مانشستر سيتي يهزم ريال مدريد 2-1 في برنابيو ومرموش يدخل الملعب في دوري الأبطال
في ليلة لا تُنسى على ملعب سانتياجو برنابيو، هزَّ مانشستر سيتي عرش ريال مدريد بنتيجة 2-1، في الجولة السادسة والأخيرة من دوري أبطال أوروبا 2025-2026، يوم الأربعاء 10 ديسمبر 2025. الفوز لم يكن مجرد ثلاث نقاط — كان رسالة صارخة من بيب جوارديولا إلى أوروبا: حتى في أصعب الظروف، حتى في عقر دار الأسطورة، يمكن للسيطرة والذكاء أن يهزم التاريخ.
الهدف الأول يُفتح الباب، والثاني يُغلقه
بدأ ريال مدريد بقوة، كعادته في برنابيو. في الدقيقة 28، تلقى البرازيلي رودريغو تمريرة متقنة من جود بيلينجهام، وسدد ببراعة داخل الشباك. ارتفع صوت الجمهور كأنه زلزال. لكن مانشستر سيتي لم يُهزم بعد — بل تحوّل إلى قطعة شطرنج تتحرك ببراعة.
في الدقيقة 35، جاء الرد. تمريرة عرضية من فيل فودين، وأوريليان تشواميني، لاعب الوسط الفرنسي، اندفع كأنه صاروخ، وسجّل من مسافة متر واحد. لا تفاصيل، لا تهريج — فقط حساب دقيق وسرعة قاتلة. وقبل أن يُعيد الجمهور أنفاسه، في الدقيقة 43، ركلة جزاء بعد خطأ واضح على هالاند. النرويجي إيرلينج هالاند لم يُخطئ. 2-1. الهدوء الذي انتاب الملعب لم يكن خوفًا فقط — بل صدمة.
عمر مرموش: الاسم الذي أثار جمهورًا من الشرق
اللمسة الإنسانية في المباراة لم تكن في الأهداف، بل في الدقيقة 70، حين دخل عمر مرموش بدلًا من هالاند. لم يكن مجرد بديل. كان رمزًا. المصري، الذي انضم لفريق مانشستر سيتي في فترة الانتقالات الشتوية، أول لاعب مصري يلعب في مباراة كهذه ضد ريال مدريد في برنابيو. لم يسجل، لكنه حمل معه توقعات ملايين. تمريراته كانت قصيرة، لكنها دقيقة. حركاته كانت هادئة، لكنها مؤثرة. وعندما انتهى الوقت، صفق له الجمهور — ليس تحيّة لخصم، بل احترام لرجل يُمثل شيئًا أكبر من الكرة.
النظام الجديد: لا تأهل مباشر، ولا مساحة للخطأ
هنا تكمن المفاجأة الأكبر: رغم أن ريال مدريد انتهى بـ12 نقطة في المجموعة، ومانشستر سيتي بـ10، إلا أن النظام الجديد لدوري الأبطال لم يعد يُعطي التأهل المباشر للصدارة. فحسب بيانات الوطن نيوز، احتل ريال مدريد المركز الحادي عشر على مستوى البطولة بـ15 نقطة، ومانشستر سيتي المركز الثاني والعشرين بـ11 نقطة. هذا يعني: لا أحد يتأهل بسهولة. حتى الأندية الأسطورية تُجبر على الدخول في ملحق.
النتيجة؟ مباراة ثانية. في 11 أو 12 فبراير 2026، سيستضيف ملعب الاتحاد في مانشستر لقاء الذهاب. ثم العودة في 18 أو 19 فبراير على سانتياجو برنابيو. فريقان لم يُهزمَا في مجموعتهما، لكنهما يُواجهان خطرًا حقيقيًا: أن يُقصَى من البطولة قبل دور الـ16.
