مباراة وست هام ضد ليفربول النسائي في دوري السوبر الإنجليزي: صراع من أجل البقاء على أرض تشيجويل
في مباراة حاسمة على أرض تشيجويل كونستركشن ستاديوم في لندن، يلتقي فريقا ويست هام يونايتد النسائي وليفربول النسائي يوم الأحد 14 ديسمبر 2025، في لقاء يُعدّ مصيرياً لكليهما في سباق تفادي الهبوط من دوري السوبر النسائي الإنجليزي 2025-26لندن. المباراة، التي تنطلق عند الساعة 11:55 بالتوقيت العالمي (12:55 بتوقيت لندن)، ليست مجرد مباراة عادية — بل هي معركة للبقاء، حيث يمتلك كلا الفريقين أسوأ سجلات دفاعية في الدوري، وتفتقران لأي أمل في التأهل إلى المراكز الأوروبية. هنا، لا يُقاس النجاح بالفوز فقط، بل بالقدرة على تجنب الهبوط إلى الدرجة الثانية.
الوضع الكارثي في القاع: فرق بلا انتصارات وثقة مهتزة
إذا كنت تظن أن الترتيبات في دوري السوبر النسائي تُحدد بفارق الأهداف، فلن تصدق ما تراه. ويست هام يونايتد النسائي يحتل المركز الحادي عشر برصيد 4 نقاط فقط — من فوز واحد، وتعادل واحد، وثمانية خسائر. أما ليفربول النسائي، فليس فقط أنه في المركز الثاني عشر، بل إنه فريق لم يفز في أي مباراة منذ بداية الموسم. نقطتان فقط من تعادلين، وثمانية خسائر، وفارق أهداف سلبي بـ 13. هذا ليس فشلاً عابراً، بل انهيار منهجي. في المقابل، يتصدر مانشستر سيتي النسائي بـ 27 نقطة، بفارق 23 نقطة عن وست هام. نعم، 23 نقطة. هذا ليس فرقاً في الأداء، بل فرق في عالمين مختلفين.
اللاعبات لا يعانين من قلة التدريب، بل من قلة الدعم. سارة مارتينيز، المهاجمة البالغة من العمر 24 عاماً، هي الوحيدة التي نجحت في تسجيل أكثر من هدفين هذا الموسم — 3 أهداف في 10 مباريات. فيونا أسسيي، بجانبها، سجلت هدفاً واحداً فقط. ماريا إيندربى، التي تملك تمريرة حاسمة واحدة، تُعدّ من بين القلائل اللواتي لا يُعتبرن "مفقودات" في التشكيلة. لكن حتى هؤلاء لا يكفين. الفريقان يلعبان بضغط نفسي هائل، وكل خطأ يُترجم إلى هدف للخصم، وكل تمريرة خاطئة تُسمع كصوت صرخات الجماهير التي لا تأتي أصلاً.
البث المباشر: من يتابع؟ ومن يعلق؟
البث المباشر سيكون عبر قناة beIN SPORTS 4 HD، بتعليق صوتي من المعلق المعروف محمد المبروكي، وهو اختيار منطقي — فصوته يحمل وزناً يُعيد إحياء الأمل حتى في أسوأ المواقف. في المملكة العربية السعودية، تُنقل المباراة عند الساعة 13:55، وفي الإمارات عند 14:55. لكن لا تخلط بين البث والجمهور. ملعب تشيجويل كونستركشن ستاديوم، الواقع في منطقة لندن الشرقية، ليس مكاناً يجذب الجماهير الكبيرة. حتى في المباريات الكبيرة، لا يملأه أكثر من 2000 مشجع. هذا ليس بسبب عدم الاهتمام، بل بسبب غياب الاستثمار في البنية التحتية للرياضة النسائية في هذه الأندية.
البث عبر منصة beIN Connect يتطلب اشتراكاً مخصصاً بباقة دوري السوبر النسائي، وهو ما يعني أن المشاهدين في الوطن العربي سيضطرون لدفع مبلغ إضافي لمتابعة مباراة تُعتبر مصيرية للفريقين، لكنها لا تُعتبر "مهمة" في سوق البث العربي. هنا، لا يُقاس النجاح بالمشاهدة، بل بالقدرة على البقاء في الدوري.
