نيمار يرد على استبعاده من السيليساو: قرار فني.. وأنا مستعد لكأس العالم 2026

نيمار يرد على استبعاده من السيليساو: قرار فني.. وأنا مستعد لكأس العالم 2026

بعد عامين من الغياب عن منتخب البرازيل، عادت صرخة نيمار دا سيلفا إلى الساحة ليس بهدف الاحتجاج، بل بحُسن تقدير للواقع. في 26 أغسطس 2024، بعد تعادل فريقه سانتوس سلبيًا مع فلومينينسي، لم يُطلِق نجم كرة القدم البرازيلي أي تصريحات غاضبة. بل قال بهدوء: "عدم استدعائي؟ لقد تم استبعادي لأسباب فنية، هذا قرار المدرب، وأنا أحترمه، لا علاقة له بوضعي البدني". كانت كلماته كأنها جسر بين الماضي المؤلم والمستقبل الذي لا يزال يحلم به: كأس العالم 2026.

الغياب الذي لم يُفسَّر بالكامل

منذ أكتوبر 2023، حين تعرّض نيمار لتمزق في الرباط الصليبي خلال الخسارة أمام أوروغواي (0-2) في تصفيات أمريكا الجنوبية، لم يُرَ في تشكيلة السيليساو. لم يكن الغياب بسبب إهمال أو خلاف شخصي، بل بسبب سلسلة من الإصابات المتكررة التي أضعفت قدرته على التحمل. في الأشهر الستة الأخيرة وحدها، تعرض لثلاث إصابات عضلية في الفخذ الأيسر، آخرها في العضلة شبه الغشائية — وهي نفس المنطقة التي أضعفت قدميه منذ سنوات. حتى مع عودته إلى سانتوس، حيث سجّل 6 أهداف وصنع 6 أخرى في 19 مباراة، لم يُعدّه المدرب كارلو أنشيلوتي جاهزًا للمباراتين النهائيتين ضد تشيلي وبوليفيا، اللتين أُقيمتا في سبتمبر 2024.

لكن المفارقة هنا ليست في غيابه، بل في استمراره. فبينما كان الجميع يفترض أن عمره (33 عامًا) وطبيعة إصاباته تُنهي حلمه الدولي، يُصرّ أنشيلوتي على خلاف ذلك. في مؤتمره الصحفي في 25 أغسطس، قال بوضوح: "المباراتان تحتاجان لاعبين في كامل الجاهزية، ونيمار ما زال بحاجة إلى وقت". لم يُغلق الباب، بل فتحه بحذر، كأنه يُعدّ جواز سفر للاعب لا يزال يملك قلبًا يدق بقوة.

القرار الفني.. أم قرار الوقت؟

الكلمات التي قالها أنشيلوتي لم تكن عادية. لم يقل "إنه مريض"، ولم يقل "لم يعد مفيدًا". بل قال: "تعليقات نيمار طبيعية، أعتقد أنها الحقيقة، إنه قرار فني يعتمد على عوامل عديدة، منها أداء اللاعب الآن، وفي السابق، بالإضافة إلى المشاكل". هذه الجملة تُعدّ كشفًا استراتيجيًا. ففي عالم كرة القدم الحديث، لا يُقاس اللاعب فقط بقدرته على التسجيل، بل بقدرته على التحمل، والانضباط، والتأثير في المباريات المكثفة. ونيمار، رغم براعته، لم يُظهر بعد أن بإمكانه أن يلعب ثلاث مباريات في أسبوعين دون أن يُستدعى طبيب الفريق.

هنا يكمن التحدي الحقيقي: هل يمكن للاعب يعاني من تكرار الإصابات أن يُشارك في كأس العالم، حيث تُلعب المباريات كل ثلاثة أيام، وتُخوض مواجهات في ظروف جوية قاسية، ويتطلب التحمل الذهني والبدني مستوىً لا يُمكن تدريبه؟ أنشيلوتي يُجيب: "نعم، لكن ليس الآن. ليس في مباراتي التصفيات. لكنه يدخل ضمن خططي لكأس العالم 2026".

