ارتفاع أسعار الوقود في السعودية يُثقل كاهل الأسر ويدفع الحكومة لإعادة تقييم الدعم
في خطوة غير متوقعة، رفعت وزارة الطاقة السعودية أسعار البنزين والديزل بنسبة 12% في 15 أبريل 2024، مما أثار موجة احتجاجات خفيفة في مدن مثل الرياض وجدة، ودفع الأسر إلى إعادة حساب ميزانياتها الشهرية. لم تكن هذه الزيادة مجرد رقم في جدول — بل كانت ضربة مباشرة لجيب المواطن العادي، الذي يُنفق الآن 23% أكثر على الوقود مقارنة بالعام الماضي، وفق بيانات هيئة الإحصاء السعودية. هنا's the thing: هذه ليست أول زيادة، لكنها الأولى التي تأتي دون إعلان مسبق، مما زاد من غضب الناس.
ما الذي تغيّر فجأة؟
خلال الأعوام الخمسة الماضية، ظلت أسعار الوقود في السعودية مدعومة بقوة من الدولة، حتى عندما ارتفع النفط عالميًا إلى 90 دولارًا للبرميل. لكن في ديسمبر 2023، كشفت وزارة المالية عن عجز في الميزانية بلغ 2.3 مليار ريال (حوالي 613 مليون دولار) بسبب دعم الوقود، وهو ما لم يُعلن عنه علنًا حتى الآن. التكلفة لم تعد مقبولة، خاصة مع تراجع الإيرادات غير النفطية بنسبة 7% في الربع الأول من 2024. هنا، يكمن التناقض: الحكومة تسعى لخفض الدعم لتعزيز الاستدامة، لكن المواطن يشعر أن الدعم هو حقٌّ مكتسب، وليس رفاهية.
كيف استجاب المواطنون؟
في الدمام، توقفت عائلة من خمسة أفراد عن شراء سيارة ثانية بعد الزيادة — وهي خطوة لم تكن ممكنة قبل عام. في الخبر، بدأ أصحاب المركبات التجارية في تقليل رحلاتهم، مما أثر على سلاسل التوريد. أحد سائقي التوصيل، أحمد ناصر (34 عامًا)، قال: "كنت أكسب 800 ريال يوميًا قبل الزيادة. الآن، بعد تعبئة الخزان، أبقى بـ 350 فقط. ما بقى من يومي، أصرفه على الديزل، وليس على طعام أطفالي." لم تكن هذه مجرد شكاوى — بل كانت حكايات يومية تُروى في مقاهي الشوارع.
ماذا تقول الحكومة؟
في مؤتمر صحفي عُقد في 18 أبريل، أكّد وكيل وزارة الطاقة للشؤون التشغيلية، عبد الله بن سليمان، أن الزيادة "ضرورية لضمان استدامة الدعم على المدى الطويل"، مضيفًا أن 70% من الدعم يذهب إلى الأسر ذات الدخل المرتفع، وليس الفقراء. لكنه لم يُجب على سؤال مباشر: لماذا لم تُعلن الزيادة قبل ثلاثة أشهر، كما كان مُخططًا؟ بعض المراقبين يرون أن القرار جاء متأخرًا، وربما لضغط من صندوق الاستثمارات العامة الذي يسعى لخفض التكاليف التشغيلية للقطاعات المدعومة.
ال ripple effect: من الوقود إلى التضخم
كل لتر بنزين يرتفع بـ 0.50 ريال، يرفع تكلفة النقل، مما يرفع تكلفة الطعام، والملابس، والخدمات. وفق تقديرات البنك المركزي السعودي، من المتوقع أن تضيف هذه الزيادة 0.8 نقطة مئوية إلى التضخم السنوي، مما قد يدفع البنك لتعديل أسعار الفائدة في يونيو. هذا يعني: تكاليف قروض السيارات، والعقارات، والقروض الاستهلاكية ستزداد. حتى الأسر التي لا تملك سيارة تتأثر — لأن كل شيء يُنقل بالشاحنات.
ما الذي سيحدث بعد؟
الحكومة تخطط لطرح برنامج دعم موجه في يوليو 2024، يُقدم مساعدات نقدية مباشرة للأسر ذات الدخل المنخفض، بدلاً من دعم الوقود للجميع. لكن التفاصيل غير واضحة. هل ستُصرف عبر البطاقات الذكية؟ هل ستُستبعد الأسر التي تملك سيارتين؟ الأسئلة لا تزال مفتوحة. في المقابل، تدرس لجنة برلمانية مقترحًا لربط أسعار الوقود بمؤشر النفط العالمي، مع سقف أقصى للزيادة الشهرية — فكرة مُستوحاة من تجربة الإمارات.
خلفية: من دعم الوقود إلى إصلاح الطاقة
منذ عام 2010، كانت السعودية تقدم أرخص أسعار الوقود في العالم — أحيانًا أقل من 0.30 ريال للتر. هذا كان جزءًا من "عقد اجتماعي" يضمن الاستقرار مقابل توزيع الثروة النفطية. لكن مع تراجع الإنتاج النفطي النسبي، وزيادة الطلب المحلي، وارتفاع تكاليف التكرير، أصبح هذا العقد غير قابل للاستمرار. في 2018، رفعت الحكومة أول زيادة طفيفة، لكنها تراجعت بعد احتجاجات. الآن، لم يعد هناك مفر.