الثلاثي المدريدي: قوة لا تُهزم… لكنها ليست كافية
ريال مدريد لم يُخسر بسبب ضعف. كان الثلاثي: كيليان مبابي، فينيسيوس جونيور، وجود بيلينجهام — أسطوريًا. مبابي كان سريعًا كالصواعق، وفينيسيوس يُحرّك الدفاع بحركة عينه، وبيلينجهام يُسيطر على وسط الملعب كأنه قائد جيش. لكنهم واجهوا دفاعًا مانشستريًا مُنظمًا، مُدربًا ببراعة من جوارديولا. لم يُهزموا — بل تمت محاصرتهم. التكتيك، هنا، فاز على الموهبة.
ما بعد المباراة: مواجهة حاسمة في فبراير
الآن، كل شيء معلق. هل سيُعيد ريال مدريد ترتيب أوراقه قبل لقاء العودة؟ هل سيُصبح عمر مرموش لاعبًا أساسيًا في مانشستر سيتي؟ هل سيُغير جوارديولا تشكيلته لمواجهة الضغط النفسي؟
الإجابة الوحيدة المؤكدة: فريقان لم يُهزمَا في مجموعتهما، لكنهما لم يُؤهلا أيضًا. وهذا النظام الجديد — الذي يُشبه مسابقة خروج المغلوب منذ الجولة الأولى — يُعيد تعريف ما يعنيه "القوة الأوروبية". لم يعد كافيًا أن تكون كبيرًا. يجب أن تكون ذكيًا. دائمًا.
التفاصيل التي نسيها الجميع
البث المباشر كان متاحًا عبر beIN Sports 1 HD وTOD وbeIN Connect. لكن ما لم يُذكر كثيرًا: تذاكر المباراة بيعت في نفس اليوم، ودون تحديد أسعار أو مناطق — إشارة إلى أن النادي كان يُخطط لحشد جماهيري في اللحظة الأخيرة. ووفقًا لـكوورة، كان الجمهور في مدريد مُحبَطًا من سلسلة النتائج المتذبذبة، لكنه لم يُهاجم اللاعبين — بل صفق للدفاع، وكأنه يُحاول أن يُقنع نفسه: "نحن لا نزال نملك القلب".
أما مانشستر سيتي؟ فبعد خسارته أمام ميريل فروزن، كان هذا الفوز بمثابة إنقاذ للروح. لم يُفزوا فقط — بل أثبتوا أنهم لا يخافون من أي ملعب، ولا من أي تاريخ.
أسئلة شائعة
لماذا لم يتأهل ريال مدريد ومانشستر سيتي مباشرة لدور الـ16 رغم امتلاكهما نقاطًا عالية؟
بسبب النظام الجديد لدوري الأبطال، الذي يعتمد على الترتيب العام بين جميع الفرق الـ36، وليس فقط المجموعة. حتى مع 15 نقطة، احتل ريال مدريد المركز الحادي عشر، ومانشستر سيتي الثاني والعشرين، مما جعلهما يدخلان ملحق ثمن النهائي بدلاً من التأهل المباشر. هذا النظام يُقلل من فرصة الأندية الكبرى في التأهل دون منافسة مباشرة.
هل مشاركة عمر مرموش كانت مفاجأة؟ وما تأثيرها على مستقبله؟
كانت مفاجأة لأن مرموش لم يبدأ المباراة، لكنه لم يكن غريبًا على التشكيلة. دخوله في الدقيقة 70 كان تكتيكيًا لاستنزاف الوقت، لكنه أثبت جدارته. هذه المشاركة التاريخية كأول مصري يلعب ضد ريال مدريد في برنابيو قد تُفتح له أبوابًا كأساسية في الفريق، خاصة مع تراجع أداء بعض المهاجمين. الجمهور المصري يُراقبه بانتظار.
ما الذي تغيّر في أداء مانشستر سيتي مقارنة بخسارته أمام ميريل فروزن؟
الفرق كان في التمركز الدفاعي. أمام ميريل فروزن، كان السيتي مُفرطًا في الهجوم. هنا، ركز جوارديولا على السيطرة الوسطية، وضغط عالي مُنظّم. تشواميني وهالاند لم يكونا فقط مهاجمين — بل كانا جزءًا من خطة ضغط. هذا التحول التكتيكي هو ما جعلهم يهزمون ريال مدريد في عقر داره.
