فلسطين وسوريا تتأهلان لربع نهائي كأس العرب 2025 بعد تعادل سلبي وخروج تونس وقطر

فلسطين وسوريا تتأهلان لربع نهائي كأس العرب 2025 بعد تعادل سلبي وخروج تونس وقطر

في لحظة تاريخية لم تُسجل من قبل، تأهل منتخب فلسطين إلى ربع نهائي كأس العرب 2025الدوحة بعد تعادله السلبي 0-0 مع منتخب سوريا في الجولة الأخيرة من المجموعة الأولى، الأحد 7 ديسمبر 2025. لم يكن التعادل مجرد نتيجة، بل كان مفتاحاً لإنجازٍ لم يُحقق منذ نشأة البطولة: أول تأهل لفلسطين إلى ربع نهائي كأس العرب. وفي الوقت نفسه، تأهلت سوريا بذكاء دفاعي وصلابة نادرة، بينما انتهى مشوار تونس وقطر في ذيل الترتيب، رغم أن الأخيرة كانت البلد المضيف.

التعادل الذي غير مصير المجموعة

لم تكن المباراة بين فلسطين وسوريا مباريات المجموعات العادية. كانت معركة من أجل البقاء، وربما الأهم: من أجل التاريخ. فلسطين، التي فازت على قطر 1-0 في الافتتاحية، وتعادلت 2-2 مع تونس، جاءت بروح مقاتلة، تسيطر على الكرة وتُجبر الخصم على الدفاع. سوريا، من جهتها، اعتمدت على تكتيكٍ مُحكَم: دفاع مُتَصَلِب، وهجمات مرتدة سريعة، أتت بثمارها في فرصة خربين في الدقيقة 8، وفرصة أخرى في الدقيقة 45، لكن الحارس الفلسطيني سليمان خالد أنقذ الفريق بإنقاذاتٍ مذهلة.

النتيجة 0-0 لم تُشعر الجمهور بالملل، بل بالتوتر. كل تمريرة، كل تدخل، كل ركلة ركنية كانت تُحسّب. وعندما أُنهيت المباراة، ارتفع صوت الجماهير الفلسطينية في المدرجات، بينما احتضن لاعبو سوريا بعضهم البعض، مدركين أنهم حققوا ما لم يُحقق منذ عقود.

الترتيب النهائي للمجموعة الأولى: فلسطين تتصدر بفارق الأهداف

  • فلسطين: 5 نقاط (فوز 1-0 على قطر، تعادل 2-2 مع تونس، تعادل 0-0 مع سوريا)
  • سوريا: 5 نقاط (فوز 1-0 على تونس، تعادل 1-1 مع قطر، تعادل 0-0 مع فلسطين)
  • تونس: 4 نقاط (خسارة 1-0 من سوريا، تعادل 2-2 مع فلسطين، فوز 3-0 على قطر)
  • قطر: نقطة واحدة (خسارة 1-0 من فلسطين، تعادل 1-1 مع سوريا، خسارة 3-0 من تونس)

الفارق بين فلسطين وسوريا؟ الأهداف المسجلة. فلسطين سجلت 3 أهداف، وسوريا سجلت 2. هذا الفارق البسيط هو ما منح فلسطين الصدارة. ورغم أن تونس فازت على قطر بثلاثية نظيفة في المباراة الأخيرة، إلا أن ذلك لم يكفي لتجاوز سوريا، لأنها خسرت مباراتين سابقتين.

الخروج المفاجئ لتونس وقطر: متى تغيرت المعادلة؟

كان الجميع يتوقع أن تونس ستتصدر المجموعة، خاصة بعد فوزها الكبير على قطر. لكنها خسرت في البداية أمام سوريا، وتعادلت مع فلسطين بنتيجة مثيرة، مما كلفها المركز الثاني. أما قطر، البلد المضيف، فلم تكن مجرد فريق مُستضيف، بل كانت تُعد من أبرز المرشحين. لكنها خسرت مباراتين، وتعادلت في واحدة، وفشلت في إنتاج أي تهديد حقيقي. لم تُسجل سوى هدف واحد في ثلاث مباريات. هنا، تكمن المفاجأة: حتى المضيف لا يُعفى من صرامة المنافسة.

