تعادل مجنون 3-3 بين كلوب بروج وبرشلونة في دوري الأبطال.. عودة ثلاثية لبرشلونة
في ليلة لم تُنسَ في تاريخ مسابقة دوري الأبطال، انتهى التعادل بين كلوب بروج وبرشلونة بنتيجة 3-3، بعد مواجهة شهدت ستة أهداف، وثلاث عودات مذهلة من الفريق الكتالوني، وثلاث كرات ارتدت من القائم أو العارضة. المباراة، التي جرت مساء الأربعاء 6 نوفمبر 2025، على ملعب يان بريدل في بروج، بلجيكا، لم تكن مجرد مباراة ضمن الجولة الرابعة من دوري الأبطال 2025-26 — بل كانت دراما رياضية بامتياز، تُذكّر بمواسم ذهبية من الصراعات الأوروبية التي تُكتب بدماء اللاعبين ونبض الجماهير.
الشوط الأول: صعود بروج وانهيار برشلونة المبكر
لم يستغرق الأمر سوى ست دقائق حتى افتتح نيكولو تريسولدي التسجيل لبروج، بضربة رأسية قوية من ركنية متقنة. لكن برشلونة، الذي كان يُتوقع منه السيطرة، لم ينتظر طويلاً — ففي الدقيقة الثامنة، أعاد فيران توريس التوازن بتسديدة قوية من خارج المنطقة، كأنه يقول: "نحن هنا لنخسر". لكن بروج لم يُصغِ. في الدقيقة 17، سجّل كارلوس بورجيس هدفه الأول، مُستغلاً خطأ دفاعيًا من خط دفاع برشلونة، ليُنهي الشوط الأول بتقدم بروج 2-1. لم يكن الأمر فقط خسارة، بل كان صدمة. برشلونة، الذي يُعتبر من أبرز المرشحين للقب، بدا متردداً، مفككًا، وكأنه يلعب مباراة في الدوري المحلي وليس على أرضية أوروبا.
الشوط الثاني: مسرحية العودة الثلاثية
الشوط الثاني كان كأنه فيلم مُعدّ مسبقًا من قبل مخرج مجنون. في الدقيقة 61، أعاد لامكين يامال الأمل لبرشلونة بتسديدة سريعة من داخل المنطقة، بعد تمريرة مثالية من قلب الهجوم. لكن بروج لم يُسقط أسلوبه. في الدقيقة 63، عاد كارلوس بورجيس ليُسجل هدفه الثاني، ويُعيد بروج إلى الصدارة 3-2. هنا، بدأت الموجة الحقيقية. برشلونة، الذي كان يُنظر إليه كفريق مُنهك، استيقظ فجأة. في الدقيقة 77، جاء الهدف الأغرب والأكثر إثارة: تمريرة عابرة من جانب برشلونة، ارتطمت بقدم كريستوس تزوليس — اللاعب اليوناني الذي يلعب لبرشلونة — وانعكست داخل مرماه. هدف عكسي. هدف يُشبه الصدفة، لكنه كان مُصممًا من إصرار الفريق الكتالوني. التعادل 3-3. ثلاث عودات. ثلاث مرات توقف فيها برشلونة عن الموت، وعاد للحياة.
الإحصائيات: أكثر من مجرد تعادل
ما لم تُظهره الكاميرات، أظهرته الإحصائيات. المباراة شهدت 23 تسديدة، 14 منها على المرمى، وثلاث كرات ارتدت من القائم أو العارضة — أربعة منها من برشلونة. لم يُسجل أي من الفريقين ركلة جزاء، لكن الضغط كان مستمرًا. برشلونة سيطر على الكرة بنسبة 58%، لكنه لم يُبدِ تفوقًا واضحًا في التهديف. بروج، من ناحيته، فاجأ الجميع بانضباط دفاعي وسرعة هجومية، رغم أنه يلعب في دوري أقل شهرة. وفقًا لـ يو إم 7، برشلونة يحتل المركز الحادي عشر برصيد 7 نقاط من أربع مباريات (فوزان، تعادل، هزيمة)، بينما يقبع بروج في المركز 22 بـ 4 نقاط فقط. لكن هذه النتيجة قد تُغيّر كل شيء. بروج لم يفز فقط، بل أثبت أنه قادر على مواجهة العمالقة. برشلونة لم يخسر، لكنه أظهر ثغرات لا يمكن تجاهلها.
