رئيس UFC يقترح أول مختبر ذكاء اصطناعي عالمي للفنون القتالية في أبوظبي

رئيس UFC يقترح أول مختبر ذكاء اصطناعي عالمي للفنون القتالية في أبوظبي

في زيارة غير مسبوقة إلى أبوظبي، لم يأتِ دانًا وايت، رئيس UFC، فقط لحضور حدث رياضي — بل ليدشن مستقبلًا جديدًا للرياضة نفسها. خلال جولته في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في أواخر 2023 أو أوائل 2024، استمع وايت إلى طالب يقترح فكرة تبدو من الخيال العلمي: أول مختبر ذكاء اصطناعي في العالم مخصص حصريًا للفنون القتالية المختلطة. لم يُضحك وايت. بل أجاب: "هذا يمكن أن يكون ضخمًا". ولفت نظره إلى أن هذه الفكرة ليست مجرد حلم أكاديمي، بل خريطة طريق لتحويل UFC من مجرد شركة ترويجية إلى رائد عالمي في التكنولوجيا الرياضية.

لماذا أبوظبي؟ لأنها لم تعد فقط مدينة للنفط والمباني الشاهقة

لماذا اختار دانا وايت، الرجل الذي بنى إمبراطورية من الضربات والركلات، أن يزور جامعة ذكاء اصطناعي في أبوظبي وليس لاس فيغاس؟ الجواب بسيط: أبوظبي أصبحت مختبرًا حيًا للتقنيات الناشئة. جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي تأسست عام 2019، لم تعد مجرد مؤسسة تعليمية — بل مركز أبحاث يُنتج نماذج ذكاء اصطناعي تُحدث فرقًا في الطب والروبوتات والرؤية الحاسوبية. في أغسطس 2025، فاز فريق من الجامعة بالمركز الثاني في مسابقة "AgentX" من جامعة بيركلي لتطوير نظام ذكي قادر على التخطيط والمراقبة والتنفيذ. وفي سبتمبر من نفس العام، طوروا نموذجًا لتحليل الصور الطبية تحسّن أداؤه بنسبة 7% — وهذا النوع من الدقة هو ما يحتاجه الرياضيون.

ماذا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفعل بالفعل في حلبة الملاكمة؟

لم تكن المحادثة عامة. الطلاب عرضوا تطبيقات عملية: رؤية حاسوبية لتحليل حركات المقاتلين في الوقت الحقيقي، ونماذج تنبؤية للإصابات قبل حدوثها، وأنظمة تشرح تقنيات الأرضية للجمهور الجديد — وهي مشكلة يعترف بها وايت شخصيًا. "الكثيرون لا يفهمون لماذا يُستخدم الركوع أو الدوران في القتال الأرضي،" قال وايت في لقاء خاص مع الطلاب. "نحتاج أن نُعلّم المشاهدين، لا أن نُظهر فقط الصخب." واقترح الفريق تطوير ميزة تلقائية في البث التلفزيوني تُظهر تحليلًا بصريًا للحركة، كأن تظهر خطوط توضيحية حول مفصل الكوع عند تنفيذ رمية "أرم لوكيك"، أو تُشير إلى نقطة ضغط محددة تُسبب فكّ العضلة. هذه ليست نظريات — هذه تقنيات جاهزة للتطبيق اليوم.

الاتحاد العالمي يفتح فرعًا في أبوظبي — والذكاء الاصطناعي سيكون جزءًا من نسيجه

التفاصيل الملموسة بدأت تظهر: UFC تخطط لافتتاح معهد UFC للأداء في أبوظبي، وهو أول مركز خارج الولايات المتحدة. ليس مجرد مبنى تدريب — بل مركز دمج بين البيانات الطبية، وعلم الحركة، والذكاء الاصطناعي. تخيل أن كل مقاتل يرتدي جهازًا يسجل ضغط العضلات، وسرعة التحول، ودرجة حرارة الجسم، ثم تُرسل هذه البيانات تلقائيًا إلى خوارزميات من جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لتنبّه الطاقم الطبي: "هذا المقاتل معرض لتمزق في وتر الركبة خلال 72 ساعة إذا استمر بهذا النمط." هذا ليس مستقبلاً — هذا ما يُبنى الآن. وايت قال بصراحة: "نحن لا نريد فقط أن نُشاهد المباريات. نريد أن نفهمها. ونريد أن نحمي مقاتلينا."

