خريبين يُحيي سوريا بهدف أسطوري في الدقيقة 90 لتعادل مذهل مع قطر 1-1 في كأس العرب 2025
في لحظة ستُخلَّد في ذاكرة كرة القدم العربية، أحرز اللاعب عمر خريبين هدفاً خارقاً في الدقيقة 90 ليعيد الأمل إلى منتخب سوريا ويُنهي مباراة مثيرة بالتعادل 1-1 ضد منتخب قطر في كأس العرب 2025ستاد خليفة الدولي بالدوحة. لم يكن مجرد هدف — كان انفجاراً من الفرح، صرخاتٌ تُهتز منها المدرجات، ودموعٌ تنسكب على وجوه أبٍ سوري في حلب، وشابٍ في بيروت، وطفلةٍ في بغداد تصرخ: "هو اللي رفعنا!"
الهدف الذي هزّ العالم العربي
في الدقيقة 77، سجل أحمد علاء هدفاً دقيقاً لقطر بعد تمريرة عرضية كأنها مرسومة بالقلم، ووصفها المعلقون بـ"وضعها وبلغها". لكن لم يمضِ سوى 13 ثانية حتى تحوّل الاستاد من جنازة إلى مهرجان. خريبين، الذي كان يُراقبه المدافعون كأنه ظلٌّ، ارتفع كأن الجاذبية توقفت له. كرة عابرة من الجناح، تمريرٌ متأخر، ثم ارتفاعٌ من فوق الجميع — كأنه يطير بجناحين. الكرة دخلت الشباك من أعلى الزاوية، وكأنها صاروخٌ كُتب له أن يُخلّد.
المعلقون في قناة AD Sports لم يكتفوا بالتعليق — تحوّلوا إلى شعراء. "هذا ليس هدفاً، هذا إعجاز!"، "هذا هدفٌ سيُدرس في كليات الكرة!"، "الله يا عمري، عمر خريبين ما بس لعب… هو عبّر عن سوريا كلها!". حتى المعلق في قناة YOUBY تكرر عبارة "الأسطورة، الأسطورة، الأسطورة" 17 مرة في 30 ثانية — وهي ممارسة نادرة في التعليق الرياضي، لكنها هنا لم تكن مبالغة، بل تعبيراً عن صدمة جماعية.
الجماهير: من المدرجات إلى الشوارع
في المدرجات، لم يبقَ أحد جالساً. الرجال قفزوا، النساء بكين، والأطفال رفعوا أعلاماً ممزقة من شدة التصفيق. لكن الأجمل كان خارج الاستاد. في دمشق، توقفت السيارات في شارع حلب، وانطلق الناس من المنازل يغنون ويرقصون. في بيروت، احتشد المئات أمام شاشات عملاقة في ساحة النجمة، وصرخوا باسم خريبين كأنه اسم مسيح. في القاهرة، اندلعت احتفالات في منطقة الزمالك، وفي الخرطوم، توقفت الأسواق لحظاتٍ لسماع التعليق. لم يكن مجرد فوز — كان تذكيراً بأن سوريا لا تزال حية، حتى في لحظاتٍ يُفترض أن تكون أقسى.
الفيديو الذي نشرته قناة صدى الملاعب حصد أكثر من 6.6 مليون مشاهدة في أقل من 24 ساعة، بينما تجاوزت مشاركات تويتر وانستغرام 2.3 مليون تفاعل. هاشتاغ #خريبين_الاسطورة تصدر العالم العربي، وتحول إلى ميمات، وقصائد، ورسوم كاريكاتورية. حتى بعض المدربين القطريين، بعد المباراة، اعترفوا: "لم نرَ مثل هذا الارتفاع من قبل. كان كأنه يلعب في فراغ".
التحكيم والضغط: مباراة تحت المجهر
أدار المباراة ماريو إسكوبار، الحكم المكسيكي ذو الخبرة، الذي واجه انتقادات لطيفة حول قراره بعدم إعطاء ركلة جزاء لسوريا في الدقيقة 63، لكنه لم يُخطئ في أي قرار جوهري. الدفاع القطري، الذي اعتاد على السيطرة، واجه مفاجأة: سوريا لم تلعب دفاعاً، بل هجوماً بروحٍ لا تُقهر. خريبين، الذي لم يسجل في المباراة السابقة، أصبح الآن رمزًا. لم يكن يلعب للفوز فقط — كان يلعب ليرفع رأس شعبٍ يُحاصر من كل جانب.
