في خطوة تعيد تعريف مفهوم الهواتف المطوية، أعلنت سامسونغ إلكترونيكس يوم 2 ديسمبر 2025 عن إطلاق جهازها الأغرب والأكثر طموحًا حتى الآن: جالكسي Z تري فولد. ليس مجرد ترقية، بل ثورة في التصميم — هاتف يطوى ثلاث مرات، يفتح من الخلف كأنه كتاب مفتوح على ثلاث طبقات، وسعره يبدأ من 3,594,000 وون كوري (حوالي 2450 دولارًا) في كوريا الجنوبية، لكنه سيصل إلى 2800-2990 دولارًا في الولايات المتحدة. هذا ليس مجرد هاتف جديد. إنه إعلان صريح: سامسونغ لا تسعى لجذب الجماهير، بل تبني إمبراطورية للنخبة.
التصميم الذي يُعيد كتابة قواعد الهواتف
ما يميز جالكسي Z تري فولد ليس فقط أنه مطوي ثلاثيًا، بل كيف يطوى. في الأجهزة السابقة، كان الطي من الأمام أو الجانب. هنا، تبدأ العملية من الخلف: لوحة الكاميرات ترتفع أولًا، ثم ينفتح الجزء الثاني ليكشف شاشة داخلية بحجم 10 بوصات — أكبر من أي هاتف مطوي سابق. هذا التصميم، الذي كشف عنه المُراجع التقني SuperSaf في فيديو مفصل يوم الإطلاق، يعطي المستخدم شعورًا بأن لديه جهازًا يشبه لوحة مكتبية صغيرة، وليس مجرد هاتف أكبر. حتى أن سامسونغ أضافت ميزة DeX للمرة الأولى على هاتف ذكي، تسمح لك بالضغط على زر واحد في الإعدادات السريعة لتحويل الشاشة إلى بيئة عمل سطح مكتب كاملة — بلوحة مفاتيح افتراضية، ونوافذ قابلة للسحب والإفلات، وتطبيقات تعمل في نوافذ منفصلة. هذا ليس ترفيهًا. هذا محاولة لاستبدال الحواسيب المحمولة لفئة معينة من المستخدمين.
القوة الداخلية: معالج 3 نانومتر وتحديثات لمدة 7 سنوات
تحت الغطاء، لا تقل المفاجآت. جالكسي Z تري فولد يحمل معالج Qualcomm Snapdragon 8 Elite Gen 5 المصنوع بتقنية 3 نانومتر، مع نواتين أداء تصل سرعتهما إلى 4.6 جيجاهرتز — الأسرع في السوق حاليًا. مع 16 جيجابايت من الذاكرة العشوائية و512 جيجابايت من التخزين، وهو الخيار الوحيد المتاح في كوريا، لا يُترك أي مجال للشك: هذا جهاز مصمم للذين يطلبون الأداء الأقصى. البطارية بسعة 5600 مللي أمبير في الساعة، وتدعم الشحن السلكي بقوة 45 واط واللاسلكي بـ15 واط. لكن المفاجأة الأكبر؟ سبع سنوات من تحديثات أندرويد. نعم، سبع سنوات. بينما تقدم الشركات الأخرى 4-5 سنوات كحد أقصى، سامسونغ ت承诺 بأن هذا الجهاز سيظل آمنًا وحديثًا حتى عام 2032. هذا ليس مجرد خدمة عملاء. هذا تغيير في فلسفة المنتج: من “استبدال كل سنتين” إلى “استثمار طويل الأمد”.
السعر: فجوة كبيرة لكنها مقصودة
السعر هو ما سيثير الجدل. في كوريا، يكلف الجهاز 3,594,000 وون — أي حوالي 700 دولار أكثر من نسخة جالكسي Z Fold 7 ذات المواصفات المماثلة. في الولايات المتحدة، يُتوقع أن يصل إلى 2990 دولارًا، وهو أعلى من أي هاتف ذكي آخر في السوق. لكن هنا تكمن الذكاء الاستراتيجي: سامسونغ لم تسعَ لمنافسة هواتف “الفلاغشيب” العادية، بل أنشأت فئة جديدة. هي لا تتنافس مع آيفون 16 برو، بل مع أجهزة لابتوب متوسطة المدى. التسويق واضح: هذا ليس هاتفًا للجميع. إنه لأصحاب الأعمال، والمحترفين، والمبتكرين الذين يرفضون التنازل عن الأداء أو المساحة. حتى أن سامسونغ ألغت الشائعات التي تحدثت عن سعر 3000 دولار، وأظهرت أن لديها خطة دقيقة — تسعير أقل من التوقعات، لكنه لا يزال أعلى من أي منافس.
