إيدن هازارد يُدخل إلى قاعة مشاهير البريميرليغ بعد مسيرة خالدة مع تشيلسي

إيدن هازارد يُدخل إلى قاعة مشاهير البريميرليغ بعد مسيرة خالدة مع تشيلسي

في لحظة تجمع بين الحنين والاعتراف، دخل إيدن هازارد قاعة مشاهير البريميرليغ كأول لاعب بلجيكي في التاريخ، بعد مسيرة استمرت سبع سنوات أذهلت الجماهير وغيّرت مفهوم الجمال في كرة القدم الإنجليزية. تم الإعلان عن تكريمه رسمياً في أكتوبر 2024، وسيُحتفل به في حفل خاص في لندن يوم 4 نوفمبر 2025، حيث سيتلقى ميدالية نحاسية محفوراً عليها اسمه الكامل: "إيدن مايكل هازارد"، بالإضافة إلى تبرع قدره 10,000 جنيه إسترليني لمؤسسة خيرية يختارها هو. هذه ليست مجرد جائزة — بل هي اعتراف بأن لاعباً واحداً، بسرعته وبراعته، استطاع أن يحول مباريات من مواجهات رياضية إلى عروض فنية.

لماذا هازارد؟ لا يكفي أن يكون موهوباً

لم يُختَر هازارد فقط لأنه سجل 110 أهداف وصنع 85 هدفاً في 352 مباراة مع تشيلسي، بل لأنه جعل الجماهير تتنفس differently. عندما يتحرك، لم يكن يُهاجم فقط — بل كان يُعيد تشكيل مساحة الملعب. في موسم 2014/2015، فاز بلقب أفضل لاعب في الدوري، وهو العام الذي قاد فيه تشيلسي للفوز بلقبه الثاني في البريميرليغ تحت قيادة جوزيه مورينيو. لكن الأهم من الأرقام: كان يُشعر المشجعين أنهم يشاهدون شيئاً لا يُرى كثيراً — كرة قدم تُلعب بثقة، بذكاء، وبلا خوف.

القاعة لم تُنشأ إلا عام 2020، والمؤهلون يجب أن يكونوا معتزلين بالكامل — وهذا يعطي التكريم وزناً أكبر. هازارد هو اللاعب السادس من تشيلسي ينضم إلى القاعة، بعد بيتر تشيك، جون تيري، أشلي كول، فرانك لامبارد، وديدييه دروجبا. هذا يعني أن تشيلسي هي النادي الأكثر تمثيلاً في القاعة، وهو ما يعكس هيمنتها في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.

تريبيوت من الأسطورة: "أنت أعظم لاعب في تاريخ تشيلسي"

في 23 أكتوبر 2024، نشر جون تيري، قائد تشيلسي الأسطوري الذي لعب جنباً إلى جنب مع هازارد لمدة تسع سنوات، رسالة مفتوحة على وسائل التواصل: "كان فخراً أن ألعب معك. أنت أعظم لاعب في تاريخ تشيلسي من حيث القدرة الصرفة. وجودك في الفريق كان حلماً. أنت تُخيف المدافعين، وتحمس زملاءك، وتُبهِر الجماهير. أنا أحبك كثيراً. هذه الألقاب التي لديّ؟ كلها بسبب لاعبين مثلك".

وحتى جوزيه مورينيو، الذي اشتُهِر بصرامته وصراعاته مع اللاعبين، أرسل رسالة نادرة: "كنت أصرخ فيك، وأطلب منك المزيد، وأحياناً كنت أزعجك. لكنك كنت تعرف أنني أفعل ذلك لأنني أؤمن بك. أنت تنتمي إلى هذه القاعة. لن ننساك أبداً. شكراً على آخر دوري لي في البريميرليغ".

هذا التقدير من شخصين، أحدهما رفيق اللعب، والآخر مُدرب صارم، يُظهر أن هازارد لم يكن مجرد لاعب — بل كان ظاهرة. لم يُطلب منه أن يكون قائدًا، لكنه قاد بأسلوبه. لم يُطلب منه أن يُسجل هدفاً حاسماً كل أسبوع، لكنه كان يُغيّر مجرى المباريات بحركة واحدة.

