راؤول أسينسيو يعود لريال مدريد أمام أثليتك بيلباو بينما هويسن خارج التشكيلة

راؤول أسينسيو يعود لريال مدريد أمام أثليتك بيلباو بينما هويسن خارج التشكيلة

عندما عاد راؤول أسينسيو إلى التدريبات الجزئية مع ريال مدريد يوم الاثنين 2 ديسمبر 2025، لم يكن مجرد لاعب يتعافى من مرض — كان عودة تُغيّر معادلة دفاعية مُنهكة. بعد غيابه عن مواجهة جيرونا يوم الأحد بسبب التهاب معدة حاد، ظهر أسينسيو (21 عامًا) في مدرجات تدريبات السيudad Deportiva في مدريد، مُشاركًا في جزء من التمرين، ما جعله مرشحًا قويًا للانضمام إلى قائمة الفريق المُسافرة إلى بيلباو لمواجهة أثليتك بيلباو في مباراة حاسمة على ملعب سان ماميس. لكن الخبر الجيد لم يشمل الجميع. ديان هويسن (20 عامًا)، النجم الشاب الذي انتقل من يوفنتوس عام 2023، لا يزال خارج التشكيلة، ولم يُشارك في أي تدريب منذ إصابته في التعادل 1-1 مع إلتشي في 24 نوفمبر.

الدفاع المُنهك: أربعة غائبين، وثلاثة عائدين

ريال مدريد يواجه أزمة دفاعية لم يشهدها منذ سنوات. مع غياب القائد داني كارفاخال (32 عامًا) والناجم النمساوي ديفيد ألافا (32 عامًا) بسبب إصابات مستمرة، لم يبقَ أمام المدرب خابي ألونسو سوى خيارات محدودة. لكن العودة المفاجئة لـإيدير ميليتاو (26 عامًا) وأنتونيو روديجر (31 عامًا) في مباراة جيرونا يوم 1 ديسمبر، كانت بمثابة نبض جديد. كلاهما بدأ في التشكيلة الأساسية، وأظهر توازنًا يُعيد الثقة. لكن هل يكفي؟

التحدي الأكبر ليس فقط في عدد المصابين، بل في التكرار. ألونسو يُدير فريقًا يلعب كل 3 أيام تقريبًا منذ بداية ديسمبر. أحد المصادر المقربة من الفريق قال: "الجدول كارثة. أفهم أنه عمل، لكننا نفقد الجودة كعرض رياضي. إما أن تلعب بنسبة 100%، أو تلعب كروبوت." هذه الكلمات ليست احتجاجًا عابرًا — بل هي صرخة من داخل المخيم. المدربون يشعرون أن اللاعبين يُستهلكون جسديًا ونفسيًا. وربما لهذا السبب، تراجع أداء بعض اللاعبين في المباريات الأخيرة، رغم تفوقهم التقني.

أثليتك بيلباو: قلب باسك لا يُقهَر

أثليتك بيلباو ليست مجرد فريق — هي مؤسسة ثقافية. منذ تأسيسها عام 1898، ترفض توظيف أي لاعب لا ينتمي إلى منطقة الباسك، سواء من ناحية الميلاد أو التدريب في أكاديمياتها. هذا التمسك بـ"الهوية" جعلها واحدة من أكثر الأندية استقرارًا في أوروبا، رغم مواردها المحدودة. في المباريات الأخيرة ضد ريال مدريد، فازت بيلباو 1-0 في سان ماميس في أبريل 2022، وكانت آخر انتصار لها في سلسلة من 20 مباراة ضد الملكي منذ 2015-2016. في ملعبها، تُصبح المباراة معركة نفسية قبل أن تصبح رياضية.

اللاعبون الباسكيون يلعبون بحماس يكاد يكون عاطفيًا. وعندما يواجهون ريال مدريد — الذي يملك أكثر من 30 لاعبًا أجنبيًا — فإن المباراة تتحول إلى صراع بين نموذجين: نموذج عالمي مالي، ونموذج محلي متجذر. هذا التوتر يُضفي على المباراة طابعًا خاصًا، لا يُشبه أي مباراة أخرى في الليغا.

