فلامنجو يفوز 3-2 على سانتوس في معركة البقاء: خطر الهبوط يزداد

فلامنجو يفوز 3-2 على سانتوس في معركة البقاء: خطر الهبوط يزداد

في ليلة حاسمة على ملعب ماراكانا، فاز فلامنجو على سانتوس بنتيجة 3-2 في الجولة 36 من الدوري البرازيلي الممتاز 2025ريو دي جانيرو، في مباراة لم تكن مجرد انتصار رياضي، بل مواجهة حياة أو موت لواحد من أعظم أندية أمريكا الجنوبية. فاز فلامنجو بتفوق ساحق في الأداء، لكن الصدمة الحقيقية كانت في تداعيات الخسارة على سانتوس، الذي يغرق في معركة البقاء بعد 113 عامًا من التألق.

الفرق الهائل بين القمة والقاع

بينما يحتل فلامنجو الصدارة بـ 75 نقطة من 36 مباراة (22 انتصارًا، 9 تعادلات، 5 خسائر)، يقف سانتوس في المركز السادس عشر بـ 41 نقطة، مبتعدًا بنقطتين فقط عن منطقة الأمان. فارق 34 نقطة بين الفريقين يشبه الفرق بين نجم ساطع وسفينة تغرق. فلامنجو سجل 75 هدفًا هذا الموسم — ما يعادل متوسط 2.08 هدف في كل مباراة — بينما استقبل 25 فقط. أما سانتوس؟ سجل 25 هدفًا فقط، ودخل شباكه 40، أي أنه يخسر بفارق هدفين تقريبًا في كل مباراة يلعبها. هذا ليس خطأ في التشكيلة، هذا انهيار منهجي.

سانتوس: عندما يصبح التاريخ عبئًا

تأسس سانتوس في 14 أبريل 1912 في مدينة سانتوس بولاية ساو باولو، وهو النادي الذي أنجب بيليه، ونيمار، وعدد لا يحصى من النجوم الذين جعلوا كرة القدم البرازيلية تُحترم في كل قارة. لكن هذا الموسم؟ لم يفز الفريق في 10 من آخر 15 مباراة. تراجعه ليس مفاجئًا فقط، بل مُخزٍ. لقد فاز بالدوري البرازيلي ست مرات في تاريخه، وفاز ببطولة أولمبياد ريو 2016، لكن الآن، يواجه خطر الهبوط لأول مرة منذ 1975. وعندما تُفقد هذه المكانة، لا يُخسر فقط المكان في الترتيب، بل تُخسر الهوية.

الخسارة المالية: أكثر من مجرد نقاط

إذا هبط سانتوس إلى الدرجة الثانية، فسيخسر أكثر من مجرد مباريات على ملعب ماراكانا. وفقًا لتقارير Goal.com، سيُحرَم النادي من 15 مليون ريال برازيلي (حوالي 2.8 مليون دولار) من إيرادات البث التلفزيوني، و8 ملايين ريال (1.5 مليون دولار) من عقود الرعاية. هذا يعني خسارة إجمالية تقارب 23 مليون ريال — ما يعادل راتب 150 لاعبًا محترفًا لعام كامل. ولا تُحسب هنا خسائر التذاكر، أو تراجع المبيعات، أو تدهور قيمة العلامة التجارية. النادي الذي كان يُعد رمزًا للبرازيل سيصبح مجرد رقم في جدول الهبوط.

التشكيلات والتفاصيل: من سجل؟ من أخطأ؟

التشكيلات والتفاصيل: من سجل؟ من أخطأ؟

في مباراة الأحد، شهد ماراكانا جمهورًا ممتلئًا — 78,838 مشجعًا — لم يُعلن عن غيابهم في أي تقرير. سجل فلامنجو أهدافه عبر مهاجمين مُنتقَين بعناية، بينما تألق لاعب الوسط توماس رينكون لسانتوس، لكنه لم يُستدعَ من قبل المدرب لاستعادة السيطرة. تشكيلة سانتوس، التي ضمت لوان بيريس وغستافو كاباليرو، كانت مُفككة، وغياب القيادة في خط الدفاع كان واضحًا. فلامنجو، من ناحيته، ظل متماسكًا حتى في اللحظات الحرجة، وكأنه يلعب مباراة أخرى في طريقه للفوز باللقب.

