ارتفاع أسهم شركات الرقائق بعد تقرير ASML الربعي الذي يُعيد ثقة المستثمرين

ارتفاع أسهم شركات الرقائق بعد تقرير ASML الربعي الذي يُعيد ثقة المستثمرين

بعد أن أعلنت ASML Holding NV عن أرباح ربع سنوية تفوق التوقعات، ارتفعت أسهم شركات الرقائق الكبرى في أسواق الأسهم العالمية، من بينها Nvidia Corporation وBroadcom Inc. وAdvanced Micro Devices Inc.. كانت المفاجأة ليست فقط في الأرقام، بل في ما تعنيه: أن الطلب على الذكاء الاصطناعي لم يهدأ، بل أصبح عمودًا فقريًا للصناعة بأكملها. حدث هذا في الأسبوع الذي انتهى في 20 نوفمبر 2025، بعد أن أفادت ASML، المصنّع الهولندي لآلات التصنيع الدقيق، عن إيرادات قدرها 7.5 مليار يورو، وأرباح صافية بلغت 2.1 مليار يورو (2.44 مليار دولار)، مع هامش ربح إجمالي قدره 51.6% — كل ذلك يتجاوز التوقعات بوضوح.

ما الذي جعل تقرير ASML مفصليًا؟

السبب ليس فقط أن الأرقام كانت جيدة، بل لأنها جاءت من مصدر يُعدّ "قلب" صناعة الرقائق. ASML هي الشركة الوحيدة في العالم التي تنتج أنظمة التعرّض بالأشعة فوق البنفسجية المتطرفة (EUV) — وهي التقنية التي تُستخدم لتصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي الأحدث من قبل Taiwan Semiconductor Manufacturing Company Limited (TSMC) وNvidia وBroadcom. عندما تقول ASML إن طلباتها ارتفعت إلى 5.4 مليار يورو، فهذا يعني أن شركات مثل Nvidia تطلب المزيد من الرقائق، وأن شركات مثل Microsoft وOpenAI لا يزالون يبنون مراكز بيانات ضخمة لتشغيل نماذج مثل GPT.

والأكثر إثارة أن ASML تتوقع إيرادات بين 9.2 و9.8 مليار يورو في الربع الرابع، مع هامش ربح يظل فوق 51%. حتى أن الرئيس التنفيذي كريستوف فوكو قال إن الطلب في الصين قد يتباطأ في 2026 — لكنه أضاف بحذر: "الإيرادات الكلية ستبقى مستقرة". هذا تلميح مهم: حتى مع التوترات الجيوسياسية، لا تزال الشركات تشتري. ولا يُهم إن كانت تُشحن عبر طرق غير مباشرة. السوق يتحرك، والمال يبحث عن أماكن لينمو.

نفيديا ترتفع إلى 4.5 تريليون دولار... لكن هل هذا مبرر؟

في نفس اليوم الذي صدر فيه تقرير ASML، ارتفع سهم Nvidia بنسبة 2.26% ليصل إلى 184.09 دولارًا، مما رفع قيمتها السوقية إلى 4.5 تريليون دولار — أي أكثر من قيمة جميع شركات الطيران في العالم مجتمعة. لكن هذا ليس مجرد ارتفاع عابر. إنه تأكيد أن Nvidia لم تعد مجرد شركة رقائق، بل أصبحت "بنية تحتية رقمية". كل نموذج ذكاء اصطناعي جديد، من ChatGPT إلى أدوات التصميم الذاتي، يعتمد على معالجات GPU من Nvidia.

لكن هناك تلميحًا مقلقًا: تقرير Nvidia القادم، المقرر بعد إغلاق السوق يوم الأربعاء 20 نوفمبر، يُعتبر "مؤشرًا حاسمًا". هل يمكن للشركة أن تُثبت أن النمو ليس مجرد وهم ناتج عن التوقعات؟ أم أن السوق يُبالغ في التفاؤل؟ حتى الآن، تجاوزت الأسهم توقعات المستثمرين لمدة عامين، لكن كل تقرير يُصبح أكثر صعوبة.

من ينافس نفيديا؟ AMD لا تزال حاضرة

بينما تهيمن Nvidia، لا يمكن تجاهل Advanced Micro Devices Inc.. فعلى الرغم من أن نسبتها السوقية لا تزال أقل بكثير، إلا أن أداءها في العام الماضي كان مذهلاً: ارتفعت أسهمها بنسبة 68.83%، وفقًا لتحليل NerdWallet. لكن هناك تحذير: نسبتها الحالية لسعر المبيعات (P/S) تصل إلى 9.21x، وهي أعلى من متوسط القطاع البالغ 6.73x. هذا يعني أن المستثمرين يدفعون أكثر مقابل كل دولار من المبيعات — وهو ما قد يُصبح عبئًا إذا لم تُحقّق الأرباح.