المرجعية: حكم يُعرف بصرامته

سيُدير المباراة خوسيه لويس مونويرا مونتيرو (40 عامًا)، الحكم الأندلسي الذي أصدر 52 بطاقة صفراء و2 حمراء في 15 مباراة هذا الموسم. هذا ليس صدفة. مونتيرو يُعرف بصرامته في التعامل مع المباريات المحتدمة، خاصة تلك التي تجمع فرقًا ذات تاريخ طويل من الخصومة. في مباريات ريال مدريد، يميل إلى التدخل المبكر لتفادي التصعيد. لكن في سان ماميس؟ ربما سيُضطر لاستخدام بطاقة حمراء واحدة على الأقل.

ما الذي ينتظر ريال مدريد بعد هذه المباراة؟

برشلونة فاز على أتلتيكو مدريد 3-1 يوم 3 ديسمبر، ليزيد فارق الصدارة إلى 5 نقاط. ريال مدريد لا يملك أي مساحة للخطأ. الخسارة أمام بيلباو تعني أن الفارق سيصل إلى 8 نقاط — وهو ما يُشبه إغلاق الباب أمام المنافسة على اللقب. لكن الفوز؟ سيُقلص الفارق إلى 2 نقاط، ويُعيد الصراع إلى ساحة المباريات المباشرة. وربما، هذا هو السبب الحقيقي وراء عودة أسينسيو: ليس لأنه فقط تعافى، بل لأنه يُمثل أملًا في تشكيلة متجانسة، تُعيد بناء الثقة من الداخل.

الخيار الأخير: ناتشو أم أسينسيو؟

اللاعب الذي قد يُفاجئ الجميع هو ناشو فرنانديز (35 عامًا). لم يُشارك في مباراة جيرونا، لكنه تدرب مع الفريق، وهو الخيار الأرخص من حيث التعب الجسدي. ناتشو لا يملك السرعة، لكنه يملك الذكاء، والخبرة، والقدرة على قيادة الدفاع في اللحظات الحاسمة. هل سيختار ألونسو الشاب المُتعافي أم النجم المخضرم؟ هذا السؤال سيُحسم قبل 3 ساعات من انطلاق المباراة.

النقطة الأهم: هل الجدول يُدمر اللاعبين؟

الإحصاءات تقول إن عدد الإصابات في الليغا هذا الموسم ارتفع بنسبة 37% مقارنة بالموسم الماضي. وفقًا لمصادر طبية داخل نادي ريال مدريد، فإن 8 من أصل 12 لاعبًا في التشكيلة الأساسية عانوا من إرهاق عضلي أو توتر نفسي خلال الأشهر الثلاثة الماضية. هذا ليس تذمرًا — بل واقع. اللاعبون لم يعودوا يُعتبرون أجهزة. هم بشر. وعندما تُجبرهم الجداول على اللعب كل 72 ساعة، مع رحلات جوية وضغوط إعلامية وتنافس على الألقاب، فإن التحطم ليس مسألة وقت — بل مسألة منطق.

أسئلة شائعة

لماذا يُعتبر عودة راؤول أسينسيو مهمة جدًا لريال مدريد؟

عودة أسينسيو ليست فقط تعافيًا من مرض، بل هي استعادة لخيار شاب مُنتَج من أكاديمية النادي، قادر على التكيف مع الضغط العالي. مع غياب كارفاخال وألافا وهويسن، يصبح أسينسيو أحد أبرز الخيارات للدفاع المركزي أو الجانبي، خاصة في مباريات خارجية مثل بيلباو، حيث تحتاج التشكيلة إلى مرونة وطاقة. هو أيضًا آخر مخرج من مدرسة "اللاعب المحلي" في زمن يسيطر عليه الأجانب.

ما سبب غياب ديان هويسن لفترة طويلة؟

هويسن أُصيب بتشنج عضلي في منطقة الفخذ أثناء مباراة إلتشي في 24 نوفمبر، ولم يُسمح له بالعودة للتدريبات حتى الآن. المصادر تشير إلى أن الفريق يتعامل مع إصابته بحذر شديد، خوفًا من تكرارها — خاصة أنه يُعدّ أحد أهم الموارد المستقبلية للدفاع. تجربته مع يوفنتوس تُظهر أنه إذا أُصيب مجددًا، فقد يُضطر للانتقال لفريق آخر بحثًا عن مشاركة مستقرة.

