ريال مدريد يصعد لربع نهائي كأس الملك بفوز مثير 5-2 على سيلتا فيجو بعد تمديد
في ليلة لا تُنسى على ملعب سانتياجو برنابيو، استعاد ريال مدريد روحه بعد صدمة خسارة الكلاسيكو، بفوز مذهل 5-2 على سيلتا فيغو في دور الـ16 من كأس ملك إسبانيامدريد، بعد شوطين إضافيين مجنونين. الهدف الحاسم جاء في الدقيقة 112 من قدم فيديريكو فالفيردي، ليُنهي آمال الضيوف تمامًا، ويُعيد الابتسامة إلى وجوه الجماهير التي كانت تُعاني من صدمة الخسارة 5-2 أمام برشلونة في نهائي كأس السوبر. لكن هذا الفوز لم يكن مجرد إنقاذ للصورة — كان عودة للروح، وولادة لنجوم جديدة.
البداية الهادئة والانقلاب المفاجئ
الشوط الأول كان كابوسًا لعشاق الأداء الجماعي. ريال مدريد لعب بنصف مستواه، حسب تقييم الحكم خوسيه لويس بويرا مونتيرو، لكنه نجح في ترجمة تفوقه الإحصائي إلى هدف وحيد، سجله كيليان مبابي بتمريرة سريعة من خلف الدفاع. لم يكن الهدف جميلاً، لكنه كان كافيًا. سيلتا فيغو، بدوره، لم يُظهر أي خوف — بل لعب بثقة، وحاول أن يُفاجئ الفريق المضيف بسرعة تحولاته.
الانقلاب في الشوط الثاني: أندريك يُولد من جديد
في الدقيقة 57، سجل سيلتا فيغو هدفًا مفاجئًا، فانقلب السحر، وانقلب الملعب. الـ15 ألف جمهور الذي كان يُهتف باسم مبابي، تحول إلى صمت مخيف. لكن هنا، في لحظة يُمكن أن تُهدم فيها معنويات فريق، وُلِد نجم جديد. أندريك، المراهق البالغ من العمر 19 عامًا، الذي لم يسجل من قبل مع الفريق الأول، دخل المباراة كمُستبدل في الدقيقة 65. وقبل 10 دقائق من نهاية الوقت الأصلي، تلقى كرة من وسط الملعب، وانطلق بسرعة، ورفع قدمه اليمنى — كعب عالي، باتجاه الزاوية العليا — هدف! "ليلة أندريك... الله الله الخامس للميرينجي، كعب عالي يا ولد، لمسة ساحرة!" هكذا صرخ المعلق، وكأنه يُنادي على ملاكٍ نزل من السماء.
التمديد: فالفيردي يُختم الحكاية
الشوطان الإضافيان لم يكونا مجرد تكملة — بل كانا معركة نفسية. سيلتا فيغو، بقيادة مدربه، حاول أن يُحافظ على النتيجة، لكن ريال مدريد لم يُرد أن يُضيع فرصة أخرى. في الدقيقة 112، بعد تمريرة متقنة من فديريكو فالفيردي، تلقى الكرة في منطقة الجزاء، وسدد بقوة من خارج المنطقة — الكرة تخطت الحارس، ودخلت الشباك بقوة. لم يكن هدفًا عاديًا، بل كان نهاية لحلم. الجماهير اندفعت نحو المدرجات، واللاعبون ارتموا على الأرض، كأنهم أنقذوا أنفسهم من حريق.
الإحصائيات التي تُخبر قصة أعمق
النتيجة 5-2 قد تبدو مفرطة، لكنها تُلخص علاقة تاريخية: 133 مباراة بين الفريقين منذ 1928، فاز فيها ريال مدريد في 78 مواجهة، بينما خسر سيلتا فيغو في 34، وتعادلا في 21. هذه المواجهة كانت العاشرة على التوالي التي يفوز فيها ريال مدريد ضد سيلتا فيغو في جميع المسابقات — منذ خسارته في الدوري عام 2021. حتى في موسم 2024-2025، فاز الفريق المرينجي على سيلتا فيغو 2-1 في فيغو، ثم 5-2 هنا. هذا ليس تفوقًا عابرًا — إنه هيمنة.
لماذا هذا الفوز يختلف عن غيره؟
لأنه جاء بعد خسارة كارثية. بعد نهائي كأس السوبر، حيث أُهين ريال مدريد أمام برشلونة، وخروجه من كأس الملك الموسم الماضي على يد أتلتيكو مدريد، كان المدرب كارلو أنشيلوتي يواجه ضغطًا هائلاً. المدريديون لم يطلبوا فقط الفوز — طلبوا روحًا. وأندريك، الذي لم يُعرف من قبل، أصبح رمزًا لذلك. فالفيردي، الذي يُعاني من انتقادات بسبب تكرار الأخطاء الدفاعية، أثبت أنه لا يزال قلب الفريق النابض. حتى مبابي، الذي لم يُسجّل سوى هدف واحد، أثبت أنه لا يزال خطيرًا في اللحظات الحاسمة.
