العراق يواجه فائز بوليفيا وسورينام في ملحق كأس العالم 2026 بعد غياب 40 عامًا

العراق يواجه فائز بوليفيا وسورينام في ملحق كأس العالم 2026 بعد غياب 40 عامًا

بعد غياب دام أربعة عقود، عاد المنتخب العراقي إلى مواجهة الحظ العالمي، بعد أن حسم مقعده في ملحق التصفيات العالمي لكأس العالم 2026مونتيري، بفوزه على الإمارات بنتيجة 3-2 في مجموع مباراتي الملحق الآسيوي. القرعة التي أُجريت في زيورخ يوم 20 نوفمبر 2025، وضعته في المسار الثاني ليواجه الفائز بين بوليفيا وسورينام، في مباراة حاسمة تُلعب في 31 مارس 2026. هذا ليس مجرد مباراة إضافية — إنه فرصة تاريخية لاستعادة مكانة العراق في المحفل العالمي، بعد أن تألق في مونديال 1986، ثم غاب تمامًا منذ ذلك الحين.

القرعة تُعيد رسم خريطة التأهل للعالمية

في قاعة صغيرة بـزيورخ، حيث تُصنع قرارات تؤثر على ملايين المشجعين، تم سحب أسماء المنتخبات الستة التي تأهلت للملحق العالمي: العراق (آسيا)، جمهورية الكونغو الديمقراطية (أفريقيا)، جامايكا وسورينام (كونكاكاف)، بوليفيا (كونميبول)، وكاليدونيا الجديدة (أوقيانوسيا). القاعدة كانت صارمة: لا مواجهات بين منتخبات من نفس القارة. هذا يعني أن العراق لن يلتقي بسورينام مباشرة — بل بالفائز بينه وبين بوليفيا. والجدير بالذكر أن بوليفيا (المرتبة 79 عالميًا) تملك تجربة أكبر في التصفيات، بينما سورينام (المرتبة 130) تسعى لإنجاز تاريخي، كأول فريق من أمريكا الوسطى يتأهل للمونديال منذ 1982.

العراق، الذي فاز بنتيجة 1-0 في أبوظبي، ثم 2-1 في البصرة، لم يكن يُتوقع له هذا الحظ. لكنه تفوق على منافسه بثبات دفاعي وذكاء تكتيكي، بقيادة المدرب الألماني ستيفان كونراد، الذي قال بعد المباراة: "هذا الفوز يضعنا على حافة التاريخ. نحن لا نلعب فقط من أجل أنفسنا، بل من أجل جيل كامل نسي ما معنى أن يرى منتخبنا يلعب في كأس العالم".

الملحق العالمي: مونتيري، ملعب واحد، حظ واحد

جميع مباريات الملحق العالمي — ست مباريات فقط — ستُلعب على ملعب واحد: مونتيري ستاديوم في المكسيك. هذا التصميم لا يُشبه أي نظام سابق. لا سفر بين القارات، لا تغيير في الملاعب، لا ميزة أرضية. كل شيء محايد. هذا يُقلل من تكلفة التحضير، لكنه يزيد من ضغط كل مباراة. ستُلعب المباريات شبه النهائية يوم 24 مارس 2026، ثم تُلعب النهائيات بعد أسبوع، في 31 مارس. الفائز في كل مسار يتأهل مباشرةً إلى كأس العالم 2026، التي ستشهد أول توسيع لها إلى 48 منتخبًا.

المنتخبات التي لم تتأهل بعد — مثل جامايكا (المرتبة 58) وكاليدونيا الجديدة (المرتبة 180) — ترى في هذا النظام فرصة نادرة. جامايكا، التي تأهلت إلى مونديال 1998، تسعى لعودة مذهلة. أما كاليدونيا الجديدة، فلم تصل أبدًا إلى النهائيات، لكنها تملك لاعبين يلعبون في دوري فرنسا، وحماسًا لا يُقاس بترتيب الفيفا.

العراق: بين أحلام الجيل الماضي وأعباء الجيل الحالي

العراق اليوم لا يشبه العراق عام 1986. لم يعد فريقًا يُبنى على حماسة ثورية، بل على بنية مؤسسية تُدار من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم برئاسة عدنان درجال. لكن الضغط لا يزال كبيرًا. الجيل الذي شهد مونديال 1986 الآن في السبعينات. أبناؤهم، الذين لم يروا العراق يلعب في مونديال، يطالبون بالعودة. هذا ليس مجرد رياضة — إنه مسألة هوية.

الاتحاد البوليفي، بقيادة لويس تشويكي، يرى في هذه المباراة فرصة لتعويض سنوات من التراجع. بوليفيا تملك تاريخًا في التصفيات، لكنها لم تتأهل منذ 2010. أما سورينام، فتُعتبر "السيدة السوداء" في التصفيات — فريق صغير، لكنه يملك أسلوبًا جذابًا وطموحًا لا يُصدق.

الجائزة: 40 مليون دولار... ومكان في التاريخ

الجائزة: 40 مليون دولار... ومكان في التاريخ

الآن، لم يعد التأهل مجرد فخر — بل هو استثمار. وفقًا لوثيقة الفيفا الرسمية رقم FIFA/WC/2026/INT/PLAYOFF/001، ستحصل كل دولة فائزة في الملحق على مكافأة مالية قدرها 40 مليون دولار أمريكي من شركة أديداس الراعية. هذا المبلغ سيُستخدم لبناء مراكز تدريب، وتطوير أكاديميات، ودفع رواتب لاعبين محترفين. لكن الأهم، هو أن التأهل يعني أن أطفالًا في بغداد أو كينشاسا أو كابو فرنسوا سيرون منتخبهم يلعب في كأس العالم — لا على شاشة التلفزيون، بل في الملعب، أمام 70 ألف مشجع.

