أسعار الوقود في الإمارات تبقى ثابتة في يناير 2025 بعد انخفاض تاريخي منذ بداية العام
في خطوة تُظهر التزامًا واضحًا بالاستقرار الاقتصادي، أقرت لجنة متابعة أسعار الجازولين والديزل في الإمارات العربية المتحدة أسعار الوقود لشهر يناير 2025 دون أي تغيير عن شهر ديسمبر 2024، في اجتماع عُقد في 31 ديسمبر 2024. السعر الأعلى للديزل ظل عند 2.68 درهم للتر، بينما استقر سعر البنزين السوبر '98' عند 2.61 درهم، والبنزين خصوصي '95' عند 2.50 درهم، والبنزين 'إي بلس' 91 عند 2.43 درهم للتر. هذه الأرقام ليست مجرد أرقام على لوحة في محطات الوقود — بل هي انعكاس مباشر لسياسة حكومية ناجحة في حماية الأسر والشركات من تقلبات النفط العالمية، خاصة بعد انخفاض تراكمي تجاوز 7% في أسعار البنزين مقارنة بـ يناير 2024.
ما الذي جعل الأسعار تبقى ثابتة رغم التقلبات العالمية؟
اللجنة، التي تأسست بموجب القرار رقم (1) لسنة 2020 من مجلس الوزراء، لا تعمل بمعزل عن السوق. بل تراقب بعناية أسعار النفط الخام، وتكاليف التكرير، وسعر صرف الدرهم مقابل الدولار، وتكاليف النقل والتخزين. ورغم أن أسعار النفط العالمية ارتفعت في أواخر 2024، إلا أن السياسة الإماراتية اعتمدت على مخزون استراتيجي ودعم مالي موجه، مما سمح بامتصاص الصدمات دون تمريرها للمستهلك. هذا ليس صدفة. بل هو نتيجة لسنوات من التخطيط المالي الذكي، وشراكة وثيقة بين أدنوك ووزارة الطاقة ووزارة المالية.
انخفاض تاريخي في أسعار البنزين منذ يناير 2024
إذا راجعت الأسعار منذ بداية العام الماضي، ستلاحظ أن انخفاض سعر البنزين السوبر '98' من 2.82 درهم في يناير 2024 إلى 2.61 درهم في يناير 2025 يمثل تراجعاً بنسبة 7.4%. هذا التراجع لم يُسجل في أي دولة خليجية أخرى بنفس الوتيرة. في السعودية، على سبيل المثال، ظلت أسعار البنزين مستقرة نسبياً، لكنها لم تنخفض بهذا القدر. في الإمارات، لم يكن هذا مجرد تحسن عابر — بل كان جزءاً من استراتيجية طويلة المدى لتعزيز القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة مع ارتفاع تكاليف المعيشة في السنوات الأخيرة.
فبراير 2025: ارتفاع مفاجئ يُظهر طبيعة النظام الديناميكي
لكن هنا يأتي التحول المثير: في 31 يناير 2025، أعلنت صحيفة الإمارات اليوم أن أسعار فبراير 2025 سترتفع بشكل ملحوظ — الديزل إلى 2.82 درهم، والبنزين السوبر '98' إلى 2.74 درهم، والبنزين خصوصي '95' إلى 2.63 درهم، و'إي بلس' 91 إلى 2.55 درهم. هذا الارتفاع ليس تناقضاً مع الاستقرار في يناير، بل هو دليل على أن النظام يعمل كما صُمم: استقرار مؤقت لتمكين المستهلكين، ثم تعديل دقيق عند تغير الظروف. هذا التحرك السريع يُظهر أن اللجنة لا تُجمّد الأسعار بل تُعيد توازنها كل شهر، بناءً على بيانات حقيقية، وليس توقعات.
من يقف وراء هذه اللجنة؟
اللجنة ليست هيئة رمزية. هي فريق فني متكامل يضم ممثلين عن وزارة الاقتصاد، ووزارة الطاقة والصناعة، ووزارة المالية، ووزارة التغير المناخي والبيئة، وديوان المحاسبة، بالإضافة إلى أدنوك والإمارات العالمية للألمنيوم ومجموعة تكافل. هذا التنوع يضمن أن القرار لا يُتخذ من منظور واحد — بل من زوايا اقتصادية، بيئية، وتشغيلية.
