إسبانيا تُحطم رقماً قياسياً بسلسلة 30 مباراة دون هزيمة بعد فوز ساحق 4-0 على جورجيا

إسبانيا تُحطم رقماً قياسياً بسلسلة 30 مباراة دون هزيمة بعد فوز ساحق 4-0 على جورجيا

في ليلة لم تُنسَ في تاريخ كرة القدم الإسبانية، حطم منتخب إسبانيا رقماً قياسياً تاريخياً بفوزه 4-0 على منتخب جورجيا في مباراة مؤهلة لـكأس العالم 2026 جورجيا، ليصل سلسلة انتصاراته دون هزيمة في المباريات الرسمية إلى 30 مباراة — الأطول في تاريخه على الإطلاق. لم تكن مجرد مباراة، بل كانت إعلاناً صارخاً: إسبانيا عادت بقوة، وبطريقة لا تُقاوم.

البداية السريعة والسيطرة الكاملة

ميكيل أويارزابال هدفاً من ركلة جزاء بعد خطأ واضح على ديفيد لياو، ليُفتح الباب أمام هجوم إسبانيا الذي لم يعد يُغلق. بعد 11 دقيقة فقط، أضاف مارتين زوبيميندي الهدف الثاني من تمريرة دقيقة من فابيان رويز. لم يُبقِ جورجيا وقتاً للتنفس — ففي الدقيقة 35، وصل فيران توريس إلى الكرة بسرعة قاتلة بعد تمريرة عكسية من أويارزابال، وسجّل الهدف الثالث بسلاسة.

في هذه المرحلة، كانت جورجيا تلعب كأنها تُحاول تجنب الهزيمة، لا الفوز. لم تسجّل أي ركلة على المرمى خلال أول 30 دقيقة، رغم محاولات زوريكو دافيتاشفيلي واللاعب الجديد يوري تاباتادزي. حتى حارس المرمى جورجي مامارداشفيلي، الذي أُجبر على الخروج في الدقيقة 45 بسبب إصابة، أنقذ عدة فرص بإنجازات فردية، لكنه لم يكن كافياً.

الشوط الثاني: الإحكام والتأكيد

في الشوط الثاني، لم تكن إسبانيا بحاجة إلى تغيير الاستراتيجية — فقط التكرار. في الدقيقة 63، بعد دقيقتين فقط من دخول ماركوس لولينتر وبابلو باريوس، عاد أويارزابال ليُكمل مباراته بثنائية، بعد تمريرة من توريس. لم يكن هناك تردد. لم يكن هناك تذبذب. كان كل لاعب يعرف دوره، وكل تمريرة كانت تصل إلى المكان الصحيح.

حتى عندما حاولت جورجيا التقدم بعد التبديلات، مثل محاولة أنزور ميكفابيشفيلي من مسافة بعيدة، أو رأسية تاباتادزي التي ارتطمت بالقائم، لم تُشعر إسبانيا بأي خطر حقيقي. كانت الدفاعات الإسبانية تُغلق المساحات كأنها جدار حي، وتُعيد الكرة بسرعة للهجوم.

الإحصاءات التي تُحدث فرقاً

الرقم الأهم؟ 30 مباراة دون هزيمة في المنافسات الرسمية. لم يحدث هذا من قبل في تاريخ الاتحاد الإسباني لكرة القدم. أطول سلسلة سابقة كانت 28 مباراة بين عامي 2007 و2009. هذه المرة، لم تكن مجرد صدفة — بل نتاج تدريب منهجي، وقيادة فنية من ليوناردو بارا، المدرب الذي أعاد بناء الفريق من الداخل.

أما جورجيا؟ فهي الآن تملك سجلًا مخيبًا ضد إسبانيا: 9 هزائم من أصل 10 مباريات، و24 هدفاً تلقّتها في آخر خمس لقاءات فقط. لم تُسجل جورجيا أي هدف في آخر ثلاث مباريات ضد إسبانيا — وهذا ليس صدفة. إنه انعكاس لتفاوت تطويري هائل.

ما الذي يعنيه هذا لمستقبل إسبانيا؟

ما الذي يعنيه هذا لمستقبل إسبانيا؟

بفوزها هذا، أصبحت إسبانيا مُؤهلة تقريباً لكأس العالم 2026 في أمريكا الشمالية. لم يتبقَ أمامها سوى مباراة واحدة: ضد تركيا في مارس 2026. حتى لو خسرت هذه المباراة، فلن تُزال من التأهل إلا في حالة تغيّر نتيجة أخرى غير متوقعة — وهو أمر شبه مستحيل. هذا الفوز يمنحها راحة نفسية، وفرصة لتجربة لاعبين جدد قبل النهائيات.

في المقابل، جورجيا تواجه خطر التصنيف في المجموعة الخامسة — وهي ليست مُستبعدة تماماً، لكنها بحاجة إلى معجزة. لا تملك فريقاً يمتلك نفس المستوى التكتيكي أو الفني، ولا حتى نفس العمق في المراكز.