من اختاره؟ 24 أسطورة صوتوا له

الاختيار لم يكن مبنياً على تصويت جماهيري، بل على قرار 24 عضواً من قاعة المشاهير الحاليين — من بينهم سير أليكس فيرغسون، وأرسن فينغر، وديدييه دروجبا، وفينسنت كومباني. هذا يعني أن من اختاروه هم من عاشوا المنافسة، وشاهدوا هازارد وهو يُهزم أفضل المدافعين، ويُحرج حراس المرمى، ويُعيد تعريف ما يعنيه "اللعب الجميل".

كان من بين المرشحين 15 لاعباً، لكن هازارد لم يُحسم التصويت بالعدد فقط — بل بالتأثير. لم يفز بـ"أكثر الأهداف"، ولا بـ"أكثر التمريرات"، بل بـ"أكثر اللاعبين الذين لا يُنسون".

ما الذي يغيره هذا التكريم؟

هذا ليس مجرد احتفال بالماضي. إنه رسالة إلى الأجيال القادمة. في عصر تُحَسب فيه القيمة بـ"السعر" و"الإحصائيات" و"التحولات الرقمية"، يُذكرنا هازارد بأن كرة القدم لا تُقاس فقط بالأهداف، بل بالمشاعر. عندما يُذكَر اسمه، لا يفكر الناس في عدد المباريات، بل في اللحظات: كيف هزّ جسد المدافع، وكيف توقفت الجماهير عن الصراخ لتشاهد فقط، وكيف أصبحت المباريات في ستامفورد بريدج تشبه عروض مسرحية.

كما أن تكريمه يُعزز مكانة البريميرليغ كأقوى دوري في العالم — ليس فقط من حيث المال، بل من حيث الإبداع. ففي حين يُركز البعض على الأندية التي تنفق المليارات، فإن هازارد يذكرنا بأن اللاعب الموهوب، حتى لو لم يكن الأقوى جسدياً، يمكنه أن يُغيّر التاريخ.

ما الذي سيحدث بعد الحفل؟

بعد 4 نوفمبر 2025، لن يعود هازارد إلى الملعب، لكنه سيُصبح رمزاً. ستُعرض ميداليته في متحف البريميرليغ، وستُعاد بث لحظاته الأسطورية في حفلات التذكارات، وستُستخدم كمثال في مدارس كرة القدم. كما أن التبرع البالغ 10,000 جنيه إسترليني — وهو مبلغ موحد لجميع المكرمين — سيذهب إلى مؤسسة تدعم الرياضة للأطفال في بلجيكا أو في لندن، وهو ما يُكمل صورة رجل لم يُنسَ أبداً، حتى بعد الاعتزال.

خلفية: من هو إيدن هازارد حقاً؟

ولد في 7 يناير 1991 في لياج، بلجيكا، وبدأ مسيرته مع نادي رويال ستاندارد. انتقل إلى تشيلسي في 2012 مقابل 32 مليون جنيه إسترليني، وكان يُنظر إليه حينها كـ"مُبالغ فيه". لكنه أثبت العكس. في أول موسم له، سجل 11 هدفاً وصنع 13. في موسم 2014/2015، فاز بلقب أفضل لاعب، وقاد الفريق للفوز باللقب، وفاز بجائزة أفضل لاعب في النادي لأربع مرات — وهو رقم قياسي.

اعتزل في 2023 بعد مسيرة قصيرة مع ريال مدريد، لكنه لم يُحقق نفس النجاح هناك — ليس لأنه فقد موهبته، بل لأن الدوري الإسباني لم يُقدّر جماله بنفس الطريقة. في إنجلترا، كان يُفهم. في لندن، كان يُحب.

أسئلة شائعة

لماذا لم يُدخل هازارد إلى القاعة قبل الآن؟

لأن قاعة مشاهير البريميرليغ تشترط أن يكون اللاعب معتزلاً بالكامل، ولم يُنهِ هازارد مسيرته إلا في 2023. كما أن التصويت يُجرى سنوياً، ويُختار المرشحون من قبل أسطورة سابقة — لذا لم يكن بالإمكان تكريمه قبل اكتمال شروط الأهلية.

