تشيلسي يفوز بثنائية من البدلاء ويحظر على كيليمن مواجهة فريقه الأم في كأس كاراباو
في مواجهة مثيرة لم تكن متوقعة، فاز تشيلسي على كارديف سيتي بنتيجة 2-0 في ربع نهائي كأس كاراباوكارديف سيتي ستاديوم، لكن الفوز لم يأتِ من النجوم، بل من البدلاء الذين أثبتوا أن القيمة لا تُقاس بالاسم، بل باللحظة. المباراة، التي جرت في 18 فبراير 2025، كانت بمثابة اختبار لسياسة إدارة تشيلسي بين الحفاظ على لاعبيها من الإرهاق، ورفض منح فرصة للاعب مُعار يُعدّ من أبرز المواهب الشابة في صفوف الخصم.
التشكيلة البديلة وصعوبات الشوط الأول
بعد خوض مباراة صعبة ضد إيفرتون في الدوري الإنجليزي قبل أسبوع، قرر المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا تدوير التشكيلة بشكل جذري. لم يشارك أي من نجوم الفريق الأساسيين — لا كايسيدو، ولا جودسون، ولا حتى مارك غيو — في نفس التكوين الذي لعب ضد إيفرتون. النتيجة؟ تشيلسي ظلّ متردداً طوال الشوط الأول، وواجه صعوبات حقيقية في التحكم بالكرة أمام فريق من ليغ وان (الدرجة الثالثة الإنجليزية)، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى جدية الفريق في هذه المنافسة.
في الدقيقة 23، اخترق إسحاق ديفيز دفاع تشيلسي، لكن تسديدته انحرفت عن المرمى. وأخطر فرصة للضيوف جاءت في الدقيقة 30، عندما مرر كايسيدو كرة متقنة، لكن غيو أخطأ التسديد أمام حارس كارديف، ناثان تروت. هنا، بدا أن كارديف سيتي — النادي الوحيد المتبقي من الدرجة الثالثة — قد يُفاجئ العالم.
البدلاء يصنعون الفارق: غارناتشو وبيدرو نيتو
بعد الاستراحة، أدخل ماريسكا أليخاندرو غارناتشو وجواو بيدرو نيتو — كلاهما لاعبان شابان لم يُظهرا سابقاً تأثيراً حاسماً في الدوري. التغيير كان حاسماً. في الدقيقة 57، بعد اعتراض فاكوندو بونانوتي لكرة في منتصف الملعب، استلم غارناتشو الكرة، تخطى مدافعًا واحدًا، وأطلق تسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء، أصابت الزاوية البعيدة ببراعة. الهدف الأول، والفرحة لم تكتمل بعد.
عشر دقائق فقط، وفي الدقيقة 82، جاءت اللحظة الأبرز. بيدرو نيتو، وهو بديل آخر، تلقى كرة من الحافة، وسدّد من خارج منطقة الجزاء. الكرة اصطدمت بجويل باغان، مدافع كارديف، وتغير مسارها فجأة، فانزلقت في الشباك دون أن يتمكن تروت من الوصول إليها. الهدف الثاني. التأهل مضمون. التشيلسي، رغم تشكيلته المُعدّلة، عاد بانتصار حاسم.
القرار الأصعب: منع كيليمن من اللعب ضد ناديه الأم
لكن الأهم في هذه المباراة لم يكن الهدفين، بل القرار الذي لم يُعلن علنًا، لكنه أثّر في كل لحظة: رفض تشيلسي السماح للاعب أوماري كيليمن — المُعار لكارديف سيتي منذ سبتمبر 2024 — بالمشاركة في المباراة.
اللاعب البالغ من العمر 19 عامًا، الذي تبلغ قيمته التسويقية 19 مليون جنيه إسترليني، كان قد تعافى من تمزق في أوتار الركبة، ووقع إعارةً لكارديف بهدف استعادة لياقته وخبرته. شارك في 17 مباراة هذا الموسم، وسجل هدفين، وأصبح أحد أعمدة الفريق. وكان ينتظر هذه المباراة كـ"فرصة رائعة للتنافس ضد بعض اللاعبين العالميين"، كما قال عند توقيع العقد. كارديف تقدم بطلب شفهي، لكن تشيلسي رفض منح الموافقة الخطية المطلوبة — رغم أن قواعد كأس كاراباو تسمح باستثناءات.
