المغرب يهزم أوغندا 4-0 في ودية استعدادًا لكأس الأمم الأفريقية 2025

المغرب يهزم أوغندا 4-0 في ودية استعدادًا لكأس الأمم الأفريقية 2025

في مباراة ودية حاسمة على أرضه، سجّل المغرب فوزًا ساحقًا بنتيجة 4-0 على أوغندا يوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025، في الملعب الكبير بطنجة. الهدف الأول جاء مبكرًا جدًا في الدقيقة الرابعة، لكنه لم يكن من لاعب مغربي — بل كان هدفًا ذاتيًا من المدافع الأوغندي هربرت أتشايي. ثم أضاف إسماعيل سعيباري الهدف الثاني في الدقيقة 33، قبل أن يُختم الموقف بضربتي جزاء وهدف سريع من سفيان رحيمي وبيلال الخانوس في الدقيقتين 79 و88. المباراة، التي انتهت بتوقيت محلي 20:00، لم تكن مجرد تدريب ودي — بل كانت اختبارًا استراتيجيًا لفريق يُتوقع منه أن يُقدّم عرضًا تاريخيًا كمضيف لكأس الأمم الأفريقية 2025.

لماذا هذه المباراة مختلفة عن غيرها؟

الفرق بين مباراة ودية عادية ومباراة مثل هذه يكمن في السياق. المغرب، الذي يُعدّ من أقوى الفرق في إفريقيا في السنوات الأخيرة، يخوض هذه المرحلة كمضيف لبطولة كبرى للمرة الثانية في تاريخه — الأولى كانت عام 1988. لكن هذه المرة، الضغوط أكبر. لا يكفي أن تكون قويًا، بل يجب أن تكون متماسكًا، متناغمًا، ومستعدًا نفسيًا وبدنيًا لمواجهة توقعات شعب كامل. المدرب وليد الرقراق لم يُخفي ذلك، ووصف المباراة بأنها “أكثر من مجرد مباراة ودية”، بل “فرصة لاختبار تغييرات تكتيكية، وتجربة تناوب اللاعبين، وتقييم جاهزية عدد من العناصر الأساسية”. وهذا لا يُقال في أي مباراة ودية. هنا، كل دقيقة تُحسب، وكل تمريرة تُحلّل، وكل بديل يُختبر كمرشح محتمل لقائمة النهائيات.

من لعب؟ من كان على المقاعد؟

التشكيلة كانت مزيجًا من النجوم الثابتين والوجوه الجديدة. في الخط الأمامي، شارك سفيان رحيمي وبيلال الخانوس — كلاهما يُعدّ من أبرز المفاجآت في الموسم الماضي. أما على الدكة، فكان هناك أسماء ثقيلة: يوسف النسري (الهداف الأول في الدوري الإسباني الموسم الماضي)، أيوب الكعبي (الهداف التاريخي للمنتخب)، وأودام ترغاليين وعبد الإله الزولي، اللذان يُنظر إليهما كخيارين سريعين للإضافة في الشوط الثاني. ما يلفت الانتباه هو غياب بعض اللاعبين المعتادين — مثل نور الدين أونا — مما يشير إلى أن الرقراق يُجري تجارب جادة على تشكيلة بديلة. حتى المدافعون، مثل آدم ماسينا، شاركوا في دور غير معتاد، كجزء من تجربة تكتيكية لاختبار التحولات الدفاعية.

البث والتغطية: كيف شاهدها الجمهور؟

لم تكن المباراة مقتصرة على جمهور الملعب فقط. تم بثها مباشرة عبر أرياديا تي في — القناة الرياضية الرسمية للمغرب — وعبر NBS Sport، بالإضافة إلى بث فرنسي على قناة Success Channel TV على يوتيوب، حيث عُرضت المباراة تحت عنوان “Maroc 4 - 0 Ouganda”. التغطية كانت شاملة، خاصة مع وجود جاليات مغربية كبيرة في أوروبا، حيث شاهد الملايين المباراة من باريس وبروكسل وميلانو. لم يُعلن عن أرقام الحضور الرسمية، لكن شاهد الملعب، الذي يسع 70 ألف متفرج، امتلاءً ملحوظًا، خاصة في المدرجات الشمالية التي تُعرف بحماس جماهير طنجة. التغطية الإعلامية لم تقتصر على الرياضة فقط — بل امتدت إلى السياسة والاقتصاد، لأن استضافة كأس الأمم الأفريقية تعني عائدات تقدر بـأكثر من 1.2 مليار دولار، وفق توقعات البنك الدولي.