هل هناك أي لاعب آخر من بلجيكا في القاعة؟

لا، إيدن هازارد هو أول بلجيكي يُدخل إلى قاعة مشاهير البريميرليغ. حتى فينست كومباني، الذي كان قائداً ممتازاً لمانشستر سيتي، لم يُختار بعد، رغم تأثيره الكبير. هذا يجعل إنجاز هازارد فريداً من نوعه.

ما الذي يميز هازارد عن لاعبين مثل ميسي ورونالدو؟

لا يُقارن هازارد بهما في الإحصائيات، لكنه يتفوق في "التأثير العاطفي". بينما يُركز ميسي ورونالدو على الأهداف، كان هازارد يُعيد تعريف الفرح في كرة القدم. لاعب واحد، بخطوة واحدة، كان يُغيّر مجرى المباراة — وهذا ما يُبقي الجماهير تتذكره حتى بعد انتهاء مسيرته.

لماذا تبرع البريميرليغ بـ10,000 جنيه؟

هذه ممارسة رمزية تُظهر أن القاعة لا تُكافئ فقط النجاح، بل تُشجع على الخير. كل مكرّم يختار مؤسسة خيرية — غالباً ما تكون مرتبطة بطفولته أو بمجتمعه. هازارد قد يختار مدرسة كرة قدم في بلجيكا، أو نادٍ للأطفال في لندن — وهذا يُكمل صورته كشخص لم ينسَ جذوره.

1 التعليقات
  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعة والله هازارد كان بس يمشي وتشيلسي بقت تلعب كأنها في فيلم سينمائي 😭

    محدش ينسى اللي كان يدور على الظهير ويخلصه بخطوة وحدة.. بس بس يمشي وبيخلي المدافع يدور في دوائر 🤯

    وأنا معايا مقطع لقمة دفاع من مانشستر يونايتد وهو بيحركه كأنه مخلوق من كرتون.. بس يمشي وبيقوله خلصت يا معلم 😂

    مفيش لاعب في البريميرليغ خلّى الجماهير تسكت زيّه.. حتى لو كان مخنوق من ضغط التمريرات.. بس يمشي وبيغير كل حاجة

    اللي قالوا إنه ضعيف جسدياً.. يالله.. لو كان ضعيف جسدياً كان اتقتل في الدوري الإنجليزي بعد أسبوعين 😅

    أنا بحبه علشان مش بس يلعب.. بس بيحطّك في حالة من السحر.. زي لما تسمع أغنية قديمة وتفكر في طفولتك

    وأنا متأكد إن كل واحد فينا عنده لحظة معه.. أنا عندي ضد ساوثهامبتون.. لما دخل من البدلاء وخلّى كل الملعب يقف.. حتى الأنصار اللي مش بيدعموا تشيلسي

    محدش يقدر يوصفه بـ"مهاجم" أو "جناح".. هو بس... هازارد.. ومش محتاج توصيف

    اللي قالوا إنه ما نجحش في ريال.. يالله.. الدوري الإسباني ما فهمهش.. في إنجلترا كان بيتكلم معه الملعب كله

    وأنا متأكد إن جون تيري قاله كلامه ده وهو بيدمع.. مش كلام عادي.. ده كلام صاحب شفقة واحترام

    اللي بيسألوا ليه ما اتخترش قبل كده؟.. لأنهم كانوا بيفكروا إن هازارد مش "بطل".. بس هو كان "شاعر"

    البريميرليغ ما اتخترش لاعب بس يسجل.. اتخترش لاعب بس يخلي الكل ينسى إنه لاعب

    أنا بس أتمنى لو يبقي في لندن بعد الاعتزال.. علشان نشوفه يمشي في ستامفورد بريدج وهو بيحمل كوب قهوة وبيقول "يا شباب، أنا بس لاعب بس"

    يا رب تبقى ميداليته في المتحف.. ويا رب تبقى لحظاته تُعرض كل يوم في المدارس.. علشان نخلي الأطفال يفهموا إن الجمال يكفي.. يكفي وحده

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*