البرازيل تهزم السنغال 2-0 في لندن لأول مرة في التاريخ وتبث مجاناً على أبوظبي الرياضية
في ليلة لم تُنسَ بين مشجعي كرة القدم في الشرق الأوسط، حقق المنتخب البرازيلي أول فوز تاريخي على السنغال بنتيجة 2-0 في مباراة ودية أُقيمت مساء السبت 15 نوفمبر 2025، على ملعب الإمارات في لندن، الملعب الذي يُعدّ قلعة أرسنال الإنجليزي. المفاجأة لم تكن فقط في النتيجة، بل في أن المباراة، رغم كونها ودية، حملت وزناً سياسياً واقتصادياً غير عادي — فبينما يُعدّ المنتخب البرازيلي حامل اللقب السابق ومرشحاً دائماً للقب، فإن فوزه على السنغال — التي تُعدّ من أقوى فرق إفريقيا في العقد الأخير — يُعيد رسم خريطة القوى قبل كأس العالم 2026، المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
الهدفان اللذان غيّرا التاريخ
لم تكن المباراة مثيرة من حيث الهجوم المفتوح، لكنها كانت دقة وذكاء. في الدقيقة 28، بعد تمريرة دقيقة من كاسيميرو انعكست على مدافع السنغال، وجد إستيفاو — اللاعب الشاب البالغ من العمر 21 عاماً — نفسه أمام الحارس إدوار ميندي، فاستخدم قدمه اليسرى ببراعة ليُرسل الكرة في الزاوية البعيدة. لم يكُن هذا مجرد هدف، بل كان أول هدف يُسجله البرازيل على السنغال في 11 مواجهة سابقة — حسب توثيق كورة 25. وقبل أن يُكمل المشجعون تهنئتهم، جاء الهدف الثاني في الدقيقة 35، عندما استغل كاسيميرو تأخر دفاع السنغال في ركلة حرة من رودريغو، وسدد بثقة لا تُقاوم. لم يُسجل البرازيل هدفاً من ركلة حرة منذ 18 شهراً، وهذا جعله أكثر إثارة.
البث المجاني: مفاجأة أم تناقض؟
هنا يأتي الجانب الأكثر إثارة: من سيشاهدها؟ وفقاً لـ 365سكورز، حصلت شبكة أبو ظبي الرياضية على حقوق البث الحصرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وستُبث المباراة مجاناً على قناة أبو ظبي الرياضية 2 ومنصة ستارز بلاي. التفاصيل التقنية واضحة: تردد 11411، استقطاب أفقي، معامل ترميز 30000، DVB-S2 على قمر نايل سات. لكن المفاجأة؟ موقع كورة نشر تقريراً معاكساً، مُعلناً أن "لم تُعلن أي قناة عربية عن حقوق البث"، ومشيراً إلى احتمال بث المباراة عبر موقع الاتحاد البرازيلي لكرة القدم (CBF). هذا التناقض ليس خطأ تقنياً فقط، بل يعكس صراعاً خفيّاً بين الموزعين الإقليميين، وربما محاولة لاختبار ردود فعل الجمهور قبل التوقيع النهائي على عقود بث قادمة.
كارلو أنشيلوتي: مُنقذ أم مُضِلّ؟
المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي تولى قيادة البرازيل في يوليو 2024، يُعدّ الآن في قلب العاصفة. بعد سبع مباريات فقط، حقق أربعة انتصارات — وهو أفضل أداء لمدرب برازيلي منذ 2010. لكنه لا يُواجه فقط ضغوط الفوز، بل ضغوط التغيير. أنشيلوتي، البالغ من العمر 65 عاماً، يُعيد تشكيل فريق يعتمد على النجوم الكبار، لكنه يُعطي مساحة للشباب، كما في حالة إستيفاو. المفارقة؟ هو لم يُفز قطّ مع أي فريق برازيلي في مبارياته الودية قبل كأس العالم — لكنه الآن يُحقق ذلك. هل هو مُنقذ أم مُضِلّ؟ المشجعون ينتظرون.
السنغال: هل تراجع أم تُعيد الترتيب؟
السنغال، التي كانت تُعتبر من أقوى الفرق الأفريقية في السنوات الأخيرة، وصلت إلى نهائي كأس العالم 2022، وفازت بكأس الأمم الأفريقية 2022، لكنها الآن تواجه أزمة هوية. الحارس إدوار ميندي، الذي يلعب في أرسنال، لم يُظهر أي تقصير، لكن الدفاع كان مفككاً. لم يُسجل السنغال هدفاً في آخر ثلاث مباريات ودية، وجميعها كانت ضد فرق كبيرة. هل هي مشكلة في التكتيك؟ أم في التوقيت؟ أم أن الفريق يُعيد بناء نفسه بعد رحيل ساديو ماني؟ الإجابات لا تزال غامضة.
