بنفيكا وسبورتينغ يتعادلان 1-1 في دربي لشبونة في مواجهة مثيرة بـ Estádio da Luz
في مواجهة تجمع بين الكبرياء والصراع، انتهى دربي لشبونة بين بنفيكا وسبورتينغ لشبونة بنتيجة 1-1 يوم الجمعة 5 ديسمبر 2025، في إيستاديودا لوز، في قلب العاصمة البرتغالية. المباراة، التي جرت في الساعة 20:15 بتوقيت كوتا، لم تُحسم رغم التوتر المتزايد، وحافظ بنفيكا على سجله الخالي من الهزائم في الدوري، بينما أُنهي سلسلة الأداء المثالي لسبورتينغ خارج ملعبه. لكن المفاجأة الحقيقية لم تكن في النتيجة، بل في التفاصيل: شابٌ بعمر 19 عامًا أُرسل من الملعب بعد 11 دقيقة فقط من دخوله، ونجمٌ بعمر 38 عامًا منع فرصة حاسمة برأسيته، وحصيلة تكتيكية مثيرة للجدل من المدرب المخضرم خوسيه مورينيو.
الهدف المبكر والتعادل المفاجئ
بدأ سبورتينغ المباراة بقوة، ففي الدقيقة 12، استغل اللاعب البرتغالي بيدر غونسالفيس خطأً فادحًا من لاعب الوسط الأرجنتيني إينزو بارينيتشيا، عندما لمس الكرة بغير قصد، فاستعاد الدانماركي مورتن هولماند الكرة وسددها بسرعة إلى غونسالفيس، الذي أرسلها بقدمه اليمنى إلى الزاوية السفلية — هدفه التاسع في الدوري هذا الموسم. لكن لم يمضِ سوى 15 دقيقة حتى تغيرت المعادلة. من ركنية غير واضحة، تسلل الأوكراني جورغي سوداكوف (23 عامًا) بين مدافعي سبورتينغ، ورفع الكرة من تحت قدميه بعد تمريرة من المهاجم البوسني أمار ديدك (22 عامًا)، ليُسجِّل التعادل — وهو أول هدف له في الدوري هذا الموسم.
الصراع والانفعالات: البطاقات والطرد المثير
بعد التعادل، تحولت المباراة إلى معركة جسدية. في الدقيقة 56، حصل اللاعب البرتغالي لياندرو باريريو على بطاقة صفراء، ثم تبعه النجم الأوروغواياني Luis Suarez (38 عامًا) في الدقيقة 65، ثم المهاجم اليوناني أناستاسيوس بافيليدس في الدقيقة 67. كلها تدخلات عنيفة، لكن الأشد إثارة كان في الدقيقة 92+2، عندما دخل البديل الباراغواياني جيانلوكا بريستيانّي (19 عامًا) منذ 11 دقيقة فقط، ثم ارتكب تدخلًا عنيفًا على لاعب سبورتينغ، فلم يتردد الحكم في إظهار البطاقة الحمراء مباشرة. لم يكن الطرد مفاجئًا فقط لتوقيته، بل لكونه من لاعب شاب لم يُثبت شيئًا بعد، وربما كان ردة فعل تلقائية لضغط المباراة.
التكتيك والقرارات المثيرة للجدل
المدرب البرتغالي خوسيه مورينيو (62 عامًا)، الذي يُعرف بقراراته الجريئة، أجرى تعديلين في الدقيقة 61: أدخل جوفاني كيندا بدلًا من المهاجم الياباني هيديماسا موريتا (29 عامًا)، وجويمويس بدلًا من بوت. لكنه لم يُدخل أي مهاجم مركزي، رغم أن سبورتينغ كان يملك تهديدًا واضحًا عبر الجناح السنغالي جيني كاتامو. في المقابل، أدخل بنفيكا بريستيانّي في الدقيقة 81، وفرانجو إيفانوفيتش (26 عامًا) في الدقيقة 86 — قرارات تبدو تكتيكية، لكنها لم تُحدث فرقًا حاسمًا. وربما كان مورينيو يخشى أن يُخسر المباراة بفارق هدف، فاختار الحفاظ على التوازن، لكنه خسر فرصة تغيير ديناميكية الهجوم.