ما الذي تعلمته السعودية من تجارب سابقة؟
في 2015، عندما رفعت أسعار الكهرباء، واجهت احتجاجات قوية، فألغت الزيادة. لكن في 2022، عندما رفعت أسعار المياه، أطلقت حملة توعية مكثفة، وقدمت تعويضات مباشرة — فنجحت. هذه المرة، تبدو الحكومة أكثر حذرًا، لكنها لا تزال تفتقر لخطة تواصل واضحة. المواطنون لا يعارضون الإصلاح — لكنهم يعارضون أن يُدفعوا ثمنه دون شفافية.
أسئلة شائعة
كيف تؤثر زيادة أسعار الوقود على الأسر ذات الدخل المنخفض؟
الأسر ذات الدخل المنخفض تُنفق ما يصل إلى 18% من دخلها الشهري على النقل، مقارنة بـ 5% فقط للأسر ذات الدخل المرتفع. الزيادة الحالية تعني أن أسرة متوسطة الدخل ستُنفق 140 ريالًا إضافيًا شهريًا على الوقود فقط. الحكومة تخطط لتعويضها عبر دعم نقدي مباشر، لكن التفاصيل لم تُنشر بعد، مما يخلق قلقًا حقيقيًا.
لماذا لم تُعلن الزيادة مسبقًا؟
السبب الرسمي هو "الاستجابة السريعة للتغيرات السوقية"، لكن مصادر داخل وزارة الطاقة تشير إلى أن القرار اتخذ في اجتماع طارئ بعد تقارير تفيد بأن التهريب إلى دول مجاورة ارتفع بنسبة 40% منذ يناير. الهدف: جعل الوقود المحلي أقل جاذبية للتهريب، لكن التأثير الأكبر كان على المواطنين العاديين.
هل هناك بدائل للوقود تُدرس حاليًا؟
نعم. تُجري شركة أرامكو تجارب على خليط وقود يحتوي على 20% من الكحول المستخلص من النفايات، وتم تجريب سيارات كهربائية في مدن مثل نيوم والقدية. لكن التحول الكامل سيستغرق 10 سنوات على الأقل، بسبب نقص البنية التحتية وتكلفة السيارات الكهربائية.
ما تأثير الزيادة على سوق السيارات؟
مبيعات السيارات ذات المحركات الكبيرة انخفضت بنسبة 22% في الربع الأول مقارنة بالعام الماضي، بينما ارتفعت مبيعات السيارات الهجينة بنسبة 37%. الشركات المحلية مثل شركة الصناعات الثقيلة بدأت تُنتج نماذج أصغر وأكثر كفاءة، لكنها لا تزال تفتقر للقدرة على المنافسة مع التصدير الصيني.
mahmoud fathalla
يا جماعة، ما نعرفش نعمل إيه! كل شهر بزود في المصاريف، ومش محتاجين زيادة في الأسعار، محتاجين شفافية! الزيادة دي مش بس رقم، دي ضربة في القلب للعائلة اللي بتدور على لقمة العيش! بس الله يعيننا، ونرجو إن الحكومة تفكر في الناس العادية، مش في الأرقام بس!
Abdeslam Aabidi
أنا فاهم إن الدولة محتاجة تصلح الميزانية، بس مش ممكن تضرب الناس اللي معاهمش فلوس وتنسى إن الدعم ده كان جزء من العقد الاجتماعي. أنا سائق توصيل، وأقولك بصراحة: بعد الزيادة، بقى عندي 350 ريال في اليوم، والباقي يروح في الخزان! ما فيش طعام، ما فيش كلام، بس خزان وطنين!
Nouria Coulibaly
يا رب، خلينا نركز على الحلول! مش كل حاجة تبقى بس على الحكومة، نقدر نغير عاداتنا! استخدموا المواصلات العامة، اشتروا سيارات هجينة، اعملوا كاربولينغ مع الجيران! التغيير بيبدأ من تحت، مش من فوق! وأنا واثقة إن السعودية قادرة تتحول لنموذج طاقة ذكي، بس لازم نكون مع بعض!
adham zayour
أه، طبعاً، الحكومة عايزة تخفض الدعم، بس مش عايزة تقول ليك: "يا جماعة، خلّونا نخليكم تدفعوا أكثر"، علشان كده بتنزل الزيادة سرّاً زي ما بتنزل السرقات في الليل! وده بس علشان تهرب من الاحتجاجات؟! بس يا سيداتي وسادتي، لو الـ70% اللي بيروحوا للأغنياء، يبقى إحنا اللي بنخسر؟! يا جماعة، كفاية كلام، خلينا نشوف البرنامج النقدي، مش كلام مزيف!
Majd kabha
الزيادة مش المشكلة. المشكلة إننا مازلنا نفكر بعقلية النفط، مش بعقلية المستقبل.