الإمارات تستبدل إنارة 500 مسجد بأنظمة موفرة للطاقة ضمن مشاريع 2025 التحويلية
في خطوة تُعيد تعريف تجربة المصلين في بيوت الله، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة في دولة الإمارات يوم الاثنين 30 يونيو 2025 عن استبدال أنظمة الإنارة في نحو 500 مسجد على مستوى الدولة، ضمن مبادرة تُسمى مشاريعها التحويلية 2025. لم تُذكر التكلفة الدقيقة، لكن المصادر تؤكد أن المشروع يُنفَّذ بسرعة، وغالبية المساجد تلقت بالفعل أنظمة إضاءة حديثة تعمل بالليد، موفرة للطاقة، ومصممة لتناسب جمالية المساجد دون المساس بروحانيتها. هذا ليس تغييرًا تقنيًا عابرًا — بل هو تحوّل جوهري في كيفية إدارة بيوت العبادة.
لماذا هذا التحول الآن؟
الإجابة بسيطة: المصلون يستحقون أفضل تجربة، والبيئة تحتاج إلى أقل استهلاك. الوزارة لم تكتفِ بقول إنها تُحسّن الإضاءة، بل أوضحت أن الهدف هو تقليل استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بالأنوار التقليدية، ورفع مستوى الإضاءة في المصلّى ومساحات التعلم، وضمان سلامة المصلين من خلال تقليل العيوب البصرية والحرارية. هنا، لا يُنظر إلى المسجد كمبنى فقط، بل كمساحة إنسانية تتطلب عناية دقيقة — مثل المستشفى أو المدرسة. تغيير المصابيح لم يعد مجرد صيانة، بل هو استثمار في تجربة العبادة.
السياق الإقليمي: مشاريع ضخمة تتجاوز الحدود
الإمارات ليست وحدها. في المغرب, كشفت وزارة الأوقاف أن تكلفة مشاريع المساجد في 2025 بلغت 390 مليون درهم مغربي، شملت ترميم 96 مسجدًا، وافتتاح 77 مسجدًا بعد تأهيلها، وبدء إعادة بناء 55 مسجدًا آخر. وفي المملكة العربية السعودية, وقّعت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد (تحت إشراف الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ) ثمانية عقود لصيانة 1,392 مسجدًا وجامعًا في الربع الثالث من 2025، فقط في منطقتين — رابغ والعويقيلة — بتكلفة تجاوزت 14.5 مليون ريال سعودي. هذه الأرقام لا تُقرأ كإحصائيات، بل كخريطة طريق لنهضة دينية متكاملة.
الاستدامة لا تُخطّط لها... بل تُبنى يوميًا
اللافت أن الوزارة الإماراتية لم تُعلن عن مشروع عابر، بل عن نظام مستدام. تتحدث المصادر عن "خطط دورية ومنهجية"، وهذا يعني أن كل مسجد سيُقيّم حسب حالته، وليس فقط حسب عمره. هناك مساجد تحتاج لإنارة، وأخرى تحتاج لتهوية، وثالثة لصيانة سقف أو أرضية. المفتاح هنا هو التقييم الذكي، وليس التبديل العشوائي. خبير صيانة مساجد من دبي أشار إلى أن "الدول التي تُجري صيانة عشوائية تُهدر المال وتُرهق العاملين، أما من يبني خطة قائمة على البيانات، فتُصبح المساجد مراكز نموذجية للتنمية المستدامة". هذا ما تفعله الإمارات الآن — تبني نظامًا لا يُصلح فقط، بل يُنبت.
ما الذي لم يُقال؟
رغم تفاصيل المشروع، لم تُكشف أي معلومات عن الموردين، أو المراحل الزمنية الدقيقة لاستكمال الـ500 مسجد، أو إذا كانت هناك مساجد تاريخية مستثناة لأسباب حافظة. بعض المصلين في أبوظبي ودبي تحدثوا لمراسلين، قائلين: "الإضاءة الجديدة أجمل، لكن هل تُحافظ على نور القمر في ليالي رمضان؟" — سؤال عميق. فالإضاءة ليست فقط عن كفاءة، بل عن روح. الوزارة لم ترد على هذا، لكنها أكّدت أن التصميمات تراعي "الإضاءة المريحة والهادئة"، وهو تلميح كافٍ لمن يعرف أن نور المساجد لا يُقاس باللومن فقط.
ما الذي ينتظرنا بعد 2025؟
إذا نجحت هذه المبادرة، فالمتوقع أن تُطبّق على أنظمة التبريد، ثم على أنظمة الصوت، ثم على التدفئة الشتوية. في المغرب، تُخطط لبناء 13 مسجدًا جديدًا بحلول نهاية 2025، وفي السعودية، تُواصل رؤية 2030 توجيه استثمارات ضخمة لبيوت الله. الإمارات، بدورها، قد تُعلن قريباً عن مشروع مشترك مع شركات تقنية محلية لربط المساجد بنظام ذكي يُراقب استهلاك الطاقة، ويُرسل تنبيهات للصيانة قبل حدوث العطل. هذا ليس مستقبلاً بعيدًا — بل هو خطوة واحدة بعد الأخرى.
