البطاقة الصفراء هي أداة يُستخدمها الحكم لإنذار لاعب ارتكب مخالفة تُعدّ خطيرة أو غير رياضية، لكنها لا تؤدي للطرد فورًا. تُعرف أيضًا باسم إنذار, عقوبة تُمنح للاعب لتنبيهه إلى تجاوزه قواعد اللعبة دون إزالته من الملعب. ما يميزها أنها تُسجل في سجل الحكم، وتُستخدم كنقطة تحول في المباراة: لاعب يحصل على بطاقة صفراء ثانية في نفس المباراة يُطرد تلقائيًا. هذه القاعدة بسيطة، لكن تأثيرها كبير — تغيّر تشكيلة الفريق، تُربك التكتيك، وتُحرج المدربين.
في الدوري الإسباني، شهدنا لاعبين مثل أنخيل كوريا يُستبدلون لكنهم ما زالوا يحتفلون بهدف، مما أثار تساؤلات حول كيف تُطبّق البطاقات في لحظات التوتر. وفي إنجلترا، لعبت البطاقات الصفراء دورًا حاسمًا في مباريات أستون فيلا ونيوكاسل وتشيلسي، حيث تغيّرت ديناميكية اللعب بعد إنذار لاعب أساسي. في بعض الأحيان، تُمنح البطاقة بسبب تدخل قوي، وفي أحيان أخرى بسبب تأخير متكرر في إعادة اللعب — حتى لو لم تكن المخالفة عنيفة. الحكم لا يُعطيها بسهولة، لكنه لا يتردد إذا رأى أن اللاعب يُهدد سلامة الخصم أو يُعطل تدفق المباراة.
البطاقة الصفراء ليست مجرد عقوبة، بل هي أداة تحكم. تُستخدم لضبط سلوك اللاعبين، خاصة في المباريات الحاسمة. عندما يُنذَر لاعب في مباراة دوري الأبطال، يصبح مهددًا بالغياب في المباراة القادمة، وهذا يُغيّر تفكير المدرب. في بطولة الناشئين تحت 17 عامًا، تُستخدم البطاقة الصفراء لتعليم اللاعبين الانضباط، وليس فقط معاقبتهم. حتى في المباريات التي لا تُنقل على التلفزيون، مثل مباريات ليفانتي وفالنسيا، تُسجل البطاقات الصفراء بدقة لأنها تُؤثر على الترتيب النهائي في الجدول.
ما لا يعرفه كثير من المشجعين أن البطاقة الصفراء تُحسب على مستوى البطولة، وليس فقط المباراة. لاعب يحصل على خمس بطاقات صفراء في الدوري الإسباني يُعرض للإيقاف تلقائيًا. هذا ما جعل بعض المدربين يُدرّبون لاعبيهم على تجنب المخالفة حتى لو كانوا مُستفزّين. في مباريات مثل برشلونة ضد أتلتيك بلباو، حيث التوتر مرتفع، تصبح البطاقة الصفراء أكثر من مجرد قاعدة — إنها وسيلة لمنع التصعيد.
إذا شاهدت مباراة ورأيت الحكم يُخرج بطاقة صفراء، فاعلم أنك تشاهد لحظة تغيير. ربما لاعب فقد تركيزه، أو فريق يحاول كبح هجوم، أو مخالفة تُحسم مصير تكتيك. في المقالات التالية، ستجد أمثلة حقيقية من مباريات الدوري الإنجليزي والإسباني، حيث تحوّلت البطاقة الصفراء من مجرد إنذار إلى نقطة تحوّل في النتيجة، أو حتى في الموسم كله.
حصل كيليان مبابي على بطاقة صفراء بعد نهاية مباراة ريال مدريد وإلتشي بسبب احتجاجه على إنهاء المباراة قبل هجمة أخيرة، لتكون بطاقته الثالثة في الدوري هذا الموسم، بينما أظهر أداءً استثنائيًا بتصنيف 8.3 من 10.