الانجاز الفلسطيني: أول تأهل في التاريخ

لم يكن تأهل فلسطين مجرد نجاح رياضي. كان رسالة سياسية واجتماعية. في ظل الحصار، والقيود، وغياب البنية التحتية، وصلت فلسطين إلى ربع نهائي بطولة عربية تضم 22 دولة. هذا لم يحدث من قبل. في تاريخ كأس العرب، الذي يعود إلى 1963، لم تتجاوز فلسطين دور المجموعات إلا مرتين، ولم تصل أبداً إلى هذه المرحلة. اليوم، أصبحت جزءاً من التاريخ. لاعبوها، الذين يتدربون في ملاعب مهترئة، يواجهون الآن فرقاً تمتلك مراكز تدريب حديثة، وطواقم طبية، ودعم حكومي لا يُضاهى.

سوريا: صمودٌ في ظل الظروف

سوريا، التي تمر بحربٍ مستمرة منذ أكثر من 14 عاماً، أرسلت فريقاً من لاعبين مُشتتين بين المخيمات، والمنافي، والأندية العربية. لم يكن لديهم تدريبات جماعية لأشهر. لم يكن لديهم طاقم طبي كامل. لكنهم حافظوا على صفاء العقل، ووضعتهم مهارة مدربهم خالد عيسى في دائرة الضوء. فوزهم على تونس، وتعادلهم مع قطر، وصبرهم أمام فلسطين — كلها مراحل تُثبت أن الرياضة لا تعرف حدوداً.

ما الذي ينتظر الفريقين في ربع النهائي؟

سيواجه منتخب فلسطين الفائز من المجموعة الخامسة، الذي يملك 6 نقاط — على الأرجح المغرب، الذي يُعد من أقوى المنتخبات في البطولة. أما منتخب سوريا، فسيواجه الجزائر في استاد 974 جنوب الدوحة، يوم الاثنين 8 ديسمبر 2025. مباراة ستشهد احتفالات كبيرة، حتى لو لم تكن في المدرجات، بل في الشوارع، وفي المنازل، وفي المخيمات.

البث المباشر وتفاعل الجماهير: رقمٌ يُدهش

البث المباشر لمباراة فلسطين وسوريا على قناة الكأس الرياضية على يوتيوب حقق 7.4 مليون مشاهدة — وهو رقمٌ يفوق مباريات كبرى في البطولات الأوروبية. 65 ألف إعجاب، و1.28 مليون متابع جديد في القناة خلال 24 ساعة. هذا ليس فقط اهتمامًا رياضيًا، بل هو انتماء. الناس لم يشاهدوا مباراة، بل شاهدوا أملًا.

أسئلة شائعة

لماذا يعتبر تأهل فلسطين إنجازًا تاريخيًا؟

لأنه أول مرة في تاريخ كأس العرب منذ انطلاقها عام 1963، تنجح فلسطين في تجاوز دور المجموعات. في مباريات سابقة، لم تتجاوز فلسطين مرحلة المجموعات إلا مرتين، وكانت دائمًا تُنهي مشوارها بخسارة أو تعادل دون تأهل. اليوم، بفضل صمود اللاعبين وذكاء التكتيك، أصبحت فلسطين أول فريق فلسطيني يصل إلى ربع نهائي البطولة، وهو إنجاز يُعادل فوزًا في كأس العالم من حيث الرمزية.

كيف تأهلت سوريا رغم ضعف البنية التحتية؟

بفضل التكتيك الصارم للمدرب خالد عيسى، الذي ركز على الدفاع المنظم والهجمات المرتدة، واعتماده على لاعبين متمرسين في الخارج، مثل مهاجم الفريق خربين، الذي يلعب في لبنان. كما أن الدعم المالي من الجالية السورية في الخليج سمح بتأمين تذاكر السفر، وتدريبات قصيرة قبل البطولة. لم يكن لديهم مراكز تدريب، لكنهم امتلكوا إرادة.

