دار الاتحاد: رمز وحدة الإمارات العربية المتحدة

عندما نتحدث عن دار الاتحاد, المبنى الذي اُختير ليكون رمزاً رسمياً لتأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 ديسمبر 1971. وهو ليس مجرد مبنى، بل هو المكان الذي وقّع عليه المؤسسون على وثيقة توحيد سبع إمارات تحت علم واحد. هذا المكان يحمل أكثر من مجرد تاريخ، إنه ذاكرة حية لكل إماراتي، من رأس الخيمة إلى أبوظبي، ومن دبي إلى عجمان.

في كل عام، تتحول دار الاتحاد, المبنى التاريخي في أبوظبي حيث وُقّعت وثيقة الاتحاد إلى مركز للاحتفالات الوطنية، حيث يشارك ولي عهد رأس الخيمة وحكام الإمارات في مسيرات تراثية، ويعيدون تأكيد أن الوحدة ليست مجرد فكرة، بل واقع ملموس. هنا، لم تُصنع الدولة بالقوة، بل بالاتفاق، بالثقة، وبالإرادة المشتركة. وعندما أصدر حاكم رأس الخيمة إعفاءً لـ1435 مواطناً من الديون في عيد الاتحاد الـ54، لم يكن ذلك مجرد إجراء اجتماعي، بل كان استمراراً لروح دار الاتحاد: العدالة، والانتماء، والمسؤولية الجماعية.

العلاقات بين الإمارات والدول المجاورة، مثل السعودية والإمارات، لم تُبنى فقط على المصالح، بل على تراث مشترك يعود إلى ما قبل قيام الدولة. عندما دعا ولي العهد السعودي رئيس الإمارات إلى إكسبو 2030 الرياض، لم يكن ذلك مجرد دعوة دبلوماسية، بل اعتراف بأن دار الاتحاد لا تزال تُشعِر العالم بأن هذه المنطقة تُدار بروح واحدة، حتى لو اختلفت الحدود. حتى في الرياض، حيث يُحتفل بـإكسبو 2030، أو في واشنطن، حيث تُقرّر قرعة كأس العالم، فإن الهوية الإماراتية لا تُعرف فقط بعلمها أو بعملتها، بل بمكان بدأ منه كل شيء: دار الاتحاد.

في هذا المكان، لم يُكتب التاريخ فقط، بل تُكتب يومياً قصص جديدة: مسيرات القبائل في أبوظبي، والأمسيات الفنية في خورفكان، وخطابات المسؤولين الذين يذكرون أن الوحدة ليست منحة من الماضي، بل مسؤولية الحاضر. ما تراه في المقالات التالية ليس مجرد أخبار، بل شهادات حية على كيف أن دار الاتحاد لا تزال تُشكّل قلب الإمارات، ليس كمبنى حجري، بل كفكرة لا تُمحى.