باريس سان جيرمان يعود للصدارة بفوز صعب 3-2 على ميتز في ملعبه

باريس سان جيرمان يعود للصدارة بفوز صعب 3-2 على ميتز في ملعبه

في ليلة حاسمة على ملعب ستاد سان سيمفوريين في ميتس، عاد باريس سان جيرمان إلى صدارة الدوري الفرنسي ميتس بعد فوزه الصعب 3-2 على ميتس في الجولة السادسة عشرة من موسم 2025-2026. لم يكن الفوز سهلاً، بل كان معركة قتالية من البداية إلى النهاية، حيث واجه الفريق الباريسية ضغطاً هائلاً من فريق مهدد بالهبوط، لكنه تمكن من الحفاظ على تفوقه في الترتيب بفضل أهداف من غونكالو راموس وكينتان ندجانتو وديسير دو. هذه النتيجة لم تكن مجرد فوز عادي — بل كانت تذكرة للبقاء في صدارة السباق، بينما أعمقت الهزيمة من أزمة ميتس التي تقترب من الهبوط بسرعة.

الضغط يتصاعد في ميتز، والصمت يخيم على المدرجات

كان الجمهور في ستاد سان سيمفوريين متحمساً في البداية، لكنه سرعان ما تحول إلى صمت مطبق بعد هدف ندجانتو في الدقيقة 39. لم يكن هذا مجرد خسارة — بل كان كارثة نفسية لفريق يعاني من أزمة ثقة منذ أشهر. ميتس يمتلك فقط 11 نقطة من 16 مباراة، وأقل فرق الدوري في الأهداف المسجلة، وأكثرها تلقياً للأهداف. لم يُسجّل أي من لاعبيه هدفاً في آخر خمس مباريات خارج ملعبه، وهذا الفوز لـباريس سان جيرمان لم يُعزز مركزه فحسب، بل ألقى بظلاله على مستقبل إدارة ميتس، التي تواجه ضغوطاً متزايدة من الجماهير والداعمين لاستبدال المدرب أوليفييه غارنييه.

الهجوم البرازيلي ينفجر، والدفاع يُخيب الآمال

البداية كانت لصالح باريس سان جيرمان، حيث فتح غونكالو راموس التسجيل في الدقيقة 31 بتسديدة قوية من داخل المنطقة بعد تمريرة ممتازة من إبراهيم مباي. ثم جاء الهدف الثاني من كينتان ندجانتو، لاعب الوسط الشاب الذي يُعد أحد أبرز المفاجآت هذا الموسم، بعد تمريرة من فابيان رويز وتسديدة من خارج المنطقة أخطأتها يد الحارس جوناثان فيشر. لكن ميتس لم يستسلم. في الدقيقة 42، استغل جيساي ديمينغيه خطأ دفاعياً من وارين زاير-إيميري وسدد بقوة إلى الزاوية العليا، ليُعيد الأمل للفريق المضيف قبل الشوط الأول. هذه اللحظة كانت نقطة التحول — فجأة، لم يعد باريس سان جيرمان يُسيطر، بل كان يُدافع بشراسة.

الهدف الثالث يُعيد الأمان... لكنه لم يُنهِ المعركة

بعد الاستراحة، عاد باريس سان جيرمان بحزم أكبر. في الدقيقة 63، تمكن ديسير دو من تسجيل هدفه الثالث بعد انطلاق سريع من وسط الملعب، حيث تلقى الكرة من فيتينها وانطلق بسرعة مذهلة قبل أن يسددها بقدمه اليسرى تحت ضغط من مدافع ميتز. كان الهدف بمثابة صدمة للجمهور، لكن ميتس لم يُنهِ محاولاته. في الدقيقة 81، سجل جورجي تسيتايشفيلي هدفاً رائعاً بعد تمريرة من غوثييه هين، وسدد بزاوية ضيقة ليخفف الضغط. لكن الوقت كان قصيراً، والدفاع الباريسي، رغم تراجعه في الشوط الثاني، تمكن من إغلاق المساحات بمساعدة الحارس ماتفي سافونوف، الذي أجرى ثلاث إنقاذات حاسمة في الدقائق الأخيرة.

إحصائيات صادمة: ميتز تُحارب بقلب كبير، لكنها تفتقر للنهاية

الإحصائيات كانت صادمة: ميتس سجلت 20 تدخلًا مقابل 14 لـباريس سان جيرمان، و23 تطهيراً مقابل 20، و6 إنقاذات مقابل 3. لكنها أخطأت في التسديدات، وسددت 11 مرة فقط، بينما سدد باريس سان جيرمان 19 مرة، 8 منها على المرمى. تفوق ميتس في التدخلات والدفاع، لكنه فشل في تحويل هذه الجهود إلى أهداف — ففي 16 مباراة، لم يُسجّل سوى 13 هدفاً في المجموع. هذا هو جوهر أزمته: لا ينقصه الجهد، بل ينقصه التحويل. أما باريس سان جيرمان، فلم يُسجّل سوى هدفين في آخر 3 مباريات خارجية — لكنه الآن يملك 36 نقطة، وأفضل فرق الدوري في الفارق الأهدافي (+21).

