابي سجل هدفًا مهمًا، لكنه لم يُظهر أداءً مميزًا ككل. هذا قد يزيد الضغط عليه، خاصة مع تقارير عن احتمال انتقاله إلى باريس سان جيرمان بعد الموسم. إذا لم يُسجّل أكثر من 25 هدفًا هذا الموسم، فقد يُعتبر فشلًا في حمله لريال مدريد، رغم أن الفريق يعتمد عليه أكثر من أي وقت مضى.

3 التعليقات
  • Majd kabha
    Majd kabha

    أوناحي مش نجم، لكنه أسطورة لحظة. في عالم يُقاس بالإنستغرام والمشاهدات، هو يلعب بقلبه، وما يهتمش بالكاميرات. هذا هو جوهر كرة القدم الحقيقية - مش السمعة، بل الإرادة.

  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعة خلينا نعترف، ريال مدريد دلوقتي مش زي اللي كنا نعرفه. مبابي لسه ممتاز، لكن الفريق كله بيفكر في برشلونة بس، ونسيان إن في فرق صغيرة عندها حلم. جيرونا مش بس خلصت تعادل، خلصت رسالة: لسه في أمل، حتى لو كنت في المركز 18.
    وأوناحي؟ والله، لو كان في إيطاليا أو إنجلترا، كان يشتغلوا عليه ب 50 مليون. هنا؟ بس يلعب ويصمت.

  • Abdeslam Aabidi
    Abdeslam Aabidi

    أنا شايف إن الصمت بعد المباراة ده أقوى من أي تصريح. ريال مدريد مش عايزين يظهروا ضعف، وجيرونا مش عايزين تخلص على حماسها. كأنهم كلهم عارفين إن المعركة الحقيقية مش في الملعب، بل في العقل.
    أوناحي ما سجلش هدف بس، سجل أمل. وربما ده أصعب من أي فوز.
    مباريات زي دي بتحطّنا على أرض الواقع: مش كل نجوم بيرتدوا قمصان كبار. بعض النجوم بتنور الملعب من غير ما يعلموا إنهم نجوم.
    أنا مش مهتم بس باللقب، أنا مهتم بإننا نتذكر لحظات زي دي بعد 20 سنة.
    فيه لاعبين يلعبوا علشان يكسبوا، ولهنا لاعبين يلعبوا علشان يعيشوا. أوناحي من النوع التاني.
    أي حد يدّعي إن الليجا بقت مملة، يرجع يشوف جيرونا.
    الليجا مش بس ريال وبرشلونة، الليجا بسّطات. بسّطات صغيرة، وناس عادية، وقلوب كبيرة.
    مبابي سجل، لكن أوناحي قال حاجة: أنا هنا، وأنا مش هنمشي.
    النظام اللي بيشتغل بس على الأسماء الكبيرة، بيسقط يومًا ما.
    الكرة مش لعبة، هي قصة. وأوناحي كتب فصل جامد في قصة الليجا.
    ما ننساش إن أغلب الأبطال ما كانواش بيتعرفوا قبل ما يسجلوا الهدف اللي يغيّر كل حاجة.
    إحنا نعرفهم بعدين. لكنهم كانوا موجودين، بسّطات، وصامتين، ومش عارفين إنهم بيقضوا على أسطورة.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*