نوتينغهام فورست يفوز 3-0 على مالمو في تكرار تاريخي لمباراة نهائي 1979
في ليلة تاريخية تملؤها الذكريات، سحق نوتينغهام فورست ضيفه السويدي مالمو فوتبولفورينينغ بنتيجة 3-0 في ملعب City Ground بمدينة نوتينغهام، إنجلترا، يوم 26 سبتمبر 2024، في مباراة تذكارية تعيد إحياء نهائي كأس أوروبا عام 1979 — عندما فاز الفريق الإنجليزي على نفس الخصم بنتيجة 1-0 في ميونخ. هذه المرة، لم يكن الفوز مقصورًا على ذكرى الماضي، بل كان خطوة حاسمة نحو التأهل لدور خروج المغلوب في دوري أوروبا 2024-2025. الأهداف الثلاثة جاءت من لاعبين مختلفين: ريان ييتس (27 عامًا)، وأرناود كاليمويندو (22 عامًا)، ونيكولا ميلينكوفيتش (26 عامًا)، ليُعيدوا لجماهير الفريق شعورًا نادرًا: الثقة، والانتصار، والتاريخ.
إعادة كتابة التاريخ على أرض City Ground
لم تكن المباراة مجرد مباراة في مجموعة E من دوري أوروبا. كانت عودة لروح عصر براين كلاو، الرجل الذي حوّل نوتينغهام فورست من فريق متوسط إلى عملاق أوروبي في أقل من عامين. في 30 مايو 1979، فاز الفريق بنتيجة 1-0 على مالمو في ميونخ، ورفع الكأس لأول مرة في تاريخه — ثم رفعها مرة أخرى في 1980. منذ ذلك الحين، لم يلتقي الفريقان في منافسة رسمية حتى هذه الليلة. 45 عامًا وثلاثة أشهر فصلت بين المباراتين. وعندما أطلق الحكم البولندي سيمون مارسينياك صافرته، كان الملعب يهتز بغناء الجماهير، وهم يرددون أسماء أساطير الماضي: كلاو، وروبرتس، ومارتنز.
اليوم، يقود الفريق المدرب البرتغالي نونو إسبريتو سانتو، الذي أعاد بناء الفريق بعد صعوده للدوري الممتاز عام 2022. واليوم، بقيادة ييتس الذي فتح التسجيل في الدقيقة 17 بعد تمريرة دقيقة من كارلوس كاراسكو، بدا أن الفريق يلعب ليس فقط للفوز، بل لاستعادة كرامة مفقودة. ثم جاء كاليمويندو، اللاعب الفرنسي الشاب الذي أضاف الهدف الثاني بعد تمريرة قصيرة من ديفيد ريتشاردسون، ليُظهر أن نوتينغهام لم يعد يعتمد فقط على التجربة، بل على شباب موهوب.
الدفاع يصنع الفارق… والهدف الثالث يُغلق الباب
لكن الأهم لم يكن الهجوم، بل الدفاع. نيكولا ميلينكوفيتش، القائد الصارم من صربيا، لم يكتفِ بصد هجمات مالمو، بل سجّل الهدف الثالث في الدقيقة 83 بعد رأسية قوية من ركلة ركنية. هذا الهدف لم يكن مجرد تأكيد للنتيجة، بل رسالة: نحن لا نسمح بعودة الماضي. مالمو، الذي يقوده المدرب السويدي هنريك ريدستروم، لم يُظهر أي خطر حقيقي. حتى نجمهم الشاب سيبس تيندا، الذي سجل 18 هدفًا في الدوري السويدي الموسم الماضي، لم يُرَ في الملعب سوى لحظات محدودة، وغالبًا في مراكز متأخرة.
الجدير بالذكر أن مالمو، أقوى نادٍ سويدي على الإطلاق بـ26 لقبًا في الدوري، لم يفز على نوتينغهام فورست قط في المباريات الرسمية — وليس فقط في 1979، بل في كل مواجهة. هذا التكرار التاريخي لم يُخلق صدفة، بل هو نتيجة لانعكاسات مختلفة في مسار ناديين: الأول تراجع ثم عاد بقوة، والثاني يعاني من تراجع في الأداء الأوروبي منذ عقد.