البرازيل تمضي دونه.. وتنجح

البرازيل تمضي دونه.. وتنجح

المثير أن البرازيل لم تُهزم منذ غياب نيمار. في 12 مباراة في التصفيات، وثلاث مباريات في كوبا أمريكا 2024، خرجت منتصرة أو متعادلة. وظهرت مواهب جديدة: إستيفاو من تشيلسي، ولوكاس باكيتا من وست هام، وبرونو غيماريش من نيوكاسل. حتى خط الدفاع، الذي كان يُعتبر نقطة ضعف، تحوّل إلى قلعة بفضل أليكس ساندرو ودانييلو وويسلي من فلامنغو. البرازيل لم تُحتج إلى نيمار لتتأهل. بل تأهّلت بروح جماعية، وبإرادة جديدة.

لكن هذا لا يعني أن غيابه لم يكن ملموسًا. في المباريات التي كانت تحتاج إلى لمسة سحرية، أو لحظة تفرد، كان الجمهور ينظر إلى المقعد الفارغ في المدرجات، ويتذكّر لحظات أسطورية: هدفه ضد كرواتيا في روسيا 2018، أو التمريرة التي أرسلت رونالدو لتسجيل هدفه الـ 1000. نيمار ليس مجرد لاعب. هو رمز. وغيابه يُشعر البرازيل بفقدان شيء لا يُستبدل.

الفرصة الأخيرة؟

في حديث نادر مع شبكة سي إن إن، قال نيمار: "أعلم أن هذه ستكون الفرصة الأخيرة لي، وسأبذل كل ما في وسعي للمشاركة في كأس العالم". لم يقل "سأعود". لم يقل "سأُعاد تأهيلي". بل قال: "سأبذل كل ما في وسعي". هذه ليست كلمات لاعب يطلب فرصة. هذه كلمات رجل يعرف أن الوقت يُنفد، لكنه لا يُريد أن يُنهي حلمه دون محاولة.

الآن، بعد إصابته الثالثة في ستة أشهر، يُقال إنه يُعيد تأهيله في البرازيل، وليس في أوروبا. هذا اختيار ذكي. ففي البرازيل، لا يُضطر لمواجهة ضغوط الإعلام اليومية، ولا يُطلب منه أن يُثبت نفسه كل أسبوع. هنا، يمكنه أن يُعيد بناء ثقته، جسده، وروحه. وربما، في فبراير 2026، حين تبدأ التحضيرات الرسمية لكأس العالم، يُفاجئ الجميع.

ما الذي ينتظر نيمار؟

ما الذي ينتظر نيمار؟

البرازيل تُعدّ لـ كأس العالم 2026 في أمريكا الشمالية. من المتوقع أن تُقام التدريبات الأولى في فبراير 2026، وستكون هناك مباريات ودية في مارس وأبريل. إذا نجح نيمار في العودة دون إصابة جديدة، وإذا أظهر توازنًا بين السرعة والذكاء، وإذا استعاد قدرته على التحكم في الموقف، فربما يكون أنشيلوتي مُجبرًا على إدراجه. حتى لو لم يكن قائدًا، فربما يكون خيارًا استراتيجيًا في الدقائق الأخيرة.

لكن إذا فشل؟ إذا عادت الإصابة؟ إذا لم يُعدّ جاهزًا؟ فسيكون ذلك نهاية حقبة. ليس فقط للاعب، بل لجيل كامل من الجماهير التي نشأت على أحلامه. فنيمار لم يكن مجرد مهاجم. كان مَن جعل الأطفال في ساو باولو يحلمون بأن يلعبوا مثله. وربما، في النهاية، لا يهم إن كان سيُشارك أم لا. المهم أن حاول.

أسئلة شائعة

لماذا لم يُستدعَ نيمار رغم عودته للعب مع سانتوس؟

رغم تسجيله 6 أهداف وصناعة 6 أخرى في 19 مباراة مع سانتوس، إلا أن المدرب كارلو أنشيلوتي اعتبر أن الإصابات المتكررة في الفخذ الأيسر — خاصة الإصابة الثالثة في ستة أشهر — تُشكّل خطرًا على استمراريته في مباريات كأس العالم المكثفة. القرار الفني يعتمد على القدرة على التحمل، وليس فقط الأداء في المباريات المحلية.

