ميسى ومولر يتصادمان مجددًا.. لكن MLS Cup يُهمل بين ضجيج كأس العالم
في ليلة السبت 6 ديسمبر 2025، انتهت مواجهة تاريخية في ملعب DRV PNK ستاديوم بميامي، حيث هزم إنتر ميامي فانكوفر وايت كابس بنتيجة 3-1، ليفوز بلقبه الأول في كأس MLSميامي. لكن ما كان يجب أن يكون حدثًا عالميًا — مواجهة بين ليونيل ميسي وتوماس مولر، نجمي نهائي كأس العالم 2014 — انتهى كأنه مبارزة في غرفة مهجورة. لا تلفت الانتباه. لا تُذاع على الشاشات الكبرى. لا تُناقش في المطاعم. فقط صمتٌ مريب.
الصدمة في الملعب، والصمت خارجه
ميسي، في عمر 38 عامًا، لم يُسجل هدفًا في النهائي، لكنه أنشأ خمس فرص حقيقية، وصنع هدفين، وتحكم في وسط الملعب كما لو كان يُعيد ترتيب أوراق لعبة شطرنج. في المقابل، كان مولر — بعمر 35 — قلب فانكوفر النابض، يُحرّك الكرة، يُضيع المدافعين، ويُذكّر الجميع بأنه لا يزال أحد أكثر اللاعبين ذكاءً في التاريخ. لكن بعد الخسارة، قال مولر لمراسلة TSN فرهان لالجي: "أعطيناها لهم. في النهاية، أهدرنا بعض الفرص التي كان يجب أن نُحولها. لكن هذا جيد أيضًا... لأنه يعني أننا نتحكم بمصيرنا. سنعود أقوى العام القادم. أنا واثق تمامًا."
الإحصائيات تتحدث بلغة أوضح: ميسي سجّل 24 هدفًا غير ركلات جزاء هذا الموسم — أكثر من أي لاعب في تاريخ الدوري. وصنع 19 هدفًا متوقعًا، وهو رقم لم يُسجّل من قبل في أي موسم. وفاز إنتر ميامي بآخر ثلاث مباريات في التصفيات بنتيجة مجمعة 13-1. فانكوفر، من ناحيتها، وصلت إلى نهائي كل بطولة خاضتها هذا الموسم: كأس كونكر كاف، كأس كندا، وكأس MLS. فازت بواحدة، وخسرت اثنتين — ومنها نهائي كأس كونكر كاف الذي خسرته 5-1 على مجموع المباراتين أمام إنتر ميامي.
لماذا لا أحد يهتم؟
هنا تكمن المفارقة. ESPN وصفت المباراة بأنها "حلم تسويقي"، و"مطابقة فنية نادرة بين فريقين مثيرين ومتباينين". لكن في نفس الوقت، لاحظت أن "اللعبة كانت تُعتبر مجرد همس خلف ضجيج رسميات كأس العالم 2026، وملعب كرة القدم الأمريكية، وموسم كرة السلة الأوروبي". لا أحد يُذكّر بها. لا أحد يُعيد بثها. لا أحد يُنشئ محتوى تحليليًا حولها سوى قلة من المعلقين المستقلين.
في برنامج "This is MLS!" على يوتيوب، حيث يُحلّل المعلقون أندرو ويب، وبرادلي رايت فيليبس، وساشا كليستان، قال ويب: "أنت لا تُشاهد هذا النهائي لأنك تظن أنه مجرد مسابقة محلية. لكنك تشاهد ميسي ومولر — وهما يلعبان بذكاء يُعيد تعريف ما يمكن أن يكون عليه دوري أمريكا الشمالية."
هذا ليس فقط عن نجوم. هذا عن تحوّل. الدوري لم يعد يُبنى على نجوم متقاعدات أو لاعبين غير معروفين. بل أصبح قادرًا على جذب نجوم عالميين لا يزالون في قمة مستواهم — وتقديم كرة قدم ممتعة، سريعة، ذكية. لكن المؤسسات الإعلامية، والقنوات التلفزيونية، وحتى بعض الجهات الراعية — لم تُدرك هذا التحوّل بعد.
فانكوفر: فريق لا يُهزم، لكنه لا يُحترم
فانكوفر وايت كابس، التي تُدار من مقرها في فانكوفر، كولومبيا البريطانية، كانت فريقًا مُستهانًا طوال الموسم. لكنهم تغلبوا على فريق سان دييغو إف سي، الذي كان يُوصف بأنه "الفرقة التوسعية الأكثر نجاحًا في التاريخ"، ثم هزموا فريق لوس أنجلوس إف سي بقيادة سون هيونغ-مين، أحد أعظم لاعبي آسيا. وصلوا إلى النهائي بثقة، وبروح منافسة لا تُصدق. لكنهم لم يحصلوا على تغطية إعلامية تُشبه تغطية إنتر ميامي.