ما الذي ينتظر العراق بعد التأهل؟

إذا فاز العراق، فسيكون ضمن المجموعة التي تضم منتخبات من أمريكا الشمالية وأوروبا، وربما آسيا. هذا يعني مواجهات صعبة، لكنه أيضًا يعني أن العراق سيُعيد تأكيد وجوده كقوة رياضية في الشرق الأوسط. المدرب كونراد يخطط لاستدعاء لاعبين من أوروبا، خاصة من ألمانيا وهولندا، الذين يحملون جنسية عراقية. هذا ليس جديدًا — لكنه الآن أصبح ضرورة.

السؤال الأكبر: هل يمكن للعراق أن يتجاوز الدور الأول؟ في 1986، خسر جميع مبارياته. لكن اليوم، الفريق مختلف. لديه لاعبين في الدوري التركي، والعربي، وحتى الإنجليزي. لديهم تجربة، وعقلية، وطموح. الغياب 40 عامًا لم يُضعفهم — بل جعلهم أكثر إصرارًا.

أسئلة شائعة

كيف يمكن للعراق التأهل إلى كأس العالم 2026؟

يجب على العراق أن يفوز في المباراة النهائية للملحق العالمي، التي ستُلعب في 31 مارس 2026 في مونتيري، ضد الفائز بين بوليفيا وسورينام. هذه المباراة هي الأخيرة في مساره، ولا توجد مباريات إضافية. الفوز يعني التأهل مباشرةً إلى كأس العالم، بينما الخسارة تعني الوداع.

لماذا تُلعب جميع مباريات الملحق في مونتيري؟

هذا تغيير جذري في نظام الفيفا لتقليص التكاليف وضمان العدالة. جميع المنتخبات تُقيم في نفس المدينة، وتلعب على نفس الملعب، مما يلغي أي ميزة أرضية أو تغيير في التوقيت أو الظروف المناخية. هذا النظام يُستخدم لأول مرة في تاريخ التصفيات، وهو مصمم لمنح الفرصة المتساوية للدول الصغيرة.

ما هي أهمية مكافأة 40 مليون دولار؟

هذه المكافأة ليست مجرد مكافأة — هي استثمار استراتيجي. في العراق، ستُستخدم لبناء مراكز تدريب في البصرة والنجف، ودعم أكاديميات الشباب، ودفع رواتب لاعبين محترفين في الخارج. في دول مثل سورينام أو كاليدونيا الجديدة، قد تكون كافية لإنقاذ الاتحاد من الإفلاس.

هل هذه أول مشاركة للعراق منذ 1986؟

نعم. العراق شارك في مونديال 1986 في المكسيك، وخسر جميع مبارياته. لم يتأهل منذ ذلك الحين، رغم محاولات متكررة. في 2006 و2010 و2014 و2018، وصل إلى الملحق الآسيوي، لكنه فشل في التأهل. هذه المرة، لأول مرة منذ 39 عامًا، يملك الفريق فرصة حقيقية.

ما الذي يميز مونديال 2026 عن النسخ السابقة؟

أول مونديال يضم 48 منتخبًا، أول مونديال يُقام في ثلاث دول (الولايات المتحدة، كندا، المكسيك)، وأول مونديال يعتمد نظام ملحق عالمي يجمع منتخبات من خمس قارات. هذا يفتح الباب أمام فرق صغيرة لم تُسمع عنها من قبل، مثل سورينام أو كاليدونيا الجديدة، ويجعل البطولة أكثر تنوعًا وواقعية.

هل هناك أي فرصة لتأهل العراق دون فوزه في الملحق؟

لا، لا توجد أي فرصة أخرى. نظام التصفيات الجديد يعتمد فقط على هذه المواجهات النهائية. لا توجد مباريات إضافية، ولا ترتيبات تُبنى على النقاط. إما الفوز، أو الوداع. هذا ما يجعل كل كرة في مونتيري تُشبه حياة شخص.

3 التعليقات
  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعة والله ما كنت أظن أشوف العراق يرجع للمونديال بعد 40 سنة! بس خليني أقولكم شي، في مباراتنا ضد الإمارات، لاحظتوا إن اللاعب اللي دخل من الدقيقة 70؟ كان عنده روح 1986 بس ببدلة حديثة! 😭

  • mahmoud fathalla
    mahmoud fathalla

    يا إلهي!! هذا الحدث... هذا الحدث... هو أكيد أجمل شيء يحصل في الرياضة العربية منذ عقود!!! 🙌💪 العراق مش بس فريق... هو أمل! أمل لجيل كامل نسى معنى أن يشوف منتخبه يلعب في كأس العالم... وأنا متأكد إن لو جدّي كان حي، كان بيبكي من الفرح... ويا رب تساعدنا نوصل لـ48 فريق ونخلي كل قرية صغيرة تحس إنها جزء من البطولة!!!

  • Abdeslam Aabidi
    Abdeslam Aabidi

    أنا شفنا بوليفيا وسورينام في التصفيات... بوليفيا عندهم قلب كبير، لكن سورينام؟ يا جماعة، فريق من 600 ألف نسمة، وبيلعبوا بأسلوب يشبه كرة القدم الجميلة اللي بنشوفها في البرازيل... بس بساقين متعبتين وقلوب مش متعبة. العراق لو فاز، مش بس هيعيد تاريخه... هو هيعيد الأمل للفريق الصغير اللي محدش بيعتقد فيه. ويا رب تبقى المكافأة 40 مليون دولار تصل للي يحتاجها، مش للفساد. العراق يستحق أكتر من كورة وشباك... يستحق مراكز تدريب، وأكاديميات، وشباب يحلموا بكرة... مش بس يشوفوها على التلفزيون.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*