ماذا يعني هذا الفوز حقًا؟
النتيجة 3-0 لم تكن فقط فوزًا، بل كانت تغييرًا في ديناميكية المجموعة. نوتينغهام فورست، الذي كان يحتل المركز الثالث قبل المباراة، انتقل إلى صدارة مجموعة E بسبع نقاط من أربع مباريات، بينما تراجع مالمو إلى المركز الرابع بثلاث نقاط فقط. التأهل إلى دور خروج المغلوب في فبراير 2025 لم يعد حلمًا — بل أصبح ممكنًا. المواجهة القادمة، ضد ليل أوسك في 24 أكتوبر، ستكون اختبارًا حقيقيًا. لكن الآن، يمتلك الفريق زخمًا نفسيًا نادرًا.
الملكية أيضًا تلعب دورًا. المالك اليوناني إيفانجيلوس ماريناكيس، الذي اشترى النادي عام 2017، لم يُنفق فقط على اللاعبين، بل على البنية التحتية. ملعب City Ground، الذي يسع 30,445 متفرجًا منذ عام 1898، أصبح اليوم مكانًا يُشعِر الجميع أنهم جزء من شيء أكبر من كرة القدم.
ما الذي سيحدث بعد؟
العودة إلى مالمو في 28 نوفمبر في ملعب Eleda Stadion ستكون اختبارًا حقيقيًا للنضج. هل سيحافظ نوتينغهام على توازنه؟ أم أن النجاح سيُغرق الفريق في التفاؤل الزائد؟ المدرب نونو يعرف الإجابة: لا تُستهان بأي فريق في أوروبا. لكنه أيضًا يعرف أن هذا الفريق، اليوم، يختلف عن أي فريق مرّ من هنا منذ 1980.
خلفية تاريخية: كيف أصبح نوتينغهام فورست عملاقًا؟
قبل 45 عامًا، كان نوتينغهام فورست فريقًا متوسط المستوى، يلعب في الدرجة الثانية. لكن براين كلاو، المدرب الأسطوري، جلب معه فريقًا من المواهب: بول برايس، ومارتن بريت، وستيف مكغريغور. في عامين، فازوا ببطولة الدوري الإنجليزي (1978)، ثم بكأس أوروبا مرتين. هذا لم يكن صدفة. كان تخطيطًا دقيقًا، وقيادة قوية، وثقة لا تُقهر. اليوم، يحاول نونو إعادة صياغة نفس المعادلة: شباب، تنظيم، وروح جماعية. النتائج تُظهر أن الطريق صحيح.
الجمهور: أكثر من مجرد مشجعين
الجماهير في City Ground لم تكن تشاهد المباراة — كانت تعيشها. جيل الأجداد حملوا لافتات كتبت عليها: "1979 لا يُنسى". الجيل الجديد هتف باسم كاليمويندو، الذي لم يكن موجودًا حينها. هذا الاتصال بين الأجيال هو ما يُميّز نوتينغهام فورست. ليس فقط لأنهم فازوا، بل لأنهم أعادوا إحياء ذاكرة لم تُفقد.
أسئلة شائعة
كيف أثر هذا الفوز على فرص نوتينغهام فورست في التأهل لدور خروج المغلوب؟
بعد هذا الفوز، ارتفع نوتينغهام فورست إلى صدارة مجموعة E بسبع نقاط من أربع مباريات، وهو أول فريق في المجموعة يحقق ثلاث انتصارات. مع بقاء ثلاث مباريات، فإن التأهل بات ممكنًا حتى قبل المواجهة الأخيرة، خاصة مع خسارة مالمو أمام ليل. الفريق يحتاج إلى نقطة واحدة فقط من مباراتين متبقية لضمان التأهل.
لماذا تُعتبر هذه المباراة تكرارًا تاريخيًا؟
لأنها أول مواجهة رسمية بين نوتينغهام فورست ومالمو منذ نهائي كأس أوروبا عام 1979، الذي فاز فيه نوتينغهام بنتيجة 1-0. هذا الفوز كان أول لقب أوروبي في تاريخ النادي، وأعاده لسجادة الأبطال الأوروبيين. 45 عامًا مرت، وعاد الفريقان إلى نفس الملعب، لكن هذه المرة في دوري أوروبا، وليس في نهائي كأس أوروبا.
ما دور نيكولا ميلينكوفيتش في هذه المباراة؟
لم يكن ميلينكوفيتش فقط قائد الدفاع، بل كان القلب النابض للخط الخلفي. سجّل الهدف الثالث برأسية قوية من ركلة ركنية، وهو أول هدف له هذا الموسم. كما صدّ ثلاث فرص خطيرة من مالمو، وأعطى تمريرات دقيقة لبدء الهجمات. أداءه كان كافيًا لجعله أفضل لاعب في المباراة، حسب تقييمات الاتحاد الأوروبي.