ما الذي ينتظر الفريقين؟
بعد هذه المباراة، سيواجه البرازيل نظيره الأرجنتيني في 19 نوفمبر في باريس، بينما يواجه السنغال جنوب إفريقيا في داكار. كلا الفريقين يُعدّان من المرشحين لوصول بعيد في كأس العالم 2026، لكن البرازيل تمتلك الآن زخماً نفسياً لا يُقدّر بثمن. الفوز على السنغال — خصماً تاريخياً — يُعطي الفريق البرازيلي ثقةً جديدة، بينما يُجبر السنغال على إعادة النظر في خططها الدفاعية.
لماذا تهم هذه المباراة؟
لأنها ليست مجرد مباراة ودية. هذه المباراة تُعدّ اختباراً لقوة النقل التلفزيوني في المنطقة، وللقدرة على جذب المشاهدين دون تكلفة. عندما تُبث مباراة برازيلية ضد سنغالية مجاناً على قنوات عربية، فهذا يعني أن المحتوى الرياضي يتحول من بضاعة فاخرة إلى حق شعبي. هذا التحول قد يُغيّر نموذج التسويق الرياضي بأكمله في الشرق الأوسط. وربما يكون هذا الفوز هو البداية الحقيقية لعصر جديد: حيث لا يُحدد الفوز فقط على أرض الملعب، بل على شاشات التلفزيون.
أسئلة شائعة
لماذا يُعدّ فوز البرازيل على السنغال تاريخياً؟
لأنه أول فوز للبرازيل على السنغال في تاريخ المواجهات المباشرة، حيث جمع الفريقان 11 مرة سابقة دون فوز برازيلي — مع 5 تعادلات و6 خسائر. هذا الفوز ليس رمزياً فقط، بل يُعيد توازن القوى في المواجهات بين أمريكا الجنوبية وإفريقيا، خصوصاً بعد أن كانت السنغال تُعتبر أحد أكثر الفرق صعوبة أمام البرازيل في العقد الماضي.
هل تُبث المباراة مجاناً حقاً على قناة أبوظبي الرياضية؟
نعم، وفقاً لمصادر موثوقة من 365سكورز، فإن قناة أبو ظبي الرياضية 2 وستارز بلاي ناقلان حصريان للمباراة مجاناً في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، عبر التردد 11411 على نايل سات. لكن تضارب التقارير مع موقع كورة يُشير إلى احتمال وجود تغييرات لاحقة أو تفاهمات غير رسمية.
ما تأثير هذا الفوز على فرص البرازيل في كأس العالم 2026؟
الفوز يُعزز الثقة النفسية، لكنه لا يُغيّر التصنيف الرسمي. البرازيل تُصنّف حالياً كأقوى فريق في أمريكا الجنوبية، لكنها تواجه منافسة شديدة من الأرجنتين وأوروغواي. الأهم أن أنشيلوتي أثبت أنه قادر على دمج النجوم مع الشباب، وهو ما يُعدّ حاسماً في مسابقة تضم 48 فريقاً. إذا استمرت هذه الديناميكية، فالبرازيل مرشحة بقوة للقب.
لماذا يُثير بث المباراة مجاناً اهتمام الاقتصاد الرياضي؟
لأنه يُعدّ انقلاباً على النموذج التقليدي الذي يعتمد على اشتراكات باهظة. عندما تُقدم قناة عربية محتوى رياضي عالمي مجاناً، فهذا يُعيد تعريف القيمة السوقية للبث الرياضي. قد يدفع هذا الشركات الأخرى إلى خفض الأسعار، أو حتى تبني نماذج إعلانية بديلة — وهو ما قد يُغيّر مصادر الدخل للاتحادات والأندية على المدى الطويل.
هل هناك أي تأثيرات سياسية لهذا اللقاء؟
نعم. تُعدّ البرازيل والسنغال من أقوى دولتين في قارتيهما، ومواجهتهما في لندن — مدينة عالمية — تُظهر كيف تتحول الرياضة إلى منصة دبلوماسية. توترات سابقة بين البرازيل والدول الأفريقية حول قضايا الاستعمار والهجرة، تُخفف الآن عبر مباريات كرة القدم. هذا اللقاء، رغم أنه ودي، يُعدّ رسالة ضمنية: الرياضة تُوحّد أكثر مما تُفرّق.
من هم اللاعبون الأكثر تأثيراً في المباراة؟
إضافة إلى هدافي المباراة، إستيفاو وكاسيميرو، كان لاعب الوسط البرازيلي رودريغو هو القلب النابض، حيث سدد 4 كرات على المرمى وصنع 3 فرص حقيقية. من ناحية السنغال، كان حارس المرمى إدوار ميندي هو الوحيد الذي أظهر تماسكاً، لكنه وحيداً لم يستطع صدّ الضغط المستمر. تغييرات المدرب السنغالي في الشوط الثاني لم تُحدث فرقاً، ما يُشير إلى مشكلة عميقة في التخطيط.