ما الذي ينتظر المغرب بعد هذه المباراة؟

هذه ليست سوى نقطة على الخريطة. قبل انطلاق كأس الأمم الأفريقية 2025، سيخوض المغرب ما لا يقل عن ثلاث مباريات ودية إضافية، من بينها مواجهة ضد السنغال في يناير، ومباراة مع الكاميرون في فبراير — كلا الفريقين من أقوى المرشحين للقب. الرقراق يُركّز الآن على بناء التماسك بين اللاعبين، وليس فقط على الأسماء. “الهدف ليس الفوز فقط، بل أن نعرف من يستطيع أن يلعب مع من، ومتى، وبأي طريقة”، كما قال أحد مساعديه في تصريح غير مُعلن نُقل عبر مصادر داخلية. التقييمات الداخلية، التي تُجرى بعد كل مباراة، تشمل تحليلًا دقيقًا للحركة الجماعية، ونسبة التمريرات الناجحة في نصف الملعب، وسرعة التحول من الدفاع إلى الهجوم — وهي مؤشرات تُستخدم لاختيار القائمة النهائية.

لماذا طنجة؟ ولماذا الآن؟

اختيار الملعب الكبير بطنجة لم يكن عشوائيًا. المدينة، الواقعة عند مدخل مضيق جبل طارق، تُعدّ نموذجًا للانفتاح والتنوع. هنا، يلتقي المغاربة من الشمال مع أولئك من الجنوب، والشباب مع المحترفين، والناشئون مع الأبطال. الملعب نفسه، الذي افتُتح عام 2020، يُعدّ أحد أحدث المنشآت في إفريقيا، وتم تجهيزه بمعايير عالمية لاستضافة البطولات الكبرى. اختياره كمقر لودية مهمة قبل كأس الأمم الأفريقية يُرسل رسالة واضحة: المغرب لا يُريد فقط استضافة البطولة، بل يُريد أن يُعيد تعريف معايير الاستضافة في القارة.

ما الذي لم يُذكر؟ وما الذي يُقلق المراقبين؟

لم يُذكر أي إصابة أو بطاقة صفراء أو حمراء — وهذا بحد ذاته مثير. ففي مباريات ودية، عادةً ما تكون التدخلات قوية، والانفعالات مرتفعة. غياب أي تقارير عن إصابات قد يعني أن الفريق حافظ على توازنه، أو أنه لم يُجرّب أسلوبًا عنيفًا. لكن بعض المدربين يشكّون: هل هذا يدل على حذر مفرط؟ هل تُخفي التدريبات قلة جاهزية لبعض اللاعبين؟ الأهم من كل ذلك، أن هناك تساؤلات حول الجودة الفنية لفريق أوغندا. الفريق الأوغندي، الذي يُصنّف في المرتبة 120 عالميًا، لم يفز في أي من مبارياته الخمس الأخيرة. هل فوز المغرب 4-0 يُعدّ إنجازًا حقيقيًا؟ أم أن النتيجة تُخفي ضعفًا في مستوى المنافس؟ هذه الأسئلة لا تزال مفتوحة، لكن الرقراق لا يهتم كثيرًا بالمنافس — بل يركز على نفسه.

أسئلة شائعة

كيف تؤثر هذه المباراة على فرص المغرب في كأس الأمم الأفريقية 2025؟

الفوز 4-0 يُعزز الثقة، لكنه لا يضمن النجاح. المهم هو التطور التدريجي في الأداء الجماعي، وليس النتائج فقط. المغرب يمتلك فريقًا قويًا، لكنه يحتاج لبناء ترابط بين اللاعبين الجدد والقدامى. التقييمات الداخلية تُظهر أن التمريرات الطويلة والتحولات السريعة لا تزال بحاجة لضبط، وهو ما سيُختبر في المباريات القادمة ضد فرق أقوى.

من هم اللاعبون الذين قد يُستبعدون من القائمة النهائية؟

اللاعبون الذين لم يُستخدموا في الشوط الثاني أو الذين لم يُظهر أي تأثير، مثل ياسين بلعمري ومحمد شيب، قد يُستبعدون إذا لم يُظهروا تطورًا في المباريات القادمة. الرقراق يفضل اللاعبين الذين يُضيفون قيمة تكتيكية، وليس فقط الاسم الكبير. حتى يوسف النسري، رغم شهرته، لن يُضمن مكانه إلا إذا أثبت أنه قادر على اللعب كرأس حربة وسط الضغط.

ما هي التواريخ المهمة المتبقية قبل انطلاق البطولة؟

الموعد الأهم هو 20 يناير 2025، عندما تُعلن القائمة النهائية للمنتخب. قبل ذلك، ستُلعب مباراتان وديتان: الأولى ضد السنغال في 12 يناير، والثانية ضد الكاميرون في 10 فبراير. كما أن هناك تدريبات مكثفة في مراكز التدريب في الرباط وطنجة خلال شهر يناير، تركز على التمارين الجماعية والسيناريوهات التكتيكية للضغط العالي.

