سامسونج تطلق أول هاتف قابل للطي بثلاث شاشات بحجم 10 بوصات
في خطوة تُعيد تعريف حدود التكنولوجيا المحمولة، أطلقت سامسونج إلكترونيكس يوم الاثنين 1 ديسمبر 2025 في سيول أول هاتف ذكي قابل للطي بثلاث شاشات في العالم: Galaxy Z TriFold. هذا الجهاز ليس مجرد تطوير صغير — إنه قفزة هائلة. ثلاث شاشات. اثنان من المفاصل. وشاشة رئيسية بحجم 10 بوصات تفتح مثل كتاب مفتوح، لكنها لا تُظهر أي تجعد مرئي تقريبًا. والمشكلة؟ لا أحد يعلم إن كان المستهلكون مستعدون لدفع 2,450 دولارًا مقابل هذا النوع من التكنولوجيا... لكن سامسونج تعتقد أنهم سيكونون.
ما الذي يجعل هذا الهاتف مختلفًا حقًا؟
الشاشة الرئيسية بحجم 10 بوصات (2,160 × 1,584 بكسل) تُقدّم سطوعًا يصل إلى 1,600 نيت، بينما الشاشة الخارجية (6.5 بوصة) تفوق أي شاشة هاتف حتى الآن بسطوع يصل إلى 2,600 نيت — أي أنها تُقرأ بسهولة تحت الشمس المباشرة. لكن الأهم هو التصميم: سامسونج استخدمت مفصلًا من التيتانيوم يُسمى Armor FlexHinge، مع هيكل مزدوج السكك يسمح للشاشة بالانثناء بسلاسة دون تلامس بين الألواح. السماكة؟ 3.9 ملم في أحد الألواح، و4.2 ملم في المنتصف، و4 ملم في الجانب. كل شاشة مدعومة بطبقة صدمات مخفية تحت غطاء مقوى، ومُحاطة بإطار ألومنيوم يمنع الاحتكاك. حتى أن الهاتف يُنذرك إذا حاولت طيه بطريقة خاطئة — مثلما يُنذرك سيارتك إذا نسيت حزام الأمان.
البطارية والمعالج: قوة لا تُضاهى
أكبر بطارية استخدمتها سامسونج على الإطلاق في هاتف: 5,600 مللي أمبير في الساعة. وليس بطارية واحدة، بل ثلاث بطاريات — واحدة خلف كل شاشة. هذا التوزيع الذكي يحافظ على التوازن حتى عند فتح الهاتف كـ"لوح تابلت". المعالج؟ Snapdragon 8 Elite for Galaxy — إصدار مخصص من كوالكوم، أسرع بـ15% من المعالج المستخدم في هاتف Galaxy S25 العادي. مع 16 جيجابايت من الذاكرة العشوائية، وخيارات تخزين 512 جيجابايت أو 1 تيرابايت، هذا الهاتف لا يُصمم فقط للترفيه، بل للعمل. دعم DeX يعني أنك تستطيع فتح أربعة تطبيقات في وقت واحد، كأنك تستخدم جهاز كمبيوتر مكتبي. وWi-Fi 7 وBluetooth 5.4؟ كلها متوفرة. حتى مقاومة الماء IP48 موجودة — ليس لغمره في الماء، لكن لحمايته من المطر أو سقوطه في حوض الاستحمام.
الكاميرات: تفوق تقني يُدهش
الكاميرا الخلفية؟ ثلاث عدسات: كاميرا رئيسية بدقة 200 ميجابكسل (مستشعر ISOCELL HP2)، وكاميرا واسعة جدًا بـ12 ميجابكسل، وكاميرا تيليفوتو بـ10 ميجابكسل مع تكبير بصري 3x. لكن الأغرب؟ كاميرات سيلفي مزدوجة: واحدة على الشاشة الخارجية، وأخرى على الشاشة الرئيسية. يعني ذلك أنك تستطيع استخدام الكاميرا الرئيسية للتصوير الذاتي — دون أن تضطر لفتح الهاتف. هذا ليس تحسينًا تقنيًا، بل تغيير في طريقة التصوير. وفقًا لـ ميخائيل، مراسل GSMArena، "هذا الهاتف هو قمة خبرة سامسونج في الأجهزة القابلة للطي، والتي تجاوزت الآن 16 جهازًا منذ عام 2019".