ردود الأفعال: من التفاؤل إلى التحذير
بعد المباراة، قال المدرب البلجيكي لبروج: "لم نلعب ضد فريق كرة قدم، بل ضد أسطورة. لكن الأسطورة اليوم لم تكن مُتقنة". أما المدرب الكتالوني، فقد قال بصوت مكتوم: "نستحق الفوز، لكننا نستحق أيضًا أن نتعلم. هذا ليس خسارة، بل إنذار". من جانبه، أشار خبير التحليل الرياضي خالد رشيد في مقابلة مع Mosaic FM: "برشلونة يعاني من مشكلة عميقة: الاعتماد على الأفراد بدلًا من النظام. يامال وتوريس ينقذان الفريق، لكن لا أحد يُنظم الهجوم. هذا التعادل قد يكون نقطة تحول — إما لاستعادة التوازن، أو لانهيار أكبر".
ما بعد المباراة: هل هذا بداية النهاية أم بداية التغيير؟
الجولة الخامسة من دوري الأبطال تُقام الأسبوع القادم، وبرشلونة سيواجه فريقًا مُحتملًا من نفس المجموعة، بينما سيستضيف بروج فريقًا أضعف. لكن السؤال الأهم: هل برشلونة قادر على تغيير أسلوبه قبل أن يُقصى من الدور الأول؟ أم أن هذا التعادل سيكون مُقدمة لخسارة مدوية في الجولة القادمة؟ بروج، من ناحية أخرى، بات يُنظر إليه كـ"الوحش المفاجئ"، وقد يُصبح منافسًا حقيقيًا على التأهل، خاصة إذا استمرت حماسة بورجيس وفريقه. التصنيف الحالي لا يعكس الحقيقة. برشلونة لا يزال في القمة، لكنه يمشي على جليد رقيق. بروج ليس مجرد فريق صغير — إنه تذكير بأن كرة القدم لا تُقاس بالمال، بل بالقلب.
الخلفية التاريخية: عندما يُقلب الصغير الطاولة
في عام 2014، فاز ليجيا وارسو على برشلونة بنتيجة 3-2 في برشلونة، في مباراة مماثلة من حيث الإثارة. وفي 2021، أُقصي برشلونة من دوري الأبطال بعد خسارة مفاجئة أمام أوساسونا في الدوري الإسباني — وهي خسارة تسببت في تغيير كامل للإدارة. الآن، يُعيد التاريخ نفسه، لكن على المستوى الأوروبي. بروج، الذي لم يُشارك في دوري الأبطال منذ 2018، يُعيد إحياء ذكريات فرق مثل أياكس أمستردام في تسعينيات القرن الماضي، أو ليجيا وارسو في العقد الماضي. كرة القدم لا تُقاس بحجم النادي، بل بحجم اللحظة.
أسئلة شائعة
كيف أثر هذا التعادل على فرص برشلونة في التأهل لدور الـ16؟
برشلونة لا يزال في وضع جيد، لكنه لم يعد مُضمّن التأهل. برصيد 7 نقاط من 4 مباريات، يحتاج إلى الفوز في 3 من المباريات الثلاث المتبقية لضمان التأهل. أي تعادل إضافي قد يُعرضه للخطر، خاصة أن فريقه في المجموعة — يوفنتوس — يمتلك 9 نقاط وسجل 14 هدفًا. التعادل مع بروج كشف ضعفًا في التحويل، وهو ما قد يكلّفه المراكز الأربعة الأولى.