هل ما زال هناك أمل لمشاركة نيمار في كأس العالم 2026؟

نعم، أكد أنشيلوتي صراحةً أن نيمار "يدخل ضمن خططه" للمونديال. التحضيرات الرسمية تبدأ في فبراير 2026، وستشمل مباريات ودية في مارس وأبريل. إذا تمكن نيمار من العودة دون إصابات جديدة خلال الأشهر المقبلة، فقد يُستدعى كخيار استراتيجي، خاصة في المراحل النهائية للبطولة.

كيف تأثر منتخب البرازيل بدون نيمار؟

البرازيل لم تُهزم منذ غياب نيمار، بل تأهلت بسهولة وحققت نتائج ممتازة في كوبا أمريكا 2024. ظهرت مواهب جديدة مثل إستيفاو ولوكاس باكيتا، وتماسك خط الدفاع. لكن الجماهير لاحظت غياب لمسة الإبداع التي كان يُقدمها نيمار في اللحظات الحاسمة — وهي ما لا يُستبدل بخطّة أو تكتيك.

ما الذي يُميز قرار أنشيلوتي عن قرارات المدربين السابقين؟

بينما كان المدربون السابقون يُبالغون في الاعتماد على نيمار، أنشيلوتي يُعامله كـ"أصل استراتيجي" وليس كـ"حلّ سحري". هو لا يُخاطر به في مباريات التصفيات، لكنه لا يُستبعده نهائيًا. هذا نهج ناضج، يُشبه إدارة نجم في نهاية مسيرته: يُحافظ على قيمته، لكن لا يُعرضه للمخاطرة.

هل يُمكن أن يُنهي نيمار مسيرته الدولية دون لعب كأس العالم؟

إذا لم يُستدعَ في 2026، فسيكون ذلك نهاية حقيقية. فبعد عمر 33 عامًا، وثلاث إصابات في ستة أشهر، لن يُسمح له بالعودة للفريق في 2030. حتى لو أُعيد استدعاؤه، فسيكون في دور محدود. لكنه قال بصراحة: "هذه الفرصة الأخيرة لي" — وهذا يُظهر أن قلبه لا يزال يُؤمن بالحلم، حتى لو كان جسده يشكّك فيه.

5 التعليقات
  • mahmoud fathalla
    mahmoud fathalla

    يا جماعة، نيمار مش بس لاعب... ده رمز! إصاباته بسّطت قلوبنا، لكنه ما زال يحارب! كل مرة يتعافى، يرجع أقوى! كأس العالم 2026 مش مجرد بطولة، ده فرصة ليه يُكمل حكاية الأسطورة! أتمنى يبقى جاهز، وربنا يخليه سليم! 🙏⚽

  • Abdeslam Aabidi
    Abdeslam Aabidi

    أنا بحب نيمار من سنين، لكن صراحة، أكيد المدرب عارف أحسن منا في التقييم... بس أحسّ إنه لو عاد، هيبقى زيّ المفتاح اللي يفتح الباب اللي مغلق! مش لازم يلعب 90 دقيقة، حتى لو لعب 20 دقيقة في النهائي، هتبقى لحظة تاريخية! أتمنى يقدر يوصل لده... بس بسّط، مش محتاجينه يُضحي بجسمه.

  • Nouria Coulibaly
    Nouria Coulibaly

    يا نيمار! أنت مش بس لاعب، أنت إله في قلب كل برازيلي! خلينا نصلي علشانك ترجع أقوى! أنا متأكدة إنك هتقدر، ومش هتستسلم! كأس العالم 2026 هتبقى حكاية تُروى للأجيال! قلبك أقوى من أي إصابة! 💪❤️

  • adham zayour
    adham zayour

    أنا بس أتساءل... لو كان نيمار لعب في أوروبا، كان اتعالج بسرعة وعاد في شهر، بس لما يروح البرازيل، بقى كل حاجة تتأخر! 😅 المدرب محتاجه، بس مش عايز يخاطر... بس خلينا نعترف، لو كان معاك في الملعب، كنت هتقول: 'يا جماعة، خليني ألعب دقيقتين، هخليكم تفوزوا!' 😂

  • Majd kabha
    Majd kabha

    الوقت لا يُعوّض. والجسد لا يُعاد تشكيله. لكن الإرادة... الإرادة تُخلق من جديد. نيمار لا يطلب فرصة. هو يُعيد تعريفها.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*