برشلونة يُقلب الطاولة على ليفانتي بثلاثية مذهلة في شوط ثانٍ ويعتلي صدارة الليجا

برشلونة يُقلب الطاولة على ليفانتي بثلاثية مذهلة في شوط ثانٍ ويعتلي صدارة الليجا

في لحظة رياضية لن ينساها مشجعو برشلونة بسهولة، قلب الفريق الكتالوني الطاولة على ليفانتي بنتيجة 3-2 في ملعب سيوتات دي فالنسيا، السبت 23 أغسطس 2025، في الجولة الثانية من الدوري الإسباني موسم 2025-2026. كان الفريق الزائر يخسر بهدفين نظيفين قبل الشوط الثاني، لكنه عاد بثلاثة أهداف مذهلة في أقل من عشر دقائق، ليُرسل رسالة قوية لمنافسيه: الصدارة لم تُفتح بعد.

الانهيار قبل الشوط الثاني... ثم الانتفاضة

البداية كانت كابوسًا لبرشلونة. في الدقيقة 15، تمكن إيفان روميرو دي أفلا من مراوغة المدافع الشاب باو كوبارسي ببراعة، ثم أرسل كرة متقنة في الزاوية العليا. لم يهدأ ليفانتي، بل زاد الطين بلة عندما سجل خوسيه موراليس هدفًا ثانٍ في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول — 45+7. الجمهور في فالنسيا كان يحتفل، والمدرب باكو لوبيز يلوح بقبعته، وكأنه يُعلن أن التاريخ يعيد نفسه.

لكن كرة القدم لا تُكتب بسلاسل من الأرقام، بل بالقلب. في الدقيقة 49، ظهر بيدري غونزاليس كأنه لم يغادر الملعب أبدًا. تلقى كرة من لامين يامال في منطقة الجزاء، وسدد بقدمه اليسرى بقوة ودقة — هدف! ثلاث دقائق فقط، وعادت الأمل. هذه المرة، فيران توريس استغل خطأ دفاعيًا في التمريرة العرضية، وأطلق كرة متقنة فوق الحارس بابلو كونيات. 2-2. الملعب صار صامتًا، واللاعبون الكتالونيون يركضون نحو بعضهم كأنهم عادوا من الموت.

ثم جاء الهدف الثالث، وهو الأغرب. رفع لامين يامال كرة عرضية من الجهة اليسرى، لم يُدركها الحارس بابلو كونيات تمامًا — فارتطمت باليد، ثم ارتدت للخلف ودخلت المرمى. الهدف الذاتي. 3-2. لم يُسجله أحد، لكن الجميع شاهده. لم يُحتفل به، لكنه أطلق العنان للذعر في صفوف ليفانتي.

هانز فليك... والعودة من العدم

المدرب الألماني هانز فليك لم يُغير تشكيلًا واحدًا في الشوط الأول، لكنه كان يراقب، يفكر، ينتظر. في الشوط الثاني، أرسل رسالة واضحة: لا تُخافوا، فقط العبوا. لم يُدخل مهاجمًا، بل زاد من ضغط الوسط. كان يعلم أن بيدري ويارامال يمتلكان قدرة على تفكيك الدفاعات بسرعة — وفعلاً، فعلوا.

هذا هو الانتصار الثاني على التوالي لبرشلونة بعد فوزه 3-0 على ريال مايوركا في الجولة الأولى. الآن، يتصدر الفريق برصيد 6 نقاط، متفوقًا على ريال مدريد وأتلتيكو مدريد، اللذين خسرا مباراتيهما في الجولة الثانية. فليك لم يُغير النظام، لكنه غير المزاج. لم يُطالب بالسيطرة، بل بالسرعة، بالجرأة، بالثقة.

ليفانتي... بين الأمل والخيبة

ليفانتي... بين الأمل والخيبة

ليفانتي، الذي كان يدخل المباراة بثلاثة انتصارات متتالية على ملعبه، كان على وشك تحقيق إنجاز لم يحققه منذ يناير 2021. لكنه فشل في حماية تقدمه. المدرب باكو لوبيز لم يُغير شيئًا في الشوط الثاني، وربما هذا هو الخطأ. لم يُقلل من الضغط، ولم يُضف لاعبًا دفاعيًا. اللاعبون بداوا مرهقين، وفقدوا التركيز. خسارة كهذه تُؤثر في المعنويات — خاصةً أن آخر فوز لهم على برشلونة كان في نوفمبر 2019.

الإحصاءات تقول إن برشلونة فاز في 14 من آخر 16 مباراة له ضد فرق إقليم فالنسيا في الليجا، لكنه خسر مرتين في آخر خمس زيارات لـسيوتات دي فالنسيا فقط. هذا الملعب، رغم أنه ليس ملعبًا تاريخيًا، يُصبح ساحة معركة عندما يدخله برشلونة بقلبه مكسورًا — وهو ما حدث.

