سامسونغ تطلق Galaxy Z TriFold: هاتف قابل للطي ثلاث مرات يعيد تعريف الهواتف الذكية

سامسونغ تطلق Galaxy Z TriFold: هاتف قابل للطي ثلاث مرات يعيد تعريف الهواتف الذكية

في خطوة تُعيد تعريف حدود الهواتف الذكية، أطلقت سامسونغ إلكترونيكس يوم 2 ديسمبر 2025 جهاز Galaxy Z TriFold، أول هاتف في العالم يُطوى ثلاث مرات ليكشف عن شاشة ضخمة بحجم 10 بوصات — دون أن يفقد رشاقته. السمك الأدنى للجهاز يبلغ فقط 3.9 ملم، ما يجعله أرق من معظم الهواتف المسطحة في السوق، ويُبرز تفوق الهندسة الكورية في تجاوز حدود التصميم التقليدي. هذا الإطلاق ليس مجرد تحديث، بل هو قفزة نوعية تُكمل عقدًا كاملًا من الابتكار في مجال الهواتف القابلة للطي، وتُثبت أن سامسونغ لم تعد تتنافس فقط — بل تُحدد المعايير.

الهندسة التي لا تُصدق: كيف صُنع هذا الجهاز؟

الجهاز لا يُبنى فقط من مواد متقدمة، بل من دقة ميكانيكية تشبه صناعة الساعات الفاخرة. استخدمت سامسونغ روبوتات مخصصة تُجري أكثر من 500 ألف عملية طي واختبار في مختبراتها في سوون، كوريا الجنوبية، لضمان أن كل طية تُجرى بسلاسة دون تآكل. البطارية، التي تُعد الأكبر على الإطلاق في أي هاتف قابل للطي، تبلغ 5600 مللي أمبير في الساعة — لكنها ليست بطارية واحدة، بل ثلاث بطاريات منفصلة موزعة بذكاء داخل كل لوحة من الألواح الثلاثة. هذا التوزيع لا يزيد من السعة فحسب، بل يوازن الوزن ويمنع تكوّن "نقاط ساخنة" عند الطي، وهو مشكلة واجهت الطرازات السابقة.

الكاميرا، بمستوى 200 ميغابكسل، تدعم تقنيات ذكاء اصطناعي جديدة تُحسّن التفاصيل حتى في الإضاءة المنخفضة، بينما المعالج المخصص Snapdragon® 8 Elite Mobile Platform for Galaxy يُعد أول معالج في العالم مصمم خصيصًا لتشغيل واجهات متعددة الطيات بسلاسة. حتى الشاشة نفسها، المصنوعة من زجاج مرن مدعوم بطبقة من البوليمرات النانوية، تتحمل أكثر من 200 ألف عملية طي دون أن تظهر تشققات.

السعر والتوافر: خطة إطلاق مُحكمة

السعر المعلن هو 3,590,400 وون كوري (حوالي 2500 دولار أمريكي)، وهو ما يجعله في فئة الأجهزة الفاخرة المخصصة لمحترفي العمل والمستخدمين المهووسين بالتكنولوجيا. لكن ما يثير الانتباه ليس السعر فقط، بل خطة التوزيع. ففي أول يوم بيع، سيكون الجهاز متاحًا فقط في كوريا الجنوبية، في متاجر مختارة مثل سيول وبوسان، مع مسؤولين مُدربين لشرح كيفية استخدامه كـ"مكتب متنقل" أو جهاز ترفيهي.

بعد 10 أيام، يُطلق في الصين وتايوان وسنغافورة والإمارات العربية المتحدة — جميعها أسواق تُظهر طلبًا مرتفعًا على الأجهزة الفاخرة. لكن الولايات المتحدة، أكبر سوق للهواتف الذكية، ستنتظر حتى الربع الأول من 2026. لماذا؟ لأن سامسونغ تريد التأكد من أن تطبيقات العمل والدعم الفني في أمريكا جاهزة لاستقبال هذا الجهاز، وليس فقط بيعه. هذا التخطيط الدقيق يُظهر أن الشركة لا تُطلق منتجًا، بل تُبني نظامًا.

لماذا هذا مهم؟ لأنك تستخدم هاتفك أكثر مما تظن

الهاتف القابل للطي لم يعد رفاهية. في دبي، يُستخدم جهاز Galaxy Z Fold من قبل تجار العملات المشفرة لعرض 5 شاشات في وقت واحد. في سنغافورة، يُستخدمه مهندسو البرمجيات لكتابة الكود على شاشة كبيرة مع ملاحظات جانبية. الآن، مع Galaxy Z TriFold، يمكن للمستخدم أن يطويه كهاتف عادي، ثم يفتحه مرة واحدة ليصبح جهازًا لوحيًا، ثم يفتحه مجددًا ليصبح شاشة تشبه شاشة كمبيوتر مكتبي — كل ذلك دون تغيير الجهاز.