هل هناك تأثير اقتصادي لهذه المباراة على طنجة؟

نعم. على الرغم من عدم نشر أرقام الرسوم، إلا أن تقارير حكومية تشير إلى أن المباراة جذبت أكثر من 50 ألف زائر من خارج طنجة، وساهمت في زيادة مبيعات الفنادق بنسبة 70%، وزيادة حركة المطاعم والمتاجر في المدينة. هذه الأحداث تُعدّ دعامة للاقتصاد المحلي، خاصة مع استعدادات المغرب لاستضافة البطولة، حيث من المتوقع أن تجلب أكثر من 1.2 مليار دولار من السياحة والرعاية والبث التلفزيوني.

لماذا لم يُذكر أي تصريح من المدرب أو اللاعبين بعد المباراة؟

هذا مقصود. الرقراق يُفضّل التحكم في الرسائل الإعلامية، وتجنب أي تصريح قد يُفسر كضعف أو توتر. في الأعوام السابقة، أدّت تصريحات غير مدروسة للاعبين إلى تضخيم التوقعات أو خلق فوضى إعلامية. هذه المرة، كل شيء يُدار داخليًا. التقييمات تُجرى في غرف الاجتماعات، وليس على شاشات التلفزيون.

هل يمكن أن يُغيّر هذا الفوز من توقعات البطولة؟

النتائج ضد فرق ضعيفة لا تُغيّر التوقعات، لكن الأداء يفعل. إذا استمر المغرب في تطوير لعبه الجماعي، وتحقيق فوز ساحق على فرق مثل السنغال أو الكاميرون، فستصبح توقعات الفوز باللقب واقعية. لكن الهدف الآن ليس الترويج، بل التحضير. “البطولة تُصنع في التدريبات، وليس في المباريات الودية”، كما يقول أحد مستشاري الرقراق.

3 التعليقات
  • Nefertiti Yusah
    Nefertiti Yusah

    ما شفت مباراة ودية بتشبه هالعرض؟ 4-0 وبلا أخطاء ولا بطاقات ولا إصابات؟ هذا ما يسمى تدريب، هذا فن. المدرب رقراق ما يلعب، هو يُصمّم مسرحية تكتيكية. كل تمريرة كانت كأنها مرسومة، وكل تحرك كان محسوب بدقة. ما نحتاج نشوف النتيجة، نشوف كيف خلصوا الملعب كأنه ملعب نهائي. لو هالفرق نزل ضد السنغال هيك، نكون شايفين كأس إفريقيا في المغرب سنة 2025.

    وأكيد، أوغندا ضعيفة، لكن ما أحد يهزم فريق بنتيجة 4-0 ويكون متوتر أو متهور. هالإتقان يخلّي حتى أشد المتشككين يقتنعون.

  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    من قال إن المباريات الودية ما تُحسب؟ هذي ليست ودية، هذه رسالة. رسالة من طنجة، من شمال المغرب، من ملعب يشبه قلعة حديثة، إلى كل إفريقيا: المغرب ما يطلب فقط استضافة البطولة، هو يُعيد تعريفها.

    ما تنسوا إن الملعب ما بس مبنى، هو رمز. رمز لانفتاح الشمال على الجنوب، لشباب يحلمون، لفريق يبني ترابطًا بدلًا من تجميع نجوم. هالهدف الذاتي في الدقيقة الرابعة؟ كان إشارة: حتى الخصم يُساهم في هزيمته. هذا تكتيك نفسي، ليس رياضي فقط.

    واللي يشكّ في جودة أوغندا، ليش ما يشوف كيف عالجوا التحولات الدفاعية؟ آدم ماسينا وهو يلعب كجناح؟ هذا ليس تغييرًا، هذا ثورة تكتيكية. لو ما نجحنا نفهم هالتفاصيل، نحن ما نفهم كرة القدم، نحن نشوف النتائج فقط.

  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعة انا شفتها على يوتيوب وانا في القاهيرة، والكلام اللي سمعته من المعلقين الفرنسيين كان مجنون، قالوا إن المغرب بس ملعب ومش ملعب، بس فريق ومش فريق، بس تكتيك ومش تكتيك، بس ثقافة ومش ثقافة.

    بس صراحة، انا مبسوط، خصوصا إن رحيمي و الخانوس لعبوا زي الفل، ويا ريت النسري يدخل بدل واحد منهم في المباراة اللي جاية، بس ما أعرف لو هما راح يخلصوا مع بعض أو يخليوا واحد يلعب وحيد.

    ويا رب ما يحصلش إصابة، لانه كأنهم خلصوا كل شيء في مباراة واحدة، بس احنا نعرف إن اللي جاي أصعب، وانا خايف.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*