الإحصائيات والتأثير على الترتيب
رغم تفوق سبورتينغ في المراحل الأولى، تحول التوازن بعد الهدف الثاني. أظهرت بيانات Sofascore أن بنفيكا زاد من عدد تسديداته من 4 إلى 11 بعد التعادل، بينما أخفق سبورتينغ في استغلال فرصتين مرتين من كاتامو. ووصلت الدقائق الإضافية إلى 8 دقائق، وهي الأطول في الموسم حتى الآن. من الناحية الترتيبية، بقي فوكس بورتو في الصدارة بـ 34 نقطة من 12 مباراة (11 فوزًا وتعادل واحد)، بينما بقي سبورتينغ ثانيًا بـ 32 نقطة من 13 مباراة، وبنفيكا ثالثًا بـ 29 نقطة من 13 مباراة، وهو الفريق الوحيد الذي لم يخسر في الدوري هذا الموسم. لكن سبورتينغ خسر فرصة تاريخية: لو فاز، لكان تجاوز بورتو في الصدارة رغم لعبه مباراة إضافية. الآن، الفارق ثابت عند نقطتين.
التأثير على المباريات القادمة
التعادل يُعيد تشكيل المعادلة. بنفيكا، الذي يلعب في ملعبه دون خسارة، يرى في هذا التعادل انتصارًا نفسيًا — فلم يُهزم أمام منافسه الأكبر. أما سبورتينغ، فسيواجه ضغطًا متزايدًا في المباريات القادمة، خاصة مع تراجع أداءه خارج ملعبه بعد سلسلة من السبع انتصارات والتعادل الوحيد. وستكون مباراة الفريقين القادمة ضد فريقين من خارج المتصدرين، لكن كل منهما يعلم أن أي نقطة ضائعة قد تُكلّفه اللقب. كما أن تراجع أداء المهاجمين، خاصة بعد غياب تأثير لويس سواريز، يثير تساؤلات حول عمق الهجوم.
خلفية تاريخية: دربي لشبونة كمعركة ثقافية
دربي لشبونة ليس مجرد مباراة كرة قدم — إنه صراع بين هويتين. بنفيكا، الذي تأسس عام 1904، يمثل نخبة المدينة، بينما سبورتينغ، المؤسس عام 1906، يرتبط بالطبقة الوسطى والتعليمية. الملعب، إيستاديودا لوز، الذي يسع 64,642 متفرجًا، يُصبح أحيانًا ساحة معارك أكثر من ملعب رياضي. في عام 2018، انتهت مباراة مشابهة بطرد 6 لاعبين، وفي 2021، اندلعت شغب في المدرجات بعد هدف مثير للجدل. هذه المباراة، رغم أنها لم تشهد شغبًا، أعادت تذكير الجميع بأن هذا الدربي لا يُحسم فقط بالأهداف، بل بالانفعالات، والقرارات، والذاكرة الجماعية.
أسئلة شائعة
كيف أثر التعادل على فرص بنفيكا في الفوز بالدوري؟
التعادل حافظ على سجل بنفيكا الخالي من الهزائم، وهو أمر نادر في الدوري البرتغالي، لكنه أبقى الفريق على بعد 5 نقاط عن بورتو. مع 13 مباراة لعبت، يحتاج بنفيكا للفوز في 6 من أصل 11 مباراة متبقية، مع تفادي أي تعادل، ليكون قادرًا على المنافسة على اللقب. التحدي الأكبر سيكون في المباريات خارج ملعبه، حيث خسر بنفيكا مرتين هذا الموسم.
لماذا كان طرد جيانلوكا بريستيانّي مثيرًا للجدل؟
اللاعب كان في الملعب منذ 11 دقيقة فقط، وهو شاب بعمر 19 عامًا لم يُظهر أي تأثير قبل الطرد. التدخل كان عنيفًا، لكنه لم يكن مقصودًا بوضوح، وكان يهدف لقطع الكرة. كثير من المحللين اعتبروا أن الحكم كان صارمًا أكثر من اللازم، خاصة مع أن اللاعب لم يُسبب إصابة. الطرد أثار موجة من الاحتجاجات من جماهير بنفيكا، وربما يُعاقب بثلاث مباريات، وهو ما قد يُضعف الفريق في مباريات حاسمة.
