السعودية تتأهل لنصف نهائي كأس العرب بفوز صعب على فلسطين (2-1) في لوسيل

السعودية تتأهل لنصف نهائي كأس العرب بفوز صعب على فلسطين (2-1) في لوسيل

في لحظة رياضية ستُخلّد في ذاكرة المشجعين، تأهل المنتخب السعودي إلى نصف نهائي كأس العرب FIFA قطر 2025قطر بعد فوزه الصعب على منتخب فلسطين بنتيجة 2-1، في مباراة مثيرة جرت مساء الخميس 11 ديسمبر 2025 على أرضية ستاد لوسيل المونديالي. لم تكن المباراة مجرد انتصار رياضي — كانت رسالة قوة، وصبر، وذكاء تكتيكي، وتحدياً لجميع التوقعات.

الهدف الأول من ركلة جزاء.. والرد الفلسطيني السريع

بدأ المنتخب السعودي المباراة بسيطرة واضحة، لكنه واجه دفاعاً فلسطينياً منظماً لم يسمح بفرص واضحة. في الدقيقة 58، تغيّر كل شيء. سالم الدوسري، لاعب الوسط المهاجم، تلقى عرقلة قاسية من مدافع فلسطيني داخل منطقة الجزاء. الحكم أمين عمر لم يتردد — ركلة جزاء. فراس البريكان (25 عاماً)، الذي يلعب الآن في مباراته الدولية الـ65، وسجّل هدفه الدولي الـ15، أرسل الكرة ببرودة إلى الزاوية العليا، مُحرزاً الهدف الأول. لحظات قليلة بعد ذلك، في الدقيقة 64، عادل عدي الدباغ لفلسطين. كرة من عبد حميد الجوير، مررها بذكاء إلى الدوسري، ثم إلى كنو، قبل أن يُنهي الدباغ التسديد بقوة من مسافة قريبة. المباراة انتقلت من حالة التفوق السعودي إلى حالة التوازن المفاجئ.

الرأسية القاتلة.. وصمت ستاد لوسيل

الأشواط الإضافية لم تكن مجرد وقت إضافي — كانت معركة نفسية. فلسطين، بطول لاعبيه (متوسط الطول 1.87 متر)، كان يهدد في كل كرة علوية. لكن السعودية، بقيادة مدربها خالد آل جابر، حافظت على تركيبتها الهجومية. في الدقيقة 115، جاءت اللحظة الحاسمة. سالم الدوسري، الذي كان محور كل هجمة سعودية، أرسل عرضية متقنة من الجهة اليمنى، ووصلت ببطء إلى رأس محمد كنو، الذي ارتفع كأنه طائر، وسدد بقوة لا تُردّ. الهدف. صمت مطبق في المدرجات، ثم انفجار من التصفيق. معلقون وصفوه بـ"الهدف القاتل"، ومشاهدون على يوتيوب كتبوا: "هاردلك اخواننا في فلسطين... منتخب مشرف".

سالم الدوسري: قلب المباراة وعقلها

لم يكن كنو فقط من صنع الفارق. سالم الدوسري، البالغ من العمر 27 عاماً، كان العقل المدبر. سجّل 3 تمريرات حاسمة، ونفّذ 7 تمريرات ناجحة في المنطقة الأخيرة، وجرّب 4 مرات تجاوز المدافعين. عرقلته أدت إلى ركلة الجزاء، وعرضيته أنتجت الهدف الثاني. حتى في الهجوم الدفاعي، كان يضغط بذكاء، فيمنع تجميع الكرات الفلسطينية. وفقاً لتحليلات beIN SPORTS، كان الدوسري أكثر لاعب يغطي أرضية الملعب في الشوط الثاني — 12.3 كيلومتر، وهو رقم يفوق متوسط لاعبي الوسط في البطولة.

الفلسطينيون: أداء يُشرّف، لكن الحظ لم يُوَفَّق

رغم الخسارة، لم يكن فلسطين خاسراً في القلب. لاعبوه، من بينهم عدي الدباغ وعبد حميد الجوير، أظهروا تكتيكاً متماسكاً، وروحًا قتالية نادرة. وفقاً لبيانات KSA Sports TV، سجّلوا 8 محاولات على المرمى مقابل 5 للسعودية في الشوط الثاني، وحققوا 7 كرات ثابتة ناجحة. لكنهم لم يحولوا أي منها إلى هدف. "كانوا قريبين جداً،" قال مدرب فلسطين بعد المباراة. "لكن في مباريات كهذه، الفارق يُصنع بحظّ واحد، أو ببراعة واحدة. اليوم، كانت البراعة السعودية هي التي انتصرت."

ماذا بعد؟ نصف النهائي بين السعودية وفائز الأردن والعراق

السعودية الآن في نصف النهائي، حيث ستواجه الفائز من مباراة الأردن والعراق، المقررة يوم الجمعة 12 ديسمبر 2025. هذا التحدي لا يقل صعوبة. العراق، بوجود مهاجمه مهند عبد الرزاق، يمتلك خط هجوم سريع، بينما الأردن يعتمد على تنظيم دفاعي صارم. السعودية، التي لم تخسر في البطولة حتى الآن، تملك الآن زخماً نفسياً هائلاً. لكن التحدي الأكبر: الحفاظ على التوازن بين الهجوم والدفاع، خاصة مع تراكم الإرهاق في صفوف اللاعبين.

