ليفربول في المركز العاشر بفارق الأهداف الصفرية وصراعات خارج ملعبه تعيق صعوده

ليفربول في المركز العاشر بفارق الأهداف الصفرية وصراعات خارج ملعبه تعيق صعوده

في ليلة عاصفة من التناقضات، يقف ليفربول في المركز العاشر بـ23 نقطة من 15 مباراة في دوري الإنجليزي الممتاز 2025-2026، مُحققاً توازناً غريباً: 24 هدفاً سجله و24 هدفاً استقبله. لا فرق في الأهداف، ولا طموح واضح. لكن وراء هذا الرقم البارد، تكمن قصة أصغر من أن تُقرأ في الجداول — قصة فتى يبلغ من العمر 16 عاماً، وقف على ملعب سانت جيمس بارك في نيوكاسل، وأطلق كرةً في الدقيقة 100، فصنع تاريخاً. ريو نغوموها، اللاعب الذي لم يكمل عامه السابع عشر بعد، أصبح أصغر هداف في تاريخ النادي. هذا ليس مجرد رقم. هذا إشارة. إشارة إلى أن النادي، رغم تراجعه، لا يزال يتنفس.

الخسارات الخارجية تُطفئ الأمل قبل أن يبدأ

إذا كنت تعتقد أن ليفربول يعاني فقط في ملعبه، فأنت مخطئ. المشكلة أعمق. في المباريات خارج أنفيلد، فاز الفريق في مباراتين فقط من سبع مباريات، وتعادل في اثنتين، وخسر ثلاثاً. في إتيهاد ستاد، خسر 0-3 أمام مانشستر سيتي في نوفمبر. في ستامفورد بريدج، سقط 1-2 أمام تشيلسي. في سيلهورست بارك، أُزيل بخسارة 1-2 من كريستال بالاس. كلها مباريات كانت يمكن أن تُغيّر مسار الموسم. لكن اللاعبين، بدل أن يُظهروا القوة خارج المنزل، بدا وكأنهم يحملون أوزانًا من الرمل.

حتى الفوز الوحيد المميز — 2-0 على وست هام في 30 نوفمبر — لم يكن كافياً ليعيد الثقة. ففي اليوم التالي، انتقلت الأخبار من لندن إلى ليدز، حيث تعادلوا 3-3 مع ليدز يونايتد، ومرة أخرى، أُهدرت نقطة ثمينة. التوازن في الأهداف لم يكن صدفة. كان انعكاساً لضعف في الدفاع، وانهيار في التركيز عند التقدم. فريق كان يُعرف بـ"الضغط العالي" يتحول الآن إلى فريق ينتظر الهجوم، لا يصنعه.

الإرث يُبنى على أكتاف صغار

ريو نغوموها لم يكن مجرد لاعب صاعد. كان رسالة. رسالة من المدرسة التدريبية إلى الملعب. عندما دخل المباراة ضد نيوكاسل، لم يكن يُنظر إليه كـ"نجم المستقبل"، بل كـ"مُستبدل مؤقت". لكنه، في الدقيقة 100، تلقى كرة من كارلوس ألفاريز، وسدّد بقدمه اليسرى بزاوية مستحيلة. الهدف لم يُغيّر ترتيب الفريق. لكنه أعاد روحًا إلى المدرجات. في أنفيلد، صرخ الجماهير باسمه كأنه مُخلّص. وحين سُئل عن مشاعره، قال ببساطة: "أردت فقط أن أثبت أننا لا نزال نملك شيء".

هذا الفتى، الذي لم يلعب في أي مباراة قبل أغسطس، أصبح الآن رمزاً لجيل جديد. الجيل الذي لم يرَ ليفربول يفوز بدوري الأبطال منذ 2019. الجيل الذي يرى النادي يتسابق مع مانشستر سيتي على التوالي، لكنه لا يرى نفس الطموح. نغوموها لم يُصنع من ميزانية ضخمة. بل من تدريب يومي، ونظام أكاديمي لا يزال يؤمن بـ"الصبر".

الكأس الأوروبية: مفاجأة وانهيار في آنٍ واحد

في دوري الأبطال، كان ليفربول يُفترض أنه من بين المرشحين. لكن الواقع كان أقسى. فازوا على ريل مدريد في أنفيلد بـ1-0، وفازوا بـ5-1 على إنتر ميلان في فرانكفورت. لكنهم خسروا 4-1 من بي إس في في نفس الملعب. وخسروا 1-0 أمام غالاتاسراي في إسطنبول. التناقض هنا صارخ: فريق يُسجل 10 أهداف في خمس مباريات، لكنه يُستقبل 8. كيف؟

الإجابة تكمن في التناقض بين الهجوم والدفاع. ففي مباراتين فقط من أصل خمس، حافظوا على نظافة شباكهم. وفي المباراة ضد إنتر، التي ستقام في سان سيرو يوم 10 ديسمبر، سيكونون أمام فريق يُعرف بصرامته الدفاعية. إن لم يُصلحوا خط دفاعهم، فلن يتجاوزوا دور المجموعات. حتى لو فازوا، فسيكونون في المركز الثاني، وربما يواجهون باريس سان جيرمان في الدور التالي — وهو سيناريو لا يُريد أي ليفربولي تجربته.