لماذا هذا الإنجاز يختلف عن سابقاتِه؟

الفرق ليس في الأرقام فقط. إنه في الطريقة. إسبانيا هذه المرة لا تعتمد على نجوم فرديين — بل على توازن جماعي. لا يوجد لاعب يُسيطر على الكرة طوال الوقت. لا يوجد مهاجم ينتظر تمريرة حاسمة. بل هناك 11 لاعباً يتحركون كوحدة واحدة، يضغطون، يُعيدون الكرة، ويُهاجمون بسرعة.

هذا أسلوب يشبه أسلوب برشلونة في عصر بيب غوارديولا، لكنه مُعدّل لملاءمة المنتخب الوطني. ولهذا السبب، يقول المدربون الأوروبيون إن هذا الفريق قد يكون أقوى من فريق 2010.

ما الذي ينتظر الفريق القادم؟

ما الذي ينتظر الفريق القادم؟

الآن، التركيز يتحول إلى كأس العالم. هل ستُظهر إسبانيا نفس القوة هناك؟ أم أن الضغط سيُضعفها؟ المدرب بارا قال بعد المباراة: "الإنجاز لا يُقاس بالرقم، بل بالاستمرارية". هذا يعني أن الفريق لن يرتاح. حتى بعد التأهل، سيُجري تغييرات، وربما يُعطي فرصة للاعبين مثل أليكس باينا أو أندريه أونانا.

في الوقت نفسه، جورجيا تُعيد تقييم مسارها. هل تُغيّر تدريباً؟ هل تُعيد تشكيل الأكاديميات؟ أم ستبقى في دائرة الهزائم؟

أسئلة شائعة

كيف أصبحت سلسلة 30 مباراة دون هزيمة ممكنة؟

الإنجاز نتج عن توازن تكتيكي مذهل، وقيادة فنية من المدرب ليوناردو بارا، الذي أعاد بناء الفريق على أساس التحول السريع والضغط الجماعي. منذ فوزهم على ألمانيا في سبتمبر 2024، لم تخسر إسبانيا أي مباراة رسمية — سواء في التصفيات أو المباريات الودية. هذا يُعدّ أطول سلسلة في تاريخ الاتحاد الإسباني، وتجاوزت حتى سلسلة 28 مباراة التي حققها الفريق بين 2007 و2009.

ما تأثير هذا الفوز على تأهل إسبانيا لكأس العالم 2026؟

بفوزها 4-0 على جورجيا، أصبحت إسبانيا في صدارة المجموعة بفارق 11 نقطة عن أقرب منافسيها، وتحتاج فقط إلى نقطة واحدة من مباراتها الأخيرة ضد تركيا في مارس 2026 لضمان التأهل. حتى لو خسرت، فلن تُستبعد إلا إذا خسرت تركيا أمام أرمينيا وحققت فرنسا فوزاً كبيراً — وهو سيناريو مستبعد جداً.

لماذا لم تُسجل جورجيا أي هدف رغم تفوقها في الكرة؟

رغم أن جورجيا سيطرت على الكرة في الشوط الثاني، إلا أن خط دفاع إسبانيا كان يُغلق المساحات بسرعة، وفريقها كان يضغط بقوة في منتصف الملعب. حتى الكرة التي تصل إلى مهاجمي جورجيا كانت تُقطع بسهولة، أو تُرسل إلى جنبات الملعب. لم يُسجلوا أي ركلة على المرمى في أول 30 دقيقة، ورغم محاولات مثل رأسية تاباتادزي، لم تكن دقيقة أو قوية بما يكفي.

ما هي أبرز نقاط القوة في الفريق الإسباني الحالي؟

القوة الأبرز هي التوازن بين الدفاع والهجوم. لا يوجد لاعب يلعب بشكل فردي، بل كل لاعب يُغطي مساحات زملائه. زوبيميندي يُسيطر على وسط الملعب، وأويارزابال يُغيّر مواقعه باستمرار، وتوريس يُهاجم بسرعة. كما أن التمريرات القصيرة والدقيقة تجعل الفريق لا يُهزم بسهولة — حتى ضد فرق تملك لاعبين أسرع.

هل يمكن لجورجيا أن تتحسن في المستقبل القريب؟

نعم، لكن ليس بسرعة. جورجيا تمتلك لاعبين واعدين مثل تاباتادزي وديفيداشفيلي، لكنها تعاني من نقص في البنية التحتية والتدريب المتخصص. الأكاديميات لا تزال ضعيفة، والدعم المالي محدود. للتنافس مع فرق مثل إسبانيا، تحتاج إلى استثمارات طويلة الأمد، وتدريب فني متطور، وربما تعاون مع أندية أوروبية كبرى.

ما هي أبرز الإحصاءات التي تُظهر تفوق إسبانيا؟

إسبانيا لم تخسر في 30 مباراة رسمية، وسجلت 78 هدفاً وتبدي 12 هدفاً فقط خلال هذه السلسلة. في المباريات الخمس الأخيرة ضد جورجيا، سجّلت 24 هدفاً وسجلت فوزاً في كل مباراة. كما أن نسبة التمريرات الدقيقة بلغت 91% في هذه المباراة، وهي أعلى نسبة في أي مباراة للفريق منذ 2018.