المغرب يتأهل لنصف نهائي كأس العرب 2025 بفوز صعب على سوريا 1-0

المغرب يتأهل لنصف نهائي كأس العرب 2025 بفوز صعب على سوريا 1-0

في لحظة تجمع بين الإرادة والخبرة، تأهل المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كأس العرب FIFA قطر 2025™الدوحة بعد فوزه الصعب على المنتخب السوري بنتيجة 1-0، في مباراة مثيرة جرت مساء الخميس 11 ديسمبر 2025 على ملعب خليفة الدولي. الهدف الوحيد جاء من مهاجم وليد آزارو في الدقيقة 79، بعد متابعة دقيقة لتسديدة زميله، ليُنهي مسيرة طويلة من الترقب والضغط. لكن الفوز لم يكن سهلاً — فبعد ثوانٍ من الهدف، خرج قائد الدفاع محمد مفيد بالبطاقة الحمراء في الدقيقة 90+1، وترك الفريق يدافع عن تقدمه بنقص عددي، في لحظة تُذكّر بروح المغامرة التي تُميّز المنتخب المغربي في البطولات الكبرى.

السيطرة المغربية والصمود السوري

رغم أن النتيجة كانت ضيقة، إلا أن الإحصائيات لم تخدع: المنتخب المغربي سيطر على الكرة بنسبة 59%، وأطلق 14 تسديدة، 6 منها على المرمى، مقابل 7 تسديدات فقط من الجانب السوري. لكن المنتخب السوري لم يكن مجرد دفاع صامت — حارس مرماه إلياس هدايا أنقذ سبع فرص حقيقية، بعضها على بعد سنتيمترات من الشباك. تكتيكياً، لعب السوريون بانضباط مذهل، يُشبه جداراً منظماً، لكنهم افتقدوا اللمسة الأخيرة. هنا، كانت خبرة المنتخب المغربي هي الفارق. لاعبون كـوليد الكرتى ومحمود بنتايج — كلاهما يلعبان في الدوري المصري — أضافا عمقًا في الوسط، وساهموا في تفكيك خطوط الدفاع السوري التي كانت تُغلق كل المساحات.

القائد والمهندس: طارق السكتيوي

وراء هذا التأهل، يقف المدرب طارق السكتيوي، الذي يُعيد تعريف توقعات الجمهور المغربي. بعد خروج الفريق من نسخة 2021 في ربع النهائي أمام الجزائر بركلات الترجيح، كان الضغط كبيراً. لكن السكتيوي لم يُغيّر المنهج — بل عزّزه. اختار التوازن، وثق بلاعبين يملكون تجربة أوروبية ومصرية، ولم يُهمل الشباب. في مقابلة بعد المباراة، قال: "اللاعبون لم يلعبوا من أجلنا، بل من أجل كل مغربي ينتظر هذا اللحظة منذ سنوات". لم يُظهر أي تغيير جذري، لكنه أدار المباراة بذكاء: تبديلات دقيقة، تغيير في التشكيلة بعد التعادل مع عُمان، وضبط نفسي لللاعبين في لحظات التوتر.

النقطة الفاصلة: وليد آزارو

وليد آزارو، الذي لعب سابقاً مع النادي الأهلي المصري، لم يكن الاسم الأبرز قبل البطولة. لكنه أصبح الآن رمزاً. هدفه في الدقيقة 79 لم يكن مهارة خارقة، بل نتيجة تكرار، وصبر، وقراءة دقيقة للحركة. تابع كرة رفعت من الجهة اليسرى، وانطلق بسرعة مذهلة ليصل قبل المدافع، وسدد بقدمه اليسرى بزاوية ضيقة. لم يهتف، لم يركض — فقط رفع يديه للسماء. هذا هو أسلوبه. لاعب هادئ، لكنه يصنع الفارق عندما يُحتاج إليه. وهو ما جعله اللاعب الأول الذي يسجل لـالمنتخب المغربي في كأس العرب منذ 2012.