ما الذي ينتظر ريال مدريد الآن؟
الدور ربع النهائي سيُحدد يوم 5 فبراير، لكن الخصم لم يُعرف بعد. قد يكون أتلتيكو مدريد، أو برشلونة، أو حتى فريق مفاجأة مثل ريال سوسيداد. لكن الحقيقة الوحيدة: ريال مدريد لم يفز بكأس الملك منذ موسم 2022-2023، عندما هزم أوساسونا 2-1 في النهائي. منذ ذلك الحين، خسر في الدور ذاته مرتين. هذه المرة، لا يُمكن أن يُخطئوا. لا يُمكن أن يُخسروا. لا يُمكن أن يُهزموا من جديد.
هل يُمكن أن يُصبح أندريك نجمًا؟
هذا السؤال يُقلق المراقبين، لكنه يُفرح الجماهير. شاب في التاسعة عشرة، يسجل هدفًا في أول ظهور له كمُستبدل، ثم يُسجل هدفًا حاسمًا في كأس ملك إسبانيا؟ هذا ليس حظًا. هذا نبوءة. لو استمر على هذا النحو، فسيصبح اسمه مكتوبًا بجانب أسماء مثل روديغو، وفينيسيوس، وبيكايرو. لا أحد يُريد أن يُفقد نجمًا جديدًا. لا أحد يُريد أن يُضيع فرصة.
أسئلة شائعة
كيف أثّر فوز ريال مدريد على معنويات الفريق بعد خسارة الكلاسيكو؟
الفوز 5-2 على سيلتا فيغو بعد تمديد كان بمثابة إنعاش نفسي للنادي، خاصة بعد خسارة 5-2 أمام برشلونة في نهائي كأس السوبر. الجماهير، التي كانت تُهاجم المدرب أنشيلوتي، عادت تُهتف باسم الفريق، وخصوصًا بعد ظهور أندريك، الذي أعاد الثقة بالجيل الجديد. حتى المدرب أشار في المؤتمر الصحفي إلى أن "الروح تُبنى بالانتصارات، وليس بالكلمات".
لماذا يُعتبر أندريك لاعبًا مميزًا رغم عمره الصغير؟
أندريك، البالغ 19 عامًا، سجل أول هدفين له مع الفريق الأول في مباراة واحدة، أحدهما بتسديدة كعب عالي نادرة، وصفها المعلقون بـ"لمسة ساحرة". لم يُسجّل أي لاعب شاب في ريال مدريد هدفًا كهذا في كأس الملك منذ روديغو في 2019. تقييمات الأداء تُظهر أنه يمتلك ذكاءً تكتيكيًا وسرعة تجاوز تفوق أعماره، مما يجعله مرشحًا للاستدامة في الفريق الأول.
ما هي فرص ريال مدريد في الفوز بكأس الملك هذا الموسم؟
ريال مدريد يملك أفضل سجل في تاريخ كأس الملك بـ20 لقبًا، لكنه لم يفز منذ 2023. مع عودة التوازن بين الخطوط، وظهور أندريك، وعودة فالفيردي إلى مستواه، فإن الفريق يُعد من أبرز المرشحين. لكنه سيواجه منافسين أقوياء مثل برشلونة وأتلتيكو مدريد، لذا فإن الاستمرارية في الأداء ستكون مفتاح النجاح، وليس مجرد الفوز في مباراة واحدة.
هل تُعد هذه النتيجة الأكبر لريال مدريد ضد سيلتا فيغو؟
لا، لكنها الأكبر منذ 2007، عندما فاز ريال مدريد 6-1 على سيلتا فيغو في الدوري. هذه النتيجة 5-2 هي ثاني أكبر فوز لهما في كأس الملك، وأكبر فوز في أي منافسة منذ خمس سنوات. المواجهات السابقة كانت غالبًا متقاربة، لكن هذا الفوز يُظهر تفوقًا مطلقًا في الأداء، وليس فقط في النتيجة.
ما تأثير هذا الفوز على سوق الانتقالات؟
ظهور أندريك قد يُغيّر خطط النادي لسوق الصيف. بدلاً من شراء مهاجم شاب بسعر مرتفع، قد يُقرّر النادي تطوير المواهب الداخلية. كما أن أداء فالفيردي قد يُقلل من ضغط بيعه، رغم اهتمامات باريس سان جيرمان. حتى مبابي، رغم هدفه الوحيد، أثبت أنه لا يزال قابلًا للتأثير في المباريات الكبيرة، مما يُعزز موقعه في المفاوضات على العقد الجديد.