تشيلسي يفوز بثنائية على بيرنلي ويرتقي للمركز الثاني في الدوري الإنجليزي

تشيلسي يفوز بثنائية على بيرنلي ويرتقي للمركز الثاني في الدوري الإنجليزي

في لقاء حاسم على ملعب تيرف مور، تمكن تشيلسي من ترجمة سيطرته إلى فوز حقيقي، بثنائية نظيفة على بيرنلي في الجولة الثانية عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز، 22 نوفمبر 2025. المدرب الإيطالي إنزو ماريسكا لم يكتفِ بوضع التشكيل، بل وضع خطة تكتيكية متقنة، وقاد فريقه إلى نقطة ثمينة أعادته إلى صدارة السباق على المركز الثاني — بعدما كان متأخراً بفارق ثلاث نقاط عن أرسنال. المفاجأة؟ غياب كول بالمر، ليس بسبب إصابة في التدريب، بل بسبب كسر في إصبع القدم نتج عن اصطدامه بالباب في منزله — وهو حادث يبدو سخيفاً، لكنه كان له تأثير حقيقي على تشكيلة البلوز.

التشكيل الذي غير المعادلة

ماريسكا، الذي كان تحت ضغط شديد بعد خسارة تشيلسي أمام ليفربول قبل التوقف الدولي، قرر التخلي عن الثقة في النجوم الكبار والاعتماد على التوازن. في حراسة المرمى: روبرت سانشيز، الذي أظهر ثقة متجددة بعد سلسلة من الأخطاء. في الدفاع: مارك كوكوريلا وتريفوه تشالوبا وتوسين أدارابيويو وريس جيمس — خط دفاع لم يُهزم في الملعب، بل فرض سيطرته بالضغط والتنظيم. وفي الوسط، كان أندري سانتوس وإنزو فيرنانديز وبيدرو نيتو بمثابة المحركات، لا مجرد ممررين. أما في الهجوم، فقد أثبت جواو بيدرو أنه ليس مجرد بديل، بل بديل ممتاز، بينما أظهر ليام ديلاب حدة تهديفية لم يُتوقعها الكثيرون.

الاستثناء الوحيد كان غياب كول بالمر، الذي كان يُعدّ العمود الفقري للهجوم. لكن ماريسكا لم يُظهر ترددًا. اختار بدلاً منه جيمي جيتينز، لاعب وسط هجومي غير تقليدي، يلعب كـ"10" متأخر، ونجح في توزيع الكرات بذكاء، وفتح مساحات لـ جواو بيدرو. هذا التغيير، رغم بساطته، كان مفتاح النجاح.

بيرنلي: بين الأمل والواقع

فريق بيرنلي، الذي يقبع في المركز السابع عشر برصيد 10 نقاط قبل المباراة، دخل اللقاء بقلب ثقيل. مدربه، جون باركلي، لم يخفِ أن هدفه الوحيد هو "النجاة من الهبوط"، وليس الفوز. التشكيل الذي أرسله كان مزيجاً من المخضرمين والشباب، لكنه لم يملك القدرة على مجاراة نسق تشيلسي. لم يُسجلوا سوى هاتين المرتين في الشوط الثاني، ولم يُحدثوا أي تهديد حقيقي على مرمى سانشيز. حتى أن أحد مراقبين ميدانيين وصف المباراة بـ"الانتحار البطيء" — فريق يحاول التمسك بالبقاء، لكنه لا يملك الأدوات.

النتيجة؟ بيرنلي لا يزال عند 10 نقاط، ويبتعد أكثر عن منطقة الأمان. ورغم أن الفريق أظهر بعض التحسن في التمريرات القصيرة، إلا أن غياب المهاجم الموثوق، وانعدام القدرة على استغلال الفرص، يُظهر أن مشكلته ليست تكتيكية فقط — بل هي هيكلية.