ما الذي أدى إلى خروج تونس رغم فوزها على قطر؟

تونس خسرت مباراتها الأولى أمام سوريا 1-0، وتعادلت 2-2 مع فلسطين، ما منحها 4 نقاط فقط. رغم فوزها 3-0 على قطر في المباراة الأخيرة، فإن فارق الأهداف لم يكن كافيًا لتجاوز سوريا، التي سجلت هدفين فقط، لكنها لم تخسر أي مباراة. في المجموعات، النقاط أولاً، ثم فارق الأهداف — وسوريا تفوقت بفارق الأهداف بسبب تفوق فلسطين عليها، لكن تونس لم تُسجل سوى هدفين في مباراتين، بينما سجلت سوريا هدفين في مباراتين أيضًا، لكنها فازت في واحدة.

هل يمكن لفلسطين أن تصل إلى النهائي؟

الاحتمال وارد، لكنه صعب. فلسطين ستواجه المغرب، أحد أقوى المنتخبات في البطولة، الذي فاز بجميع مبارياته في المجموعة الخامسة. لكن فلسطين أثبتت أنها لا تخشى الكبار. إذا استمرت في التكتيك الدفاعي الذكي، واستغلت الأخطاء في الهجمات المرتدة، فقد تُحدث مفاجأة. في كرة القدم، أحيانًا يفوز الأقل حظًا بقلوبهم، لا بمواهبه.

ما تأثير هذه النتائج على الكرة العربية؟

هذه البطولة أثبتت أن كرة القدم العربية ليست حكرًا على الدول الغنية. فلسطين وسوريا، اللتان تعانيان من أزمات سياسية واقتصادية، تقدمان أداءً يُحترم. هذا يُعيد تشكيل صورة البطولة، من مجرد مسابقة للدول المهيمنة، إلى منصة للصمود والإنجاز. ربما هذا هو الدرس الأكبر: الرياضة لا تُقاس بالميزانيات، بل بالإرادة.

3 التعليقات
  • Nefertiti Yusah
    Nefertiti Yusah

    ما شفنا هاللحظة من قبل. فلسطين بس بس تلعب وتُثبت إنها مش مجرد فريق، هي رمز. كل لاعب في الفريق له قصة تخلّي القلب يقف. ماشي على ملعب مهترئ، بس قلبه كبير زي البحر. ما يحتاجوا مراكز تدريب، يحتاجوا فقط فرصة. واليوم، أعطوهم الفرصة، وخلّوا العالم يشوف إن الإرادة أقوى من كل شيء.
    ما بنسى صوت الجماهير في المدرجات. كان صوت أمل، مش صوت فوز. هذا مش رياضة، هذا نضال.
    والله يا جماعة، لو عدنا نلعب كده في كل حاجة، الدنيا هتتغير.

  • mahmoud fathalla
    mahmoud fathalla

    سوريا؟ يا جماعة، سوريا بس تلعب بـ 7 لاعبين، وباقيهم في المخيمات أو في الخارج، وبس يروحوا يتدربوا 3 أيام قبل البطولة، ويعملوا تعادل 0-0 مع فلسطين؟! هذا مش رياضة، هذا معجزة! المدرب خالد عيسى لازم يُعطى جائزة نوبل في الإرادة، مش في كرة القدم! هم ما عندهم طاقم طبي، بس عندهم عقل، وعندهم قلب، وعندهم تاريخ! وأنا بقول لكم، لو كان عندنا نصف هالإرادة في بلدنا، كان كنا بنحول المدارس لجواهر، مش نبقي نشتكي من الكهرباء!

  • Abdeslam Aabidi
    Abdeslam Aabidi

    أنا شفت المباراة، وقلت: دي مش مباراة، دي صلاة. كل تمريرة كانت دعاء، كل تدخل كان صبر، وكل إنقاذ كان إيمان. فلسطين وسوريا ما خسروا، خلاص. حتى لو ما وصلوا لنهائي، خلاص كسبوا. خلاص صاروا أبطال. ما في أحد يقدر يأخذ منك إنجازك لما تبنيه من صبر ودموع. هالبطولة ما كانت عن الأهداف، كانت عن القلوب اللي ما تموت. شكرًا يا فلسطين، شكرًا يا سوريا، شكرًا على إنكم خلّيتم العالم يشوف إن الإنسانية ما تموت، حتى لو في ظل الحروب.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*