إنتر ميلان يصعد للنهائي بفوز مذهل على برشلونة 4-3 وينال إعجاب إنزاجي من يامال

إنتر ميلان يصعد للنهائي بفوز مذهل على برشلونة 4-3 وينال إعجاب إنزاجي من يامال

في ليلة لا تُنسى على ملعب سان سيرو، تألق إنتر ميلان وحطم قلوب جماهير برشلونة بفوزه 4-3 في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2024-2025، ليتأهل إلى النهائي بمجموع المباراتين 7-6. لم يكن الفوز مجرد نتيجة، بل كان ملحمة رياضية تجمع بين التحدي، والصبر، واللحظات التي تُكتب بأحرف من نار. المدرب سيموني إنزاجي، الذي قاد فريقه من حافة الهاوية إلى قمة أوروبا، وصف المباراة بأنها "أجمل مباراة في الموسم"، بينما أُعجب بموهبة شاب يبلغ من العمر 17 عامًا فقط: "يامال لاعب مرعب".

لعبة المليون دولار: من التعادل إلى المفاجأة

في مباراة الذهاب التي أُقيمت في برشلونة بتاريخ 1 مايو 2025، انتهى الأمر بتعادل مثير 3-3، تاركًا كل شيء معلقًا. لم يكن أحد يعتقد أن إنتر سينجح في تحويل الوضع، خاصة بعد أن خسر تقدمه مرتين في ميلانو. لكن كرة القدم لا تُقاس بالاحتمالات، بل باللحظات. في الدقيقة 21، استغل لاوتارو مارتينيز خطأ دفاعيًا فادحًا من برشلونة، وسدد ببراعة بعد تمريرة مثالية من ماركوس تورام. ثم، في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، حوّل هاكان تشالهان أوغلو ركلة جزاء — بعد عرقلة مارتينيز — إلى هدف ثانٍ، ليُصعّب المهمة على الضيوف.

الانقلاب المدوي وعودة الأمل

الشوط الثاني كان كارثة لإنتر. في الدقيقة 54، سجل إريك جارسيا هدفًا مباغتًا. بعد ست دقائق، أضاف داني أولمو الهدف الثاني، ثم في الدقيقة 87، سدّد رافينيا كرة من خارج المنطقة أرست أركان الدفاع الإيطالي. النتيجة أصبحت 3-2 لبرشلونة، و6-4 في المجموع. كان الوداع على الأبواب. لكن هنا، في اللحظة التي يُفترض أن ينهار فيها الفريق، ظهرت الروح. في الدقيقة 93، صعد فرانشيسكو أتشيربي — المدافع البالغ من العمر 37 عامًا — ليُسجل هدفًا حاسمًا من رأسية متقنة، ليُعيد المباراة إلى التعادل 3-3، ويدفعها إلى الأشواط الإضافية.

الهدف الذي غيّر التاريخ

في الدقيقة 99، وسط هدوء مريب من دفاع برشلونة، دخل البديل ديفيد فراتيسي — الذي لم يُشارك في الشوط الثاني — وسدد كرة بسيطة لكنها قاتلة. لم يُحاول أحد تغطية المساحة، ولم يتحرك أحد. الكرة وصلت إلى قدمه، وانطلقت في الشباك. 4-3. الملعب يهتز. المدرب إنزاجي يُغطي وجهه بيديه. الجماهير تصرخ كأنها تُخلص من عبء سنوات. لم يكن هذا فوزًا عاديًا. كان انتصارًا على اليأس، وعلى التوقعات، وعلى تاريخ برشلونة في مواجهات الأدوار النهائية.

إنزاجي: "نحن فريق خارق"

في المؤتمر الصحفي بعد المباراة، لم يتحدث إنزاجي عن التكتيك فقط. تحدث عن الروح. "لقد أثبتنا أن الفريق الذي يُقاتل معًا، حتى في أسوأ الظروف، لا يُهزم"، قال. وأضاف: "برشلونة فريق قوي هجوميًا، ويامال لاعب مرعب. لكننا عرفنا كيف نُغلق المساحات دون أن نُصبح دفاعيين مفرطين". وفقًا لتحليلات جول، كان إنتر يُغلق المسارات بين خط الوسط والدفاع ببراعة، وجعل من فابيان رويز قلبًا نابضًا في توزيع الكرة، بينما تراجع برشلونة تحت ضغط مُمنهج.

رقم قياسي جديد في عهد إنزاجي

هذا هو أول وصول لإنتر ميلان إلى نهائي دوري الأبطال منذ 2010. ويعتبره الكثيرون قمة تألق إنزاجي كمدرب. في موسمين فقط، حوّل فريقًا كان يعاني من غياب الهوية إلى قوة أوروبية. ووفقًا لـالوطن، أصبح إنزاجي أول مدرب إيطالي منذ كارلو أنشيلوتي يقود فريقه إلى النهائي بعد تخطي برشلونة في نصف النهائي. هذا ليس صدفة. هذا إنجاز مُخطط له بعناية.