لكن هنا تأتي المفاجأة: AMD وBroadcom تتعاونان مع OpenAI. هذا ليس تعاونًا عابرًا. إنه إشارة واضحة أن الشركات الكبرى لا تضع كل بيضها في سلة واحدة. حتى لو كانت Nvidia هي المسيطرة اليوم، فإن المنافسة تتشكل في الخلفية.

من يربح أكثر من الجميع؟ Micron تفاجئ الجميع

إذا كنت تبحث عن أفضل أداء في قطاع الرقائق خلال العام الماضي، فابحث عن Micron Technology Inc.. فبينما كانت Nvidia تُرفع إلى السماء، ارتفعت أسهم Micron بنسبة 137.51% — الأعلى بين السبع شركات الكبرى. لماذا؟ لأنها تصنع ذاكرة DDR5 وHBM، وهي مكونات أساسية في كل خادم ذكاء اصطناعي. كلما زاد عدد الرقائق، زادت الحاجة إلى الذاكرة. وعندما توقفت أسواق الذاكرة عن الانهيار في 2024، بدأت Micron تُعيد بناء أرباحها — وفعلت ذلك بسرعة.

ما الذي ينتظرنا في 2026؟

الآن، كل العينين موجهة نحو TSMC، التي تُنتج معظم رقائق Nvidia وBroadcom. توقّعات تقريرها للربع الثالث تقول إن إيراداتها ستصل إلى 31.5 مليار دولار — بزيادة 44% سنويًا. لكن الرئيس التنفيذي د. سي. سي. وي قال شيئًا مهمًا: "الاستثمارات الأمريكية في التصنيع، وموافقة الولايات المتحدة على إعادة تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، كانت تطورات إيجابية كبيرة".

هذا يعني شيئًا عميقًا: حتى مع العقوبات، لا يمكن للعالم أن يعيش بدون رقائق صينية. والصين، رغم كل شيء، لا تزال أكبر سوق للهواتف والسيارات الذكية والروبوتات. وعندما يُسمح لـ Nvidia بإرسال رقائقها مرة أخرى، فهذا ليس فقط ربحًا تجاريًا — بل هو توازن جيوسياسي.

الخلاصة: السوق لا يُبنى على التوقعات، بل على الطلب الحقيقي

الذكاء الاصطناعي لم يعد موضة. إنه واقع. والشركات التي تصنع أدواته — من أجهزة التصنيع إلى الرقائق والذاكرة — تعيش ذروة تاريخية. لكن المخاطرة الحقيقية ليست في ارتفاع الأسعار، بل في التوقعات المفرطة. عندما تصبح شركة واحدة بقيمة 4.5 تريليون دولار، فهذا يعني أن العالم يراهن على أنها لن تخطئ أبدًا. لكن في الأسواق، لا أحد يفلت من الخطأ. المهم الآن هو ما سيقوله تقرير Nvidia بعد إغلاق السوق يوم الأربعاء. هل سيُثبت أن النمو مستدام؟ أم أننا نرى آخر موجة من التفاؤل؟

أسئلة شائعة

كيف أثر تقرير ASML على أسهم شركات الرقائق الأخرى؟

أدى تقرير ASML الربعي إلى ارتفاع مفاجئ في أسهم شركات مثل Nvidia وBroadcom وAMD، لأن المستثمرين رأوا فيه إشارة قوية على استمرار الطلب على رقائق الذكاء الاصطناعي. فـ ASML هي المورد الوحيد للتقنيات الأساسية، وزيادة طلباتها تعني أن الشركات المصنعة للرقائق تشتري أجهزة أكثر، مما يعكس نموًا حقيقيًا في الإنتاج وليس مجرد توقعات.

لماذا تُعتبر أسهم Micron الأفضل أداءً رغم أنها ليست شركة رقائق ذكاء اصطناعي؟

Micron تنتج ذاكرة HBM وDDR5، وهي مكونات حيوية في خوادم الذكاء الاصطناعي. كل رقاقة AI تحتاج إلى كميات هائلة من الذاكرة عالية السرعة، وعندما ارتفع الطلب على الرقائق، ارتفع الطلب على ذاكرة Micron بنسبة 137.51% خلال العام الماضي — الأعلى بين الشركات الكبرى، مما جعلها المفاجأة الأكبر في القطاع.