هذا ليس أول مرة. ففي 2018، سمح تشيلسي للاعبَيْه ماسون وتوم فايو باللعب ضد ديربي كاونتي. لكنه رفض طلبًا مشابهًا لكونور غالاغر عندما كان مُعارًا لـكريستال بالاس في 2022. القرار هنا يعكس ثقافة جديدة: إدارة تشيلسي ترى أن الإعارة ليست فرصة للمنافسة ضدها، بل وسيلة لتطوير اللاعب خارج دائرة الضغط.
كارديف: فريق الأحلام في مواجهة قوة النظام
في المقابل، يقود كارديف سيتي المدرب براين باري-ميرفي، أصغر مدرب في المسابقة، ونادٍ لا يملك ميزانية تضاهي نصف ما ينفقه تشيلسي على لاعب واحد. غياب كيليمن كان خسارة كبيرة، لكنه لم يُنهِ الأمل. الفريق لعب بروح عالية، وحاول أن يُغيّر قواعد اللعبة — وربما لو كان كيليمن موجودًا، لكان تغيّر مسار المباراة.
الآن، سيواصل كارديف سيتي تركيزه على دوري الدرجة الثالثة، حيث يتصدر الترتيب، بينما يتجه تشيلسي إلى نصف النهائي، حيث سيواجه فريقًا لم يُعلن عنه بعد — ربما مانشستر يونايتد أو ليفربول، كلاهما لم يلعبا بعد في هذه المرحلة.
ما الذي يعنيه هذا للرياضة الإنجليزية؟
هذه المباراة تكشف عن فجوة عميقة في النظام: نادٍ صغير يحلم بصنع التاريخ، ونادٍ كبير يتحكم في مصير لاعبيه حتى في المباريات التي لا تُحسب في الدوري. هل هذا عدالة؟ لا. هل هذا منطقي؟ ربما، من منظور إدارة الموارد. لكنه يثير سؤالًا أعمق: هل يجب أن يُمنع اللاعب من مواجهة ناديه الأم، حتى لو كان مُعارًا؟
في أوروبا، لا توجد قاعدة موحدة. في إسبانيا، يُسمح بذلك أحيانًا. في إيطاليا، يُمنع دائمًا. في إنجلترا، الأمر يعود لتقدير النادي الأم — وهو ما يجعل كارديف سيتي، في كل مرة، يُذكّرنا بأن كرة القدم ليست فقط عن الأموال، بل عن الحنين، والفرص الضائعة، والرغبة في إثبات الذات.
أسئلة شائعة
لماذا منع تشيلسي كيليمن من اللعب ضد كارديف سيتي رغم أنه مُعار؟
رغم أن قواعد كأس كاراباو تسمح باستثناءات، إلا أن تشيلسي اعتمد على سياسة داخلية صارمة تمنع اللاعبين المُعارين من مواجهة أنديةهم الأم، حتى لو كان ذلك في منافسات كأسية. هذا القرار يهدف لتجنب تضارب المصالح، وضمان أن اللاعب لا يُستخدم ضد فريقه الأصلي، وهو ما يُطبقه النادي منذ 2022 مع غالاغر، وسبق له تطبيقه في 2018 مع ماسون وتوم فايو.
ما تأثير غياب كيليمن على أداء كارديف سيتي؟
كيليمن كان أحد أبرز مُصنّعي الأهداف في كارديف هذا الموسم، بـ17 مباراة وهدفين. غيابه أضعف خط الهجوم، خاصة في اللعب المباشر والانطلاقات السريعة. المدرب باري-ميرفي اضطر لتعديل التشكيلة، واعتمد على لاعبين أصغر خبرة، ما أثر على توازن الفريق في الشوط الثاني، رغم أن الأداء العام ظل مشرّفًا.
هل من الممكن أن يعود كيليمن إلى تشيلسي بعد الإعارة؟
نعم، الإعارة تنتهي في يونيو 2025، وتشيلسي تملك خيار الاسترداد الإجباري. لكن الأداء الحالي لكيليمن في كارديف — مع تحسن كبير في اللياقة والثقة — يجعله مرشحًا قويًا للانضمام للتشكيلة الأساسية الموسم القادم، خاصة مع تراجع أداء بعض الجناحين الحاليين في الفريق.