الصورة الأكبر: عناية القيادة ببيوت الله
هنا، لا تُوجد مساجد "عامة" و"خاصة". كل مسجد، مهما كان صغيرًا أو بعيدًا، يُعامل كأحد مراكز الدولة الروحية. هذا ما تقوله القيادة الرشيدة في الإمارات، وما تُترجمه الوزارة بخطوات ملموسة. في الماضي، كانت الصيانة تُؤجّل حتى يُصبح المسجد مهدّدًا بالانهيار. اليوم، تُنفذ المشاريع قبل أن يُصبح هناك خطر. هذه ليست تكلفة، بل استثمار في الاستقرار الاجتماعي، والانتماء الديني، والهوية الوطنية.
أسئلة شائعة
كيف ستؤثر هذه المبادرة على فواتير الطاقة للمساجد؟
من المتوقع أن تنخفض فواتير الطاقة في المساجد بنسبة تصل إلى 60% مقارنة بأنظمة الإضاءة التقليدية، ما يعني توفيرًا سنويًا يقدر بآلاف الدراهم لكل مسجد. هذا التوفير يُعاد استثماره في صيانة أخرى، مثل تحسين التهوية أو ترميم السقوف، مما يخلق دورة مستدامة من الإنفاق الذكي.
هل هناك مساجد تاريخية مستثناة من هذا التحديث؟
لم تُذكر أسماء مساجد محددة، لكن المصادر تشير إلى أن التحديث يُنفذ بحذر شديد في المواقع ذات القيمة الأثرية، باستخدام تقنيات تتماشى مع التصميم الأصلي، دون تغيير الطابع المعماري. بعض المساجد قد تحافظ على مصابيح قديمة كجزء من التراث، لكن تُضاف إليها إضاءة مساعدة حديثة غير مرئية.
هل هذه المبادرة مرتبطة برؤية الإمارات 2030؟
نعم، فهي تتماشى مع أهداف الرؤية في الاستدامة والذكاء الحضري، لكنها تتجاوزها بمعنى أعمق: فهي تُطبّق مبادئ الاستدامة على الجانب الروحي، ليس فقط الاقتصادي. هذا يعكس رؤية فريدة تربط بين البيئة والعبادة، وهو ما لم تُطبّقه أي دولة خليجية بهذه الشمولية.
ما الفرق بين هذا المشروع ومشاريع الصيانة السابقة؟
الفرق في المنهجية: مشاريع سابقة كانت تُستجيب للعطل، بينما هذا المشروع يُنبّه قبل حدوثه. كما أن التقييم الآن يعتمد على بيانات حقيقية من أجهزة استشعار، وليس على تقييم بصري فقط. هذا يضمن أن الموارد تُوجّه إلى أين تحتاج حقًا، وليس إلى أين تُرى أكثر.
هل سيتم تعميم هذا النظام على مراكز التعلم والمعاهد الإسلامية؟
الوزارة أشارت إلى أن مشاريع 2025 تشمل جميع مبانيها الدينية، بما في ذلك المكتبات والمعاهد. ومن المرجح أن تكون أنظمة الإضاءة الذكية أول خطوة، تليها أنظمة التبريد والصوت، مما يخلق بيئة تعليمية متكاملة تُشبه المسجد في جودتها وراحتها.
ما رد فعل المصلين على هذه التغييرات؟
الردود الأولية من المصلين في دبي وأبوظبي إيجابية جدًا، خاصة في الصلاة المبكرة والمساء، حيث تحسّن الإضاءة وضوح القراءة وتقلل التعب البصري. بعض المصلين قالوا إنهم يشعرون بـ"هدوء أعمق"، وهو ما يُفسّر بأنه نتيجة توازن بين الإضاءة والظلال، وليس فقط السطوع.
adham zayour
يا جماعة، لو سويتوا نفس الحيلة في مساجد مصر، ممكن نخلص من فاتورة الكهربا اللي بتدفعها الجمعيات بدل ما تبقى معلقة على المصلين! 😅
لكن بس... هل حاسين إن الإضاءة الجديدة بتشبه مستشفى؟ لا أقول إنها سيئة، بس في لحظات الصلاة، نحتاج شوية ظل ودفء، مش نور يخليك تحس إنك في سوبر ماركت! 🤔
Abdeslam Aabidi
الله يبارك فيهم. شفنا كم مرة نصلي في مسجد ونحس إن العين تتعب من الإضاءة، أو نخشى نرفع راسي عشان ما نقع من الظلام؟
هذي خطوة بسيطة بس ملها أثر كبير. صلاة مريحة = تعب أقل = خشوع أعمق. مش محتاجين كلام كتير، كفاية إنجاز.
بس خلينا نتمنى إنهم يفكروا في التهوية بعدين، لأن بعض المساجد تبقى زقاق حار في الصيف، والصيام مش سهل.
Majd kabha
الإضاءة ليست كهرباء. هي روح.
اللي يفهم، يفهم. واللي ما يفهم، يشتكي من الظلال.
الاستدامة ليست تكنولوجيا. هي احترام.
هذي ليست مبادرة. هي عبادة.