ما الذي ينتظر سانتوس الآن؟

المباراة القادمة، يوم السبت 29 نوفمبر 2025، ضد سبورت ريسيفي في ريسيفي، هي الأخيرة قبل نهاية الموسم. سبورت في المركز التاسع عشر بـ 17 نقطة فقط — أسوأ فريق في الدوري. لكن سانتوس لا يمكنه الاعتماد على ضعف الخصم. يحتاج إلى الفوز، وربما أكثر من فوز، ليُبقي أمله حيًا. حتى لو فاز، فسيبقى بحاجة لنتائج مواتية من فرق أخرى. فريق مثل فورتاليزا (37 نقطة) يقف على خط الأمان، وهو ما يعني أن سانتوس يحتاج لتفوق تام في الأداء، ودعم من مباريات أخرى. هذا ليس رياضة، هذا حسابات مُعقّدة في ظل ضغط لا يُطاق.

الصورة الأكبر: هل هذا نهاية عصر؟

الصورة الأكبر: هل هذا نهاية عصر؟

إذا هبط سانتوس، فلن يكون مجرد خسارة موسم. سيكون نهاية حقبة. لن يُفقد فريق فقط، بل سيُفقد جزء من ذاكرة كرة القدم البرازيلية. في المقابل، فلامنجو يبني حقبة جديدة — فريق شاب، مُموَّل، مُنظم، يُقدّم كرة قدم جذابة. لكن الأهم: هل تُركّز الأندية البرازيلية الآن على تطوير المواهب، أم على التسويق والربح؟ سانتوس، الذي كان يُدرّب صغاره منذ عقود، لم يعد يُنتج نجومًا. وبدون ذلك، لا توجد هوية. لا توجد قيمة. ولا توجد مستقبل.

أسئلة شائعة

ما الذي يجعل هبوط سانتوس كارثة اقتصادية؟

هبوط سانتوس يعني خسارة 15 مليون ريال من إيرادات البث التلفزيوني و8 ملايين ريال من عقود الرعاية، أي ما يقارب 23 مليون ريال (حوالي 4.3 مليون دولار أمريكي) سنويًا. هذا لا يشمل خسائر التذاكر أو تراجع المبيعات، وهو ما قد يُجبر النادي على بيع لاعبين كبار أو تقليص الرواتب بشكل حاد.

هل سانتوس يملك فرصة للبقاء؟

لا يزال هناك أمل، لكنه ضعيف. يحتاج سانتوس للفوز ضد سبورت ريسيفي، ويتوقع أن يخسر فريقان في منطقة الأمان (فورتاليزا أو إنترناسيونال) في جولة واحدة. حتى لو فاز، فسيحتاج لفارق أهداف ممتاز، وهو أمر غير مرجح بسبب ضعف خط دفاعه.

لماذا يُقارن أداء سانتوس بفلامنجو بهذه الطريقة؟

الفرق ليس فقط في النقاط، بل في الهيكل: فلامنجو يُدرّب شبابه، يُوظّف مدربين مُهرة، ويستثمر في التحليل الرياضي. سانتوس، من ناحية أخرى، يعاني من فوضى إدارية وغياب رؤية طويلة المدى، ما جعله يفقد تفوقه التاريخي في غضون عقد.

ما تأثير هذه النتيجة على الدوري البرازيلي ككل؟

هبوط سانتوس سيُضعف مصداقية الدوري، لأنه يُظهر أن الأندية التاريخية لم تعد قادرة على المنافسة. هذا قد يدفع الجماهير للابتعاد، ويُقلل من قيمة حقوق البث العالمية، ويُضعف المنافسة، مما يُعزز هيمنة فرق قليلة مثل فلامنجو وفلومينينسي.