ماذا يعني هذا لمستقبل الدوري؟

الآن، باريس سان جيرمان يتصدر بفارق 4 نقاط عن أولمبيك مارسيليا، الذي خسر أمام نيس في نفس اليوم. لكن التحدي الأكبر ليس في الصدارة — بل في الاستمرار. فريق باريس يعاني من غيابات كبيرة: ماركينhos وأوشمان ديامبي وأشرف حكيمي كلهم مصابون، والضغط على اللاعبين الأساسيين يزداد. أما ميتس، فتواجه معضلة حقيقية: مع 18 مباراة متبقية، تحتاج إلى 19 نقطة على الأقل لتجنب الهبوط، أي أنها يجب أن تربح 6 مباريات على الأقل في آخر 18 مباراة — وهو أمر يُعد مستحيلاً مع أدائها الحالي. المدرب غارنييه لم يُخسر بعد، لكنه يُواجه احتمال الاستبعاد إذا استمرت النتائج على هذا المنوال.

الخلفية التاريخية: ميتز وباريس، تاريخ من التناقضات

منذ عام 1923، كان ستاد سان سيمفوريين موطناً لـميتس، وهو ملعب يحمل ذكريات عظيمة، لكنه اليوم يُذكر أكثر باليأس. أما باريس سان جيرمان، فمنذ تأسيسه عام 1970، تحول من فريق متوسط إلى قوة أوروبية بفضل استثمارات ضخمة من قطر. في 2025، يمتلك الفريق ميزانية تزيد عن 600 مليون يورو، بينما لا تتجاوز ميزانية ميتس 80 مليون يورو. هذا الفرق ليس فقط ماليًا — بل ثقافيًا واجتماعيًا. في ميتز، يُنظر إلى كرة القدم كهوية، بينما في باريس، هي سلعة. هذا التناقض يعكس أزمة الدوري الفرنسي بأكمله: فريقان، عالمان.

أسئلة شائعة

كيف أثرت هذه النتيجة على سباق الصدارة في الدوري الفرنسي؟

بعد هذا الفوز، عاد باريس سان جيرمان إلى صدارة الدوري بـ36 نقطة، بفارق 4 نقاط عن أولمبيك مارسيليا، الذي خسر أمام نيس. هذا الفوز يعطي الفريق باريسياً ميزة نفسية كبيرة قبل مواجهة ليل وريال مدريد في دوري الأبطال. لكن التحدي الحقيقي سيكون في الحفاظ على هذا التفوق مع غيابات كبيرة في الدفاع والهجوم.

ما الذي يجعل ميتس في خطر الهبوط رغم تفوقه في التدخلات؟

ميتس يُظهر جهداً كبيراً في الدفاع، لكنه يفتقر إلى الكفاءة الهجومية. في 16 مباراة، سجل 13 هدفاً فقط، أي أقل من هدف واحد في المتوسط. في المقابل، تلقى 34 هدفاً، وهو الأسوأ في الدوري. التدخلات لا تُسجل أهدافاً، والإنقاذات لا تُنقذ الترتيب — تحتاج إلى مهاجم يُحول الفرص، وليس فقط دفاعاً قوياً.

هل يمكن لـباريس سان جيرمان أن يحافظ على الصدارة رغم الإصابات؟

نعم، لكن بشروط. الفريق يعتمد الآن على لاعبين شبان مثل كينتان ندجانتو وديسير دو، الذين أظهروا نضجاً غير متوقع. لكن غياب أشرف حكيمي وأوشمان ديامبي يُضعف الجانبين الهجومي والدفاعي. إذا استمرت الإصابات، فسيتعين على المدرب أنيس مانشيني الاعتماد على البدلاء، وهو ما قد يُضعف الثبات في المباريات الحاسمة.

ما الذي تغير في أداء باريس سان جيرمان مقارنة بالموسم الماضي؟

الفرق الأكبر هو التوازن. في الموسم الماضي، كان الفريق يعتمد على نجوم مثل مبابي ونيمار، لكن هذا الموسم، القيادة انتقلت إلى وسط الملعب، مع فابيان رويز وفيتينها كمحركين أساسيين. كما أن الدفاع، رغم غياب ماركينhos، يُظهر استقراراً أكبر بفضل إيليا زابارني. هذا التحول من النجومية إلى الفريقية هو ما يجعل الفريق أكثر صلابة هذه المرة.