ما الذي ينتظر إنتر في النهائي؟

الآن، ينتظر إنتر الفائز بين مانشستر سيتي وبايرن ميونخ، في المباراة النهائية التي ستقام في لوسيل، الدوحة، بتاريخ 31 مايو 2025. إذا فاز سيتي، فسيكون لقاءً بين نموذجين مختلفين من التكتيك: التحول السريع مقابل التنظيم الدفاعي. أما إذا فاز بايرن، فستكون المواجهة معركة بين أسطورة تكتيكية (إنزاجي) وفريق يعشق الهجوم المطلق.

لماذا هذا الفوز يهم أكثر من مجرد كأس؟

لأنه يُعيد إنتر ميلان إلى قلب الأوروبية بعد سنوات من التراجع. لأنه يُثبت أن الفرق الصغيرة — مقارنة بعملاق مثل برشلونة — يمكنها الفوز بالذكاء، لا فقط بالمال. لأنه يُظهر أن لاعبًا شابًا مثل يامال قد يكون المستقبل، لكن الماضي لا يُهزم بسهولة. وربما، في ليلة مثل هذه، يُصبح المدرب غير المعروف — إنزاجي — أسطورة حقيقية.

أسئلة شائعة

كيف تمكن إنتر ميلان من التغلب على برشلونة رغم تفوقه الهجومي؟

إنتر استخدم تكتيكًا دفاعيًا منظمًا يعتمد على إغلاق المساحات بين خط الوسط والدفاع، مع تركيز كبير على التمريرات القصيرة والانتقال السريع. لم يُقلل الفريق من هجومه، بل حوّله إلى هجمات مُوجّهة بسرعة، كما فعل فراتيسي في الهدف الرابع. كما استفاد من أخطاء دفاعية من برشلونة، خصوصًا في اللحظات الحاسمة.

ما الذي جعل هدف فرانشيسكو أتشيربي مذهلًا؟

أتشيربي، البالغ من العمر 37 عامًا، لم يكن يُتوقع منه أن يُسجل في لحظة كهذه. لكنه صعد ببراعة لركلة زاوية، وسجل برأسية قوية من مسافة قريبة، بعد أن تجاوز مدافعًا واحدًا فقط. كان الهدف بمثابة رمز للروح القتالية للفريق، ونهاية لفترة طويلة من التردد في الدفاع.

لماذا أشاد إنزاجي بـيامال تحديدًا؟

لامين يامال، البالغ من العمر 17 عامًا، كان يُشكل تهديدًا دائمًا في الهجمات المرتدة، ونجح في تجاوز أكثر من مدافع في المباراة. حتى وإن لم يُسجل، فقد أربك دفاع إنتر في عدة لحظات. إنزاجي أراد أن يُظهر احترامه للنجم الشاب، وهو ما يعكس نضجًا تكتيكيًا وشخصيًا — فليس كل المدربين يُثنيون على خصومهم بهذه الصراحة.

هل هذا أول وصول لإنتر إلى النهائي منذ سنوات؟

نعم، آخر مرة وصل فيها إنتر ميلان إلى نهائي دوري الأبطال كانت في 2010، عندما فاز باللقب تحت قيادة جوزيه مورينيو. منذ ذلك الحين، عانى الفريق من تغييرات مدربين متكررة وغياب الاستقرار، مما جعل هذا الوصول إنجازًا تاريخيًا، خاصة في ظل هيمنة فرق مثل برشلونة ومانشستر سيتي.

ما تأثير هذا الفوز على سوق الانتقالات؟

الفوز قد يدفع عمالقة أوروبا مثل باريس سان جيرمان وريال مدريد للاهتمام بلاعبين مثل لاوتارو مارتينيز وهاكان تشالهان أوغلو، الذين أظهروا مستوى عالميًا. كما أن فراتيسي، الذي كان مُهمشًا، قد يصبح أحد أبرز اللاعبين في سوق الصيف. إنزاجي يُعتبر الآن أحد أكثر المدربين طلبًا، وقد يُعرض عليه عقود بقيمة تتجاوز 20 مليون يورو سنويًا.

ما الذي يُتوقع من نهائي الدوحة؟

إذا واجه إنتر مانشستر سيتي، فسيكون لقاءً بين التكتيك والتقنية: إنزاجي ضد غوارديولا. أما إذا واجه بايرن ميونخ، فستكون معركة بين الهدوء والانفجار. في كلتا الحالتين، ستكون المباراة الأكثر توقعًا في أوروبا هذا العام، وربما الأغلى ماليًا في تاريخ كرة القدم، مع عوائد تُقدر بـ 500 مليون يورو.