إنتر ميلان يمدد عقد ديماركو حتى 2027 ويدخل مفاوضات لربطه حتى 2030

في خطوة تعزز استقرار الفريق قبل مواجهات الموسم الحاسم، أعلن إنتر ميلان يوم السبت 30 ديسمبر 2023 عن تمديد عقد الظهير الأيسر الإيطالي فيديريكو ديماركو حتى 30 يونيو 2027، مع رفع راتبه بنسبة تقارب الضعف — تحوّل مفاجئ بعد توترات سابقة مع المدرب السابق سيموني إنزاجي. لكن المفاجأة الحقيقية لم تكن في التمديد، بل في ما جاء بعده: في أكتوبر 2025، بدأت إدارة النادي مفاوضات جادة لربط ديماركو بعقد طويل الأجل حتى عام 2030، في خطوة تُظهر كم أصبح هذا اللاعب لا يُستغنى عنه في بنية الفريق.

من الهدوء إلى القلب النابض

في موسم 2023-2024، كان ديماركو على حافة التراجع. تقلصت مشاركته إلى 60 دقيقة في بعض المباريات، وانعكس ذلك على أدائه. لكنه لم يُسكت. ظهرت تصريحاته المُستاءة في وسائل الإعلام، وبدأ البعض يتساءل: هل هو لاعب يُمكن التخلي عنه؟ ثم جاءت المفاجأة. بعد تعيين كريستيان تشيڤو مدربًا جديدًا في صيف 2025، تغير كل شيء. لم يعد ديماركو مجرد ظهير — أصبح محرك الهجوم. شارك في 6 مباريات بالدوري الإيطالي موسم 2025-2026، منها 4 كأساسي، وسجل هدفين، وصنع 3 تمريرات حاسمة، وأكمل 23 عرضية — الأعلى في سيري آ. وصُنع 22 فرصة هجومية، وخلق 11 فرصة كبيرة للتسجيل — الأعلى بين جميع لاعبي الدوريات الخمسة الكبرى في أوروبا. هذا ليس أداءً جيدًا. هذا أداءٌ تاريخي.

الإدارة تتحرك بسرعة

في 9 أكتوبر 2025، كشف موقع Sempreinter.com أن بيبي ماروتا، المدير التنفيذي لـإنتر ميلان، يقود مفاوضات سرية لتمديد العقد حتى 2029 أو 2030. لم تكن هذه مجرد محادثات تمهيدية. المصادر تقول إن النادي وافق على عرض مالي يتجاوز 10 ملايين يورو سنويًا — رقم يضع ديماركو بين أغلى ظهيرين في العالم. وبحسب Forza Inter، فإن إدارة النادي ترى في ديماركو ركيزة مستقبلية، ليس فقط لقدرته على التسديد والتمرير، بل لذكائه التكتيكي وقيادته الصامتة داخل الملعب. حتى أن بعض المقربين من النادي قالوا: "إذا غادر ديماركو، فسنحتاج لبناء فريق جديد من الصفر".

منافسة من مانشستر يونايتد

لكن الوضع لم يكن مفتوحًا تمامًا. في 14 أكتوبر 2025، كشف موقع هاي كورة أن روبين أموريم، المدير الفني لـمانشستر يونايتد، قد طلب من إدارة النادي الإنجليزي إجراء مفاوضات لضم ديماركو في صيف 2026. وبحسب تقارير من إنتر لايف، كانت المفاوضات تسير بسرعة حتى لحظة تأكيد أداء ديماركو الاستثنائي في سيري آ. حينها، توقفت المحادثات — ليس لأن يونايتد تخلى عن الفكرة، بل لأنهم أدركوا أن النادي الإيطالي لن يُفرّط في اللاعب. المفاجأة؟ أن إدارة يونايتد لا تزال تتابع الوضع عن كثب، وربما تعود بعرض جديد في يناير 2026، عندما تفتح أسواق الانتقالات في منتصف الموسم.

تمديد العقود كاستراتيجية

في نفس اليوم الذي أعلن فيه إنتر عن تمديد عقد ديماركو في ديسمبر 2023، كشف النادي أيضًا عن تجديد عقدي هنريك مخيتاريان وماتيو دارميان — لاعبان أسطوريان في الفريق، لكنهما الآن في مرحلة التقاعد المهني. كان هذا التمديد الثلاثي في يوم واحد رسالة واضحة: نحن لا نبني فريقًا لموسم واحد، بل لجيل. لكن ديماركو مختلف. هو الوحيد الذي يمثل الجيل القادم — شاب، موهوب، وقادر على القيادة. حتى أن تحليلات إل سبورت تشير إلى أن تجديد عقده هو الأهم منذ تمديد عقد لوكا مودريتش في ريال مدريد عام 2017، ليس من حيث القيمة، بل من حيث التأثير الاستراتيجي.

ماذا بعد؟

الوقت يضغط. الموسم الحالي ينتهي في يونيو 2026، وقبل ذلك، على إنتر ميلان اتخاذ قرار. هل يُوقع العقد حتى 2030؟ أم يُعطيه خيارًا للاستقالة بعد موسم واحد؟ التقارير تشير إلى أن ديماركو، الذي يُحب المدينة ويعيش في فيلا قرب بحيرة كومو، لا يرغب في الرحيل. لكنه أيضًا يطلب ضمانات: مكانة في الفريق، ومشاركة دائمة، ودور قيادي. النادي يُقدّم كل ذلك. لكن السؤال الأكبر: هل سيُبقيه هذا في إيطاليا؟ أم أن عرضًا من إنجلترا — براتب 15 مليون يورو وعقد لمدة خمس سنوات — سيُغيّر كل شيء؟

لماذا هذا مهم؟

لأن ديماركو لم يعد مجرد لاعب. هو رمز. رمز للاعب الإيطالي الذي يُعيد تعريف دور الظهير الأيسر — من دفاعي بحت إلى مُصمّم هجومي. هو أيضًا رمز لاستقرار إنتر ميلان في عصر التحولات. بعد سنوات من التناوب السريع في المدربين واللاعبين، يُظهر النادي أنه يبني من الداخل. وعندما يُوقع ديماركو على العقد الجديد، فلن يكون مجرد تجديد عقد. سيكون إعلانًا عن عصر جديد.