أزمة الكامب نو... والقلق الذي يطارد النادي

لكن حتى في لحظات الانتصار، لا ينسى برشلونة همومه. ملعب سبوتيفاي كامب نو لا يزال غير مُعتمد رسميًا من بلدية برشلونة. لم يُسلم النادي شهادة الإنجاز النهائية بعد — وهذا يعني أنه قد لا يُمكنه استضافة مباريات دوري أبطال أوروبا في ملعبه، حتى لو كان الترميم كاملاً. رئيس النادي خوان لابورتا وعد بعودة الكامب نو، لكن الواقع يقول شيئًا آخر.

إذا لم يُمنح التصريح، فسيضطر برشلونة لخوض مبارياته الأوروبية في مونجويك، ملعب التدريب الصغير. هذا ليس مجرد تغيير مكان — بل تغيير هوية. مشجعو برشلونة لا يحبون المباريات خارج الكامب نو. حتى لو كانت النتائج جيدة، فإن الروح تُفقد.

ما الذي سيتغير الآن؟

ما الذي سيتغير الآن؟

برشلونة يلعب بثقة، وبيدري يعود بقوة، ويامال يُصبح أسطورة شابة. لكن التحدي الأكبر ليس في الفوز، بل في الاستمرار. ليفانتي خسر، لكنه لم يُهزم. تدريبه ممتاز، وخط دفاعه كان ممتازًا حتى الدقيقة 48. الفريق سيُعيد حساباته، وسيعود أقوى.

الليجا هذا الموسم لن تكون سهلة. ريال مدريد يمتلك فريقًا مُحنكًا، وأتلتيكو مدريد لا يُهزم في ديربياته. لكن برشلونة، بعد هذه المباراة، أثبت أنه لم يفقد روحه. مجرد انتصار لا يكفي — لكن ريمونتادا كهذه؟ هذه تُصنع الأبطال.

أسئلة شائعة

كيف أثرت هذه المباراة على صدارة الليجا؟

بعد هذه المباراة، ارتفع رصيد برشلونة إلى 6 نقاط من جولتين، ليتصدر الترتيب متفوقًا على ريال مدريد وأتلتيكو مدريد اللذين خسرا مباراتيهما. هذا أول مرة منذ موسم 2022-2023 يبدأ فيها برشلونة بفوزين متتاليين في الليجا، وهو ما يُعطيه زخمًا نفسيًا كبيرًا قبل مواجهات ديربيات كلاسيكو قادمة.

لماذا لم يُغيّر هانز فليك التشكيلة في الشوط الأول؟

فليك اعتقد أن المشكلة ليست في اللاعبين، بل في التركيز. لم يُدخل مهاجمًا لأنه أراد الحفاظ على التوازن في الوسط، وترك بيدري ويارامال يُحرّكان الدفاع. هذه الاستراتيجية نجحت، لأنها استغلت سرعة لاعبي الوسط، وليس القوة البدنية. هذا يُظهر تطور فلسفة تدريبه بعد تجربته في بايرن ميونخ.

هل يمكن لليفانتي أن يتعافى بعد هذه الخسارة؟

نعم، لكنه يحتاج لتعديل استراتيجي. خسارة هدف ذهبي في الدقائق الأخيرة تُصيب المعنويات، خاصةً أن الفريق كان على وشك تحقيق أول ثلاثية انتصارات في ملعبه منذ 2021. المدرب باكو لوبيز سيُضطر لإضافة لاعب دفاعي في المباريات القادمة، وإلا سيُصبح هدفه الوحيد هو تجنب الهبوط، وليس التألق.

ما تأثير أزمة ملعب الكامب نو على الفريق؟

التأثير النفسي كبير. حتى لو فاز برشلونة، فإن مشجعيه لا يشعرون بالانتماء عندما يلعبون في ملعب صغير مثل مونجويك. هذا يُقلل من الإيرادات، ويُضعف الحماس. النادي يخاطر بخسارة 20% من عائدات التذاكر في دوري الأبطال إذا لم يُستخدم الكامب نو — وهو ما يُفاقم الأزمة المالية التي يعاني منها منذ سنوات.

هل يُمكن لبيدري أن يُصبح بديلًا طبيعيًا لليونيل ميسي؟

ليس كمهاجم، لكن كقلب الفريق. بيدري لا يُسجل كثيرًا، لكنه يُتحكم في tempo المباراة، ويُوزع الكرات بذكاء. في هذه المباراة، سجل هدفًا، لكنه أنتج 7 تمريرات حاسمة. هذا هو دوره: أن يكون العقل، لا الوجه. ميسي كان كلاهما — لكن بيدري، مع الوقت، قد يُصبح أسطورة مختلفة، أذكى، وأقل تهورًا.

لماذا لم يُسجل يامال هدفًا رغم تمريراته الممتازة؟

يامال لم يُسجل لأنه لا يُحاول دائمًا التسجيل. هو لاعب مُفاجئ، يُفضل تمرير الكرة لزميله في المكان الأفضل. في هذه المباراة، سجل هدفًا في الشوط الأول ضد ألافيس، لكنه اختار هنا أن يُساعد الفريق. هذا تطور في فهمه للعبة. هو ليس ميسي، ولا يريد أن يكون كذلك — بل يريد أن يكون لامين يامال.