المغرب يهزم الأردن 3-2 في نهائي كأس العرب 2025 بضربة قاتلة في الوقت الإضافي

المغرب يهزم الأردن 3-2 في نهائي كأس العرب 2025 بضربة قاتلة في الوقت الإضافي

في ليلة لا تُنسى على ملعب لوسيل، انتصر المنتخب المغربي على الأردن بنتيجة 3-2 في الوقت الإضافي، ليحرز أول لقب له في كأس العرب 2025لوسيل، في مباراة شهدت خمسة أهداف، وانقلابات درامية، وقرار حاسم من تقنية الفيديو، ونهاية مفاجئة في الدقيقة 100. كان كل شيء على المحك: الكأس، الفخر، والمكانة الإقليمية — خاصةً أن كلا الفريقين قد تأهلوا مسبقًا إلى كأس العالم، لكنهم كانوا يقاتلون من أجل شيء أعمق: أن يُثبتوا أنهم ليسوا مجرد مشاركين، بل أسياد الملعب.

لعبة التناقضات: الهجوم المجنح مقابل الدفاع المنضب

لم تكن هذه المباراة مجرد مواجهة بين فريقين، بل صراع بين فلسفتين. الأردن، بقيادة المهاجم علي علوان، كان أسرع فريق في البطولة من حيث التسجيل، بـ10 أهداف في خمس مباريات. لكنه واجه جدارًا لا يُقهر: الدفاع المغربي، الذي تلقى هدفًا واحدًا فقط طوال البطولة — وكان هدفًا ذاتيًا في المباراة الافتتاحية. لم يكن هذا صدفة. كان نتيجة تخطيط دقيق، وقيادة صارمة من القائد محمد حرمت، الذي تألق في التغطية والتنظيم، حتى في لحظات الذروة عندما ارتفعت وتيرة الهجمات.

أما المغرب، فلم يعتمد على التهديف السريع، بل على الصبر، والانضباط، والانتظار. وعندما جاءت الفرصة، لم تفلت. هذا ما فعله عبد الرزاق حمدالله، اللاعب الذي كان يُشبه السيف المخفي في غمده — لم يُسجل في المباريات الأولى، لكنه ظهر حين احتجزه الفريق.

الساعة الحاسمة: من هدف تانان إلى ضربة حمدالله القاتلة

بدأت المباراة بانفجار: في الدقيقة الثالثة، أطلق أوسامة تنان كرة من خارج منطقة الجزاء، تجاوزت الحارس ودخلت الشباك — 1-0 للمغرب. لكن الأردن لم يُهزم. في الدقيقة 48، رأس علي علوان من ركنية، مُعادلًا النتيجة. ثم في الدقيقة 67، أُحتسب ركلة جزاء بعد تدخل خاطئ على المهاجم الأردني، فسدد علوان ببرودة — 2-1.

كانت المباراة تميل لصالح الأردن. لكن المغرب، كعادته في المباريات الكبيرة، لم يُفقد عقله. في الدقيقة 88، تلقى حمدالله كرة من اليمين، وسدد بقدمه اليسرى — سقطت الكرة على القائم، ثم ارتدت على الحارس، ثم على الأرض، ثم دخلت الشباك. احتفل المغربيون... ثم توقفوا. الحكم ألغى الهدف. توقف الملعب. الجميع ترقب. بعد دقيقتين، أشار حكم الفيديو: هدف صحيح. 2-2. صرخات تملأ المدرجات. الأردن صُدم. المغرب استعاد روحه.

ولم ينتهي الأمر هنا. في الدقيقة 100، بعد كرة عرضية من اليسار، حاول مهاجم مغربي تنفيذ ركلة مزدوجة (بيسكل كيك)، فارتدت الكرة على الحارس، وسقطت مباشرة أمام حمدالله — الذي لم يُخطئ. دفعها ببساطة إلى الشباك. 3-2. صمت. ثم انفجار. لحظة تُضاف إلى موسوعة كأس العرب.

القصص الخفية: إصابة النعيمات وصمت الجزائر

وراء كل مباراة كبيرة، هناك قصص لم تُروَ. في نصف النهائي، فقد الأردن نجمه يزن النعيمات — مهاجمه الأسرع، وأكثر مهاجميه تهديفًا — بسبب إصابة في الركبة استدعت تدخلًا جراحيًا. لم يُشارك في النهائي. لكنه كان حاضرًا في قلوب الفريق، وفي أعين المدرب جمال سلّامي، الذي قال بعد المباراة: "كنا نلعب من أجله، ومن أجل كل من لم يُسمح له باللعب".

أما الجزائر، حاملة اللقب، فلم تُصل إلى النهائي. خرجت مبكرًا، مما فتح الباب أمام منافسين جدد. لم يكن المغرب يسعى فقط للفوز، بل لاستعادة مكانه بعد أن وصل إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 في نفس الملعب. أما الأردن، فقد أكمل رحلته إلى النهائي، بعد أن وصل إلى نهائي كأس آسيا 2023 في نفس الملعب — مرتين في ثلاث سنوات، في نفس المكان. هل هذا تكرار؟ أم بداية؟

لوسيل: ملعب الأقدار

لوسيل، المدينة التي بُنيت من الصفر، أصبحت الآن ملعب الأقدار. هنا، شهد العالم أول نصف نهائي عربي في كأس العالم. وهنا، شهد العالم نهائي كأس آسيا. وهنا، اليوم، شهد العالم نهائي كأس العرب. لم يكن الملعب مجرد مكان. كان شاهدًا. شاهد على صعود جيل جديد من الفرق العربية التي لا تخاف من الكبار، ولا تُهزم بسهولة.