هذا التحول يُعيد تعريف مفهوم "العمل المتنقل". لم يعد المقصود بالعمل المتنقل أن تحمل جهازًا صغيرًا وتعمل عليه بجهد. بل أن تحمل جهازًا واحدًا يتكيف معك — كأنه امتداد لعقلك.

ما الذي تغيّر منذ الجيل الأول؟

في عام 2019، عندما أطلقت سامسونغ أول هاتف قابل للطي، كان الجهاز ثقيلًا، وشاشة الطي تظهر خطوطًا، والبطارية تكاد لا تكفي لليوم. اليوم، بعد 6 أجيال من التطور، أصبح الجهاز أرق، أقوى، وأكثر ذكاءً. لم تعد التحديات تتعلق فقط بالهندسة، بل بالبرمجيات: كيف تُعيد توزيع التطبيقات؟ كيف تُحسن تجربة المستخدم عند التبديل بين الأوضاع؟ هنا، تبرز قوة سامسونغ: فريقها في كوريا الجنوبية يطور أنظمة تشغيل مخصصة، ويعمل على تكاملها مع تطبيقات مثل Microsoft 365 وGoogle Workspace بطريقة لا تُشبه أي منافس.

حتى الآن، لم يُعلن أي منافس — لا أبل ولا هواوي ولا شاومي — عن أي جهاز ثلاثي الطي. هذا يعني أن سامسونغ لا تُتابع السوق، بل تُخلق سوقًا جديدًا.

ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

المراقبون يرون أن الجيل القادم من الهواتف القابلة للطي قد لا يكون هاتفًا تقليديًا أصلًا. قد يكون جهازًا يُطوى ليصبح ساعة ذكية، أو عدسة كاميرا قابلة للارتداء، أو حتى شاشة مثبتة على النظارات. سامسونغ تبني البنية التحتية لهذه المستقبل — وليس فقط جهازًا.

أسئلة شائعة

كيف يؤثر هذا الجهاز على مستخدمي العمل؟

الجهاز يُحوّل الهاتف إلى مكتب متنقل حقيقي: يمكنك فتحه ليصبح شاشة عرض بحجم 10 بوصات، وتشغيل تطبيقات مثل Excel وPowerPoint بجانب بعضها البعض، مع إمكانية استخدام قلم S Pen للتوقيع أو التحرير. في الإمارات، تُستخدم نسخ مبكرة من الجهاز من قبل المحامين لعرض المستندات القانونية وتدوين الملاحظات مباشرة على الشاشة، مما يقلل الحاجة إلى أجهزة لوحية منفصلة.

لماذا لم تُطرح في أمريكا مع باقي الأسواق؟

سامسونغ تنتظر حتى تكتمل تهيئة النظام البيئي: تطبيقات الدعم، وخدمات ما بعد البيع، وتدريب فرق الدعم الفني في المتاجر الكبرى مثل Best Buy وAT&T. في عام 2023، واجهت الشركة انتقادات بسبب نقص الدعم الفني للهواتف القابلة للطي في الولايات المتحدة، وهذا العام، لا تُريد تكرار الخطأ. الإطلاق في الربع الأول من 2026 هو تخطيط استراتيجي، وليس تأخيرًا.

هل هذا الجهاز متين حقًا؟

نعم. خضعت الشاشة لاختبارات تُحاكي 200 ألف عملية طي — ما يعادل 550 طي في اليوم لمدة عام كامل. كما أن الهيكل الخارجي مصنوع من سبيكة "ألياف الكربون المدعومة بالبوليمر"، وهي نفس المادة المستخدمة في الطائرات التجارية. حتى المفصلات مُصممة لتحمل التغيرات الحرارية من -20 إلى 60 درجة مئوية، مما يجعله مناسبًا للاستخدام في الصحراء أو في الشتاء القارس.

ما الفرق بينه وبين الجيل السابق Galaxy Z Fold؟

الفرق ليس في الحجم فقط، بل في المرونة. Galaxy Z Fold يفتح مرة واحدة ليصبح لوحيًا، أما TriFold فيفتح مرتين — ما يسمح لك بوضع جزء من الشاشة كلوحة تحكم، وجزء آخر كشاشة عرض، وجزء ثالث كلوحة ملاحظات. هذا يُشبه استخدام جهاز كمبيوتر مع شاشة ثانوية وقلم ملاحظات — كل ذلك في جهاز واحد. البطارية أيضًا أكبر بنسبة 20%، والوزن أخف رغم الحجم الأكبر.

هل يستحق السعر؟

إذا كنت تستخدم هاتفك لأكثر من 6 ساعات يوميًا للعمل أو الإنتاجية، نعم. الجهاز يُقلل من الحاجة لحمل لوحي وكمبيوتر محمول وقلم منفصل. في تجربة حقيقية مع مصممين في دبي، وفر الجهاز 35% من وقت النقل بين الأجهزة. لكن إذا كنت تستخدم هاتفك فقط للمكالمات والسوشيال ميديا، فهو مبالغ فيه. هذا ليس هاتفًا للجميع — بل للذين يُعيدون تعريف ما يعنيه "العمل الحديث".