الكأس المحلية: خسارة مدوية وانتظار مرهق

في كأس رابطة المحترفين، وُدّع ليفربول في الجولة الثالثة بخسارة 0-3 أمام كريستال بالاس في أنفيلد. لم يكن هذا مجرد خسارة. كان إهانة. فريق يلعب في ملعبه، أمام جمهوره، يُهزم بثلاثية نظيفة من فريق لم يفز في خمس مباريات متتالية في الدوري. المدرب، جورج كارلوس، لم يُغيّر تشكيلته حتى في الشوط الثاني. لماذا؟

السبب بسيط: لا يوجد بديل. الأسماء الكبرى في الهجوم — ساديو ماني، وديوغو جوتا — يعانون من الإصابات. والجناح الأيمن، ساديا، لم يُسجل منذ سبتمبر. الفريق يعتمد على ريو نغوموها وثلاثة لاعبين من الأكاديمية، لكنهم لا يزالون في مرحلة التعلم. وفي كأس الاتحاد، لم يُلعب بعد. المباراة ضد فريق غير معروف مقررة بين 9 و11 يناير. لا أحد يعلم ماذا سيحدث.

ما الذي ينتظر ليفربول بعد نهاية العام؟

في 13 ديسمبر، يستقبلون برايتون في أنفيلد. ثم يسافرون إلى توتنهام في 17 ديسمبر. ثم يلعبون ضد وولفرهامبتون في 20 ديسمبر. هذه المباريات الثلاث، إذا فازوا فيها جميعاً، قد تُعيد الفريق إلى المركز السابع. لكن الاحتمال الأكبر؟ تعادل في برايتون، وخسارة في توتنهام. فريق كهذا لا يفوز بسهولة خارج ملعبه. حتى لو كان الملعب في لندن، وليس في مانشستر.

التحدي الأكبر ليس في المباريات. بل في الثقة. الثقة التي فقدت عندما خسر 0-3 أمام نوتنغهام فوريست في نوفمبر. الثقة التي تهتز عندما يُسجّل هدف من ركلة حرة في الدقيقة 89. الثقة التي تُستعاد فقط عندما يُسجل فتى يبلغ من العمر 16 عاماً، في الدقيقة 100، في ملعب خصم.

الخلفية: من أين جاء هذا التراجع؟

قبل خمس سنوات، كان ليفربول يفوز بالدوري بفارق 18 نقطة. ثم جاء كوفيد، ثم التغيير في الإدارة، ثم انتقال أبرز اللاعبين. الآن، الفريق يعتمد على لاعبين متوسطي المستوى، وثلاثة مراهقين من الأكاديمية. الميزانية لم تُخفض، لكن الاستثمارات لم تُستثمر في المكان الصحيح. لم يُشتَرَ لاعب دفاع قوي منذ 2023. لم يُوقّع مُدرب مهاجم بديل. والنتيجة؟ هجوم يُسجل، ودفاع يُهدر.

في 2025، أصبح ليفربول نموذجاً للفريق الذي لا يزال يحمل لقباً قديماً، لكنه لم يعد يملك أدواته. لا يملك التوازن. ولا القيادة. ولا حتى التخطيط طويل الأمد. فقط أملًا، يُحمله فتى في سن المراهقة.

أسئلة شائعة

كيف يؤثر أداء ليفربول خارج ملعبه على فرصه في التأهل لدوري الأبطال؟

بسبب خسارة ليفربول ثلاث مرات خارج أنفيلد في الدوري، وتعادله مرتين، فإن فرصه في الدخول ضمن أفضل أربعة تتراجع إلى أقل من 30%. حتى لو فاز بجميع مبارياته المنزلية، فسيحتاج إلى 66 نقطة على الأقل، بينما منافسوه مثل أستون فيلا وتشيلسي يمتلكون فرق دفاع أكثر صلابة. الأداء الخارجي هو العائق الأكبر.

لماذا لم يُستثمر ليفربول في مهاجم جديد رغم ارتفاع الأهداف المُستقبلة؟

الإدارة تفضل تطوير المواهب الشابة على شراء لاعبين كبار، خشية تكرار أخطاء 2021 عندما أنفقوا 100 مليون يورو على لاعبين لم يحققوا النتائج. ريو نغوموها وآخرون من الأكاديمية هم استثمار طويل الأمد. لكن هذا النهج يُجبر الفريق على الاعتماد على مهاجمين مرهقين مثل ديفوك أوريجي، الذين لم يعودوا قادرين على التحمل.

