دورتموند يفوز على ليفركوزن 2-1 ويعبره في الترتيب.. ثم يخسره في الكأس بعد 3 أيام

دورتموند يفوز على ليفركوزن 2-1 ويعبره في الترتيب.. ثم يخسره في الكأس بعد 3 أيام

في مباراة شهدت تقلبات درامية وتفاصيل تُحكى لسنوات، تمكن بوروسيا دورتموند من هزيمة باير ليفركوزن بنتيجة 2-1 على ملعب باي أرينا في ليفركوزن، السبت الماضي، ليصعد إلى المركز الثالث في البوندسليغا، متجاوزًا منافسه المباشر. لكن المفاجأة الحقيقية لم تكن في النتيجة، بل في ما جاء بعدها: بعد ثلاثة أيام فقط، التقى الفريقان مرة أخرى — لكن هذه المرة في كأس ألمانيا — وحقق ليفركوزن انتقامًا مُرًا بفوزه 1-0، مُحوّلًا الفوز الدوري إلى ذكرى مؤلمة لدورتموند. كريم أديمي، اللاعب الجزائري، كان بطل المباراة في الدوري، لكنه أصبح شاهدًا على لحظة انتقامٍ لم تُنسَ.

الهدفان الأولان: دقة وسرعة ورأسية حاسمة

في الشوط الأول، سجل آرون أنسيلمينو الهدف الأول لدورتموند في الدقيقة 41، بعد تمريرة متقنة من دانيال سفينسون، لينتهي الشوط بفوز مُريح للضيوف. لكن ما جعل الهدف مؤثرًا ليس فقط التمريرة، بل طريقة تهيئة اللاعب للتسديد — كان مُستقرًا، لا يتحرك، وكأنه يعلم أن الكرة ستصل إليه. لم يكن هناك صخب، ولا احتفال مفرط. فقط تأكيد: هذا الفريق يلعب بعقل.

في الشوط الثاني، تحوّل كريم أديمي من لاعب مُساند إلى بطل حقيقي. في الدقيقة 68، استغل تمريرة عرضية من الجانب الأيسر، وارتقى مثل صاروخ، مُوجهًا رأسية قوية باتجاه الزاوية اليمنى السفلية. كان هذا الهدف الثالث له في ثلاث مباريات متتالية في البوندسليغا — أداء نادر حتى بين المهاجمين الكبار. لم يُحتفل كثيرًا. فقط نظر إلى جمهوره، ثم إلى المدرجات، كأنه يقول: "هذا ليس صدفة".

الانتعاش المتأخر: كوفاني يُعيد الأمل لليفركوزن

لكن ليفركوزن، الذي كان يُشبه فريقًا يائسًا بعد الشوط الأول، استيقظ. في الدقيقة 83، قبل سبع دقائق من النهاية، سجل كريستيان كوفاني هدف التقليل، بعد تمريرة دقيقة من إبراهيم مازا، الذي تجاوز المدافع نيكو شلوتربيك ببراعة، ثم وضَع الكرة في الزاوية ببرودة قاتلة. كان الهدف بمثابة نبض قلب الفريق — لم يُنقذ المباراة، لكنه أعاد الأمل.

الإحصاءات كانت صارخة: سدد دورتموند سبع مرات، وحقق 1.02 هدفًا متوقعًا (xG)، بينما سدد ليفركوزن 14 مرة، لكنه لم يُنتج سوى 0.93 هدفًا متوقعًا. يعني أن الأداء لم يكن متساويًا — لكن التحول في اللحظات الحاسمة كان مُفاجئًا. فريقان، نفس التكتيك، نفس الضغط، لكن واحدًا فقط استطاع أن يُحول الإحصاءات إلى أهداف.

الانتقام في الكأس: مازا يُعيد التوازن

بعد ثلاثة أيام فقط، التقى الفريقان مرة أخرى — هذه المرة في دور الـ16 من كأس ألمانيا، على ملعب سيجنال إيدونا بارك. لكن هذه المرة، لم يكن هناك مجال للخطأ. ليفركوزن لم يأتِ ليفوز، بل لينتقم. وفعلها.

في الدقيقة 11، سجل إبراهيم مازا الهدف الوحيد من ركلة جزاء، بعد عقوبة على المدافع الألماني نيكو شلوتربيك لمس الكرة بيده في منطقة الجزاء. لم يكن الهدف جميلًا، لكنه كان دقيقًا. مازا، الذي لعب دورًا محوريًا في هدف التقليل في الدوري، أصبح الآن بطلًا لفريقه في الكأس. لم يحتفل كثيرًا. فقط أدار ظهره، كأنه يقول: "الحساب انتهى".

التأثير على الترتيب والنفسية

لفريق دورتموند، كان الفوز في الدوري يُعدّ خطوة كبيرة نحو التأهل لدوري الأبطال، خاصة مع تحسن الأداء تحت قيادة المدرب البوسني نيكو كوفاتش، الذي لم يُخسر في آخر خمس مباريات. لكن الخسارة في الكأس أعادت الأسئلة: هل الفريق مُستعد نفسيًا للضغط؟ هل يُمكنه التخلص من تذبذب الأداء بين المباريات؟

أما ليفركوزن، فكان هذا الفوز بمثابة إنقاذ لموسم متذبذب. بعد خسارة الدوري، وجد الفريق في الكأس مخرجًا لاستعادة الثقة. مازا، الذي يُعدّ من أبرز اللاعبين الجزائريين في أوروبا، أصبح رمزًا للانتقام، وربما أيضًا لمستقبل الفريق.