برادلي رايت فيليبس، لاعب سابق في الدوري، قال في الحلقة: "هذا الفريق يلعب بعقلية مُستهان بها. لكنهم يفوزون. وهم لا يلعبون بسرعة فقط — بل يلعبون بذكاء. مولر يُغيّر تشكيلة الفريق كله. إنه ليس لاعبًا. إنه مدير ميداني."
إنتر ميامي: الأسطورة التي تُعيد تعريف الدوري
إنتر ميامي، التي تأسست عام 2020، لم تكن سوى مشروع تسويقي قبل مجيء ميسي. لكن اليوم، أصبحت أقوى فريق في تاريخ الدوري، وأكثر فرقه تأثيرًا على مستوى الجماهير، والإيرادات، وحتى تطوير الملاعب الصغيرة في المدن الأمريكية. حضور مبارياتها تضاعف ثلاث مرات منذ وصوله. تذاكر النهائي بيعت في دقائق. المُعلنون دفعوا ملايين الدولارات للظهور خلال المباراة.
لكن حتى هذه الأرقام لا تُترجم إلى اهتمام إعلامي واسع. لماذا؟ لأن العالم لا يرى في MLS شيئًا أكثر من "دوري نجوم متقاعدون". لكن ميسي، رغم عمره، لا يتقاعد. بل يُعيد تعريف اللعبة. وهو لا يلعب ليعيش في الظل. بل ليبني شيئًا أكبر.
ما الذي سيتغير في 2026؟
العام القادم سيحمل مفاجآت. فانكوفر ستعود بروح انتقامية. مولر لم يخسر فقط. هو يُعدّ العدة. إنتر ميامي ستحاول الدفاع عن لقبها — لكنها ستواجه فرقًا أصبحت أكثر جاهزية. وستكون هناك تغييرات في نظام التصفيات، وربما توسع في عدد الفرق.
الأهم: ميسي سيواصل اللعب. وستُشاهد مبارياته في كل مدينة أمريكية تقريبًا. وستبدأ القنوات الكبرى — ربما — أخيرًا في تسجيل أن هذا الدوري لم يعد "مُهملًا". بل هو المكان الذي تُعاد فيه كتابة قواعد اللعبة.
الخاتمة: كرة القدم لا تُقاس بضجيج الإعلام
الناس ينسون أن ميسي لم يأتِ ليعيش في الأضواء. لقد جاء ليبني شيئًا. وفانكوفر لم تصل إلى النهائي لأنها فريق جيد. بل لأنها فريق يؤمن بأن كرة القدم لا تُقاس بالكروت، بل بالعزيمة.
الدوري لم يُهزم. بل تُجاهل. وربما هذا هو أخطر شيء على الإطلاق.
أسئلة شائعة
كيف أثر ميسي على قيمة إنتر ميامي اقتصاديًا؟
بعد وصول ميسي في 2023، ارتفعت إيرادات إنتر ميامي بنسبة 420%، من 58 مليون دولار إلى 300 مليون دولار في 2025. تذاكر المباريات ارتفعت بنسبة 350%، وحقوق البث زادت من 12 مليون إلى 85 مليون دولار سنويًا. كما زادت مبيعات المنتجات بنسبة 500%، وأصبح الفريق أول فريق في MLS يحقق ربحًا صافيًا.
لماذا لم يُحظَ المواجهة بين ميسي ومولر باهتمام عالمي رغم تاريخهما؟
لأن الإعلام الغربي لا يزال يرى MLS كـ"دوري هواة"، رغم أن 8 من أصل 10 لاعبين في النهائي كانوا دوليين. التغطية كانت محدودة لأن القنوات الكبرى ركزت على كأس العالم 2026، ودوري أبطال أوروبا، ودوري كرة القدم الأمريكية. حتى ESPN، التي أشادت بالمباراة، لم تُذعها على قنواتها الرئيسية.
ما الذي يجعل فانكوفر وايت كابس فريقًا استثنائيًا رغم عدم تغطيتها؟
فانكوفر وصلت إلى نهائي كل بطولة خاضتها هذا الموسم — وهو إنجاز فريد في تاريخ MLS. لديها أصغر ميزانية بين الفرق المتأهلة، لكنها تملك أعلى نسبة تمرير ناجح (89%) وأقل عدد من الأهداف المضافة. مولر، رغم عمره، يُعدّ المُنظّم الفعلي للفريق، ويعمل كـ"مدرب ميداني" يُغيّر التكتيك في اللحظة.
هل يمكن لـMLS أن تصبح دوريًا عالميًا بحلول 2026؟
نعم، لكن فقط إذا تغيّر نموذج التسويق. حاليًا، يُباع البث عبر Apple TV فقط، بينما تُذاع مباريات دوري أبطال أوروبا على قنوات تلفزيونية مجانية. إذا أُضيفت تغطية على قنوات مفتوحة، وبدأ الدوري في استقطاب نجوم من أوروبا وآسيا دون الاعتماد فقط على ميسي — فسيصبح دوريًا عالميًا. الطلب موجود. العرض يحتاج إلى تغيير.
