العراق يواجه الإمارات في مواجهة حاسمة لتأهيل كأس العالم 2026 في البصرة
في لحظة تاريخية تنتظرها الجماهير العربية بترقب، يلتقي عادل عبد المهدي مدرب العراق مع رودولفو أروابارينا مدرب الإمارات على أرض استاد البصرة الدولي يوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025، في مباراة تُحسم فيها واحدة من أصعب بوابات التأهل إلى كأس العالم 2026 . التعادل 1-1 في مباراة الذهاب بأبوظبي لم يحلّ شيئًا، بل زاد التوتر. هنا، في جنوب العراق، لا يكفي سوى القلب الكبير والروح الوطنية. لأن الفوز أو حتى التعادل السلبي يعني العودة إلى المونديال بعد غياب 38 عامًا. أما الخسارة؟ فستُغلق الباب أمام أحلام جيل كامل.
لماذا هذه المباراة تختلف عن كل المباريات السابقة؟
لأنها ليست مجرد مباراة تصفيات. هذه مباراة تُعيد كتابة تاريخ. العراق لم يلعب في كأس العالم منذ 1986، حين كانت بغداد تُصغي إلى أصوات المعلقين من خلف الجدران، وترسم أطفالها أعلامًا على جدران غرفهم. الإمارات لم تصل إلى المونديال منذ 1990، حين كان فريقها يُدعى "الصقور" لكنه لم يُسمع له صوت منذ ذلك الحين. كلا الفريقين يحملان ثقلًا تاريخيًا، لكن واحدًا فقط سيُفتح له باب الأمل. وفقًا لبيانات الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تأهلت قطر والسعودية مباشرة، بينما يتنافس العراق والإمارات على المركز التاسع في التصفيات — آخر فرصة آسيوية للذهاب إلى الملحق العالمي.
ما الذي يحتاجه كل فريق؟
العراق لا يحتاج لشيء أكثر من الصمت. التعادل السلبي 0-0 يكفيه. حتى التعادل 1-1 يُبقيه في المربع، لكنه يُدخل المباراة في الوقت الإضافي — وهو ما قد يكون كارثة نفسية للفريق الذي يلعب أمام جمهوره. أما الإمارات، فعليها أن تفوز أو تتعادل 2-2 أو بأي نتيجة أفضل. يعني هذا: لا يمكنهم أن يلعبوا دفاعًا. عليهم أن يهاجموا. وهم يعلمون أن جمهور البصرة لن يسمح لهم بالتنفس. استاد البصرة، الذي يتسع لـ65,000 متفرج، سيتحول إلى موجة صوتية لا تُقاوم. وزارة الداخلية العراقية أعلنت عن إجراءات أمنية مشددة، لكنها لم تُعلن عن عدد الحاضرين — فقط قالت إنها "الأكبر منذ عقود".
ماذا قال المدربان؟
في مؤتمر صحفي في بغداد، قال عادل عبد المهدي: "الفريق العراقي جاهز لتقديم أداء استثنائي أمام جماهيره في البصرة، وتحقيق حلم العودة إلى كأس العالم بعد غياب دام 38 عامًا". لم يقل شيئًا عن التكتيك. فقط عن الحلم. أما رودولفو أروابارينا، ففي أبوظبي قال: "لقد درسنا فريق العراق جيدًا، وسنقدم كل ما لدينا لضمان التأهل إلى الملحق العالمي". لم يُخفِ خوفه. بل أظهره. وهذا أقوى من أي خطاب.
من سينتقل إلى الملحق العالمي؟
الفائز في البصرة سيذهب إلى الملحق العالمي في مارس 2026، حيث ستتنافس ستة منتخبات من خمس قارات على بطاقتين فقط. هذا ليس مجرد تأهل. هذا هو آخر جسر قبل المونديال. من بين هذه الستة، قد يكون هناك منتخب أفريقي، أو أمريكي، أو حتى أوقيانوسي. لكنه لن يكون سهلًا. حتى الفائز هنا سيواجه معركة أصعب. لكن أولًا، يجب أن يفوزوا في البصرة.
أين يمكن مشاهدة المباراة؟
ستُبث المباراة حصريًا على قنوات بي إن سبورتس 2، ودبي سبورتس 1، وأبوظبي الرياضية 1، والعراقية الرياضية. لا توجد ترخيصات مجانية. لا بث مباشر على المنصات العامة. المشجعون سيضطرون للاشتراك أو الذهاب إلى المقاهي. في بغداد، تُعدّ المقاهي مراكز احتفال. في دبي، ستُفتح صالات خاصة. وفي البصرة؟ ستُغلق الشوارع، وتُشعل الألعاب النارية، وستُرفع الأعلام من كل نافذة. لا أحد سيترك المباراة.
ما الذي يغير هذه المباراة؟
العدد. 48 منتخباً في كأس العالم 2026، مقابل 32 في كل نسخة سابقة. هذا التوسع لم يكن فقط تقنيًا. كان سياسيًا. واجتماعيًا. أتاح فرصة للدول الصغيرة، وللبلدان التي عانت من الحروب أو العزلة. العراق، الذي عاش 30 عامًا من العقوبات والحروب، يرى في هذه المباراة فرصة لإعادة الاتصال بالعالم. الإمارات، التي استثمرت في الرياضة كجزء من رؤيتها المستقبلية، ترى فيها فرصة لإثبات أنها ليست مجرد دولة نفطية. كلا الفريقين يلعبان لأكثر من كرة قدم. يلعبان لكرامة.