هل خسر مورينيو فرصة للفوز؟
نعم. رغم أن سبورتينغ سيطر على بداية المباراة، إلا أن بنفيكا أصبحت أكثر خطورة بعد التعادل. مورينيو لم يُدخل أي مهاجم مركزي بعد الدقيقة 60، رغم أن فريقه كان بحاجة لهدف. كان يمكنه إدخال كيندا كمهاجم بدلًا من لاعب وسط، أو حتى استبدال أحد المدافعين بلاعب هجومي. قراراته تبدو متحفظة، وربما أراد تجنب الهزيمة، لكنه فاتته فرصة تغيير ديناميكية المباراة.
ما تأثير هدف لويس سواريز على مسيرته؟
رغم أنه لم يُسجل، إلا أن تدخله الرأسي في الدقيقة 88 لمنع تمريرة حاسقة من لياندرو باريريو كان أحد أهم لحظات المباراة. هذا الهدف لم يُسجل، لكنه أعاد تذكير الجميع بأن سواريز، رغم عمره 38 عامًا، لا يزال قادرًا على التأثير في المواقف الحاسمة. هو الآن ثاني أكثر لاعب مخضرم يُشارك في الدوري البرتغالي هذا الموسم، وربما يكون آخر فرصة له للفوز بلقب محلي مع فريقه.
ما الذي ينتظر الفريقين في المباريات القادمة؟
بنفيكا سيواجه فريق بورتو في الدور القادم، لكنه سيلعب خارج ملعبه، وهو ما يُشكل تحديًا. أما سبورتينغ، فسيواجه فريق ريو أفي في ملعبه، وهو فريق يُعاني من الدفاع، مما قد يمنحه فرصة لاستعادة الثقة. لكن أي هزيمة ستُضعف فرصته في اللقب، خاصة مع تأخره بفارق نقطتين عن بورتو.
هل يمكن لسبورتينغ أن يُخطف اللقب رغم تأخره؟
نعم، لكنه يحتاج للفوز في 8 من أصل 10 مباريات متبقية، مع تجنب أي خسارة أو تعادل. فارق نقطتين ليس كبيرًا، لكنه يُصبح أصعب مع تراجع الأداء خارج ملعبه. سبورتينغ خسر 3 مباريات خارجية هذا الموسم، بينما بورتو لم يخسر أي مباراة على الإطلاق. التحدي ليس فقط في الأداء، بل في الضغط النفسي.
Nefertiti Yusah
يا جماعة، شوفوا الطرد ده في الدقيقة 92+2؟! لاعب شاب ما عملش غير دخل وطلع، والحكم خلصه زي ما يخلص سيجارة! مش ممكن تخلص شاب عمره 19 سنة بعد 11 دقيقة وهو ما عرفش يمشي في الملعب بس؟! بنفيكا خسرت بس بالروح، مش بالنتيجة. ده مش كرة قدم، ده مسرحية مكتوبة من غير سيناريو.
Ali al Hamidi
هذا الدربي ليس مجرد مباراة، بل هو تجسيد لصراع هوياتي عميق بين نخبة لشبونة وطبقتها الوسطى. مورينيو لم يخسر فرصة الفوز فقط، بل فرصة تغيير رمزية المباراة. لو أدخل كيندا كمهاجم مركزي، كان قد أرسل رسالة: نحن لا نخاف من الهجوم، نحن نصنع التاريخ. سواريز، رغم عمره، كان نجمًا غير مرئي - رأسه في الدقيقة 88 كانت أقوى من أي تسديدة. هذا الرجل لا يلعب كرة قدم، بل يكتب فصولًا من الأدب الرياضي. وطرد بريستيانّي؟ ليس خطأ حكم، بل إخفاق في إدارة الضغط النفسي. في سوريا، نقول: "الغضب يُدمر أكثر مما يُنقذ" - وهذا ما حدث هنا.
إكرام جلال
يا ريت الحكم يشتغل بعقله مش بس بصره، الطرد ده كان زى ما يقال "كفاية كده" بس مش عارف ليه اتقال كده على شاب ما عرفش يلعب! سواريز 38 سنة وعمل رأسه زي الستيل، بس محدش حطه في التقرير! بنفيكا مكملين بدون خسارة، وده كفاية، بس مورينيو خايف يخسر بس مش عايز يكسب، ده مش تكتيك ده خوف!