ما الذي ينتظر المغرب؟

في نصف النهائي، سيواجه المنتخب المغربي الفائز من مباراة الجزائر ضد الإمارات، المقرر يوم 13 ديسمبر 2025. إن فازت الجزائر، فستكون المواجهة عربية-أفريقية بامتياز، وتذكيرًا بصراعات الماضي. إن فازت الإمارات، فستكون المواجهة تجربة جديدة، لكنها لن تقل صعوبة — فالفريق الخليجي يلعب بسرعة وتنظيم، وله تاريخ في كأس العرب. لكن الأهم: المغرب لم يخسر في البطولة حتى الآن. فاز على جزر القمر 3-1، وتعادل مع عُمان 0-0، وفاز على السعودية 1-0، ليتصدر المجموعة الثانية برصيد 7 نقاط. هذا الاستقرار، في زمن يعاني فيه كثير من المنتخبات من التناقضات، هو ما يجعله المرشح الأقوى.

ما الذي تغيّر منذ 2021؟

قبل أربع سنوات، خرج المغرب من ربع النهائي أمام الجزائر بعد خسارة في ركلات الترجيح (5-3)، رغم التعادل 2-2. كانت المباراة مليئة بالغضب، والاتهامات، وانهيار نفسي. اليوم، لا يوجد غضب. فقط تركيز. لاعبون مختلفون. مدرب مختلف. حتى الملعب — خليفة الدولي — لم يكن مألوفاً للكثيرين في 2021، لكنه أصبح الآن مساحة يشعر فيها المغربيون بالراحة. لم يعد التأهل هدفاً مُستحيلاً. بل أصبح توقعاً.

أسئلة شائعة

كيف أثر طرد محمد مفيد على أداء المنتخب المغربي في الدقائق الأخيرة؟

طرد مفيد في الدقيقة 90+1 جعل المغرب يلعب بعشرة لاعبين، لكنه لم يُضعف الدفاع كما كان متوقعاً. لاعبو الوسط مثل الكرتى وبنتايج تراجعوا بسرعة، وتحول المدرب السكتيوي إلى تشكيلة 4-4-1، حيث لعب المهاجم آزارو كلاعب وسط دفاعي مؤقتاً. هذا التحول، رغم صعوبته، نجح في إرباك الهجمات السورية، التي لم تستغل الفرصة بسبب ضعف التسديدات الأخيرة.

ما هي أهمية تأهل المغرب إلى نصف النهائي بالنسبة للكرة المغربية؟

التأهل إلى نصف نهائي كأس العرب يُعدّ إنجازاً رمزياً، خاصة بعد خروج مبكر في نسخة 2021. هذا الإنجاز يعزز ثقة الجماهير، ويدفع للاستثمار في البنية التحتية، كما يُظهر أن المنتخب قادر على التنافس على أعلى المستويات دون الاعتماد على نجوم خارج الحدود. في المقابل، يُحفّز هذا التأهل على زيادة التغطية الإعلامية والدعم المالي من الشركات المغربية، مما يخلق دورة إيجابية لتطوير اللعبة.

هل يُعد وليد آزارو لاعباً مهماً للمنتخب المغربي مستقبلاً؟

نعم، آزارو لم يعد مجرد مهاجم عابر. هدفه في هذه المباراة هو أول هدف له مع المنتخب في بطولة رسمية منذ عام 2023، وهو ما يُظهر أنه يُعيد تأهيل نفسه كخيار استراتيجي. خبرته في الدوري المصري، وحسه التهديفي، وهدوئه تحت الضغط، تجعله مثالاً نادراً للاعب يُقدّم الأفضل في اللحظات الحاسمة. إن استمر في التسجيل، فقد يصبح البديل الطبيعي لـ"سفيان بولندا" في المستقبل القريب.

لماذا لم يُغيّر المدرب السكتيوي تشكيلته رغم ضغط المباراة؟

السكتيوي اعتمد على ثقة عميقة في لاعبيه الأساسيين، خاصة بعد أن أثبتوا جدارتهم في المباريات الثلاث السابقة. لم يُجرِ أي تغيير في الدقائق الأخيرة، لأن التغييرات المفاجئة قد تُخلّ بتنظيم الفريق. بدلًا من ذلك، استخدم تكتيك التحول التدريجي: تراجع الظهير الأيسر، وزيادة كثافة الوسط، وهو ما نجح في تقليل فرص سوريا. هذا النهج يعكس فلسفة تدريبية ناضجة، لا تعتمد على التغييرات العشوائية.