لماذا هذا التعاون يُغيّر قواعد اللعبة في الرياضة العالمية

حتى الآن، لم تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في الرياضات القتالية إلا بشكل محدود: تحليل أداء بسيط، أو تقييمات مبنية على الإحصاءات. لكن هذا التعاون يُعيد تعريف المفهوم كله. أول مختبر مخصص للفنون القتالية المختلطة سيجمع بين بيانات UFC الحصرية — التي لا تُشارك مع أي جهة أخرى — وأبحاث جامعة محمد بن زايد المتقدمة في الرؤية الحاسوبية وتعلم الآلة. هذا يعني أن المقاتل القادم قد يُدرب على أساس تنبؤات دقيقة، لا على تجارب سابقة. يعني أن المُعلّقين سيحصلون على بيانات مباشرة من الخوارزميات لتفسير الحركات، مما يُقلل من التحيز البشري في التقييم. يعني أن الجمهور، خصوصًا في آسيا وأفريقيا، لن يُضطر لمشاهدة القتال كأنه لغز غامض — بل كفن مُفسّر.

ما الذي يمنع هذا المشروع من التحقيق؟

التحدي الأكبر ليس التكنولوجيا — بل التوافق القانوني والأخلاقي. من يملك بيانات المقاتلين؟ هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُقرر متى يتوقف المقاتل عن القتال؟ هل سيُستخدم هذا النظام لتحديد المباريات، أم فقط لحماية الرياضيين؟ بعض المدربين يخشون أن يُصبح المقاتل "منتجًا" مُحللًا، لا إنسانًا يُقاتل بقلبه. لكن وايت يرى العكس: "الذكاء الاصطناعي لن يُنهي المقاتل. سيُطيل عمره. سيُنقذ مهنته. هذا ليس تغييرًا — إنه تطوير." وربما الأهم: جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بدأت مؤخرًا ببرامج البكالوريوس، ما يعني أن جيلًا جديدًا من المهندسين والباحثين سيكونون جاهزين للانضمام إلى هذا المشروع بحلول 2027.

ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

الخطوة التالية ليست إعلانًا رسميًا — بل تعاون تجريبي. يُتوقع أن تبدأ التجارب في النصف الثاني من 2025، مع مقاتلين من فريق UFC في أبوظبي، باستخدام أجهزة استشعار متطورة ونماذج تحليلية من الجامعة. إذا نجحت، فستُستخدم التكنولوجيا في بطولة UFC القادمة في أبوظبي، ثم تُوسّع لتشمل جميع البطولات العالمية. قد تصبح هذه المختبرات نموذجًا عالميًا — مثلما أصبحت مراكز التدريب في كاليفرنيا في التسعينيات.

خلفية: من هي جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي؟

تأسست في 2019 كأول جامعة في العالم مكرّسة بالكامل للذكاء الاصطناعي، وتُقدّم برامج الماجستير والدكتوراه في علوم الروبوتات، وتعلم الآلة، والرؤية الحاسوبية، ومعالجة اللغة الطبيعية. في 2024، أطلقت أول برامج البكالوريوس، مُستهدفةً تكوين جيل من القادة الذين يفهمون التكنولوجيا وليس فقط يستخدمونها. الجامعة تتعاون مع شركات مثل مايكروسوفت وآي بي إم، وتُشارك في مشاريع عالمية في الطب والطاقة. مشروعها الأخير في تحليل الصور الطبية، الذي تحسّن أداؤه بنسبة 7%، يُظهر قدرتها على التفوق في مجالات حساسة — وهو ما يجعلها الشريك المثالي لـ UFC.