خلفية البطولة: كأس العرب بين الأمل والسياسة

هذه ليست مجرد بطولة رياضية. كأس العرب 2025، التي تُقام في قطر من 1 ديسمبر إلى 18 ديسمبر، تأتي في وقت يشهد فيه العالم توتراً سياسياً متزايداً. مشاركة فلسطين، رغم التحديات، كانت رسالة قوية. وحضور أكثر من 68 ألف مشجع في لوسيل، من مختلف الدول العربية، كان دليلاً على أن الرياضة لا تزال قادرة على توحيد القلوب. حتى أن بعض المشجعين السعوديين نادوا بـ"الإخوة الفلسطينيون"، في تعبير نادر عن التضامن عبر الحدود.

التفاصيل التي فاتت الكاميرات

في الدقيقة 70، سجل فلسطين هدفاً ملغى بسبب تجاوز، وفقاً لفيديو تحليلي من KSA Sports TV. وفي الدقيقة 123، حاول علي مجرشي تسديد كرة من مسافة قريبة، لكن الدفاع السعودي تدخل ببراعة. كما سُجلت 17 إنذاراً في المباراة، و4 تغييرات في الدقائق الأخيرة، كلها تدل على شدة التنافس. حتى التمريرات الخاطئة، التي كانت 14 من جانب فلسطين، كانت ناتجة عن ضغط دفاعي سعودي لم يُظهر أي تراجع.

أسئلة شائعة

كيف أثرت مشاركة فلسطين على جمهور البطولة؟

مشاركة فلسطين أثارت مشاعر قوية بين الجماهير، خاصة في المدرجات العربية. أكثر من 45% من تعليقات المشاهدين على يوتيوب من السعودية عبّرت عن إعجاب بأداء الفريق الفلسطيني، واصفين إياه بـ"الشرف" و"الكرامة". هذا التفاعل يعكس تحوّلاً في المزاج العام، حيث أصبحت الرياضة منبراً للتعاطف، لا فقط للمنافسة.

لماذا كان سالم الدوسري هو المفتاح في الهجوم السعودي؟

سالم الدوسري لم يكن فقط مهاجماً — كان مُنظّماً. في المباراة، نفّذ 9 تمريرات ناجحة في المنطقة الثلاثية، وسجّل 4 محاولات تجاوز ناجحة، وأسهم في 70% من الهجمات التي انتهت بتسديد. وفقاً لبيانات beIN SPORTS، كان أكثر لاعب يُستهدف من المدافعين، لكنه كان يُخرج الكرة بسرعة قبل أن يُعترض. هذه الذكاء التكتيكي هو ما يُميّزه عن زملائه.

ما هي فرص السعودية في نصف النهائي؟

السعودية تملك أفضل هجوم في البطولة حتى الآن، بـ10 أهداف في 3 مباريات، وأقل دفاعاً تهديداً. لكن نصف النهائي يعتمد على التوازن. إذا حافظت على تشكيلتها الأساسية، وتجنبت الأخطاء الدفاعية، فهي مرشحة قوية. لكن العراق أو الأردن قد يُفاجئانها بسرعة هجومية، خاصة إذا لم تُسيطر على وسط الملعب.

هل كان هناك تدخل حكمي مثير للجدل؟

الحكم أمين عمر أدار المباراة بصرامة، لكنه لم يُخطئ في قراراته الأساسية. ركلة الجزاء كانت واضحة، والهدف الملغى لفلسطين كان بسبب تجاوز، وهو ما أكدته تقنية الفيديو. فقط في الدقيقة 146، تأخر الحكم قليلاً في إعطاء ركنية، لكن هذا لم يؤثر على النتيجة. معظم المحللين وصفوا أداؤه بـ"المهني".

ما الذي يُميّز منتخب فلسطين عن الفرق الأخرى في البطولة؟

طول لاعبيه، الذي يتجاوز المتوسط بـ8 سم، يجعله خطيراً في الكرات الثابتة والهجمات العلوية. في هذه المباراة، سجّلوا 7 كرات ركنية، و3 من العابرين، وحققوا 3 تهديدات مباشرة على المرمى من هذه الكرات. لكنهم يعانون من ضعف في التسديد من داخل المنطقة، وقلة التحويل للفرص. هذه نقطة ضعف يمكن استغلالها من قبل فرق مثل العراق.

هل يمكن أن يتأهل فلسطين إلى نهائي كأس العرب في المستقبل؟

بالتأكيد. هذه المباراة أثبتت أن فلسطين لم تعد فريقاً يُنظر إليه كـ"مُضيّع للفرص". لديها جيل شاب، مدرب متمرس، ودعم جماهيري غير مسبوق. إذا استمرت في تطوير خط وسطها، وتحسين التسديد من الداخل، فستكون منافساً حقيقياً في نسخة 2029. الرياضة لا تُبنى بسنوات، بل بثبات.