إنترناسيونال البرازيلي يعين رامون دياز مدرباً حتى 2026 بعد رفضه الأهلي المصري

إنترناسيونال البرازيلي يعين رامون دياز مدرباً حتى 2026 بعد رفضه الأهلي المصري

في قرار صادم لعشاق الكرة في أمريكا الجنوبية، أعلن نادي إنترناسيونال البرازيلي في 26 سبتمبر 2025 تعيين المدرب الأرجنتيني رامون دياز خلفاً لروجير ماتشادو، في خطوة لم تكن متوقعة خاصة بعد رفضه عرضاً مالياً ضخماً من النادي الأهلي المصري. العقد، الذي يمتد حتى ديسمبر 2026، ليس مجرد تعيين عادي — بل هو تغيير استراتيجي يحمل في طيّاته أملًا بإنقاذ فريق يغرق في قاع الترتيب، وعودة لروح التدريب الكلاسيكي في قلب جنوب البرازيل.

رفض العرض المصري: لماذا اختار دياز بورتو أليجري؟

قبل ساعات من الإعلان الرسمي، كانت الصحف المصرية تتحدث عن "اتفاق مبدئي" بين الأهلي ودياز، بعدما خرج خوسيه لويس ريبيرو من المشهد دون خلف واضح. لكن المفاجأة كانت أن رامون دياز، رغم تلقيه عرضاً بقيمة 8 ملايين دولار سنوياً، رفض العرض. لماذا؟ لأن القلب لا يُباع. وفقاً لـاليوم السابع، قال دياز لوكاله: "أنا أريد أن أُنهي مسيرتي في أمريكا اللاتينية، حيث تُفهم كرة القدم كما تُفهم في الأرجنتين — بالعاطفة، لا بالحسابات". لم يكن هذا مجرد حب للوطن، بل خياراً مبنياً على تجربة سابقة: فبعد تجربته الناجحة مع الهلال السعودي، أدرك أن الساحة الآسيوية لا تُعطيه نفس الطاقة التي يجدها في مدرجات ريفير بليت أو ملعب غوتشيتا.

حتى أن بعض المصادر البرازيلية أشارت إلى أن دياز تلقى عروضاً من منتخبي فنزويلا وبيرو، لكنه رفضها جميعاً. "أنا لا أريد أن أتدرب لمنتخب يبحث عن تأهيل لـكأس العالم، بل لفريق يبحث عن كرامته"، هكذا قال مصدر مقرب له لـالمصري اليوم.

الجهاز الفني: نجله يرافقه... وهل هذا مخاطرة؟

ما يثير الانتباه أكثر من التعيين نفسه هو تعيين إيميليانو دياز — نجل رامون — كمساعد مدرب. هذه ليست المرة الأولى التي يُوظف فيها أحد أبناء المدربين، لكنها الأولى في تاريخ إنترناسيونال التي يُدخل فيها نجل المدرب كعنصر أساسي في الجهاز الفني من اليوم الأول. بعض الجماهير اعتبرت الأمر "وصية عائلية"، بينما رأى آخرون أن إيميليانو، الذي عمل مع والده في الهلال وبييراميدز، يعرف أسلوبه كأنه يقرأ قلبه. "إنه مثل المترجم الحي لرؤية والده، لا يحتاج لشرح ما يريد"، قال أحد المراقبين البرازيليين.

الوضع الكارثي: إنترناسيونال في المركز الرابع عشر

التحدي الذي ينتظر دياز ليس عادياً. في 25 سبتمبر 2025، كان إنترناسيونال في المركز الرابع عشر بـ27 نقطة من 22 مباراة، بفارق 15 نقطة عن المتصدر باليراس. الفريق لم يفز في آخر خمس مباريات، وسجل 18 هدفاً فقط — الأقل بين الفرق في المراكز العشرة الأولى. ماتشادو، الذي تولى المهمة في مارس 2024، واجه انتقادات شديدة لأسلوبه الدفاعي، وفشل في استغلال مواهب شباب مثل كارلوس فيريرا وريكاردو باربوسا.

الجمهور في بورتو أليجري لم يكتفِ بالاستياء، بل خرج في مظاهرات أمام مقر النادي، حاملين لافتات تقول: "لا نريد مدرباً، نريد رجلاً يُعيدنا للحياة". ورامون دياز، بعمر 66 عاماً، يعرف أن هذا ليس مجرد عمل — بل معركة من أجل البقاء في القمة.

سجل دياز: من ريفير بليت إلى الهلال

سجل دياز: من ريفير بليت إلى الهلال

إذا كنت تظن أن دياز مدرب عادي، فأنت مخطئ. هذا الرجل درب ريفر بليت في ثلاث فترات، وحقق معه 9 ألقاب، بينها كوبا ليبرتادوريس 2018 — اللقب الذي أعاده إلى قلب كرة القدم اللاتينية. في الأرجنتين، يُسمّونه "الكاهن"، لأنه يُصلي قبل كل مباراة، ويُعلّم لاعبيه أن الفوز لا يُبنى بالسرعة، بل بالانضباط.