المنافسة: هواوي ليست نائمة
لكن هنا تأتي المفارقة: هواوي سبقت سامسونج. ففي مارس 2025، أطلقت نسخة الجيل الثاني من هاتف Mate XT Ultimate، وهو أيضًا ثلاثي الطي، لكن بتصميم مختلف تمامًا — يُطوى من الخارج، مما يُعرّض الشاشة الرئيسية للخدش. لكن سامسونج اتخذت نهجًا آمنًا: الطي الداخلي. وفقًا لتحليل قناة Techtics على يوتيوب، "هواوي سبقت في التسليم، لكن سامسونج فازت في التجربة: واجهة One UI، الاستقرار، والدعم الطويل الأمد". في آسيا، حيث يمتلك كلا الطرفين قاعدة قوية، المعركة ستكون شرسة. وفقًا لـ Arabian Business: "هذا الهاتف الجديد يتوقع أن يُواجه منافسة قوية من هواتف هواوي القابلة للطي، خاصة في آسيا. في المقابل، تواصل أبل تأجيل إطلاق هاتفها أيفون القابل للطي حتى الخريف المقبل، مما يمنح سامسونج ميزة السبق".
لماذا هذا مهم؟
لأن الهاتف القابل للطي لم يعد تجربة تجريبية. إنه أصبح سوقًا متناميًا. في 2024، بيعت 25 مليون وحدة عالميًا، ويتوقع أن ترتفع إلى 50 مليون بحلول 2027. سامسونج تسيطر على 80% من هذا السوق. لكن هواوي تُقلص الفجوة. الآن، مع Galaxy Z TriFold، لا تُقدم سامسونج منتجًا جديدًا فحسب — بل تُعيد تعريف ما يمكن أن يكون عليه الهاتف الذكي. هل هو هاتف؟ لوح؟ جهاز كمبيوتر متنقل؟ الجواب: كلها معًا.
ما الذي سيحدث بعد ذلك؟
الإطلاق الأول سيكون في كوريا الجنوبية في 12 ديسمبر 2025، ثم الصين، تايوان، سنغافورة، والإمارات العربية المتحدة. أما الولايات المتحدة، فستنتظر حتى الربع الأول من 2026. هذا التوقيت ليس عشوائيًا. سامسونج تريد أن تُهيئ السوق، وتُثبت أن الهاتف لا يُعاني من عيوب التصميم، قبل أن تواجه السوق الأكبر — أمريكا. ورغم أن السعر مرتفع، إلا أن التوقعات تشير إلى أن 70% من المشترين سيكونون من المهنيين، أو من محبي التكنولوجيا المتقدمة. والسؤال الأكبر؟ هل سيُصبح هذا الهاتف رمزًا للنخبة، أم سيصبح أداة يومية؟
خلفية: من Fold إلى TriFold
لم تبدأ سامسونج من الصفر. أول هاتف قابل للطي لها، Galaxy Fold، أُطلق في أبريل 2019 — وكان يعاني من مشاكل في الشاشة، وانهار في أول أسبوعين. لكنها لم تتوقف. أطلقت 15 جهازًا منذ ذلك الحين، كل واحد يتعلم من سابقه. في 2023، أطلقت Galaxy Z Fold4 بتصميم أخف. في 2024، Fold5 ببطارية أكبر. وفي 2025، Fold7 بمعالج أحدث. والآن، TriFold. كل خطوة كانت تُزيل خوف المستخدم من الطي. واليوم، لم يعد الطي مخيفًا. بل مُثيرًا.
أسئلة شائعة
كيف يؤثر هذا الهاتف على سوق الهواتف الذكية في الشرق الأوسط؟
الإمارات والسعودية تُعدان من أكبر أسواق الهواتف الفاخرة في المنطقة، وغالبًا ما تكون أولى الأسواق استقبالًا للتقنيات الجديدة. مع سعر 2,450 دولارًا، لن يكون الهاتف متاحًا للجميع، لكنه سيُحدث ضجة في أوساط رجال الأعمال والمستخدمين الذين يعتمدون على أجهزة متعددة المهام. التوقعات تشير إلى أن 15% من مبيعات الهواتف القابلة للطي في المنطقة خلال 2026 ستكون من Galaxy Z TriFold.
