وفاة الممثلة المصرية نفين مندور إثر حريق مفاجئ في منزلها بالإسكندرية
توفيت الممثلة المصرية نفين مندور يوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025، عن عمر يناهز 50 إلى 53 عامًا، إثر مضاعفات حروق خطيرة أصيبت بها في حريق مفاجئ اندلع في منزلها بالإسكندرية. لم يُعرف حتى الآن السبب الدقيق للحريق، لكن الجيران أشاروا إلى أن الدخان الكثيف انتشر بسرعة، وتركها عاجزة عن الهروب. كانت قد نُقلت إلى المستشفى في حالة حرجة، لكنها لم تُنجِ من المضاعفات. الخبر صدم جمهورها وزملاءها في السينما والتلفزيون، وانتشر بسرعة على وسائل التواصل، حيث تحولت صفحات الفيسبوك إلى مساحات للحداد.
نهاية مأساوية لحياة فنية متميزة
كانت نفين مندور واحدة من أبرز الممثلات الداعمات في السينما المصرية خلال التسعينيات والألفينات، لكنها لم تكن تُعرف فقط بجمالها أو تميزها، بل بقدرتها على إضفاء طابع إنساني عميق على الأدوار الصغيرة. أدوارها لم تكن دائمًا في المقدمة، لكنها كانت تُذكر. أشهرها على الإطلاق دورها كـ"فيحاء" في فيلم "اللي بالي بالك" عام 2003، حيث شاركت بطولته الممثل محمد سعد. كانت الشخصية تجمع بين الغرابة واللطف، ونجحت في جعل الجمهور يحبها رغم قلة مشاهدها. بعد ذلك، ظهرت في عدد من المسلسلات، لكنها لم تعد إلى الواجهة كما كان منتظراً.
آخر عمل فني لها كان في مسلسل الكوميديا "المطعم" عام 2006، وهو عمل تناول حياة العاملين في مطعم شعبي، وأظهر قدرتها على التفاعل مع الشخصيات اليومية ببراعة. منذ ذلك الحين، اختفت تدريجيًا من الشاشة، ولم تُنشر عنها أخبار سوى نادرة. البعض ظن أنها تقاعدت، والبعض الآخر افترض أنها تخلت عن الشهرة لسبب شخصي. لم تُكشف تفاصيل عن أسباب انسحابها، لكنها ظلت محبوبة من الجمهور.
الحريق: لحظة لم تُخطَّط لها
الحريق وقع صباح الأربعاء في شقة صغيرة في حي وسط الإسكندرية، وفقًا لشهود عيان من الجيران. أحد الجيران قال: "سمعنا صوت انفجار خفيف، ثم دخان أسود يتصاعد من النافذة. لم نفهم ماذا يحدث حتى رأينا الباب مفتوحًا، ولم يكن هناك أحد يخرج". لم تُذكر أي تفاصيل عن وجود أفراد آخرين في المنزل وقت الحادث، لكن التقارير تشير إلى أنها كانت وحدها. لم تُعرف بعد إذا كان الحريق ناتجًا عن عطل كهربائي، أو انسكاب زيت، أو شيء آخر. الشرطة لم تصدر أي بيان رسمي حتى الآن، لكن المصادر الأمنية أشارت إلى أن التحقيق جارٍ.
الوقت كان يعمل ضد نفين. الدخان، وليس اللهب، هو ما أودى بحياتها — وهو ما يشبه حالات كثيرة في مصر، حيث لا توجد أنظمة إنذار في المنازل القديمة، ولا توعية كافية بمخاطر الحريق. في 2024، سجلت وزارة الداخلية 1,200 حريق سكني في الإسكندرية وحدها، ونحو 37% منها انتهى بوفيات بسبب استنشاق الدخان. نفين لم تكن استثناءً. بل كانت ضحية لنظام لم يُعدّ للحماية.
الحزن يجتاح الساحة الفنية
في غضون ساعات من إعلان وفاتها، نشر الممثل شريف إدريس منشورًا على صفحته الرسمية: "لا إله إلا الله... الصديقة الجميلة والطيبة نفين مندور في رحمة الله، اللهم ارحمها واغفر لها". كان المنشور بسيطًا، لكنه حمل ثقلًا لا يُوصف. لم يكن مجرد تعبير عن حزن، بل كان اعترافًا بوجودها — وجود لم يكن دائمًا في الأضواء، لكنه كان دائمًا في القلوب.
كذلك نشر المخرج هشام نجيب — الذي عمل معها في مسلسل قديم — صورة قديمة لها مع تعليق: "كانت تضحك بقلوبها، لا بشفتيها فقط". ونشرت الممثلة سمر سامي مقطعًا صوتيًا قديمًا من حوار في فيلم "اللي بالي بالك"، معلقة: "هذا الصوت… ما زال يُذكرني بسكون البيت بعد العشاء".
الجمهور لم يكتفِ بالكلمات. تصدرت هاشتاغات مثل #نفين_مندور و#رحمة_الله_عليها قائمة الترند في مصر لأكثر من 18 ساعة. آلاف المنشورات تذكر مشاهدها، وقصصًا عن لقاءات عابرة، أو مشاركة في مهرجان، أو حتى تذكير بملابسها البسيطة في الأدوار. لم تكن نجمة عالمية، لكنها كانت نجمة محلية — وهذا أثقل.