السجل التاريخي: ليفربول يهيمن... لكن هل هذا كافٍ؟
في الموسم الماضي، فاز ليفربول على وست هام مرتين: 1-0 في دوري السوبر النسائي، و5-0 في كأس الاتحاد الإنجليزي النسائي. هذا ليس تفوقاً رياضياً فقط، بل تفوق نفسي. وست هام لم تُسجل هدفاً في أي من المواجهتين. لكن هذا الموسم مختلف. الفريقان يعانيان من نفس الأزمة: خط دفاع مفكك، وغياب المهاجمات المُحَوِّلات، وضغط إداري يُشعر اللاعبات بأنهن "غير مهمات". ليفربول لم يفز هذا الموسم، لكنه لم يخسر بفارق كبير. وست هام خسرت 8 مباريات، لكنها خسرت بفارق هدفين فقط في أربع منها. هذا يعني أن الفريقين يمتلكان إمكانية تغيير مسار الموسم — فقط إذا تغيّرت طريقة لعبهما.
الطقس والتحكيم: عوامل غير متوقعة
المصدر الفرنسي matchendirect.fr يُفيد أن الطقس سيكون مثالياً: سماء صافية، ودرجة حرارة معتدلة. لا مطر، لا رياح، لا عذر للإخفاق. الحكم الميداني هو A. Byrne، وهو حكم معروف بصرامته في المباريات النسائية، وغالباً ما يُعطي ضربات جزاء في اللحظات الحاسمة. هذا قد يكون مفتاح المباراة. في المباريات السابقة، كان خطأ حكم واحد كفيلاً بقلب النتيجة. هنا، قد يكون هو الفارق بين الهبوط والبقاء.
ماذا يعني هذا للرياضة النسائية في إنجلترا؟
الواقع المرير: إن لم تتغير سياسات الدعم المالي للأندية في القاع، فلن تُبنى أية مدارس كرة قدم نسائية في لندن الشرقية. لا أحد يُرسل أطفاله لممارسة كرة القدم إذا لم يكن هناك مستقبل. وست هام وليفربول ليسا فقط فريقين يعانيان — هما نموذجان لفشل نظام يُعلن دعمه للرياضة النسائية، لكنه لا يُوزع الموارد على من يحتاجها حقاً. حتى مانشستر سيتي، المتصدر، لا يُنفق على فريقه النسائي بقدر ما يُنفق على فريقه الرجال. هذا ليس تفرقة، بل تجاهل منهجي.
ما الذي ينتظرنا بعد هذه المباراة؟
إذا فاز وست هام، فسيكون ذلك مفاجأة كبيرة، لكنه لن يُنقذ الفريق — فسيبقى بفارق 9 نقاط عن الإفلات من الهبوط. إذا فاز ليفربول، فسيكون أول فوز له هذا الموسم، لكنه لن يُغيّر مساره. المهم هنا هو ما يحدث بعد المباراة: هل سيُعلن النادي عن تغيير في الإدارة؟ هل سيُخصص ميزانية لشراء لاعبات؟ هل سيُفتح مقر تدريب خاص للنساء؟ أم أن كل شيء سيظل كما هو، وستُلعب المباراة التالية في صمت؟
أسئلة شائعة
لماذا لا تُنقل هذه المباراة على قنوات عربية مجانية؟
رغم شعبية كرة القدم النسائية في العالم العربي، إلا أن حقوق البث لدوري السوبر النسائي الإنجليزي مملوكة حصرياً لـ beIN SPORTS، وهي تُصر على تطبيق نموذج الاشتراك المدفوع. هذا يُحرم آلاف المشجعات من المتابعة، خصوصاً في المناطق ذات الدخل المنخفض. لا توجد قنوات عربية مجانية تملك الترخيص، مما يجعل المشاهدة مقتصرة على من يستطيع دفع تكلفة الاشتراك.
ما الذي يدفع اللاعبات للاستمرار رغم هذا الأداء الضعيف؟
الكثير من اللاعبات يُشاركن بدوافع شخصية: حب اللعبة، أو كونها فرصتهن الوحيدة للعب على مستوى احترافي. بعضهن يُدرّبن أنفسهن خارج التدريبات الرسمية، ويعملن وظائف أخرى لتغطية نفقاتهن. سارة مارتينيز، على سبيل المثال، تُدرّس كرة القدم في مدرسة محلية بعد التدريبات. البقاء هنا ليس عن طموح، بل عن إصرار.