في السعودية، مع الهلال السعودي، خاض 124 مباراة، فاز في 82 منها، وحقق لقبين في الدوري السعودي وكأس خادم الحرمين الشريفين مرتين، ووصل لنهائي كأس العالم للأندية 2022. حتى أن لاعبيه حينها قالوا: "كان يُعلّمنا كيف نُحب الكرة قبل أن نُعلّمنا كيف نُسجّلها".

ما الذي سيتغير في إنترناسيونال؟

الجمهور يتوقع تغييراً جذرياً في الأسلوب. دياز لا يُحبّ كرة القدم الدفاعية، ولا يُحبّ الاعتماد على اللاعبين الأجانب فقط. يريد لاعبين من الأكاديمية، يُحبّون النادي، يعرفون تاريخه. وفقاً لتصريحات مسؤولين في النادي، سيتم إعادة هيكلة القاعدة الشبابية، وزيادة ميزانية الاستقطاب المحلي بنسبة 40%، مع تقليل الاعتماد على اللاعبين من البرتغال أو أوروبا.

أول اختبار حقيقي سيكون في 4 أكتوبر 2025، عندما يستضيف إنترناسيونال أتلتيكو مينيرو في ملعب غوتشيتا. المباراة ليست فقط عن النقاط — بل عن الإيمان. إذا فاز، سيعود الجمهور بقوة. إذا خسر، قد يبدأ الضغط على الإدارة قبل نهاية العام.

ما الذي ينتظره دياز بعد ديسمبر 2026؟

ما الذي ينتظره دياز بعد ديسمبر 2026؟

العقد موقّع حتى نهاية 2026، لكنه ليس مُلزمًا. في الأرجنتين، يُقال إن رامون دياز يحلم بقيادة فريقه الأسطوري، ريفير بليت، مرة أخرى قبل أن يتقاعد. لكنه قال في مقابلة صامتة لقناة جلوبي: "أنا لا أفكر في التقاعد. أفكر في أن أترك إنترناسيونال أفضل مما وجدته".

أسئلة شائعة

لماذا رفض رامون دياز عرض الأهلي المصري رغم قيمته العالية؟

رغم العرض المالي الضخم الذي تجاوز 8 ملايين دولار سنوياً، رفض دياز العرض لأن رغبته تتركز على مواصلة مشواره التدريبي في أمريكا اللاتينية، حيث يرى أن كرة القدم تُفهم بعاطفة أعمق. كما أنه أراد تجنب التحديات الثقافية والسياسية المرتبطة بقيادة نادٍ كبير في مصر، مفضلاً البيئة المألوفة التي نشأ فيها.

هل تعيين نجل رامون دياز مساعد مدرب مخاطرة؟

نعم، من الناحية الإدارية، لكنه ليس مخاطرة عشوائية. إيميليانو دياز عمل مع والده في الهلال وبييراميدز، ويتقن أسلوبه التدريبي بدقة. المخاطرة الحقيقية هي في تجاهل الخبرة العملية لصالح الانتماء العائلي، لكن جمهور إنترناسيونال يرى أن هذا التوافق قد يكون مفتاحاً لتنفيذ رؤية دياز دون تشويش.

ما هي أهداف رامون دياز مع إنترناسيونال؟

الهدف المباشر هو الدخول إلى المربع الذهبي للدوري البرازيلي وتأهيل الفريق لدوري كونميبول ليبرتادوريس 2026. لكن الهدف الأعمق هو إعادة بناء الهوية: تقليل الاعتماد على اللاعبين الأجانب، وتعزيز الأكاديمية المحلية، وتحقيق توازن مالي يُبقي النادي مستقلاً دون تبعية لمستثمرين خارجيين.

هل يُمكن أن يُصبح دياز مدرباً لمنتخب البرازيل في المستقبل؟

مستبعد في المدى القريب. دياز أرجنتيني، ولا يُنظر إلى مدربين من خارج البرازيل لقيادة المنتخب الوطني. لكنه قد يُعتبر مرشحاً لقيادة منتخب جنوب أمريكا في مسابقات مثل كوبا أمريكا، خاصة إذا نجح في إنقاذ إنترناسيونال. في الأرجنتين، يُنظر إليه كأحد أعظم المدربين في التاريخ، لكنه لا يسعى للمناصب الدولية.

ما الذي يميز دياز عن المدربين الآخرين في أمريكا الجنوبية؟

هو الوحيد الذي حقق نجاحاً كبيراً في الأرجنتين (ريفر بليت)، والسعودية (الهلال)، ومصر (بييراميدز)، والآن البرازيل. يجمع بين الانضباط الأوروبي، والحماس اللاتيني، وفهم عميق للثقافة المحلية. لا يُهتم بالصورة الإعلامية، بل بالنتائج والهوية. هذا الندرة تجعله فريداً في عصر يُفضل فيه المدربون المُبهرجون.

