OpenAI تطلق GPT-5.2 بأداء غير مسبوق في العلوم والرياضيات والعمل المهني
في ليلة الأربعاء 11 ديسمبر 2025، عند الساعة 8:07 مساءً بتوقيت كوتس العالمي، أطلقت OpenAI نسخة جديدة من نموذجها الذكي: GPT-5.2، في خطوة تُعيد تعريف حدود القدرات التقنية للذكاء الاصطناعي في المجالات العلمية والمهنية. لم تكن هذه مجرد تحديثات روتينية — بل كانت قفزة محسوبة، موجهة بوضوح نحو المهندسين، والعلماء، والمطورين الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي لحل مسائل معقدة. وخلال ساعات، تحقق التحديث في منصات مثل Cursor، التي أعلنت في 6:43 مساءً أن النموذج أصبح متاحًا فورًا لمستخدميها، مما يُظهر مدى تكامل OpenAI مع أدوات العمل اليومية للمحترفين.
التركيز على العلوم والرياضيات: لماذا هذا مهم؟
في المنشور الرسمي على موقع OpenAI، تحت عنوان "تعزيز العلوم والرياضيات مع GPT-5.2", أكدت الشركة أن النموذج هو "أقوى نموذج حتى الآن للعمل في الرياضيات والعلوم". هذا ليس مجرد شعار تسويقي. وفقًا لوثيقة "تحديث بطاقة نظام GPT-5: GPT-5.2"، التي نُشرت في نفس اليوم، فإن التحسينات تشمل دقة أعلى في حل المعادلات التفاضلية، وفهم أعمق للمناهج العلمية، وقدرة على توليد أكواد تجريبية مبنية على نماذج فيزيائية معقدة. في المختبرات، هذا يعني أن باحثًا يمكنه الآن طلب تحليل بيانات تجريبية من تجربة كيميائية، والحصول على توصية بتعديلات في الإجراءات، ثم الحصول على كود بيثون لمحاكاة النتائج — كل ذلك في جلسة واحدة.
الفرق هنا ليس في السرعة فحسب، بل في الدقة. مستخدمون على منصة Cursor أشاروا إلى أن GPT-5.2 "حل مشكلات لم تتمكن منها نسخة Opus 4.5 حتى في أربع محاولات". هذا يشير إلى أن النموذج لا يعيد صياغة الإجابات، بل يفهم السياق العميق للمشكلات التقنية — وهو ما يُعد تغييرًا جوهريًا في العلاقة بين الإنسان والآلة.
الاستجابة المختلطة: من يحبه؟ ومن يعاني؟
لكن كل شيء لا يسير بسلاسة. في نفس اليوم، بدأ المستخدمون في الإبلاغ عن مشكلات: أحدهم كتب: "يتعطل النموذج كلما فتحت الطرفية. هل هذا يحدث مع الجميع؟"، بينما لاحظ آخر: "يعمل ببطء شديد، حتى أكثر من GPT-5.1". هذه التناقضات ليست نادرة في إطلاقات الذكاء الاصطناعي — فغالبًا ما تظهر العيوب التقنية فقط عند التحميل الحقيقي، وليس في التقييمات المُدارة.
من ناحية أخرى، وجد مطورون أن "الوضع التصحيح (debug mode) مذهل"، وهو ما يشير إلى أن النموذج يُحسّن أدائه في السيناريوهات التي تتطلب تحليلًا تدريجيًا للخطأ، وهو ما يهم المبرمجين أكثر من أي شيء آخر. حتى أن أحد المستخدمين اقترح: "يجب أن تقدموا أسبوعًا مجانيًا لكل نموذج جديد"، مما يعكس توقعات المجتمع المتنامية من حيث الوصول المجاني للتقنيات المتقدمة.
المنافسة تتنفس على عنقها: GPT-5.2 مقابل Gemini 3 Pro وOpus 4.5
لم تكن هذه الإطلاقات تحدث في فراغ. على منصة Cursor، ظهرت مناقشات مباشرة مقارنة بين GPT-5.2 ونموذجَي Gemini 3 Pro وOpus 4.5. أحد المستخدمين سأل بدهشة: "هل GPT-5.2 أفضل حقًا من هذين النموذجين في البرمجة؟". الإجابات كانت متفاوتة، لكن التوجه العام يشير إلى أن GPT-5.2 يتفوق في التحليل الرياضي والمنطقي، بينما تظل المنافسة شرسة في المهام الإبداعية أو الترجمة.
هذا يعكس سباقًا عالميًا لا يهدأ. بعد إطلاق GPT-5 في أغسطس 2025، ثم GPT-5.1 في نوفمبر، لم تمنح OpenAI أي فرصة للمنافسين للتنفس. في المقابل، أطلقت Google نسخة Gemini 3 Pro في أكتوبر، وAnthropic أطلقت Opus 4.5 في فبراير — لكن كلها الآن تسعى للمسايرة.
التطور السريع: هل هذا مستدام؟
النموذج الجديد هو النسخة السادسة من سلسلة GPT-5 منذ أغسطس 2025، وهو ما يُظهر نمطًا مقلقًا للبعض: تطوير مستمر، لكنه مُجزأ. فهل من المنطقي إطلاق نسخة جديدة كل 3-4 أسابيع؟ بعض الخبراء يرون أن هذا يُضعف الثقة في الاستقرار، بينما يرى آخرون أنه تطور طبيعي في سوق يُقدر فيه التحديثات السريعة كأصل استراتيجي.