التأثير على الترتيب: تشيلسي يقترب من القمة

بعد هذا الفوز، ارتفع رصيد تشيلسي إلى 23 نقطة، ليحتل المركز الثاني — بفارق ثلاث نقاط فقط عن أرسنال المتصدر. هذه ليست مجرد نقطة إضافية. هذه نقطة تغيّر ديناميكية السباق. في الموسم الماضي، كان تشيلسي يخسر مباريات حاسمة في هذه المرحلة، ويُنهي الموسم في المركز السادس. هذا العام؟ هو فريق يلعب بثقة، ويُظهر تطوراً في التحول من الدفاع إلى الهجوم في أقل من ثوانٍ.

ماريسكا، الذي وصل إلى تشيلسي بعد فشل مانويل بيليغريني وبيتر دوتشي، لم يُغيّر الفريق بشراء لاعبين كبار. بل غيّر الطريقة. تدريبات الصباح، التركيز على التمريرات القصيرة، والضغط العالي — كلها تفاصيل صغيرة جمعت ثقافة جديدة. والنتيجة؟ خمس انتصارات في آخر سبع مباريات.

ما الذي ينتظر الفريق القادم؟

ما الذي ينتظر الفريق القادم؟

التحدي القادم؟ مواجهة مانشستر سيتي في الجولة القادمة، على ملعب ستاديان. هذا ليس مجرد لقاء عادي. هذا اختبار حقيقي لقدرة تشيلسي على المنافسة مع الأفضل. لكن ماريسكا لا يخاف. في تصريحه بعد المباراة، قال لشبكة سكاي سبورت: "الانتصار اليوم ليس صدفة. إنه نتيجة عمل يومي. نحن لا نلعب لنتفادى الهزيمة، بل لنربح".

وإذا استمر هذا النسق، فإن تشيلسي قد لا يكتفي بالمركز الثاني. قد يصبح المُهدّد الحقيقي لأرسنال. خاصة أن الفريق لم يخسر في آخر خمس مباريات، وسجل 13 هدفاً في هذه الفترة، مع تراجع في الأهداف التي استقبلها إلى 4 فقط.

اللاعبون الذين لم يُلعبوا… لكنهم يُغيرون المستقبل

من المثير أن نلاحظ أن اثنين من أكثر اللاعبين طموحاً — موسيس كايسيدو واستيفاو ويليأن — ظلّا على مقاعد البدلاء. لماذا؟ لأن ماريسكا يُفضل التوازن على التفوق الفردي. لكن هذا لا يعني أنهما خارج الصورة. بل على العكس. كايسيدو، الذي كان يُعدّ لاعب الوسط المركزي المثالي، ينتظر فرصته في المباريات الصعبة. واستيفاو، المهاجم البرازيلي الشاب، يُعدّ البديل الاستراتيجي في حالات التعب أو الإصابات.

الحقيقة؟ تشيلسي لم يعد فريقاً يعتمد على النجوم. أصبح فريقاً يعتمد على النظام. وهذا أخطر بكثير.

أسئلة شائعة

لماذا غاب كول بالمر رغم أنه لاعب أساسي؟

كول بالمر غاب بسبب كسر في إصبع القدم نتج عن اصطدامه بالباب في منزله، وهو حادث غير رياضي لكنه أثر على تشكيلة تشيلسي. المدرب إنزو ماريسكا أكّد أن الإصابة تتطلب أسبوعين من الراحة، ما يعني أن بالمر لن يشارك في المباريات الثلاث القادمة، بما فيها مواجهة مانشستر سيتي.

هل يمكن لتشيلسي أن يتصدر الدوري هذا الموسم؟

نعم، لكنه يعتمد على ثلاثة عوامل: استمرار الأداء الحالي، عدم إصابات جماعية، وتحقيق نتائج إيجابية ضد الأندية الكبرى. حالياً، تشيلسي يمتلك أفضل خط دفاع في الدوري (4 أهداف فقط في 12 مباراة)، وأكثر فريق يُسيطر على الكرة. إذا استمر هذا، فالفوز باللقب ليس مستحيلاً — خاصة مع تراجع أداء مانشستر سيتي في الشهرين الماضيين.