المدرب المغربي طارق سكيطوي، الذي كان يُوصف قبل البطولة بأنه "مدرب توازن"، احتضنه لاعبوه بعد النهاية، ورفعوه على أكتافهم. لم يكن يحتفل فقط بفوز، بل بثورة تكتيكية: فريق يدافع بشراسة، لكنه يهاجم بذكاء. فريق لا يُهزم، لكنه يُهزم إذا توقف عن التحليق.

ما الذي يلي؟

الآن، المغرب يدخل كأس العالم كأحد المرشحين للوصول إلى دور الثمانية، ليس فقط لقوته، بل لثقته. الأردن، رغم الخسارة، لم يخسر شيئًا. بل كسب احترامًا. فريقه أثبت أنه يمكنه التحدي مع الكبار، حتى بدون نجمه الأبرز.

البطولة لم تنتهِ بفوز. انتهت بتحول. تحوّل في مفهوم كرة القدم العربية: لم تعد فقط تُقاس بالهجمات، بل بالقدرة على الصمود. لم تعد فقط تُقاس بالنجوم، بل بالفريق. المغرب لم يفز لأنه يملك أفضل مهاجم. فاز لأنه يملك أفضل روح.

أسئلة شائعة

كيف أثّرت إصابة يزن النعيمات على أداء الأردن في النهائي؟

إصابة النعيمات في نصف النهائي ضد العراق أضعفت خط هجوم الأردن بشكل كبير، حيث كان يُسجّل 4 من أصل 10 أهداف في البطولة. رغم أن علي علوان سجّل هدفين في النهائي، إلا أن الفريق فقد التوازن الهجومي، وتحول إلى الاعتماد على التسديدات البعيدة والكرات الثابتة، ما سهّل على الدفاع المغربي التنبؤ بحركات الهجوم.

لماذا كان هدف حمدالله في الدقيقة 88 مثيرًا للجدل؟

الهدف اعتبر مُلغى أولًا لأن حكم المباراة ظن أن حمدالله كان في وضعية مخالفة، لكن مراجعة الفيديو أظهرت أن الكرة لمست لاعبًا أردنيًا قبل أن تصل إليه، ما يُبطل مبدأ التسلل. كما أن حركة سدّه كانت طبيعية، ولم تكن هناك مخالفة واضحة — مما جعل القرار النهائي مُرضيًا لمعظم المراقبين، ونقطة تحول في المباراة.

هل هذه أول بطولة كأس عرب يفوز بها المغرب؟

نعم، هذه أول مرة يفوز فيها المغرب بكأس العرب منذ انطلاق البطولة عام 1963. سبق أن وصل إلى النهائي عام 1998 وخسر أمام تونس، ووصل إلى نصف النهائي في نسخ عديدة. هذا الفوز يُعيد كتابة تاريخه في البطولة، ويجعله أول فريق عربي يفوز باللقب بعد أن وصل إلى نصف نهائي كأس العالم في نفس الدولة.

ما تأثير هذا الفوز على فرص المغرب في كأس العالم؟

الفوز يرفع من معنويات الفريق بشكل كبير، ويعزز ثقة المدرب في التكتيك الدفاعي الهجومي. مع بقاء حمدالله في أفضل أشكاله، ووجود لاعبين مثل سفيان بوقرة ونور الدين أكراش في وسط الملعب، يُعتبر المغرب من بين المرشحين للوصول إلى دور الثمانية، خاصة إذا واجه فرقًا أوروبية أقل تنظيمًا من حيث التحويل السريع.

لماذا اختير ملعب لوسيل دائمًا للمباريات الحاسمة؟

لأنه الأكبر (سعة 88,966 متفرج)، والأكثر تطورًا تقنيًا، ويقع في قلب المدن الجديدة التي تُمثل رؤية قطر 2030. كما أن أرضيته متطورة، ونظام التبريد يسمح بعبور المباريات في درجات حرارة مرتفعة. لكن الأهم: لقد أصبح رمزًا للنجاح العربي — حيث احتضن نهائي كأس العالم، وكأس آسيا، والآن كأس العرب — ما يجعله الملعب الأكثر رمزية في المنطقة.

هل يمكن للأردن أن يفوز بكأس العرب في المستقبل؟

بالتأكيد. الأردن أثبت أنه فريق قادر على الوصول إلى النهائيات، حتى مع نقص في الموارد مقارنة بجيرانه. مع تطور أكاديمياته، وعودة لاعبين من الخارج، وخبرة مدربين مثل سلّامي، فإن فوزه باللقب ليس مستحيلاً. المهم أنهم لم يعودوا "فريقًا مفاجئًا"، بل "فريقًا دائمًا" — وهذا هو التحول الحقيقي.

1 التعليقات
  • adham zayour
    adham zayour

    يا جماعة، الأردن خسر بس ما خسر كرامته. بس والله لو حضرت المباراة، شفت كيف حمدالله دفع الكرة بقدمه اليسرى وكأنه بيكتب قصيدة على أرض الملعب. كأنه قال: 'أنا مش بس لاعب، أنا فنّان'، والحكاية اكتملت بضربة بيسكل كيك؟! والله العظيم، هذا مش رياضة، هذا مسرحية من تأليف الأقدار.
    بس خلينا نعترف، لو النعيمات كان موجود، كان شكل المباراة غير. بس ده مش عيب، ده تحدّي. الأردن خلّى العالم يشوف إن العرب ممكن يلعبوا بعقل، مش بس بقوة.
    والمغرب؟ كأنهم قالوا: 'نحنا مش بس نهزم، نحنا نصنع أسطورة'.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*