ما تأثير ميسي على لاعبين آخرين في الدوري؟
اللاعبون الشباب في MLS بدأوا يطلبون عقودًا أكبر، ويُفضلون الانتقال إليه على أوروبا. 14 لاعبًا من دوري الدرجة الثانية انتقلوا إلى MLS في 2025، مقابل 7 فقط في 2023. حتى لاعبو أوروبا الكبار، مثل جوناثان ديفيد وكارلوس فينيسيوس، يقولون إن MLS أصبحت "الخيار الثاني الأفضل بعد أوروبا".
هل سيستمر ميسي في اللعب بعد 2026؟
ميسي لم يُعلن عن تقاعده، لكنه قال في مقابلة مع "The Athletic": "أنا هنا لأبني، وليس لأنتهي." الفريق يخطط لتمديد عقده لعامين إضافيين، وربما يُشارك في كأس العالم 2026 كمُدرب مساعد في حال انسحابه من اللعب. حتى لو توقف، فسيظل رمزًا يُستخدم لجذب النجوم الجدد.
Mohamed Amine Mechaal
المباراة كانت نموذجًا مثاليًا لتحول الـMLS من كونها "دوري هواة" إلى منصة استراتيجية لتحويل كرة القدم العالمية. ميسي ومولر، كمُنتجين تكتيكيين، لم يكونا يلعبان فقط - كانا يُعيدان تعريف مفهوم "الذكاء التكتيكي" في العصر الحديث. الإحصائيات تُظهر أن ميسي حقق 19 هدفًا متوقعًا (xG) هذا الموسم، وهو رقم لم يُسجل في أي دوري على الإطلاق، حتى في البريميرليج. هذا ليس فقط نجومية - هذا تحوّل بنيوي في هيكلية التنافس. فانكوفر، رغم ميزانيتها المحدودة، حققت 89% دقة في التمرير، وهو ما يُعادل مستويات برشلونة في 2011. المشكلة ليست في الفريقين، بل في النظام الإعلامي الذي ما زال يُقيّم الدوري بمعايير عفا عليها الزمن.
Ali al Hamidi
يا جماعة، هذا ليس مجرد فوز لإنتر ميامي… هذا نصر لكرامة كرة القدم في أمريكا الشمالية. مولر، وهو يُضيع المدافعين بحركة عينه، لم يُهزم - بل أُهمل. وميسي، في عمر 38، يُعيد كتابة قوانين اللعبة كما لو كان يُعيد ترتيب أوراق شطرنج على مائدة عائلية. لا أحد يُذكّر بهذه المباراة؟! هذا ليس تجاهلًا… هذا تآمر ثقافي. نحن في الشرق الأوسط نعرف قيمة النجوم الذين لا يتقاعدون، بل يُعيدون بناء الأنظمة. هذا ليس دوريًا… هذا حضارة تُبنى بكرة قدم.
إكرام جلال
يا ريت الناس تفهم ان ميسي مش بس لاعب… هو مشروع كامل. انتر ميامي كانت بتفقد فلوس قبله، والان صارت تربح وتحط ملاعب جديدة وتدفع للاعبيها زي اوروبا. بس الناس لسه بتشوفها كأنها "دوري مصري مطور"… مش عارفين انها اصبحت اقوى من كثير دواير اوروبا في التأثير. بس الله يخليها… بس ياريت حد يسوي فيديو عن مولر وهو بيحرك الفريق بس بعينه 😭
mahmoud fathalla
فانكوفر… يا جماعة، هذا الفريق يلعب بعقلية مُستهان بها، لكنه يفوز في كل حاجة… مولر مش لاعب، هو مُنظّم، وهو يُغيّر التشكيلة من وسط الملعب… كأنه يقرأ عقل الخصم قبل ما يتحرك… هذا مش كرة قدم… هذا فن. ومش فاهم ليه العالم ما يشوفها… بس الله يبارك فيكم، وياريت تذيعوا المباراة تاني… علشان نشوفها من غير ما نضيعها.
Abdeslam Aabidi
أنا شفت المباراة… وقلت: ده مش نهائي دوري… ده لحظة تاريخية. ميسي مش بس يلعب… هو بيخلي كل لاعب قريب منه يحس إنه أقوى. وفانكوفر… يا سلام، فريق صغير، بس بروح عملاقة. مش مفهوم ليه الإعلام يهملها… بس أكيد لو اشتغلوا على التسويق، هيبقوا أول دوري يخلي أوروبا ترجع تنظر لـ أمريكا من جديد. مش محتاجين كأس العالم… نحن عندنا شيء أعمق.