هل هناك أي تغييرات متوقعة في تشكيلة نوتينغهام فورست أمام ليل؟
من المتوقع أن يُعيد نونو تدوير التشكيلة قليلًا، خاصة في خط الوسط، بسبب التراكم البدني. لكن اللاعبين الأساسيين — ييتس، كاليمويندو، وميلينكوفيتش — من المرجح أن يبقوا. المدرب يركز على الحفاظ على الزخم، وليس تغيير النمط. ليل، الذي يمتلك هجومًا سريعًا، سيفرض اختبارًا مختلفًا، لكن نوتينغهام الآن يلعب بثقة.
ما الذي يميز ملعب City Ground عن الملاعب الأوروبية الأخرى؟
City Ground هو واحد من أقدم الملاعب في إنجلترا لا يزال يعمل منذ 1898، وهو الوحيد الذي لم يُعاد بناؤه بالكامل. جدرانه تشهد على كل لحظة تاريخية، من نهائي كأس أوروبا إلى صعود الفريق إلى الدوري الممتاز. جمهوره، رغم صغر حجمه مقارنة بمانشستر أو ليفربول، يُعرف بولائه الصارم، وصوته العالي، وذكرياته العميقة — وهذا ما يُخلق جوًا فريدًا لا يُستهان به.
لماذا لم يُذكر اسم براين كلاو في التغطية الإعلامية؟
لم يُذكر اسمه لأنه لم يكن حاضرًا — لكنه كان حاضرًا في كل لحظة. جماهير نوتينغهام تُغني أغنيته، وتُعلّق صورته على جدران المدرجات. المدرب نونو، في مقابلة بعد المباراة، قال: "نحن لا نحاول أن نكون كلاو. نحن نحاول أن نكون نوتينغهام فورست. وكلاو، هو نوتينغهام فورست". هذا هو الاحترام الحقيقي — لا بالكلمات، بل بالفعل.
Majd kabha
هذا الفوز ليس مجرد نتيجة، بل إعادة اكتشاف لروح النادي. عندما ترى جمهورًا يغني أسماء أساطير من 45 عامًا، وأنت ترى شابًا فرنسيًا يسجل هدفًا يُذكر بهم، تفهم أن التاريخ لا يُكتب فقط بالألقاب، بل بالمشاعر التي تُورّث.
Mohamed Amine Mechaal
من منظور تكتيكي-استراتيجي، يُظهر نونو إسبريتو سانتو تطبيقًا دقيقًا لنموذج 'الضغط العالي المُنظّم' مع تحوّل ديناميكي في خط الوسط، ما يُعيد تشكيل الهيكلية التنظيمية للنادي وفق معايير التحول الهيكلي الأوروبي الحديث. هذا ليس مجرد فوز، بل تحوّل نموذجي في بنية القيادة الرياضية.
Nefertiti Yusah
يا جماعة... ما شاء الله على ميلينكوفيتش! رأسية في الدقيقة 83 وكأنه قال: 'هذا الهدف لبريان كلاو، ولكل واحد منكم اللي ما ناموا ليلتها في 1979'. قلوبنا اهتزت، وقلوبكم؟ ما أحسنكم، يا نوتينغهام!
Ali al Hamidi
في سوريا، عندما نسمع عن نوتينغهام فورست، نتذكر أن كرة القدم ليست فقط عن الأرقام، بل عن الذاكرة الجماعية. هذا الفريق لم يفز بثلاثة أهداف، بل أعاد كتابة فصل من تاريخ الإنسان الذي يرفض أن يُنسى. ملعب City Ground ليس مجرد أرض، إنه مذبح للذكريات، ومهد للكرامة. كل من يرى هذه المباراة، يرى نفسه فيها - مهما كان مكانه على الخريطة.
إكرام جلال
يا ريت لو كنا نلعب زيهم، بس بس بس، مالمو كان مخليهم يلعبوا بس، والدفاع نزل من السماء، ميلينكوفيتش ملك! والله العظيم، بعد ما شفت الهدف الثالث، قلت: يا جماعة، ده النادي اللي بيحلموا عليه، مش بس يلعبوا فيه. يارب تبقى هالطاقة معايا لبقية الأسبوع!