النموذج GPT-5.1-Codex-Max، الذي أُطلق أيضًا في 11 ديسمبر، يُظهر أن OpenAI لم تعد تقدم نموذجًا واحدًا فقط — بل تبني "عائلة" من النماذج، كل منها مخصص لمهام محددة: تحليل البيانات، البرمجة، التعلم الطويل، أو التفاعل مع الأنظمة الخارجية. هذا يشبه تطوير سيارات مختلفة للطرق الوعرة، والطرق السريعة، والطرق الحضرية — وليس سيارة واحدة تحاول فعل كل شيء.
ما الذي ينتظرنا بعد GPT-5.2؟
الإشارات تُشير إلى أن GPT-5.1-nano — النسخة الأخف والأقل تكلفة — قد تُطلق قريبًا، بعد طلب متكرر من المستخدمين في مناقشات نوفمبر 2025. هذا قد يفتح الباب أمام مشاريع صغيرة، والجامعات، والمدارس الثانوية لاستخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم دون تكاليف باهظة.
السؤال الأكبر الآن: هل ستُصبح هذه النماذج جزءًا أساسيًا من مناهج التعليم العالي؟ هل ستُطلب شهادات في "التفاعل مع الذكاء الاصطناعي المتقدم" كشرط للوظائف التقنية؟
الخلفية: رحلة GPT من 2025 إلى 2025
- 7 أغسطس 2025: إطلاق GPT-5 في حدث "LIVE5TREAM"، أول نموذج يُوصف بأنه "ذكي جدًا".
- 27 فبراير 2025: إطلاق GPT-4.5، الذي ركز على التفاعل البشري والكتابة الإبداعية.
- 18 نوفمبر 2025: GPT-5.1 يُطلق مع دعم كامل للـ API، وتمركز على المهام المتكررة.
- 11 ديسمبر 2025: GPT-5.2 يُطلق كأقوى نموذج للعلوم والرياضيات، مع تكامل فوري في أدوات العمل.
الآن، بعد 16 شهرًا فقط من إطلاق GPT-5، نحن أمام نموذج يُعالج مسائل فيزياء نظرية، ويُصحح أكواد مكتوبة بلغات نادرة، ويُحلل بيانات تجريبية من مختبرات نووية — كل ذلك في ثوانٍ.
أسئلة شائعة
كيف يؤثر GPT-5.2 على الباحثين والعلماء؟
GPT-5.2 يُغيّر طريقة العمل في المختبرات: يمكن للباحثين الآن إدخال بيانات تجريبية مباشرة، والحصول على تفسيرات رياضية، واقتراح تجارب جديدة، وحتى توليد أكواد لمحاكاة النتائج. في جامعة هارفارد، تم اختبار النموذج على بيانات من تجربة تفاعل جزيئي، ونجح في اقتراح تعديلات زادت دقة النتائج بنسبة 37% مقارنة بالطرق التقليدية.
لماذا يعاني بعض المستخدمين من بطء الأداء؟
البطء يُعزى إلى ضغط الخوادم في الساعات الأولى للإطلاق، حيث تجاوز عدد المستخدمين المتوقع بـ 400%. كما أن النموذج يستهلك موارد حسابية أعلى بكثير من سابقاته، خاصة في وضع التصحيح. OpenAI أعلنت أنها تعمل على تحسين توزيع الحمل، مع توقع تحسن الأداء خلال 72 ساعة.
هل هناك نسخة مجانية لـ GPT-5.2؟
حتى الآن، لا توجد نسخة مجانية رسمية، لكن المستخدمين يطالبون بفترة تجريبية أسبوعية، كما اقترح أحد المطورين. OpenAI تقدم حاليًا 500 رسالة مجانية شهريًا لمستخدمي النسخة الأساسية، لكن GPT-5.2 يُستخدم فقط ضمن خطط Pro وEnterprise، بسعر 20 دولارًا شهريًا لكل مستخدم.
ما الفرق بين GPT-5.2 وGPT-5.1-Codex-Max؟
GPT-5.2 هو النموذج العام الأقوى للعلوم والمهام المعقدة، بينما GPT-5.1-Codex-Max مُصمم خصيصًا للبرمجة الطويلة والتفاعل مع أنظمة الكود الضخمة. الأول يفهم المعادلات الفيزيائية، والثاني يُصلح أكواد بـ 100,000 سطر دون أن يفقد السياق. هما مكملان، وليسان بديلين.
هل يمكن لـ GPT-5.2 إنشاء صور؟
لا، GPT-5.2 لا يولد صورًا — وهو ما أكده مسؤولو OpenAI في ملاحظاتهم. النموذج مُركز فقط على النص والمنطق والرياضيات. لرسم الصور، يجب استخدام نموذج منفصل مثل DALL·E 4، الذي لا يزال مُعتمدًا على GPT-5 كمُفسر للنصوص، لكنه لا يُدمج في هذا الإصدار.
ما الذي ينتظرنا بعد GPT-5.2؟
يُتوقع إطلاق GPT-5.1-nano في يناير 2026، وهي نسخة خفيفة مخصصة للهواتف والأجهزة منخفضة الموارد. كما تشير تسريبات داخلية إلى أن OpenAI تعمل على نموذج "GPT-5.3" مخصص للذكاء الاصطناعي في الروبوتات، مع تكامل مباشر مع أنظمة التحكم الفيزيائي — ما قد يُحدث ثورة في التصنيع الذكي.