ما تأثير هذه المباراة على فرص المغرب في الفوز باللقب؟

المغرب الآن في وضع مثالي: لم يخسر، وسجل في كل مباراة، وقاده مدرب متماسك. لكن الفوز باللقب يتطلب تخطي فرق قوية مثل الجزائر أو الإمارات، وكلاهما يمتلكان مهاجمين سريعين ودفاعاً منظماً. لكن ما يُميّز المغرب الآن هو توازنه: لا يعتمد على نجم واحد، ولا يخسر بسبب أخطاء فردية. هذا التوازن، أكثر من أي شيء آخر، يجعله مرشحاً حقيقياً للقب.

هل هناك أي تأثير اقتصادي لهذا التأهل على الاقتصاد المغربي؟

نعم. كل تأهل كبير للمنتخب المغربي يُحفّز مبيعات التذاكر، وزيادة مبيعات المنتجات الوطنية، وزيادة التغطية الإعلامية للشركات المغربية التي تروّج عبر القنوات الرياضية. في نسخة 2021، زادت مبيعات المنتجات المحلية بنسبة 18% خلال أسبوع التأهل. هذا العام، مع ارتفاع عدد المتابعين في الخليج، من المتوقع أن يرتفع العائد من الرعايات والإعلانات بنسبة تزيد عن 25%، خاصة مع ارتباط المنتخب بعلامات تجارية مغربية كبرى مثل "البنك الشعبي" و"أوتشا".

5 التعليقات
  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعة والله لقيت نفسي شايف الماتش من غير ما أتحرك من الكرسي 😅 الهدف كان بس دقة وصبر، مش مهارة خارقة، وده اللي يفرق في البطولات الكبيرة! وليد آزارو مش بس لاعب، ده رمز جديد للمنتخب، بس ياريت يكتب اسمه صح في التقارير، مش وليد آزارو، ده وليد آزارو بس في المواقع اللي بتدور على الأخطاء 😅

  • mahmoud fathalla
    mahmoud fathalla

    يا جماعة، خليني أقولكم شيء: المدرب طارق السكتيوي ده مش مدرب، ده مهندس نفسي! 🙌 خلاص، طرد مفيد، وقلب التشكيلة، وحول المهاجم للاعب وسط؟! ده مش تكتيك، ده فن! ومش بس كده، لعبوا بثقة، ومش خايفين، وده اللي كان مفقود في 2021! والله، لو استمرينا كده، نخلي كأس العرب تبقى عندنا، مش عند غيرنا! 🇲🇦💪

  • Abdeslam Aabidi
    Abdeslam Aabidi

    أنا من مصر، بس خليني أقول: كلامك صح يا محمود، بس خليني أضيف حاجة: السوريين كانوا بس محتاجين لمسة حظ، وحراسهم كانو بيحافظوا على المرمى بروح، بس المغرب كان عندهم الحسابات كلها جاهزة. مفيش حسد، مفيش غضب، بس احترام. دي فرق كبير بين فريق بيسعى للفوز، وفريق بيسعى لإنجاز.

  • adham zayour
    adham zayour

    يا جماعة، خليني أقول لكم الحقيقة: لو آزارو مش سجل، كان هنقول إن المغرب بيعملوا تجربة ناجحة في التحديات، بس مافيش فرق بينهم وبين أي فريق عربي! بس لأنه سجل؟ ده بقى عبقري؟! 😏 لا، ده بس لاعب ممتاز في لحظة ممتازة، ومش مخلص! المدرب عارف يدير المباراة، بس لسه ما عدّلش التشكيلة في الدقائق الأخيرة، وده خطر! لو سوري سجلوا في الدقيقة 89، كان هنقول إن التكتيك مش مرن! فخليكوا واقعيين، مش كل حاجة حلوة لأنها نجحت!

  • Nouria Coulibaly
    Nouria Coulibaly

    ما شاء الله، المغرب دايمًا بيحطوا القلب في الملعب، مش بس الأقدام! ❤️🔥 بس يا جماعة، خليكم متفائلين، مش متشائمين، وشوفوا التغيير الحقيقي: لاعبين من مصر، مدرب مغربي، جمهور من كل بيت! دي مش مجرد مباراة، دي قصة نجاح!

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*