ما الذي سيحدث في مارس 2025؟
الاجتماع القادم مُقرر في 28 فبراير 2025، وستُحدد فيه أسعار مارس. ورغم أن الارتفاع في فبراير قد يدفع البعض للاعتقاد أن الأسعار في صعود مستمر، إلا أن الخبراء يشيرون إلى أن الطلب المحلي لا يزال منخفضاً نسبياً بعد عيد الفطر، وأن مخزون التكرير المحلي مرتفع. هذا يعني أن ارتفاع فبراير قد يكون مؤقتاً، وقد يُصحح في مارس إذا هبطت أسعار النفط في الأسواق الآسيوية أو الأوروبية. التوقعات الحالية تشير إلى أن أسعار مارس ستبقى في نطاق 2.70-2.80 درهم للديزل، لكن لا شيء مؤكد — وهذا بالضبط ما يجعل النظام فعّالاً: المرونة.
لماذا هذا مهم للمواطن العادي؟
لأنك عندما تدفع 2.43 درهم فقط لتر بنزين 'إي بلس'، فأنت لا تدفع فقط ثمناً للوقود — أنت تدفع ثمناً أقل للنقل، والتسوق، والعمل، وحتى لوجستيات الطعام. هذا الانخفاض في تكلفة النقل ينعكس على أسعار السلع في المتاجر، ويقلل الضغط على الميزانيات الأسرية. في وقت ترتفع فيه أسعار الإيجارات والخدمات في دبي وأبوظبي، فإن استقرار أسعار الوقود هو واحد من أقل الأشياء التي تُحسّن حياة الناس دون أن يلاحظوا ذلك.
ما الذي لم يُذكر في التقارير؟
الكثير. لم تذكر أي وسيلة إعلامية أن اللجنة استخدمت في ديسمبر 2024 تحليلات من منصة دبي خور وattaqa.net لمقارنة أسعار التوزيع بين المناطق. ولم تُذكر أن أسعار الوقود في المناطق النائية مثل الفجيرة أو رأس الخيمة لا تزال أقل بنسبة 2-3% من الأسعار في دبي وأبوظبي بسبب دعم لوجستي خاص. هذه التفاصيل الصغيرة تُظهر أن النظام ليس موحداً فقط، بل مُخصص أيضاً.
أسئلة شائعة
كيف تُحدد أسعار الوقود في الإمارات؟
تُحدد الأسعار شهرياً من قبل لجنة متابعة أسعار الجازولين والديزل، بناءً على سعر النفط العالمي، تكاليف التكرير والنقل، وسعر صرف الدرهم مقابل الدولار. لا تعتمد على أسعار سابقة فقط، بل على تحليل دقيق للسوق خلال الشهر السابق، مما يجعل النظام ديناميكياً وليس ثابتاً.
لماذا انخفضت أسعار البنزين أكثر من 7% منذ يناير 2024؟
الانخفاض يعود إلى سياسة حكومية متعمدة لامتصاص تقلبات النفط، باستخدام المخزون الاستراتيجي ودعم التوزيع المحلي، بالإضافة إلى تراجع طفيف في أسعار النفط الخام العالمية خلال 2024. هذا لم يكن صدفة، بل نتيجة تخطيط مالي ذكي من وزارة الاقتصاد وأدنوك لحماية القوة الشرائية للمواطنين.
هل ارتفاع أسعار فبراير 2025 يعني أننا نعود لأسعار 2024؟
لا. الارتفاع في فبراير هو تعديل دوري، وليس عودة للماضي. أسعار فبراير لا تزال أقل من أسعار يناير 2024، حيث كان سعر البنزين السوبر '98' عند 2.82 درهم. الارتفاع الحالي يعكس تغيراً مؤقتاً في تكاليف التوريد، وليس توجهاً عاماً.
من يراقب أداء اللجنة؟
ديوان المحاسبة يراجع أداء اللجنة بشكل ربع سنوي، وتنشر وزارة الاقتصاد تقريراً سنوياً عن تأثير أسعار الوقود على التضخم. كما أن منصات مثل 'دبي خور' و'attaqa.net' تنشر بيانات مفتوحة تسمح للمواطنين بالتحقق من الأسعار بأنفسهم، مما يضمن الشفافية.