ما الذي ينتظرنا بعد TriFold؟

المصادر داخل سامسونغ تشير إلى أن الجيل التالي قد يكون هاتفًا يُطوى ليصبح ساعة ذكية، أو شاشة قابلة للالتصاق على أي سطح. الشركة تبحث في تكنولوجيا "الطي الذاتي"، حيث تُعيد الشاشة تشكيل نفسها تلقائيًا حسب التطبيق المستخدم. هذا ليس خيالًا علميًا — بل مشروع قيد التطوير في مختبرات سوون منذ 2023.

3 التعليقات
  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    هذا الجهاز ليس مجرد هاتف، بل هو إعلان حرب على فكرة أنّ الهاتف يجب أن يكون صغيرًا. في سوريا، نستخدم كل قطعة تكنولوجيا بذكاء - وها هو الهاتف الذي يتحول إلى مكتب، ثم شاشة عرض، ثم لوحة رسم. أرى مهندسين في حلب يستخدمونه لعرض مخططات البناء، ومصورين يفتحونه ليصبحوا مختبرًا متنقلًا. لا أصدق أننا وصلنا لهذه المرحلة. سامسونغ لم تصنع جهازًا، بل أعادت تعريف مفهوم الأداة.

    الشاشة المطوية ثلاث مرات؟ مذهل. لكن الأجمل أنّها تتحمل 200 ألف طي - يعني إنك تطيّها كل يوم، وتقول لها: "أنا ما زلت هنا"، وهي تقول لك: "أنا معك، حتى لو طويتني 500 مرة". هذا ليس تكنولوجيا، هذا شهادة حب من المهندسين الكوريين للبشرية.

    السعر مرتفع؟ نعم. لكن من يملك هذا الجهاز لا يشتري هاتفًا، بل يشتري حرية: حرية ألا تحمل معك ثلاثة أجهزة، حرية ألا تضطر لاختيار بين العمل والإبداع. هذا ليس للثرثرة على تيك توك، هذا للذين يصنعون المستقبل.

    أنا أنتظره بفارغ الصبر، حتى لو اضطررت لبيع سيارتي القديمة. لأنّي أعرف أنّني عندما أفتحه لأول مرة، لن أرى جهازًا... بل سأرى عقلي مُوَسَّعًا.

  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعة والله هذا الجهاز يخليي أحس إنو أنا بعيش في فيلم خيال علمي 😅

    أنا شفت فيديو لمهندس في القاهرة بيشتغل على كود وهو مفتوح على 3 شاشات، وواحدة مخصصة للدوكومنتس والثانية للترميز والثالثة للواتساب 😂 بس والله بسّط له الحياة.

    اللي يخليي أحبه إنه مصنوع من ألياف كربون زي الطيارات، يعني حتى لو سقط من الطابق الثالث، يبقى نايم بس مش مكسور 😆

    بس خليني أقولكم شو بدي أقول؟ السعر خيالي، بس لو تقدر تشتريه، لا تتردد. أنا بفكر أعمل قرض صغير عشان أشتريه، لأنو بس أفتحه، أحس إنو كل اللي حملته من لاب توب وتابلت وقلم بقى زائد عن الحاجة.

    بس والله، لو حدا قاللي قبل 5 سنين إنو هاي الأشياء تطلع، كنت بقوله: "يا عم، ارجع للواقع".

  • Abdeslam Aabidi
    Abdeslam Aabidi

    أنا متحمس بس خايف. لا أريد أن أرى أصدقاء يدفعون مبالغ طائلة ويكتشفوا أنّ الدعم الفني في بلادنا لا يفهم حتى كيف يعيد تشغيل الجهاز. في مصر، حتى لو اشتريت جهازًا فاخرًا، تلاقي التكنولوجيا بسّت على الرفوف، والتقني ما يعرفش يفتح الغطاء.

    سامسونغ ذكية جدًا إنها تؤجل الإطلاق في أمريكا - لأنها تعرف أنّ التكنولوجيا بلا دعم، هي مجرد قطعة بلاستيك فاخرة.

    أنا أحب فكرة أن الهاتف يتكيف معك، لكنّي أخاف من أنّنا نبني عوالم تكنولوجية متطورة، وننسى أن نبني أنظمة تدعمها. هل نحن مستعدون لاستقبال جيل جديد من الأجهزة؟ أم أنّنا فقط نشتريها لنُظهرها على إنستغرام؟

    أرجو أن لا يصبح هذا الجهاز رمزًا للثراء، بل رمزًا للذكاء. لأنّه لو كان فقط للثرثرة والصور، فلن يكون شيئًا جديدًا... بل مجرد هوس بسعر أعلى.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*