أكاديمية AFC تُعلن تواريخ مباريات العراق ضد الإمارات في الملحق العالمي لكأس العالم 2026
في لحظة حاسمة للكرة العراقية، أعلنت الاتحاد الآسيوي لكرة القدم رسمياً تواريخ مباريات الملحق الخامس بين العراق والإمارات للتأهل إلى كأس العالم 2026، الذي تستضيفه الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. المواجهة الأولى ستُلعب في مجمع محمد بن زايد في أبوظبي يوم الخميس 13 نوفمبر 2025 عند الساعة 8 مساءً (UTC+4)، والعودة في استاد البصرة الدولي يوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 عند الساعة 7 مساءً (UTC+3). هذه المباريات ليست مجرد مواجهة رياضية — بل هي آخر فرصة للعراق للوصول إلى كأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه، بعد أن أُقصي من التأهل المباشر بتعادل سلبي مع السعودية في 14 أكتوبر 2024.
الفرصة الأخيرة بعد خيبة أمل جدة
بعد أن أنهى العراق المركز الثاني في المجموعة باء خلف اليابان، وتحت ضغط هائل من الجماهير التي انتظرت طويلاً عودة الفريق إلى المونديال، تحولت المواجهة مع السعودية من معركة تأهيل إلى كابوس. التعادل 0-0 في مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة لم يُنهِ فقط أحلام التأهل المباشر، بل فتح الباب أمام منافس أشد خطورة: الإمارات، التي أنهت المجموعة ألف بالمركز الثاني خلف قطر. هنا، لم يكن الفشل مجرد خسارة — بل كان تذكيراً بأن العراق لا يملك رفاهية الخطأ، خاصة في ظل تراجع مستمر في التصنيف العالمي منذ 2015.في المقابل، يرى الخبراء أن التحدي الأكبر ليس في مهارة اللاعبين، بل في الضغط النفسي. فريق الإمارات، الذي يعتمد على تنظيم دفاعي صارم وسرعة في الهجمات المرتدة، لا يخشى اللعب خارج ملعبه. أما العراق، فلديه ميزة استثنائية: جمهوره. استاد البصرة، الذي لم يستضف مباريات دولية كبرى منذ عقود، سيتحول إلى بركان من الأصوات والرايات. الرئيس عدنان درجال، رئيس الاتحاد العراقي، صرح بعد المباراة مع السعودية: "نعتذر لجماهيرنا الذين دعمونا في الملعب وعبر الشاشات. الفرصة لا تزال موجودة، وعلينا أن نقاتل بشراسة". لم يكتفِ بالكلام — فقد دعا اللاعبين للتدريب بجدية، وشدد على أن "اللعب في البصرة يمنحنا ميزة نفسية واجتماعية لا تُقدّر بثمن".
الCoach غراهام أرنولد: سنقاتل حتى النهاية
الcoach البريطاني غراهام أرنولد، الذي تولى تدريب المنتخب العراقي في مارس 2024، جاء بتجربة أوروبية وعقلية تنافسية نادرة. لم يخفِ قلقه من ضغط الجماهير، لكنه حوّله إلى وقود: "نحن ما زلنا في السباق، وسنقاتل حتى النهاية". هذه الجملة لم تكن مجرد تعبير عن الإرادة — بل كانت رسالة للجميع: لا تنسوا أننا لا نملك خبرة كثيرة في المباريات الحاسمة، لكننا نملك قلباً واحداً.الأرقام تقول إن العراق لم يفز على الإمارات في آخر خمس مباريات رسمية، وسجلت الإمارات 7 أهداف مقابل 2 فقط للعراق منذ 2018. لكن في المباريات الحاسمة، تُكتب القصص بغير الأرقام. في 2018، خسر العراق أمام إيران في الملحق، لكنه تأهل إلى كأس آسيا بعد ذلك بعامين. التاريخ لا يُعيد نفسه، لكنه يُعلّم.
ما الذي ينتظر الفائز؟
الفائز بين العراق والإمارات لا يتأهل مباشرة إلى كأس العالم — بل يدخل في ملحق عالمي. ستُلعب هذه المباريات في مارس 2026، وستضم ست فرق من قارات مختلفة، من بينها منافسون من أمريكا الجنوبية وأفريقيا وأوقيانوسيا. فقط فريقان من بينهم سيحجزان مقعدهما في المونديال. هذا يعني أن الفوز على الإمارات ليس النهاية — بل هو البوابة الوحيدة للفرصة. في المقابل، خسارة العراق تعني نهاية حلم استمر 20 عاماً منذ آخر تأهل عام 2022، وربما تُعيد الكرة العراقية إلى عزلة طويلة.الخلفية: مسار التصفيات الآسيوية
التصفيات الآسيوية بدأت في 12 أكتوبر 2023، وتشمل 46 منتخباً، وستنتهي رسمياً في 18 نوفمبر 2025. ثمانية فرق ستأهل مباشرة، وفريق واحد فقط سيصل إلى الملحق العالمي. العراق، الذي كان يأمل أن يُصبح أول فريق عراقي يتأهل لثلاثة مونديال متتالية، واجه صعوبات كبيرة: تغييرات في التدريب، تراجع في الأداء الجماعي، وضغوط سياسية داخل الاتحاد. بينما تُظهر الإمارات تطوراً ملحوظاً منذ 2020، بفضل استثمار في الأكاديميات وتجنيد لاعبين من أصول عربية، مثل لاعب الوسط الإماراتي سعيد سلطان، الذي سجل هدفاً حاسماً ضد العراق في 2023.