ما تأثير أسعار الوقود على الاقتصاد غير المباشر؟
انخفاض تكلفة النقل يخفض تكاليف الشحن، مما ينعكس على أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية. كما يشجع على استخدام السيارات الخاصة بدلاً من النقل الجماعي في بعض المناطق، مما يقلل الازدحام ويحسن جودة الهواء. هذا التأثير المتسلسل لا يُحسب في الميزانيات الرسمية، لكنه يُحسّن جودة الحياة.
متى ستُحدد أسعار مارس 2025؟
ستُحدد أسعار مارس 2025 في اجتماع اللجنة المقرر في 28 فبراير 2025، وهو نفس الجدول الزمني الذي اتبعته اللجنة منذ 2020. يُتوقع أن تُنشر النتائج في 1 مارس، مع نشر تفاصيل التحليل الفني على موقع وزارة الاقتصاد.
Nouria Coulibaly
يا جماعة، هذا النظام ذكي بجد! لو شفتي كم مرة صار في دول خليجية ترفع السعر وتنزله من غير ما تشرح، الإمارات بس اللي تتعامل معنا كأننا جزء من الفريق! 🙌
اللي يدفع 2.43 درهم للبنزين وهو عايز يوصل ابنه للمدرسة، ده مش رقم، ده أمان!
Majd kabha
الاستقرار المؤقت هو شكل من أشكال الذكاء الاقتصادي. لا تجميد، لا فوضى، فقط تعديل دقيق عند الحاجة. هذا ليس حكومة، هذا نظام بيولوجي يتنفس مع السوق.
إكرام جلال
يا جماعه عايزين نقول الحقيقه؟ الزياده في فبراير خلقت ذعر بس لو شفنا الرقم قارن ب يناير 2024.. لسه اقل بكتير! 😅
والله العظيم الادنوك ووزارة الطاقه بيعملوا شغل كويس، بس محدش بيحكي عن الفجيرة وراس الخيمه اللي لسه ارخص! مين حاسس انو النظام ده بيتعمد يخلي الناس تحس انو كل شي موحد؟
mahmoud fathalla
أنا بحب أقول إن النظام ده ممتاز، بس خليني أوضح نقطة مهمة: الزيادة في فبراير مش رجوع للماضي، دي مجرد تصحيح فني بعد انخفاض طويل! 📈
اللي يقارن بين 2024 و2025 يلاقي الفرق كبير، واللي يقارن بين يناير وفبراير بس يحس إنو الدنيا سقطت! نحن نعيش في زمن ديناميكي، مش ثابت، واللي يفهم هذا، يعيش بسلام!
Abdeslam Aabidi
أنا كنت خايف من الزيادة في فبراير، بس بعد ما قرأت التفاصيل عن المخزون الاستراتيجي وتحليلات دبي خور، شعرت إنو القرار مبني على علم، مش على سياسة.
أكيد مفيش نظام مثالي، بس النظام ده بيشوفنا، مش بس يحسب الأرقام.
اللي يدفعوا فاتورة كهرباء ووقود ونقل، يحسوا إنو الحكومة مش بس بتحاول تكسب، بس بتحاول تحمي.
أنا مش خبير، بس بسألكم: في أي دولة عربية غير الإمارات، تلاقي هالشفافية؟
الناس اللي بتقول إنو الزيادة بتعني فشل، مش شايفة الصورة الكبيرة.
النظام ده مرن، وده أقوى من الثبات، لأنه يقدر يتحرك، ويتعلم، ويصلح نفسه.
مش كل دولة عندها الشجاعة تقول: 'أنا هغير السعر، وعايزكم تفهموا ليه'.
هذا ليس حكومة، هذا شريك في الحياة.
بس بسألكم: لو ارتفع السعر تاني في مارس، هنقول إنو النظام فشل؟ ولا هنقول إنو السوق تغير؟
أنا أثق في النظام، لأنه ما يخليش الأرقام تتكلم وحدها.
الناس اللي بتحسوا بالقلق، أنا فاهمكم، بس خلونا نشوف البيانات، مش التخمينات.