التوسع العالمي والتجارب المباشرة
سيبدأ البيع في كوريا الجنوبية يوم 12 ديسمبر 2025، ثم يتوسع إلى الصين وتايوان وسنغافورة والإمارات قبل نهاية العام. أما الولايات المتحدة فستنتظر حتى الربع الأول من 2026 — يناير إلى مارس. هذا التوقيت ليس عشوائيًا. سامسونغ تنتظر موسم الأعياد لتُطلق في الأسواق الأوروبية والأمريكية، حيث يكون الطلب على الهدايا الفاخرة أعلى. وللمرة الأولى، ستُتاح تجربة الجهاز مباشرة في متاجر سامسونغ الرسمية قبل الشراء — لا تجربة افتراضية، لا فيديو، بل لمسة فعلية للشاشة المطوية ثلاث مرات. هذا تغيير جوهري. في الماضي، كان المستهلك يشتري بناءً على صور ومواصفات. الآن، تُجبره سامسونغ على أن يرى، يلمس، يفتح، يغلق — ليُدرك أن هذا ليس مجرد هاتف، بل تجربة جسدية.
ما الذي ينتظرنا بعد ذلك؟
الجهاز يأتي بلون أسود فقط في البداية، مع لون أزرق مُتوقع لاحقًا. الطرازات تشمل SM-D639B وSM-D639U وSM-D639N — تفاصيل دقيقة لكنها تُظهر أن سامسونغ تخطط لتصنيع إصدارات مختلفة حسب السوق. الكاميرا تدعم التكبير البصري 3x، وتسجيل فيديو بدقة 8K، مع استقرار بصري ممتاز. وتُرفق مع الجهاز حقيبة وشاحن — شيء لم يعد مضمونًا حتى في أجهزة “الفلاغشيب” التقليدية. هذا يُظهر أن سامسونغ لا ترى نفسها مجرد شركة هواتف، بل مزودًا لتجربة شاملة. ماذا عن المنافسين؟ لا أحد يملك شيئًا مشابهًا. آبل لا تُخطط لجهاز مطوي ثلاثي. هواوي لا تُصدر أجهزة في الغرب. شاومي تركز على الأسعار المنخفضة. سامسونغ، إذًا، تُهيمن على فئة لم تُخلق بعد — فئة الأجهزة المطوية المتطورة التي تُشبه الحواسيب.
هل يستحق السعر؟
إذا كنت تبحث عن هاتف لتفتحه وتُرسل رسائل وتُشاهد فيديوهات — لا. هذا الجهاز مبالغ فيه. لكن إذا كنت تُريد جهازًا يُمكنك أن تُكتب عليه تقريرًا، تُراجع عقودًا، تُنظم جدولًا، وتحافظ على كل شيء في شاشة واحدة دون الحاجة لفتح حاسوب — فهذا ليس رفاهية. هذا ضرورة. سامسونغ لا تبيع هاتفًا. إنها تبيع حرية التعددية. حرية أن تكون في المكتب، في الطائرة، في المقهى، وكل شيء في جيبك. السعر مرتفع. لكنه ليس جنونًا. إنه استثمار في المستقبل — مستقبل حيث لا يُفصل الهاتف عن الحاسوب، بل يُدمج فيهما معًا.
الأسئلة الشائعة
ما الفرق بين جالكسي Z تري فولد وجالكسي Z Fold 7؟
الفرق ليس فقط في الشكل، بل في الوظيفة. جالكسي Z Fold 7 يطوى مرتين، بينما تري فولد يطوى ثلاث مرات، مما يخلق شاشة داخلية أكبر وأكثر تشابهًا مع لوحة مكتبية. كما أن تري فولد تدعم DeX مباشرة على الشاشة، وتحتوي على معالج أقوى (Snapdragon 8 Elite Gen 5)، وتحتوي على بطارية أكبر (5600 مللي أمبير مقابل 5000)، وتُقدم تحديثات أندرويد لمدة 7 سنوات، بينما Fold 7 تقدم 5 سنوات فقط.
لماذا لا يُباع في الولايات المتحدة في ديسمبر؟
سامسونغ تنتظر الربع الأول من 2026 لتجنب الازدحام في موسم الأعياد، ولتمنح فرق التوزيع وقتًا كافيًا لتهيئة سلاسل الإمداد، خاصة مع تعقيدات التصنيع والشحن للجهاز ذي التصميم الدقيق. كما أن التوقيت يسمح بتركيز الحملات التسويقية على العودة بعد الأعياد، حين يبدأ المستهلكون بالبحث عن هدايا “ذكية” وليست تقليدية.
هل هناك خيارات تخزين أو ذاكرة أخرى غير 16 جيجابايت و512 جيجابايت؟
لا، في كوريا والأسواق الأولى، الجهاز يُطرح بمواصفات واحدة فقط: 16 جيجابايت رام و512 جيجابايت تخزين. هذا تكتيك مقصود من سامسونغ لتبسيط الإنتاج وتجنب تشتت المستهلكين. لكن من المتوقع أن تُطرح نسخ بسعة 1 تيرابايت في الأسواق اللاحقة، خاصة في الصين والولايات المتحدة، حيث يُفضل المستهلكون التخزين الأكبر.