أسئلة شائعة
ما هي النتيجة التي تؤهل العراق للانتقال إلى الملحق العالمي؟
يكفي لمنتخب العراق تحقيق أي فوز، أو حتى التعادل السلبي 0-0. حتى التعادل 1-1 يُبقيه في المباريات الإضافية، لكنه لا يُؤهله تلقائيًا — لأنه في هذه الحالة، تُعاد النتيجة من مباراة الذهاب، ويُحتسب التعادل الإجمالي 2-2، مما يُجبر الفريقين على اللعب في الوقت الإضافي. الفوز بأي نتيجة يضمن التأهل دون أي شروط إضافية.
لماذا لا يكفي تعادل 1-1 لتأهل الإمارات؟
لأن نتيجة الذهاب كانت 1-1، فإذا تكرر نفس النتيجة في البصرة، سيكون المجموع 2-2، لكن قاعدة الأهداف خارج الديار تُعطي الميزة للعراق، لأنه سجل هدفًا خارج ملعبه في أبوظبي. الإمارات يجب أن تسجل هدفين على الأقل في البصرة لتفوز بالتعادل الإيجابي 2-2، أو أكثر، لتجاوز هذه القاعدة. هذا ما يجعل المهمة صعبة جدًا.
ما هي أهمية الملحق العالمي الذي يتأهل إليه الفائز؟
الملحق العالمي يضم ستة منتخبات من خمس قارات — آسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوقيانوسيا — وتنافس على بطاقتين فقط للوصول إلى كأس العالم 2026. هذا يعني أن الفائز بين العراق والإمارات سيواجه فرقًا قوية مثل بيرو أو ساحل العاج أو جزر كوك، وليس فقط منافسًا آسيويًا. الفوز هنا ليس تأهيلًا، بل نجاة.
هل هناك أي تغييرات في تشكيلة المنتخبين قبل المباراة؟
وفقًا لصحيفة "كورة المغربية"، انتقلت تشكيلة العراق من أبوظبي إلى البصرة يوم 14 نوفمبر، بعد تدريبات مكثفة، بينما أجرى الإماراتيون تدريبات مغلقة في معسكرهم المحلي. المدرب أروابارينا لم يُعلن عن تغييرات جوهرية، لكنه أشار إلى "إعادة توزيع الأدوار الهجومية". العراق، من جهته، يُتوقع أن يعود مهاجمه الرئيسي حيدر عبود بعد إصابة قصيرة، وهو ما قد يغير ديناميكية الهجوم.
ما هو تاريخ تأهل العراق والإمارات إلى كأس العالم؟
العراق تأهل لأول مرة في 1986 بالمكسيك، ووصل إلى دور المجموعات، لكنه خرج دون تحقيق أي انتصار. الإمارات تأهلت في 1990 بإيطاليا، وخسرت جميع مبارياتها. كلا الفريقين لم يعودا منذ ذلك الحين، رغم محاولات عديدة. هذه هي أول مرة منذ 35 عامًا يقترب فيها العراق من العودة، وأول مرة منذ 35 عامًا تُتاح فيها فرصة حقيقية للإمارات للعودة.
لماذا تُعتبر هذه المباراة الأكثر أهمية في تاريخ التصفيات الآسيوية؟
لأنها تجمع بين أقدم غيابين عن المونديال في آسيا، وتقع في بلد يُعرف بحبه للكرة، وتحت رعاية جمهور يُعدّ الأشد حماسة في المنطقة. لا توجد مباراة في التصفيات الآسيوية الحديثة تجمع بين هذا الكم من التاريخ، والضغط النفسي، والرمزية الوطنية. حتى فرق مثل اليابان أو كوريا الجنوبية لم تواجه هذا النوع من التحدي منذ عقود.
Majd kabha
العراق ما يطلب غير تعادل صفر-صفر. مش محتاج يخلي الكرة تدور. فقط يوقف التنفس، يسكت الاستاد، ويخلي الزمن يتوقف. لو حصل، يبقى الحلم مش حلم بس، بل واقع يُكتب بعرق جيل كامل.
Mohamed Amine Mechaal
من الناحية التكتيكية، تفوق العراق في التوازن الدفاعي-الاستراتيجي يُعزز من مبدأ التوازن الاستاتيكي للضغط النفسي الجماعي، بينما تُظهر الإمارات تباينًا في ديناميكية الهجوم الموجه نحو تحقيق التفوق الكمي في الأهداف خارج الديار، وهو ما يُشكل تحديًا جوهريًا في سياق قواعد الأهداف المتساوية. بالتالي، يُعدّ التحول نحو التكتيك الهجومي المُكثّف هو المُخرج الوحيد القابل للتطبيق في هذا السياق المُعقد.
Nefertiti Yusah
يا جماعة خليني أقول لكم شيء: لو خسر العراق، هنخلي البصرة تضوي بس بدموع، مش بألعاب نارية. كل واحد فينا عايش الحلم ده من صغر. لو فازوا، هنرفع الأعلام من فوق السطوح، وهنكتب على الجدران: "هنا ولدنا من جديد". مش مباراة. دي عودة من الموت.