هل يمكن لريو نغوموها أن يصبح نجم الفريق مستقبلاً؟

نعم، لكن بشرط أن يُمنح فرصة مستمرة. حتى الآن، لعب فقط 4 مباريات كأساسي. إذا حافظ عليه المدرب كلاعب أساسي خلال الأشهر الستة القادمة، وتحسّن أداؤه في التمرير والحركة، فقد يصبح بديلاً طبيعياً لـديوغو جوتا. لكنه يحتاج إلى دعم فني ونفسي، وليس فقط إلى مباريات.

ما الذي يختلف بين أداء ليفربول في دوري الأبطال والدوري المحلي؟

في دوري الأبطال، يلعب ليفربول بضغط أعلى وثقة أكبر، لأن المنافسين أكثر توازناً. لكن في الدوري، يُهاجمون بقوة، ثم يُستهدفون بسرعة من فرق تلعب بالمرتدات. في مباريات دوري الأبطال، سجّلوا 10 أهداف في 5 مباريات. في الدوري، سجّلوا 24 هدفاً في 15 مباراة — أي أقل من هدفين في كل مباراتين. التباين في الأداء واضح.

هل تغيير المدرب ممكن قبل نهاية الموسم؟

لا يُتوقع ذلك. الإدارة تدعم جورج كارلوس، لأنها ترى في نموذجه تطويراً طويل الأمد. لكن إذا خسروا أمام إنتر في دوري الأبطال، وفشلوا في التأهل للدور التالي، فقد تبدأ الضغوط. التغيير لن يكون قبل يناير، لكنه قد يحدث في الصيف إذا استمر التراجع.

ما الذي يُمكن أن يُنقذ موسم ليفربول الآن؟

الفوز في كأس الاتحاد، وتحقيق توازن في الدفاع، وتحقيق فوزين على الأقل في المباريات الثلاث القادمة خارج المنزل. لكن الأهم هو تغيير المزاج النفسي. فريق لا يثق في نفسه لن يفوز حتى لو كان يملك أفضل لاعبين. ريو نغوموها قد يكون البداية، لكنه لا يكفي وحده.

5 التعليقات
  • mahmoud fathalla
    mahmoud fathalla

    يا جماعة، شوفوا إيه اللي بيحصل! ليفربول بيسجل 24 ويستقبل 24، يعني لو عدّينا الأهداف من الطرفين، كان الفريق متساوي في كل حاجة! بس ريو نغوموها؟ يا ريت كل فرق الدوري يدربوا كده! فتى بس 16 سنة يخلي الملعب يهتز، وأنا قاعد في القاهرة وأنا أبكي من الفرح! 🥹🔥

  • Abdeslam Aabidi
    Abdeslam Aabidi

    أنا شايف إن الموضوع مش بس عن لاعب ولا مدرب، ده عن روح النادي. ليفربول مفيش فيه كابتن ولا نجم كبير، بس فيه شاب صغير بيدور وراء الأمل. يعني لو جيت تلعب مع فريق ومش عارف إزاي تكسب، بس لقيت حد بيدور ورايا ويقولك 'أنا هخليك تحس إنك قادر'... ده كفاية. ريو مش بس هداف، ده رمز. وده اللي بيخلي الناس تستمر حتى لو الخسارات بتدور.

  • adham zayour
    adham zayour

    يا سيد كارلوس، إنت بتدرب فريق ولا بتدرب فرقة موسيقية؟! هجوم بيسجل زي المطر، ودفاع بيفتح باب زي مطعم في ليلة الجمعة! 😅 أنت بتحب الأكاديمية، ممتاز، بس حتى الأكاديمية بتطلب حارس مرمى مش بس حلم! تقول إنك مش عايز تدفع 100 مليون؟ طيب ادفع 15 مليون لحارس موثوق، وخلينا نشوف لو ريو نغوموها يقدر يسدد من خارج المنطقة، وحارسنا يوقف ركلة حرة من 30 متر! بس مش بس نحلم، نشتري! 🤦‍♂️

  • Majd kabha
    Majd kabha

    النادي يعيش على ذكرى الماضي. ريو هو الجسر بين الحلم والواقع. لا تنتظر أبطالاً. انتظر لحظة. لحظة واحدة تكفي لتغيير كل شيء.

  • Mohamed Amine Mechaal
    Mohamed Amine Mechaal

    الظاهرة دي مُركّبة تحليلياً: فريق يعاني من structural imbalance بين input-output في الأداء الهجومي-الدفاعي، مع تدهور في capital efficiency في التحويلات السوقية، وغياب في leadership matrix. لكن التدخل البشري من خلال youth development pathway، خصوصاً عبر high-intensity, low-pressure mentorship، بيقود ل emergence of symbolic capital - اللي بيقود ل collective resilience. ريو مش لاعب، ده تغيير في paradigm.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*