لماذا لم تُطلق سامسونج هذا الهاتف في الولايات المتحدة في ديسمبر؟
السبب استراتيجي. سامسونج تريد تقييم ردود الفعل في آسيا أولًا، خاصة بعد مخاوف سابقة من تلف الشاشات في الأسواق الغربية. كما أن شركة الاتصالات الأمريكية الكبرى، Verizon، تُفضّل تأجيل الإطلاق حتى مارس 2026 لدمجه مع حزمها الجديدة. هذا التأخير يُعطيها وقتًا لمعالجة أي مشكلات صغيرة، وتجنب أي فضيحة تُضر بسمعتها في السوق الأكبر.
هل هذا الهاتف يُعد تهديدًا حقيقيًا لهواتف هواوي؟
بالتأكيد. هواوي تتفوق في التصميم الخارجي، لكن سامسونج تتفوق في البرمجيات والدعم طويل الأمد. في الصين، تبيع هواوي أكثر، لكن في دول الخليج وجنوب شرق آسيا، سامسونج تسيطر بفضل شبكة توزيعها وخدمات ما بعد البيع. هذا الهاتف يُظهر أن سامسونج لا تُحاول فقط اللحاق، بل تُحدد المعايير.
ما الذي يمنع أبل من إطلاق هاتف قابل للطي الآن؟
أبل تُفضل الانتظار حتى تُصبح التكنولوجيا أكثر موثوقية. حتى الآن، لا توجد شاشات قابلة للطي تدوم أكثر من 200,000 طيّة دون تلف — وهو رقم تراه أبل غير كافٍ لمنتجها الفاخر. كما أن نظام iOS لا يُحسّن تجربة الشاشات المتعددة كما تفعل One UI. أبل لا تريد أن تُطلق منتجًا "متوسطًا" — بل تريد أن تُعيد تعريفه من الصفر، وهذا يتطلب وقتًا إضافيًا.
هل هذه التكنولوجيا ستُصبح رخيصة في المستقبل؟
نعم، لكن ليس قريبًا. تكلفة الشاشات القابلة للطي لا تزال 40% أعلى من الشاشات التقليدية. مع تطور الإنتاج، قد تنخفض الأسعار بنسبة 20-30% بحلول 2028، لكن حتى ذلك الحين، ستبقى الهواتف الثلاثية الطي في فئة الفاخرة. لن نرى نسخة بسعر 1,000 دولار قبل 2030.
ما الذي يميز Galaxy Z TriFold عن أجهزة التابلت التقليدية؟
الفرق في الحجم والحركة. التابلت يحتاج حقيبة. هذا الهاتف يناسب الجيب. عندما تُغلقه، يكون بحجم هاتف عادي. عندما تفتحه، يصبح لوحًا بحجم 10 بوصات. لا حاجة لحمل جهازين. كما أن الكاميرات والاتصالات والبطارية مُصممة للاستخدام المحمول — وليس فقط للجلوس على المكتب.
Nouria Coulibaly
يا جماعة، هذا الهاتف مش بس جهاز تقني... ده كأنك تحمل مكتبك في جيبك! شاشة 10 بوصات وبدون تجعد؟ يارب تخلصوا من مشكلة الطي اللي كانت بتخلي الناس خايفة من أول نسخة! أنا حاسة إن سامسونج دلوقتي مش بس بتصنع هواتف، بس بتصنع مستقبل.
Mohamed Amine Mechaal
من الناحية الهندسية، هذا التصميم الثلاثي الطي يُمثل قفزة في توزيع العزم والضغط الميكانيكي عبر Hinge Architecture، خاصة مع استخدام Armor FlexHinge من التيتانيوم المُعالج حراريًا. توزيع البطاريات الثلاث المستقلة يُقلل من تأثير التواء الشاشة على الكثافة الحرارية، ويعزز من استقرار الأداء تحت الحمل المتعدد. مع Snapdragon 8 Elite for Galaxy ودعم Wi-Fi 7، هذا الجهاز يُحقق تقاربًا بين الحوسبة المحمولة والحوسبة السطحية، وهو ما يُعيد تعريف مفهوم Mobile Workstation في سياق Ecosystem Integration. حتى IP48 ليس مجرد ميزة - بل تطوير في معيار المقاومة للبيئات غير المُسيطر عليها.
Nefertiti Yusah
بس كده؟ 2450 دولار عشان تطويه وتفرده؟ والله لو جربته وانكسر في أول أسبوع هبكي بس علشان خسارة فلوسي، مش علشان الجهاز!