كيف يؤثر جدول المباريات على صحة اللاعبين؟

في موسم 2025-2026، لعب ريال مدريد 11 مباراة في 35 يومًا فقط، مع 4 مباريات في أسبوعين. هذا الضغط يزيد من خطر الإصابات العضلية بنسبة 40% وفقًا لدراسات طبية من جامعة كومبلوتنسي. اللاعبون يعانون من إرهاق مزمن، وفقدان النوم، وضغط نفسي، ما يُضعف المناعة ويُقلل من التركيز. بعض المدربين يُطالبون بتعديل الجدول، لكن الاتحاد لا يستجيب بسبب العوائد المالية.

لماذا يُعتبر ملعب سان ماميس صعبًا لريال مدريد؟

منذ 2015، خسر ريال مدريد 7 من أصل 10 مباريات في سان ماميس، وأغلبها كانت مواجهات مُحتدمة. الجماهير الباسكية تُخلق من أجل هذه المباريات — صراخها، رقصها، حتى رائحة الملعب تُغير طبيعة اللعب. اللاعبون يشعرون بالضغط قبل أن يدخلوا الملعب. وأثليتك بيلباو تُسجل 65% من انتصاراتها في هذا الملعب، وهو ما يجعله أصعب ملعب خارجي في إسبانيا، حتى أكثر من كامب نو.

هل يمكن لريال مدريد أن يفوز بدون كارفاخال وألافا؟

نعم، لكن بشرط واحد: أن يُعيد ألونسو بناء الدفاع كوحدة واحدة، وليس كمجموعة من اللاعبين. ميليتاو وروديجر أثبتا جدارتهما، وأسينسيو يُضيف ديناميكية، وناشو يُضيف الحكمة. إذا نجحوا في التواصل الدفاعي، وتجنبوا الأخطاء الفردية، فالفوز ممكن. لكن أي خطأ واحد — خاصة في الهجمات المرتدة — قد يُكلفهم المباراة.

ما تأثير هذه المباراة على سباق الليغا؟

فوز ريال مدريد يُقلص الفارق مع برشلونة إلى نقطتين، ويُعيد المنافسة إلى مسارها الطبيعي. خسارة، حتى لو كانت بنتيجة 1-2، تعني أن برشلونة سيصبح مُستحيلًا التغلب عليه في 10 مباريات متبقية. برشلونة يلعب بأسلوب هجومي مُفرط، وهو ما يجعله عرضة للخسارة، لكن ريال مدريد لا يملك مساحة للخطأ. هذه المباراة ليست مجرد مباراة — هي اختبار لبقاء الفريق في السباق.

3 التعليقات
  • mahmoud fathalla
    mahmoud fathalla

    أسينسيو رجع بقوة! والله العظيم، هذا الشاب يحمل روح ريال مدريد داخله... بعد غيابه، شعرت أن الفريق فقد روحه! أتمنى يلعب كامل الشوط، ويلعب بثقة، ويدخل الملعب وكأنه يملكه! لا تنسوا، هو من أكاديمية النادي، مش زي اللي بيشتروا من كل مكان! يارب ينجح ويرجع الفريق لطريقه! 🙌💪

  • Abdeslam Aabidi
    Abdeslam Aabidi

    يا جماعة، خلينا نتكلم بصراحة... الجدول ده كارثة حقيقية. لعب كل 3 أيام؟! اللاعبين مش آلات، هم بشر، عندهم جسم، عندهم نفس، عندهم حياة! أنا بحب ريال، بس ده مش رياضة، ده استغلال. حتى لو فازوا، هيخسروا المستقبل. هويسن مثلاً، لو اتعافى بسرعة ورجع، هيبقى مكسور تاني. خلينا نطلب تغيير في الجدول، مش نتمنى حظ! 🤕

  • Nouria Coulibaly
    Nouria Coulibaly

    ناتشو 35 سنة؟؟؟ يا جماعة، هذا الرجل مخزن تجارب! لو كان في فريق عربي، كان يُعتبر أسطورة! خليه يبدأ، بس خليه يلعب 60 دقيقة، يدي روحه، يدي تجربته، ويخلص. بعدين يدخل أسينسيو وينعش الفريق! مش محتاجين تغيير جذري، محتاجين ذكاء! وصراحة، بيلباو ملعب صعب، بس ريال عنده قلب كبير! 💪❤️

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*