ما سبب تغيير تشكيلة تشيلسي رغم أنها في منافسة كأسية؟
تشيلسي تمر بفترة كثيفة من المباريات، مع مواجهات متتالية في الدوري الممتاز ودوري الأبطال. إدارة الفريق تفضل حماية اللاعبين الأساسيين من الإرهاق، وتستخدم كأس كاراباو كفرصة لاختبار البدلاء، خاصة مع تراجع المنافسة في هذه المرحلة. هذا النهج لم يُخفق حتى الآن، حيث فاز الفريق في جميع مراحل المسابقة حتى الآن بتشكيلة مُعدّلة.
هل كارديف سيتي يمكنه تحقيق مفاجأة في دوري الدرجة الثالثة بعد هذه المباراة؟
بالتأكيد. فوزه على تشيلسي في كأس كاراباو، حتى لو خسر، قد يُحفّز الفريق نفسيًا واقتصاديًا. فريق من الدرجة الثالثة يُهزم بنتيجة 2-0 أمام نادٍ كبير، لكنه أظهر جودة عالية. هذا قد يجذب رعاة جدد، ويعزز فرص الصعود للدوري الممتاز في المستقبل، خاصة مع استمرار باري-ميرفي في بناء فريق متماسك.
ما هي التوقعات لتشيلسي في نصف النهائي؟
تشيلسي سيواجه أحد الفرق الكبرى — ربما مانشستر يونايتد أو ليفربول — في نصف النهائي. رغم أن التشكيلة ستكون أقوى، إلا أن الأداء في هذه المباراة يُظهر ضعفًا في التناسق بين اللاعبين الجدد. المدرب ماريسكا سيضطر لإعادة بناء التوازن الهجومي، وإلا قد يُفاجأ حتى أمام فريق أقل جودة.
Ali al Hamidi
يا جماعة، هذا القرار من تشيلسي مع كيليمن مش بس قانوني، ده عقليّة كاملة! في سوريا، لو لاعب معار لفريق صغير وعايز يلعب ضد ناديه الأصلي، الناس بتقول: "هذا بس شرف لللاعب". لكن هنا، تشيلسي بتعمل كأن اللاعب ملكها مش بشر! كيليمن مش مجرد قطعة في لعبة، هو شاب عنده حلم يواجه أبطال العالم. حتى لو كان معار، ده حقه الطبيعي يلعب ضد فريقه القديم. لو اتحط قانون في إنجلترا يمنع اللاعبين من مواجهة أنديةهم، يبقى ده نظام مُستعمر، مش رياضة!
إكرام جلال
يا خويا بس انتوا شايفين ازاي تشيلسي بتعمل كأنها بيت؟! اللاعبين مش ممتلكات يا جماعة، كيليمن كان محتاج مباراتين علشان يرجع لياقته، وتشيلسي منعته من اكتر مباراتين مهمة في حياته! بس بس، بس لازم نعترف إن البدلاء ده اللي فازو المباراة، غارناتشو وبيدرو نيتو ده عمال فعلاً! مش عارف اقول ايه، بس ده كأنك تقول لطفل يلعب مع فريقه المفضل وتحطه في زاوية علشان متزعلش حد! 😔
mahmoud fathalla
أنا أتفهم موقف تشيلسي، بس أكيد إن فيه تناقض كبير هنا...! اللاعب مُعار، ومش مسجل في تشكيلتهم، ومش بيدفع راتبهم، ومش بيلعب في الدوري، فليش منعوه؟! ومش كفاية إنهم خسروا كارديف في الملعب، خلاص؟! ده كأنك تمنع ابنك يشوف والده في عيد الميلاد علشان متزعلش! أكيد، التشيلسي عندها سياسات، بس دي سياسات قاسية، مش عقلانية، ومش إنسانية! يا ريت يفكروا في اللاعب، مش في المصلحة الإدارية فقط!
Abdeslam Aabidi
بس لحظة... أكيد كيليمن كان حاسس بقلبه وهو شايف الفريق بيلعب ضد ناديه، لكن تشيلسي مش بس منعته، هي بتحافظ عليه من ضغط نفسي. أكيد، في ناس بتعتبر ده قمع، لكن في ناس بتعتبر ده حماية. بس... لو كان كيليمن لعب، وسجل هدف، وفاز كارديف، كان هيعمل إيه؟! تشيلسي هتقوله: "أنت خيانة"؟! مش عارف، بس أكيد إن في حاجة مكسورة هنا... بس مفيش حلاً سهل. اللاعب بس بس... إنسان.