ما مدى متانة التصميم الثلاثي؟ هل هو عرضة للتلف؟
سامسونغ استخدمت إطارًا من الألمنيوم وظهرًا من الزجاج المقوى، مع طبقات مخصصة لمنع التشقق عند الطي. التجارب الأولية من مُراجعين مثل GSMArena تُظهر أن الجهاز يتحمل أكثر من 200,000 عملية طي — ما يعادل 150 طي يوميًا لمدة 3 سنوات. لكن المخاطر تبقى أعلى من الهواتف التقليدية، خاصة في المناطق الرطبة أو المغبرة. لذا، الحقيبة المُرفقة ليست رفاهية، بل ضرورة.
هل سيُصبح هذا الجهاز معيارًا لجميع الهواتف المستقبلية؟
ليس بالضرورة. التصميم الثلاثي معقد و costly، وهو ليس مناسبًا للجميع. لكنه يُثبت أن السوق للهواتف المطوية لا يزال في نمو، وأن المستهلكين المستعدين لدفع مبالغ كبيرة يبحثون عن وظائف تفوق الهاتف العادي. هذا قد يدفع المنافسين لتطوير أشكال جديدة، لكن الأرجح أن سامسونغ ستستمر في تطوير فئات متعددة: Fold للعمل، Flip للنمط، وTriFold للمحترفين.
ما الذي يجعل هذا الجهاز مختلفًا عن أجهزة اللابتوب المطوية؟
الفرق الأكبر هو الحجم والحركة. أجهزة اللابتوب المطوية مثل هواوي Mate X3 أو موديلات لينوفو كبيرة، ثقيلة، وتحتاج إلى مساحة. جالكسي Z تري فولد يناسب الجيب، ويُمكنك استخدامه أثناء السفر، في المقهى، أو حتى في المترو. إنه يجمع بين مرونة الهاتف وقوة الحاسوب — دون أن يكون مكلفًا أو غير عملي. هذا هو السر الحقيقي: لا يُغير شكلك، بل يُغير طريقة عملك.
قد يعجبك
Nouria Coulibaly
هذا الهاتف مش بس جهاز، ده كأنك تحمل مكتبك معك في الجيب! لو عايز تكتب تقرير في الطائرة أو تراجع عقد في المقهى، مش محتاج لابتوب ولا حتى شاشة خارجية. سامسونغ خلصت على فكرة إن الهاتف بس للكلام والصور، وحولته لـ"أداة عمل" حقيقية. دي تغيير جذري، ومفيش حاجة تشبهها في السوق.
Mohamed Amine Mechaal
من ناحية هندسية، التصميم الثلاثي يحقق توازنًا دقيقًا بين كثافة المكونات وقابلية التمدد الوظيفي. استخدام معالج Snapdragon 8 Elite Gen 5 على نواة 3nm يقلل من استهلاك الطاقة بنسبة 35% مقارنة بالجيل السابق، مع تحسين في توزيع الحرارة عبر هيكل الألمنيوم المدمج. إضافة DeX كنظام مدمج وليس كتطبيق منفصل يمثل تحولًا في paradigm من mobile-first إلى desktop-embedded. التحديثات لمدة 7 سنوات؟ دي ليست خدمة عملاء، دي استراتيجية تثبيت للعلامة التجارية في سوق Enterprise.
Nefertiti Yusah
يا جماعة، أنا شايفة إن ده مش هاتف، ده كأنك جبت شاشة تلفزيون وضغطتها في جيبك! لو حد قال لي قبل سنة إن هنقدر نفتح جهاز ونشوف فيه نوافذ وتطبيقات منفصلة زي اللابتوب، كنت بقوله مجنون. بس دلوقتي... والله العظيم، أنا عايزة أشتريه، حتى لو محتاجة أعمل تمويل! 😭
Ali al Hamidi
التصميم الثلاثي ليس مجرد تطور تقني، بل هو تعبير حضاري عن رغبة الإنسان في دمج الوظائف دون التضحية بالراحة. سامسونغ لم تُصمم جهازًا، بل أعادت تعريف مفهوم الحدود بين الأجهزة: الهاتف ليس أداة ترفيه، بل واجهة تفاعلية للعالم الرقمي. التحديثات السبع سنوات تُظهر احترامًا حقيقيًا لمستخدمي التكنولوجيا، وليس مجرد تكتيك تسويقي. هذا الجهاز ليس للجميع، لكنه مُوجَّه لمن يفهم أن التقدم لا يُقاس بالسعر، بل بالحرية التي يمنحها.