من هم اللاعبون الأساسيون في تشكيلة سانتوس؟

في مباراة فلامنجو، شارك لوان بيريس (حارس)، توماس رينكون (وسط)، غستافو كاباليرو (دفاع)، وديوجينيس (دفاع). لكن الفريق يعاني من غياب قيادة، وغياب مهاجم موثوق، حيث لم يسجل أحد من المهاجمين أكثر من 4 أهداف هذا الموسم.

ما هي آخر مباريات سانتوس في الموسم؟

بعد مباراة سبورت ريسيفي في 29 نوفمبر، يواجه سانتوس فلومينينسي في 3 ديسمبر، ثم إنترناسيونال في 7 ديسمبر. كل مباراة حاسمة، لكن فلومينينسي في المركز السابع ومرشح للفوز، مما يزيد من صعوبة المهمة.

5 التعليقات
  • Mohamed Amine Mechaal
    Mohamed Amine Mechaal

    التحليل اللي قدمه الكاتب دقيق جدًا، خصوصًا في نقطة التحول الهيكلي: سانتوس ما بس خسر مباريات، خسر نموذجه التدريبي. في العقد الماضي، الأندية البرازيلية تحولت من مصانع مواهب إلى شركات تسويقية. فلامنجو استثمر في الذكاء الاصطناعي لتحليل أداء اللاعبين، بينما سانتوس لسه يعتمد على الذاكرة الجماعية والرومانسية التاريخية. هذا فرق بين التخطيط الاستراتيجي والحنين إلى الماضي. لا يمكن للنادي أن يعيش على إرث بيليه بينما يُهمل تطوير شبابه. التسويق لا يُنقذ ناديًا، التدريب الجيد هو اللي يُنقذ.

  • Nefertiti Yusah
    Nefertiti Yusah

    يا جماعة، هذا مش مجرد خسارة مباراة، ده انهيار كامل لحضارة كرة قدم. سانتوس كان بيُنتج نجوم زي بيليه ونيمار، والآن مين اللي يلعب؟ لاعبين مجهولين وحارس مرمى بيدور في الشباك زي ما هو بيحلم! وأنا شايفة إنهم لو هبطوا، هيبقوا أسطورة حزينة، زي فيلم درامي ينتهي بموت البطل. مش هتسمع حد يتكلم عنهم إلا في حلقات وثائقية عن "الأندية اللي ضاعت".

  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    في العالم العربي، نحن نعرف جيدًا ماذا يعني أن تُفقد الهوية الرياضية. مثلما خسرت الأندية العراقية والليبية مكانتها بسبب الفوضى الإدارية، سانتوس يمر بنفس المأساة. النادي الذي أنجب أسطورة كرة القدم العالمية، أصبح الآن نموذجًا للإهمال المؤسسي. لا أحد يُحاسب المديرين، ولا أحد يُعيد هيكلة الأكاديمية، ولا حتى يُحدّث البنية التحتية. هذا ليس فشلًا رياضيًا، هذا خيانة للتراث. وعندما تُفقد الأكاديميات، تُفقد الأجيال. وعندما تُفقد الأجيال، تُفقد الحضارة.

  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعه انا شايف ان سانتوس ممكن ينجو لو اخدوا مدرب جديد وخلصوا من الفوضى دي. بس مفيش حد بيدور على ايه؟ المدير الفني لسه بيدي تشكيلة بتشبه مسابقة مونديال 2002! ومش عارف ازاي لاعبين ممكن يلعبوا وهم مبسوطين بس مفيش هدف من المهاجمين! انا بقول لازم يبقو يشتغلوا على الارضية ويشتغلوا على الارواح بس مفيش حد بيفهم. بس اتمنى ينجوا، علشان ما يخسروا تاريخهم.

  • mahmoud fathalla
    mahmoud fathalla

    هذا الانتصار لفلامنجو مش مجرد نتيجة، ده رسالة: المستقبل للأندية المُنظمة، وليس للأندية التي تعيش على الذكريات. سانتوس يحتاج إلى ثورة، وليس إلى أمل. لو ما عملوش تغيير جذري، فهبوطهم مش نهاية، بل مجرد بداية لانهيار أعمق.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*