ما سبب تراجع بيرنلي رغم تغيير المدرب؟

بيرنلي يعاني من فجوة هجومية حقيقية. الفريق لم يسجل أكثر من هدفين في أي مباراة منذ أغسطس. حتى مع تغيير المدرب، لا يملك الفريق مهاجماً موثوقاً، ولا لاعب وسط قادر على توليد فرص. التغييرات التكتيكية لم تُصلح المشكلة الجذرية: نقص المواهب في المراكز الحاسمة.

ما تأثير غياب كايسيدو واستيفاو على التشكيلة؟

غيابهما كان قراراً تكتيكياً. ماريسكا فضّل توازن الوسط على القوة الهجومية. لكن هذا لا يعني أنهما غير مهمين. كايسيدو يُعدّ البديل المثالي ضد الأندية التي تضغط عالياً، واستيفاو قد يكون المفاجأة في المباريات التي يتطلب فيها الفريق هدفاً حاسماً. كلاهما يُعدّان جزءاً من الخطة طويلة المدى، وليس فقط للقاءات الحالية.

ما الذي يميز أداء إنزو ماريسكا عن المدربين السابقين؟

ماريسكا لا يعتمد على النجوم، بل على النظام. هو أول مدرب منذ 10 سنوات يُعيد تشيلسي إلى لعب تكتيكي متماسك، دون الحاجة لشراء لاعبين بقيمة 100 مليون جنيه إسترليني. كما أنه يثق بالشباب، ويُعطي فرصاً للاعبين غير المعروفين — وهذا ما جعل الفريق أكثر مرونة وأقل عرضة للإرهاق.

هل يُمكن أن يُعيد تشيلسي لقب الدوري بعد غياب 12 عاماً؟

الاحتمال واقعي. تشيلسي لم يكن بهذا القرب من الصدارة منذ 2014. مع استمرار الأداء الدفاعي، ونمو الهجوم، وغياب المنافسين الكبار عن مستواهم، فإن الفريق يمتلك كل المقومات. المفتاح؟ تجنب الخسائر في المباريات الصعبة، وتحقيق فوز واحد على الأقل ضد أرسنال أو مانشستر سيتي قبل نهاية العام.

4 التعليقات
  • Nouria Coulibaly
    Nouria Coulibaly

    يا جماعة، شوفوا شو صار مع بالمر! كسر إصبعه من الباب؟ هذي أغرب إصابة في تاريخ الكرة! بس صدّقوني، هالتشيلسي صار فريق مختلف، حتى بدونه يلعبون كأنهم مزودين ببرمجة ذكية! 🤯🔥

  • adham zayour
    adham zayour

    أكيد ماريسكا عبقري... بس لو نظرنا للوراء، كل مدرب جديد بيقول "أنا مش بحاجة لشراء نجوم"، وبعدين يصرف 200 مليون على لاعبين ما يعرفوش يوصلوا للمرمى! بس هنا... والله العظيم، التشكيلة اللي لعبت كانت أشبه بـ"مصفوفة رياضية" مُحسوبة بدقة. بيرنلي كان زي شخص يحاول يركب دراجة هوائية بقدم واحدة. 🤡

    اللي يخليك تصدق إنو هذا فريق كان يخسر 4-0 من ليفربول قبل شهر؟ نعم، التغيير حقيقي، لكن لا تنسوا: مان سيتي قادم، وهم مش بيرنلي.

  • Majd kabha
    Majd kabha

    النظام يهزم النجوم. هذا كل شيء.

  • Mohamed Amine Mechaal
    Mohamed Amine Mechaal

    التحول التكتيكي اللي حصل عند تشيلسي يمثل انتقالاً من نموذج "الهيمنة الفردية" إلى نموذج "البنية التحتية التكتيكية المترابطة"، حيث يصبح كل لاعب عقدة في شبكة تواصل ديناميكي موجهة بالضغط العالي والانتقال السريع. هذا ليس تغييرًا في التشكيلة، بل إعادة تعريف للهوية التنافسية. التوازن بين العمق والعرض، مع تقليل التكاليف التحويلية، يخلق بيئة مثالية للإنتاجية الهجومية مع الحفاظ على الكثافة الدفاعية. هذا هو التحول الذي يُعيد تعريف القيادة في كرة القدم الحديثة.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*