ماذا يعني هذا لمسيرة سوريا في كأس العرب؟
التعادل لا يُنهي الحلم — بل يُعيد تشكيله. سوريا الآن في المركز الثاني في مجموعتها، وتحتاج إلى فوز واحد فقط في مباراتها القادمة ضد العراق لضمان الصعود. لكن الأهم من ذلك: معنويات الفريق ارتفعت كأنها طائرة. اللاعبون، الذين كانوا يُوصفون بـ"المحطمون" قبل البطولة، أصبحوا الآن يُطلق عليهم "النمور المتجددة". المدرب حسن سالم، الذي كان يواجه ضغوطاً كبيرة قبل المباراة، لم يُجب على أسئلة الصحافة — فقط قال: "الله يحفظهم. هم لم يلعبوا كلاعبين. لعبوا كأبطال".
خلفية: سوريا والكأس العربية
لم تفز سوريا بأي بطولة عربية منذ 1980، وغالباً ما كانت تُستبعد في المراحل الأولى. لكن في كأس العرب 2025، تغير كل شيء. لم تعد الجماهير تنتظر الفوز فقط — بل تنتظر اللحظات التي تعيد تعريف الهوية. في 2021، عندما خسرت سوريا 4-0 أمام السعودية، كان الجميع يتحدث عن نهاية عصر. لكن الآن، بعد هدف خريبين، يتحدث الجميع عن عودة. لا يُمكنك أن تُقاس قوة شعبٍ بنتائج البطولات فقط — بل بقدرته على أن يُضيء ظلامه بكرة تطير في الدقيقة 90.
ما الذي سيحدث بعد؟
السياحة الرياضية في سوريا بدأت تُناقش مجدداً، رغم الحرب. مسؤولون من مراكز تطوير الرياضة في الأردن والعراق يتحدثون عن إمكانية تنظيم معسكرات تدريبية مشتركة مع سوريا. أما خريبين؟ تلقى عروضاً من أندية في السعودية والإمارات، لكنه قال في مقابلة قصيرة بعد المباراة: "أنا لست هنا لأربح. أنا هنا لأُذكرهم أننا ما زلنا هنا".
أسئلة شائعة
كيف أثر هدف خريبين على معنويات المنتخب السوري؟
الهدف لم يُغيّر النتيجة فحسب، بل أعاد بناء الثقة. اللاعبون، الذين كانوا يُوصفون بـ"المحطمين" قبل المباراة، أصبحوا يتحدثون عن "العودة إلى الأصالة". المدرب حسن سالم أشار إلى أن الفريق بدأ يُمارس تمارينه بابتسامات، وهو أمر نادر في ظل الضغوط. حتى المدربون الأجانب في البطولة أشادوا بـ"الروح التي لم يُرَ مثلها منذ عقد".
لماذا يُعتبر هذا الهدف تاريخياً في السياق العربي؟
لأنه جاء في لحظة يُفترض فيها أن تكون سوريا مُهمَلة. هدفٌ في الدقيقة 90، ضد فريق بطل آسيا، بأسلوبٍ يُشبه أسطورة كرة القدم البرازيلية، جعله يُقارن بـ"هدف مارادونا ضد إنجلترا" في 1986. وسائل الإعلام العربية لم تُغطّي هدفاً بهذه الحماسة منذ 2018، عندما سجل نبيل فهيم هدفاً لمنتخب مصر في كأس الأمم. لكن هذا الهدف كان أعمق — لأنه لم يُسجل لفريق، بل لشعبٍ ينتظر أن يُسمع.
ما تأثير هذا الهدف على الجالية السورية في الخارج؟
في أوروبا وأمريكا الشمالية، احتفلت الجاليات السورية بحفلات غير رسمية في شوارع لندن وستوكهولم وديترويت. في كندا، أُطلق اسم "خريبين" على ملعب صغير في مونتريال. في أستراليا، أرسلت جمعيات سورية مساعدات طبية إلى مشفى في حلب بعنوان: "من خريبين إلى سوريا". هذا الهدف لم يكن رياضياً فقط — كان رمزاً للصمود، ووسيلة لإعادة ربط الهوية.
هل هناك احتمال لتحويل خريبين إلى أيقونة وطنية؟
نعم، وربما يكون أول لاعب كرة قدم في سوريا يُمنح صورة على طوابع بريدية. مسؤولون في وزارة الثقافة يدرسون إصدار عملة تذكارية تحمل اسمه، كما حدث مع المغنية فيروز. حتى مدارس حلب بدأت تُدرّس درساً عن "الإصرار" باستخدام هدفه كمثال. في عالمٍ يُقدّس الأبطال فقط عندما يُنتصرون، خريبين أثبت أن الأسطورة تُصنع عندما يُرفع رأس شعبٍ مُهان.
ما تأثير هذه المباراة على التغطية الإعلامية للرياضة السورية؟
قبل المباراة، كانت وسائل الإعلام العربية تُهمل الرياضة السورية، وتُركّز على السعودية أو مصر. لكن بعد 90 دقيقة، تغيّر كل شيء. قناة الجزيرة أعادت بث المباراة كاملة، ونشرت تحليلات مطولة. حتى المواقع الإخبارية التي لا تهتم بالرياضة نشرت مقالات بعنوان: "كيف يُعيد خريبين سوريا إلى الذاكرة؟". هذا التحوّل قد يُغيّر مسار التمويل والرعاية للرياضة السورية، التي تعاني من نقصٍ مزمن منذ عقد.