هل يمكن لريال مدريد أن يُعيد الكرّة في لقاء الإياب؟
نعم، لكنه سيحتاج إلى تغيير جذري. في برنابيو، كان التفوق الجماهيري والضغط النفسي لصالحه. في مانشستر، سيواجه جمهورًا غاضبًا ودفاعًا مُقنعًا. إذا لم يُحسّن تمريراته في المنطقة، ويفتح مساحات لـمبابي وفينيسيوس، فسيُواجه خطر الخروج. حتى الأبطال لا يُهزمون بالقوة فقط — بل بالذكاء.
لماذا لم تُنشر أسعار التذاكر قبل المباراة؟
هذا يُشير إلى استراتيجية تسويقية متأخرة، ربما لخلق إحساس بالطوارئ أو لاستغلال الحماس اللحظي. في الماضي، كانت التذاكر تُباع أسابيع مسبقًا. لكن هذا التغيير — الذي تبنته عدة أندية أوروبية — يُعزز مبيعات التذاكر في اللحظة الأخيرة، ويزيد من تكلفة التذاكر عبر الوسطاء، مما يُثير جدلًا حول تجارة كرة القدم.
ما تأثير هذه النتيجة على ترتيب مانشستر سيتي في الدوري الإنجليزي؟
لا تأثير مباشر، لكن الفوز في أوروبا يُعيد الثقة للنادي، ويُخفف الضغط على جوارديولا في الدوري. بعد خسارة مفاجئة أمام ميريل فروزن، كان الفريق تحت نار الانتقادات. هذه النتيجة تُعيد التوازن النفسي، وقد تُترجم إلى أداء أفضل في المباريات المحلية خلال الأسبوع المقبل.
adham zayour
يا جماعة، مانشستر سيتي خلّى ريال مدريد يحسّ إنهم فريق من خارج الزمن... بس يا ترى إيه اللي جاب لمرموش ده الـ spotlight؟ في مصر، الناس بتشوفه كأنه بطل أسطورة مش لاعب بس. حتى لو ما سجّلش، ده أكتر من هدف - ده إحساس أننا موجودين في المكان اللي بيحصل فيه التاريخ.
Majd kabha
الذكاء يهزم الموهبة. هذا هو الدرس الحقيقي. جوارديولا ما كانش بيخشى على الكرة، كان بيخشى على التوقيت. ومرموش؟ مجرد تلميح إن التغيير ممكن يكون هادئ، لكنه يُغيّر كل شيء.
Mohamed Amine Mechaal
التحليل التكتيكي المنهجي يُظهر أن تحوّل مانشستر سيتي من هيكلية 4-3-3 إلى تشكيلة 3-2-4-1 مع ضغط عالي مُنسَّق على خط الوسط، أدى إلى تفكيك البنية الهجومية المُعتمدة على التسريع الفردي لـمبابي وفينيسيوس. هذا التحوّل الاستراتيجي، المدعوم بمؤشرات الأداء الكمي (كعدد التمريرات الناجحة في المنطقة الوسطى ونسبة الاستحواذ في الثلث الأخير)، يُعدّ نموذجًا معياريًا لتفعيل التفوق التكتيكي على التفوق الفردي في سياق البطولات الأوروبية الحديثة.
Nefertiti Yusah
مرموش دخل وقلب الدنيا رأسًا على عقب... وريال مدريد؟ بقى واقف زي المُتفرّج اللي نسى يهتف. ده مش مباراة، ده دراما مصريّة بس بكرة قدم. ويا جماعة، لو حد قال لي إن مصري هيدخل برنابيو ويصفر له الجمهور... كنت هقوله: انت مجنون. بس ده حصل. وده أقوى من أي فيلم.
Ali al Hamidi
في دمشق، كنا نقول: "العظمة لا تُبنى بالنجوم، بل باللمسات الصغيرة التي تُغيّر المعنى". مرموش ما كانش لاعب بديل، كان رمزًا. ومانشستر سيتي ما هزم ريال مدريد بالأهداف، هزمه بالمعنى. هذا ما يُسمّى في التراث العربي: "الصمت الذي يُهزم به الجبار".