هل يمكن لـ AMD أن تُنافس Nvidia في سوق الذكاء الاصطناعي؟

نعم، لكن ليس بنفس الحجم. AMD تحقق نموًا قويًا (68.83% في العام) وتعاونت مع OpenAI، لكنها لا تزال تُنتج أقل من 20% من رقائق الذكاء الاصطناعي التي تُستخدم في السوق. التحدي الأكبر لها هو تكلفة الإنتاج والبنية التحتية، لكن تعاونها مع شركات كبيرة يُظهر أن المنافسة بدأت تتشكل، وهذا يُقلل من اعتماد السوق على Nvidia وحدها.

ما تأثير إعادة تصدير رقائق Nvidia إلى الصين؟

إعادة التصدير تعني أن الصين، رغم العقوبات، لا تزال قادرة على شراء رقائق متطورة، مما يدعم نموها التقني ويعيد توازنًا اقتصاديًا. هذا يُقلل من مخاطر تباطؤ الطلب العالمي، ويدعم إيرادات Nvidia وTSMC. لكنه أيضًا يُظهر أن السياسات الجيوسياسية لا تستطيع وقف التدفق التكنولوجي — فقط تُبطئه أو تُغيّر مساره.

ما الذي سيُحدد نجاح Nvidia في تقريرها القادم؟

التركيز سيكون على إيرادات وحدات AI ونمو الطلب من شركات مثل Microsoft وAmazon. إذا أظهرت الشركة أن النمو لا يزال فوق 50% سنويًا، فستُثبت أن الطلب حقيقي. لكن إذا تباطأ النمو أو قلّت الأرباح، فهذا قد يُشير إلى أن السوق بدأ يشبع — وهو ما قد يُسبب تصحيحًا كبيرًا في أسهمها.

هل يمكن أن ينهار قطاع الرقائق في 2026؟

الانهيار غير مرجح، لكن التصحيح ممكن. فحتى لو تباطأ الطلب في الصين أو ارتفعت أسعار الفائدة، فإن البنية التحتية للذكاء الاصطناعي لا تزال في مراحلها المبكرة. الشركات تبني مراكز بيانات جديدة في الولايات المتحدة وأوروبا والهند. المخاطرة الحقيقية ليست في التوقف، بل في التفاؤل المفرط الذي قد يُبالغ في تقييمات الأسهم.

5 التعليقات
  • Nouria Coulibaly
    Nouria Coulibaly

    هذا التقرير ببساطة يثبت أن الذكاء الاصطناعي مش مش موضة، ده نظام حياة جديد! كل ما نشوف ASML ترفع إيراداتها، نعرف إن العالم كله بيشتري رقائق، حتى لو اتعملت في الصين أو اشتغلت من خلال طرق غير مباشرة. المهم إن التكنولوجيا مش هتتوقف، والمال بيدور وراها بس.

  • adham zayour
    adham zayour

    يا جماعة، نفيديا بقيت بقيمة 4.5 تريليون دولار؟ يا ساتر! يعني لو خلينا كل طيارة في العالم تطير من غير طيار، وحولنا كل مصانع السيارات لروبوتات، وخلينا كل مدرسة تستخدم ChatGPT بدل المعلم، هنلاقي إنها مش كفاية؟ 😏

  • Majd kabha
    Majd kabha

    Micron هي اللي تكسب. الرقائق ما تشتغلش من غير ذاكرة. والطلب على HBM مش رفاهية، ده ضرورة.

  • Mohamed Amine Mechaal
    Mohamed Amine Mechaal

    السياق الكلي لسلاسل التوريد في قطاع半導體 يشهد إعادة تشكيل هيكلي عميق، حيث تتجه الاستثمارات نحو توزيع جغرافي متعدد المراكز، مع تزايد التكامل بين عناصر القيمة المضافة من التصنيع (foundry) إلى التصميم (design) وصولاً إلى التخزين (memory hierarchy). هذا التحول يخلق إزاحة توازنات استراتيجية، حيث لم تعد الميزة التنافسية متمركزة في شركة واحدة، بل في النظام البيئي بأكمله.

  • Nefertiti Yusah
    Nefertiti Yusah

    أنا بس أقول لك واحد: لو تقرير Nvidia جاب أرباح أقل من 50%، الدنيا هتنهار. مش شايفة إن الناس بتشتري سيارات وبيوت وملابس، بس بيشتروا شرائح؟! لو نزلت سهمها، هتبقى أخبارنا كلها عن انهيار الحضارة الرقمية.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*