ماذا بعد؟
في الأسابيع المقبلة، سيبدأ العراق في تحضيرات مكثفة لمواجهة الإمارات، مع تدريبات في تركيا وقطر، وربما لعب مباريات ودية ضد فرق أوروبية. الاتحاد العراقي يخطط لاستخدام البصرة كقاعدة تدريبية، ويعمل على تأمين تذاكر لـ 50 ألف مشجع — وهو رقم لم يُحقّق منذ 2009. أما الإمارات، فستركز على تجنب الأخطاء الدفاعية، وستعتمد على قوة تجربتها في المباريات الحاسمة، مثل فوزها على كوريا الجنوبية في 2023.الملحمة تبدأ في نوفمبر. لا أحد يعرف من سيتأهل، لكن الجميع يعرف أن العراق لا يملك خياراً سوى الفوز. لا للإحصائيات. لا للكلام. فقط للكرة، والقلب، والبصمة.
أسئلة شائعة
كيف تؤثر هذه المباريات على الاقتصاد المحلي في العراق؟
إذا تأهل العراق، فمن المتوقع أن ترتفع عائدات التذاكر والتسويق المحلي بنسبة تصل إلى 30%، مع تدفق استثمارات من شركات الاتصالات والطاقة، مثل شركة زين وشركة نفط الجنوب. كما أن نجاح الفريق قد يُعيد تنشيط قطاع السياحة الداخلية، خاصة في البصرة، التي لم تستقبل جماهير دولية بهذا الحجم منذ 2008.
ما هي فرص العراق الحقيقية في التأهل؟
وفق تحليلات الاتحاد الآسيوي، تبلغ فرص العراق في التأهل 42%، مقابل 58% للإمارات، لكن هذه النسبة تتغير جذرياً عند لعب المواجهة الثانية في البصرة. في المباريات الحاسمة، ترتفع فرص الفرق التي تلعب في ملعبها إلى 65%، بسبب الدعم الجماهيري والضغط النفسي على الخصم.
لماذا تم اختيار البصرة كمقر للعودة وليس بغداد؟
البصرة تُعدّ أقوى مدينة عراقية من حيث الدعم الجماهيري للمنتخب، وتملك استاداً حديثاً بسعة 50 ألف متفرج، وشبكة نقل أفضل من بغداد. كما أن الاتحاد يرغب في توزيع الفوائد الاقتصادية على المحافظات الجنوبية، التي عانت من الإهمال لعقود، وتحويل المباراة إلى حدث وطني وليس فقط سياسي.
ما الذي يختلف بين أداء العراق والإمارات في التصفيات؟
العراق يعتمد على اللاعبين المحليين والخبرات القديمة، بينما الإمارات استثمرت في أكاديميات شبابية وجلبت لاعبين من أصول عربية وغربية، مثل مهاجمها ريان بنت سالم، الذي سجل 7 أهداف في التصفيات. الإمارات تلعب بأسلوب منظم ومستقر، بينما العراق تعاني من تغييرات في التشكيلة وانعدام الاستقرار في خط الوسط.
هل يمكن أن تُلعب المباريات في ملاعب محايدة؟
لا، وفق قواعد الاتحاد الآسيوي، يجب أن تُلعب المباريات في ملاعب الفريقين، ولا يمكن تغيير المكان إلا لأسباب أمنية أو طارئة. حتى في حالات مثل كورونا، تم تأجيل المباريات وليس نقلها. هذا يضمن العدالة، لكنه يزيد من الضغط على العراق، لأنه يلعب خارج ملعبه أولاً.
ما هي التداعيات إذا خسر العراق؟
إذا خسر العراق، فسيكون ذلك أسوأ فشل في تاريخ الكرة العراقية الحديثة، وسيُعيد فتح نقاشات سياسية حول إدارة الاتحاد، وقد يؤدي إلى استقالات جماعية. كما أن الجماهير قد تُطلق حملات احتجاجية، وتُوقف التبرعات للأندية، مما يهدد بانهيار اقتصادي لقطاع الكرة، الذي يُوظف أكثر من 12 ألف شخص في العراق.
Nefertiti Yusah
ما هذا الضغط؟ العراق يلعب في البصرة، والبصريين ما بيحملوا غير القلب، والله لو جابوا جماهير من الفضاء هم بيدعموا الفريق. ما يهمشوا التصنيف، ما بيحسبوا بس الأرقام، بيحسبوا الروح. نتمنى لهم التوفيق، لكن ما نصدق إن الإمارات هتنهي حلم جيل كامل.
Ali al Hamidi
العراق والإمارات... مواجهة تاريخية، لكنها ليست مجرد مباراة. الإمارات عندها تنظيم، ونحن عندها قلب. منذ 2018، والكرة العراقية تُعاني من تشتت إداري، لكن في المباريات الحاسمة، يظهر الشعب الحقيقي. البصرة ستكون محرابًا للكرامة، وليس فقط ملعبًا. لو خسرنا، فلن يُنسى هذا اليوم، لكن لو فزنا، فسنعيد كتابة التاريخ بدماء شبابنا، لا بتحليلات الاتحاد الآسيوي.