لماذا يُعتبر هدف كريستوس تزوليس العكسي مفاجئًا جدًا؟
هدف تزوليس كان أول هدف عكسي يُسجل لبرشلونة في دوري الأبطال منذ 2019، وثالث هدف عكسي له في المباريات الأوروبية خلال خمس سنوات. تزوليس، الذي يلعب كظهير أيمن، لم يُسجل أي هدف رسمي لبرشلونة منذ انضمامه في 2023. الهدف لم يكن نتيجة خطأ دفاعي فحسب، بل نتيجة ضغط متواصل من برشلونة في الدقائق الأخيرة — وهو ما يُظهر أن الفريق لم يُفقد الأمل، بل تحوّل إلى قوة هجومية مُلحّة.
هل يمكن لبروج أن يتأهل لدور الـ16؟
الاحتمالات ضعيفة، لكنها غير مستحيلة. بروج بحاجة للفوز في مباراتين على الأقل، وتحقيق تعادل في الثالثة، مع انتظار نتائج فرق أخرى. لكنه الآن يمتلك معنويات عالية، وسجل 8 أهداف في 4 مباريات — وهو ما يُعادل أداء فرق كبيرة مثل إنتر ميلان في نفس المرحلة. إذا استمر كارلوس بورجيس في التسجيل، فقد يُصبح أسطورة في بلجيكا، وحتى في أوروبا.
ما الذي تغير في أداء برشلونة مقارنة بالموسم الماضي؟
الفرق الأكبر هو في التوازن. الموسم الماضي، كان برشلونة يعتمد على ليو ميسي وفريقه، لكن الآن يعتمد على يامال وتوريس كمُخرّجين فقط. لا يوجد لاعب يُنظم اللعب من الوسط، ولا مُدافع مركزي يُسيطر على الهجمات. هذا يُشبه فريقًا يملك مُحركات قوية، لكنه لا يملك عجلات توجيه. التعادل مع بروج كشف أن الفريق يُخسر دون أن يلعب، وليس فقط بسبب الأخطاء.
Abdeslam Aabidi
يا جماعة، شوفوا شو صار؟ برشلونة يلعب زي ما لو في نزهة صيفية، وبروج يضربهم بقلب كبير وعقل مُنظم. هذا ليس تعادل، هذا درس في كرة القدم. ما يهمشوا الفريق الصغير، لأنه لو حطّوا رأسهم في التراب، صاروا أسطورة. بروج ما يلعب بالمال، يلعب بالروح. وبرشا، يا حبيبي، لازم ترجع تفكر قبل ما تشتري لاعب جديد.
Nouria Coulibaly
يا رب! هدف تزوليس العكسي كان كأنه فيلم سينمائي! 🤯 برشلونة ما خسر، بس خلّى قلوبنا تخفق من التوتر! كارلوس بورجيس؟ بطل حقيقي، ويا مال؟ يا زهرة صغيرة بس بسّت كل شيء! بروج نجح في إثبات إن كرة القدم ما بتنحصر في الملايين، بس في الإرادة. نتمنى لهم التأهل، حتى لو خسر برشلونة بعدين - هذا التعادل كفاية ليه كيما نفسيّة!
adham zayour
أكيد برشلونة خسر، بس مش من بروج... خسر من نفسه. 58% سيطرة، 23 تسديدة، و3 كرات على القائم، ومش فازوا؟! يا سيدي، لو لعبوا كده في الدوري الإسباني، كان اللاعبين خرجوا من الملعب وهم يبكون من العار. يامال وتوريس بسّوا، بس منين جايين؟ الوسط؟ الدفاع؟ خلّوا الأستاد ينام! هاللعب كأنه فريق عنده 5 مهاجمين وصفر مُنظّم. بروج بسّوا بسّوا، بس برشلونة خلّى نفسه يخسر من الداخل. يا جماعة، هذا التعادل مو نصر لبروج... هو إنذار أخضر لبرشلونة: خلّوا الكرة تمشي، ما تمشي بس على قدم يامال.