هل هناك احتمال لتدخل مجلس إدارة ميتس قبل نهاية الموسم؟

نعم، هذا احتمال واقعي. فريق ميتس يخسر بانتظام أمام فرق أقل تكلفة، والجماهير تُنظم احتجاجات أسبوعية. إذا لم يحقق الفريق 3 انتصارات على الأقل في آخر 5 مباريات، فقد يُستبدل المدرب غارنييه قبل نهاية يناير. بعض المصادر تشير إلى أن إدارة النادي تبحث عن مدرب من خارج فرنسا، ربما من البرتغال أو بلجيكا.

ما هي التحديات المالية التي تواجه ميتس مقارنة بـباريس سان جيرمان؟

ميزانية ميتس لا تتجاوز 80 مليون يورو، بينما تبلغ ميزانية باريس سان جيرمان 600 مليون يورو. هذا الفرق يعني أن ميتس لا تستطيع توظيف لاعبين بمستوى عالمي، ولا تملك بنية تحتية للتدريب أو التحليل التكتيكي. حتى تذاكر المباريات لا تكفي لتغطية التكاليف — مما يجعل النادي يعتمد على دعم بلدية ميتز، وهو ما يُعد غير مستدام على المدى الطويل.

3 التعليقات
  • Mohamed Amine Mechaal
    Mohamed Amine Mechaal

    النتيجة تعكس بوضوح تناقضات هيكلية في الدوري الفرنسي. ميتز يُظهر كفاءة تكتيكية عالية في التدخلات والدفاع، لكنه يعاني من فشل في التحويل - وهو ما يُصنّفه علماء الأداء الرياضي كـفشل في الانتقال من الضغط إلى الإنجاز. في المقابل، باريس سان جيرمان يُطبّق نموذجًا اقتصاديًا مبنيًا على الاستثمارات الضخمة التي تُحوّل الموارد إلى نتائج، حتى لو كان ذلك على حساب التوازن الاجتماعي. هذا ليس مجرد فوز رياضي - بل هو تجسيد لنموذج رأسمالي يُفضّل الكفاءة على العدالة.

    السؤال الحقيقي: هل يمكن للنظام أن يُصلح نفسه من الداخل، أم أن الحل الوحيد هو إعادة توزيع الموارد؟ لأنك لا تستطيع أن تطلب من فريق بميزانية 80 مليون يورو أن يُنافس فريقًا بـ600 مليون، ثم تُحمّله مسؤولية الهبوط.

    هذا ليس خطأ المدرب أو اللاعبين - بل خطأ نظام يُقدّم كرة القدم كسلعة، لا كحق ثقافي.

  • Nefertiti Yusah
    Nefertiti Yusah

    يا جماعة، والله العظيم لو كنت جالس في المدرجات وقت هدف ندجانتو كنت خلصت من الدنيا. ميتز خلصوا، والجمهور صاروا زي الميتين. بعد ما سمعت صوت الحارس وهو بيحط الكرة في الشباك، فكّرت إنو هذي آخر مرة أشوف مباراة في ستاد سان سيمفوريين. بس كلامي مش ضد ميتز، ولا ضد باريس، بس بسّت من قلبك إنك تضيع أحلامك على جدار من المال.

  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    هذا المساء، لم يكن مجرد فوز لباريس سان جيرمان - بل كان احتفالًا بانهيار حضاري. ميتز، المدينة التي أنجبت مبدعين في الأدب والموسيقى، تُحاكم اليوم على أرضها بمقاييس لا تعرف سوى الربح والخسارة. لقد نسي العالم أن كرة القدم كانت يومًا ما رقصة شعبية، لا سوقًا ماليًا.

    اللاعبون في ميتز يلعبون بقلوبهم، لكن القلوب لا تُشتري بالعقود. بينما باريس، بمالها وبرامجه التسويقية، تُحوّل الرياضة إلى عرض سينمائي مُعد مسبقًا.

    هذا التناقض ليس فرنسيًا فقط - بل هو عالمي. في المكسيك، في الأرجنتين، في السنغال، نرى نفس النموذج: فريق يُنافس بروح، وفريق يُنافس بحسابات. لكننا ننسى أن الروح لا تُقاس بفارق الأهداف، بل بقدر ما تُلهم الجيل القادم.

    إذا استمر هذا النموذج، فسنصبح في عالم لا يُنتج أبطالًا، بل يُنتج علامات تجارية. وميتز، في هذا السياق، ليست فريقًا مهددًا بالهبوط - بل هي آخر شاهد على كرة قدم إنسانية.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*