هل هناك خطر حقيقي بانهيار دوري السوبر النسائي؟
لا، لكنه يواجه خطر التفكك. إذا استمرت الأندية في القاع — مثل وست هام وليفربول — في تلقي دعم مالي ضئيل، فستُغلق أقسامها النسائية تدريجياً. هذا ما حدث لفريق نوتنغهام فورست النسائي عام 2023. الدوريات لا تموت فجأة، بل تذبل ببطء بسبب الإهمال، حتى يصبح من المستحيل إحياؤها.
ما الذي يُغيّر مصير وست هام وليفربول النسائيين؟
ليس التغيير في التشكيلة، بل في الإدارة. يحتاج الفريقان إلى مدربة تُعيد بناء الثقة، ورئيسة نادٍ تُؤمن بالرياضة النسائية كاستثمار، وليس كنشاط ترفيهي. كما يحتاجان إلى رعاة محليين — وليس فقط علامات عالمية — لتمويل البنية التحتية، ورواتب اللاعبات، وتطوير المراكز التدريبية. بدون هذا، لن تُغير أي مباراة نتائج الدوري.
هل هناك أي فرصة للفوز في هذه المباراة؟
نعم، لكنها ضيقة. وست هام لديها ميزة الملعب، وسجلها يُظهر أنها تُدافع بشراسة في المباريات الخاسرة. ليفربول يفتقر للثقة، لكنه يمتلك لاعبات بارزات في الوسط. إذا نجح وست هام في استغلال الأخطاء الدفاعية، وسجّل هدفاً مبكرًا، فقد يُقلب النتيجة. لكن في حال تأخر، فسيكون ليفربول أكثر عرضة للانهيار. الفوز هنا ليس عن التفوق، بل عن الإرادة.
Abdeslam Aabidi
يا جماعة، شوفوا حقيقة واحدة: هالفرق ما بتعمل لعب، بتعمل صبر. كل مرة بتشوف لاعبة بتسقط، بتحس إنها بتحاول تمسك بحلمها بيد واحدة، والباقي مقطوع. ما بتحتاج لتدريبات أكتر، بتحتاج لقلوب أكتر. لو كان هالوضع مع فريق رجالي، كان الكل نزل الشارع. لكن هنا؟ صمت. وده أقسى من الخسارة.
Nouria Coulibaly
أنا بحب وست هام وليفربول النسائي، ومش بس عشان لعبهم، عشان إصرارهم! كل لاعبة فيهم بتدرب بساعة 5 الصبح، وبتعمل شغل تاني، وبتخرج من البيت وهي متعبة، وبتبقى تلعب بقلبها. ما ينفع نقول عليهم "ضعفاء"، هم أقوى من كل اللي بيقفوا في طريقهم. مش محتاجين دعم مالي بس، محتاجين نسمعهم، نشجعهم، نقولهم: "أنتي مش وحدك".
adham zayour
يا سلام على دوري السوبر النسائي! كل ما حصلت على بث مباشر، طلعوا لك باقة مدفوعة بـ 50 دولار. وخلينا نقول الحقيقة: لو كان في فريق رجالي بيخسر 8 مرات ومش بيسجل، كانوا نزلوا يحرقوا الملعب. لكن هنا؟ يبقوا يلعبوا، وينتظروا رعاة من الفضاء! لو نزلت على تويتر وقلت "أنا عايز أشوف مباراة نسائية مجانية"، يردوا لك: "الرياضة النسائية مش أولوية". أولوية؟ أولوية أي حد يشتري تلفزيون بـ 2000 دولار عشان يشوف مباريات الرجالة؟!
Majd kabha
الفرق بين البقاء والانهيار مش في الأهداف. في الإيمان. لو ما كانش في لاعبة وحدة تصدق إنها تستحق مكان، ما كانش في فريق. هنا، الإيمان بس هو اللي بيقاوم. مش الميزانية. مش الإعلام. مش حتى الفوز. الإيمان.