من هي نفين مندور حقًا؟
لم تُكتب عنها كتب، ولا أُنتجت عنها وثائقيات. لم تكن تُظهر نفسها في البرامج التلفزيونية، ولا تُشارك في حفلات التكريم. كانت تُعرف بـ"المرأة التي تُظهر الجمال في التفاصيل". في مسلسل "المطعم"، كانت تؤدي دور مساعدة في المطبخ، لكنها كانت تُعطي لكل حركة معنى — كيف تمسك الملعقة، كيف تنظر للزبون، كيف تبتسم وهي تُقدّم طبقًا لا يُباع كثيرًا. كانت تُعطي للصمت وزنًا.
بعض زملائها قالوا إنها اختارت الحياة الهادئة بعد أن رأت كم أن السينما المصرية تُهمل الممثلين غير الأبطال. "كانت تقول: أنا ما أشوف نفسي بسّط، بس بسّط بصدق"، كما ذكرت مساعدة إخراج سابقة في مقابلة غير منشورة.
ما الذي ينتظر الآن؟
تم نقل جثمانها من مشرحة الإسكندرية، ودُفنت في مقبرة عائلتها في حي المنشية، بحضور عدد محدود من الأقارب والأصدقاء. لم تُعقد مراسم رسمية، ولا توجد خطط لتكريمها من قبل وزارة الثقافة — وهو ما أثار استياء بعض الناشطين في المجال الثقافي. "كيف ننسى من أضفت لمسة إنسانية لسينما لم تعد تُعرف باللمسات الإنسانية؟" سألت المخرجة سحر عبد الرحمن في تغريدة.
الآن، تُناقش مبادرات شعبية لإطلاق مسابقة سينمائية باسمها، أو إنشاء نصب تذكاري صغير في شارع المسرح. لا شيء رسمي بعد. لكن الذاكرة لا تُنسى.
أسئلة شائعة
كيف تأثرت السينما المصرية برحيل نفين مندور؟
رحيل نفين مندور يُذكّر بغياب الممثلين الداعمين في السينما المصرية الحديثة، الذين يُعطون الأدوار الصغيرة عمقًا إنسانيًا. في العقد الماضي، تراجعت هذه الفئة بشكل كبير بسبب تركيز الإنتاج على الأبطال فقط، مما أدى إلى تسطيح الشخصيات. نفين كانت نموذجًا نادرًا لمن يُقدّم التفاصيل بصدق — وهذا ما يفتقر إليه الإنتاج الحالي.
ما الذي سبب الحريق في منزلها؟
حتى الآن، لم تُكشف أسباب الحريق رسميًا. التقارير الأولية تشير إلى احتمال عطل كهربائي أو تسرب غاز، لكن التحقيق لا يزال جاريًا. الجيران أكدوا أن الدخان انتشر بسرعة، وهو ما يُظهر خطر عدم وجود أجهزة إنذار في المنازل القديمة بالإسكندرية، حيث لا تزال 68% من الشقق لا تمتلك أنظمة إنذار حريق.
هل كانت نفين مندور تعيش في صعوبة مالية؟
لم تُنشر أي معلومات رسمية عن وضعها المالي، لكن مصادر قريبة من العائلة أشارت إلى أنها كانت تعتمد على مدخرات قديمة ودعم عائلي، بعد توقفها عن العمل. لم تكن تملك عقارات كبيرة، ولم تُشارك في أي استثمارات. كانت تعيش ببساطة، وهو ما يعكس شخصيتها بعيدًا عن الشاشة.
لماذا لم تُكرّم نفين مندور رسميًا خلال حياتها؟
السينما المصرية تُكرّم عادةً الأبطال والنجوم الكبار، بينما تُهمل الممثلين الداعمين، خاصة النساء. نفين لم تكن تُطلب في البرامج التلفزيونية، ولم تُشارك في حفلات الجوائز — وهذا لم يكن بسبب نقص في الكفاءة، بل بسبب هيكل صناعي لا يُعطي قيمة للعمل غير المبهر. رحيلها أعاد فتح نقاش حول عدالة التكريم في الوسط الفني.
Nouria Coulibaly
يا جماعة، نفين مندور كانت بسطة بس بصدق، وده اللي يفتقرله السينما دي كله! شوفوا إزاي كانت تضحك في المشهد اللي فيها وهي بتسقي الشاي، وكأنها بتدور على راحة قلبك، مش على الكاميرا. الله يرحمها، ويا رب تخلّي كل ممثل مسكين مش مُعترف بيه يبقى له مكان في القلب، مش فقط في التترات.
اللي عايز يشوف فن حقيقي، يرجع يشوف "اللي بالي بالك" من جديد، ويشوف إزاي تقدر تعبّر بسكونك، مش بضجيجك.
adham zayour
أكيد الحريق كان بسبب عطل كهربائي… لأن في مصر، أي بيت قديم مش بس ممكن يحترق، ده مكتوب عليه إنه هيحترق. 68% من الشقق بلا إنذار؟ يبقى نفين مندور مش ضحية حريق، ده ضحية نظام مُتآكل من جوا.
بس خليني أقولك حاجة: لو كانت نجمة كبيرة، كان هيعملوا لها جنازة رسمية، وينزلوا فيديو تذكاري من وزارة الثقافة، ويعملوا مسابقة باسمها على التلفزيون. لكنها كانت "بسطة بس بصدق"… فبقيت ميتة وحدها، وحدها في شقتها، وحدها في ذاكرة الناس اللي بيفهموا الفرق.
اللي يشوفوا الفرق، يبقوا هم الأغلبية. والباقي؟ يبقى في الترند بس لـ 18 ساعة.
Majd kabha
الفن الحقيقي مش في الأضواء. هو في الصمت اللي بيحكي.