ما الذي يدفع دانا وايت للاستثمار في أبوظبي؟

ليس فقط المكان. بل السياق. الإمارات تبني مدنًا ذكية، وتستثمر في التكنولوجيا بثقة لا تُضاهى. بينما تُعاني الولايات المتحدة من تأخيرات في التمويل، وتُواجه أبوظبي تحديات أقل في تنفيذ المشاريع التقنية. وايت يرى أن المستقبل لا يُبنى في لاس فيغاس، بل في أماكن مثل أبوظبي، حيث تلتقي الرياضة بالذكاء الاصطناعي دون عوائق بيروقراطية.

أسئلة شائعة

كيف سيؤثر هذا المختبر على المقاتلين؟

سيُقلل المختبر من الإصابات عبر التنبؤ بها قبل حدوثها، مما يطيل مسيرة المقاتلين. بدلًا من الانتظار حتى يُصاب أحدهم، ستُحلل البيانات يوميًا للكشف عن أنماط تُشير إلى خطر تمزق أو إجهاد عضلي. هذا يعني أن المقاتل قد يُطلب منه الراحة قبل أن يشعر بأي ألم — وهو تغيير جذري في ثقافة التدريب.

هل سيُستخدم الذكاء الاصطناعي لتقييم فوز الخصوم؟

لا. وايت أكد أن التقييم البشري سيظل مُعتمدًا في الحكام، لكن الذكاء الاصطناعي سيُقدّم تقارير تحليلية للجنة التحكيم كمساعد — مثل تحديد ما إذا كانت الضربة كانت فعالة أم لا، أو هل تم تجنب الركلة بشكل صحيح. الهدف ليس استبدال الحكام، بل تقليل الأخطاء البشرية.

متى سيبدأ هذا المشروع عمليًا؟

من المتوقع أن تبدأ التجارب الأولية في النصف الثاني من عام 2025، مع مقاتلين من فريق UFC في أبوظبي. إذا نجحت، ستُدمج التكنولوجيا في بطولة UFC القادمة في المدينة، ثم تُوسّع عالميًا بحلول 2026-2027. أول تطبيق عملي سيكون في البث التلفزيوني لشرح تقنيات الأرضية.

هل هناك مخاوف من انتهاك الخصوصية؟

نعم، وهذا ما يُناقش حاليًا. بيانات المقاتلين الحساسة — مثل معدل ضربات القلب، أو توازن الدماغ — ستُخزن في خوادم مشفرة، وستُستخدم فقط لأغراض طبية وتدريبية. لا يمكن لأي جهة خارجية الوصول إليها. جامعة محمد بن زايد لديها سياسات صارمة للخصوصية، وتمت الموافقة عليها من قبل لجنة أخلاقية مستقلة.

هل هذا سيُغيّر طريقة مشاهدة UFC؟

بالتأكيد. المشاهد الجديد سيحصل على تحليل بصري مباشر أثناء البث — كأن تظهر خطوط حمراء تُوضح مسار الضربة، أو نافذة صغيرة تُفسّر لماذا استخدم المقاتل ركلة "الدفعة المتقاطعة". هذا سيجعل القتال الأرضي، الذي كان يُعتبر معقدًا، سهل الفهم لعشرات الملايين من المشاهدين الجدد في آسيا وأفريقيا.

لماذا لم يُقترح هذا من قبل في الولايات المتحدة؟

لأن التمويل والبيروقراطية في أمريكا تُبطئ الابتكار. بينما تُقدّم أبوظبي استثمارات مباشرة بدون قيود، وتُسهّل التعاون بين الجامعات والشركات، تواجه المراكز الأمريكية تحديات في توحيد الجهات المعنية. هنا، لا تحتاج إلى موافقة عشر لجان — تحتاج فقط إلى رؤية واضحة، ووايت لديه هذه الرؤية.

1 التعليقات
  • adham zayour
    adham zayour

    يا جماعة، دانا وايت جاي يفتح مختبر ذكاء اصطناعي في أبوظبي علشان يفهموا رمية أرم لوكيك؟! يا سلام، بس خليني أقولك: لو كان عندهم نفس الذكاء الاصطناعي اللي يحلل حركات المقاتلين، يقدر يحلل حركات المدراء اللي بيقولوا "هذا مستقبل الرياضة" وهم بيتفرجوا على المباراة من كرسيهم في لاس فيغاس؟ 😏

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*