هل يمكن أن يُصبح خريبين مرشحاً لجائزة الكرة الذهبية العربية؟
الاحتمال وارد جداً. حتى قبل هذا الهدف، كان خريبين ضمن قائمة المرشحين، لكنه الآن أصبح الأوفر حظاً. جوائز الكرة الذهبية العربية تُمنح بناءً على التأثير الثقافي، وليس فقط الأرقام. هدفه لم يُسجل في ملعبٍ فقط — بل في قلوب 40 مليون عربي. لو فاز، سيكون أول لاعب سوري يحصل عليها منذ تأسيس الجائزة في 2005، وهو ما سيُعيد تعريف معنى "البطولة" في العالم العربي.
Ali al Hamidi
هذا الهدف مش مجرد هدف... كان صرخة شعب كامل مكبوتة من 40 سنة. شفناه في حلب، في درعا، في القامشلي... كل واحد كان يحس إن الخيبة اللي في قلبه اتبدلت بفرحة ما توصف. خريبين ما لعب بقدمه، لعب بروحه، وبقلبه، وبكل ذرة من دمه اللي اتجمّدت من كثر الحروب. سوريا ما نسيت، ومش هتنسى. هذا الهدف هو تذكير إننا ما زلنا هنا، حتى لو خربوا بيوتنا وسجّنوا أبناءنا. شكراً يا عمر، أنت مش لاعب... أنت حكاية.
اللي قال إن الرياضة بس لعبة، ما شافش معنى الحياة الحقيقية.
الله يحفظك، ويحمي أهلك، ويعطيك قوة تكفي لتشفي كل جراحنا.
هذا الهدف يبقى في كتب التاريخ، مش في كتب الرياضة فقط.
إكرام جلال
يا جماعه خريبين خلاص اصبح اسطورة بس كفاية علشان نسيب اللى حاصل في سوريا يبقى بس في الكرة، هما بس عاوزين ينسوا انو الحرب لسه قايمة وانو الاطفال لسه بيموتوا من الجوع، بس الهدف ده خلاص احنا كنا نعيش فرحة وحدة، بس مش هننسى انو الحقيقه اقسى من اي هدف.
Abdeslam Aabidi
أنا شايف إن خريبين ما كانش بيسجل للفريق أو للبلد بس، كان بيسجل لـ كل واحد فينا اللي خسر أمله يومًا. أنا من مصر، ومش من سوريا، بس لما شفته وهو بيطير في الهوا، وشوفت دموع الناس في المدرجات، شعرت إنني جزء من الحدث. مش عارف أوصف الشعور، بس كأن كل اللي اتحطّم فينا اتجمع في لحظة واحدة وارتفع مع الكرة. هدف مش بس رياضي، هو روحاني. حتى لو كان تعادل، بس ده التعادل اللي يُعيد بناء كيانات. شكراً لسوريا، وشكراً لخريبين، اللي خلّى العالم العربي يشوف نفسه من جديد.
اللي قال إن الرياضة تفصل الناس، مكنش شايف الحقيقة.
Nouria Coulibaly
يا جماعة يا شباب يا بنات! خريبين ده مش لاعب، ده ملاك نزل من السماء علشان يخلّي الناس تضحك مرة تانية! أنا شايفة أمي وهي بتبكي وبيقولي: "يا بنتي، في ناس بتحبنا، ومش بس بتحبنا، بتحس بنا!". هذا الهدف كسر كل الحواجز، كسر كل الأكاذيب اللي قالت إن سوريا ماتت. لا، سوريا حية، ومش هتموت، لأن فيها ناس زي خريبين! أتمنى كل لاعب عربي يتعلم منه، يلعب بقلبه، مش بقدمه فقط! أنا فخورة بيك يا عمر، وأتمنى تبقى أسطورة للأبد!
adham zayour
يا جماعة، خريبين مخلّص؟ طيب شو بس اللي عمله؟ خلّصنا من كابوس القهر؟ لا، هو فقط سجّل هدف في الدقيقة 90، واللي بيحكي إنو كأنه أنقذ الأمة، ده بس كلام مبالغ فيه. بس طيب، لو ممكن نوقف نص ساعة من الحرب ونلعب مباراة، نشوف شو بيحصل؟ بس خلينا نكون صادقين: الرياضة مش بس تجمع، بس بسّة وفرحة مؤقتة. خريبين بطل، بس ما يخليش الناس تنسى إن في سوريا، بيت مهجور، طفل ميت، وأم بتبكي على جثة ابنها. الهدف جمّال، بس مش بديل للعدالة.