ما الذي ينتظر الفريقين؟

بينما يُركز دورتموند على استعادة زخمه في الدوري، يتجه ليفركوزن نحو مواجهة قوية في ربع النهائي، بعد تأهلهم بفضل فوزهم على دورتموند. أما آر بي لايبزيج — بطل الكأس في العامين الماضيين — فقد تأهل أيضًا بعد فوزه 3-1 على فريق من الدرجة الثانية، بفضل أهداف إيوار سيس جناكا وكيستيان بوجارنر ونوا.

وفي الوقت نفسه، يستعد بايرن ميونخ — حامل اللقب 20 مرة — لمواجهة يونيون برلين يوم الأربعاء، في مباراة قد تُحدد مصيره في الكأس. بايرن لم يُهزم في ملعبه هذا الموسم، لكن يونيون برلين فاز على أندية كبرى في الدور السابق. هل سيستمر العهد؟ أم أن الكأس تُعيد تشكيل الخريطة؟

أسئلة شائعة

كيف أثر فوز دورتموند على ترتيب البوندسليغا؟

بعد الفوز 2-1 على ليفركوزن، صعد بوروسيا دورتموند إلى المركز الثالث في جدول الترتيب، متفوقًا على منافسه المباشر بفارق الأهداف. هذا الفوز جعله على بعد نقطة واحدة فقط من المركز الثاني، وهو ما يُمكنه من التأهل لدوري الأبطال إذا حافظ على هذا الأداء. لكن الخسارة في الكأس بعد أيام قلّلت من تأثيره النفسي، وأعادت تسليط الضوء على عدم استقرار الفريق في المباريات المتتالية.

لماذا كان إبراهيم مازا محور الأحداث في المباراتين؟

مازا ساهم في هدف التقليل لليفركوزن في الدوري، ثم سجل هدف الانتقام الوحيد في الكأس من ركلة جزاء. هذا التحول من مُساعد إلى بطل جعله لاعبًا محوريًا في المواجهتين. لم يُسجل هدفًا في الدوري، لكنه كان العقل المدبر للهجوم. يُعتبر الآن من أبرز اللاعبين الجزائريين في أوروبا، ويُنظر إليه كخيار استراتيجي لليفركوزن في المباريات الحاسمة.

هل خسارة دورتموند في الكأس تُضعف فرصها في الدوري؟

لا تُضعفها مباشرة، لكنها تُظهر ثغرة نفسية. الفريق لم يخسر في آخر خمس مباريات في الدوري، لكنه خسر بعد ثلاثة أيام فقط في منافسة مختلفة. هذا التناقض يُثير تساؤلات حول قدرته على الحفاظ على التركيز في المباريات المتتالية. المدرب كوفاتش يحتاج الآن إلى إعادة ترتيب أولويات الفريق، خاصة مع اقتراب مباريات حاسمة ضد بايرن ومونشنغلادباخ.

ما الذي يجعل مواجهة بايرن ميونخ ضد يونيون برلين مهمة؟

بايرن لم يُهزم في ملعبه هذا الموسم، لكن يونيون برلين فاز على أندية كبرى في الدور السابق، وأثبت أنه فريق يلعب بروح عالية. إذا فاز يونيون، فسيكون أول فريق من خارج المراكز الأربعة الأولى منذ 2016 يدخل ربع نهائي الكأس. هذا قد يُعيد تشكيل ديناميكية المنافسة في ألمانيا، ويشكل ضغطًا نفسيًا على بايرن، الذي يعاني من تراجع في الأداء الجماعي هذا الموسم.

هل يمكن لليفركوزن أن يفوز بلقب الكأس هذا الموسم؟

نعم، لكنه سيحتاج إلى تحسين الثبات الدفاعي. رغم فوزه على دورتموند، إلا أنه تلقى أربعة أهداف في آخر خمس مباريات. ليفركوزن يملك هجومًا قويًا، لكنه يعاني من التشتت في الخلف. إذا استمر مازا في التسجيل، وعاد فريدريك جونسون من الإصابة، فقد يكون فريقًا خطيرًا في ربع النهائي، خاصة إذا واجه فرقًا أقل خبرة في المباريات الحاسمة.

ما الذي يُميز أداء كريم أديمي في البوندسليغا هذا الموسم؟

أديمي لم يُسجل أكثر من 7 أهداف في الموسم الماضي، لكنه هذا الموسم سجل في ثلاث مباريات متتالية، وجميعها كانت في مباريات حاسمة. لم يُصبح مهاجمًا تقليديًا، بل لاعبًا متعدد المهام: يضغط، يركض، يُنهي الهجمات. أداءه يُشبه أداء روبرت ليفاندوفسكي في بداياته — لا يعتمد على الحظ، بل على التحضير والانضباط. هذا يجعله أحد أكثر اللاعبين إثارة في البوندسليغا هذا الموسم.