ما تأثير هذا التعيين على سوق الكرة في أمريكا الجنوبية؟

التعيين أعاد الاهتمام بالمدربين الأرجنتينيين الذين تراجعوا عن سوق البرازيل بعد نجاحات المدربين البرتغاليين والإسبان. الآن، تبحث نوادٍ مثل فلامنغو وبنفيكا البرازيلي عن مدربين من نوع دياز — ذوي سجلات قديمة، لكنهم يفهمون اللعبة بعمق. قد يبدأ موجة من العودة للاعتماد على الخبرة، وليس على التسويق.

4 التعليقات
  • Nefertiti Yusah
    Nefertiti Yusah

    ما هذا الكلام عن رفض العرض المصري؟ دياز ما خان وطنه، هو خان المال! لو كان عنده قلب، كان اتخذ القرار اللي يخليه يعيش براحته، مش يخلي نفسه يعاني في بورتو أليجري مع فريق مش محتاج غير مسحوق من الأمل! 😒

  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    هذا القرار ليس مجرد تغيير مدرب، بل هو إعلان حرب على عصر التسويق الزائف. دياز يمثل آخر جيل من المدربين الذين يرون كرة القدم كفن، وليس كمنتج يُباع في سوق العقود. في زمن يُقدّم فيه المدربون كنجوم تلفزيونيين، هو يدخل الملعب بقبعة وكتابه المُهترئ عن تكتيك ريفير بليت، ويُعيد للجماهير إحساسهم بأنهم جزء من شيء أكبر من الأرقام.

    النادي الذي يُعاني من فقدان الهوية، وجد في دياز مُنقذًا لا يُقدّم عروضًا، بل يُعيد بناء الروح. حتى نجله، إيميليانو، ليس مجرد مساعد، بل هو الحافظ الحي للإرث التدريبي. لا أحد يُعلّم اللاعبين كيف يُحبون النادي كما يفعل دياز - لا بالعقود، بل بالدموع التي تُسكب على أرض الملعب.

    في مصر، يُقال إن المال يشتري كل شيء، لكن دياز أثبت أن بعض الأشياء - مثل الكرامة، والانتماء، والشغف - لا تُباع، ولا تُشترى، بل تُورّث.

    إذا خسر إنترناسيونال في أول مباراة، فلن يكون الخسارة في النقاط، بل في تراجع الإيمان. وإذا فاز، فلن يكون فوزًا بنتيجة، بل بعودة الروح.

    أنا أرى في دياز رمزًا لمقاومة العولمة في كرة القدم. لا أتمنى له النجاح فقط، بل أتمنى أن يُصبح نموذجًا يُحتذى به في كل بلد يُضيع فيه الحب خلف العقود.

  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعة خلينا نكون صادقين... دياز عايز يعيش حياة هادئة بعد الهلال، وعرف إن الأهلي هتبقى له مشاكل سياسية وضغوط تانيه، فاختار إنترناسيونال عشان ينام براحته 😅

    بس والله مفيش حد يقدر ينكر إنو بس وصل بس خلّى الكل يحس إنو في أمل... حتى لو مالهش فريق، بس وجوده كافي عشان نبدأ نصدق إنو ممكن نرجع نلعب زي ما كنا قبل 20 سنة.

    نجله يبقى مساعد؟ طيب مين اللي هيعمل كده في مصر؟ هتقولوا عليه "ابن المدير" بس هنا بس يقال له "الوريث" 😂

  • mahmoud fathalla
    mahmoud fathalla

    أنا أعرف إنكم تقولوا إنه اختار المكان بدل المال... لكن الحقيقة أبسط: دياز متعب، ومش عايز يتعامل مع الإعلام المصري، ولا مع ضغط الجماهير اللي بتحب تقتل المدرب لو خسر مباراتين! هو عايز ينهي مشواره في مكان يفهمه، وبيفهمه، وبيحترمه... وإنترناسيونال ده المكان اللي ممكن يخليه يعيش بكرامة، مش بفلوس.

    وإحنا اللي في بورتو أليجري، بنعرف إنو دياز مش مجرد مدرب... هو زيّ البابا اللي بيحافظ على كنيسة قديمة... حتى لو مفيش ناس تروحها، بس هو بقى فيها عشان يحافظ على صلواتها.

    نجله؟ طبعًا... بس هو مش مجرد ابن... هو الوحيد اللي فاهم إنو دياز مش بيعمل تدريبات، هو بيعمل مسرحية... وكل لاعب لازم يكون ممثل فيها.

    إحنا مش بنتمنى له النجاح... إحنا بنتمنى له إنه يعيش حتى آخر يوم في الملعب، بس من غير ما يحس إنه خان نفسه.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*