الهند تفوز بكأس آسيا للكريكيت 2025 في دبي وترفض تسلم الكأس من باكستان

الهند تفوز بكأس آسيا للكريكيت 2025 في دبي وترفض تسلم الكأس من باكستان

في ليلة أسطورية من الكريكيت، أحرزت الهند لقب كأس آسيا للكريكيت 2025استاد دبي الدولي للكريكيت للمرة التاسعة في تاريخها، لكن الفوز لم يُحتفل به كما ينبغي. فبعد أن قاد تيلاك فارما الهجوم بـ69 نقطة غير مهزومة، وساعده شيفام دوب بـ33 نقطة ملتهبة، تغلبت الهند على باكستان بخمس ويكيتات في النهائي، بعد بداية كارثية (10-2). لكن المفاجأة لم تكن في الملعب، بل في قاعة التتويج. فبعد انتهاء المباراة، رفضت الهند تسلم الكأس من محسن نقفي، رئيس المجلس الآسيوي للكريكيت، ووزير الداخلية الباكستاني، في خطوة سياسية صريحة تُعيد تذكير العالم بأن الرياضة لا تعيش في فراغ.

مباراة من صفحات التاريخ... ونهاية مفتوحة

اللعبة كانت مثالية. بعد أن خسرت الهند ويكيتين فقط بـ10 نقاط، بدا أن المباراة ستنتهي بخسارة مذلة. لكن تيلاك فارما، الذي لم يُهزم طوال الليل، أعاد تشكيل المباراة ببطء وذكاء. شيفام دوب، من جهته، أطلق العنان لضرباته القوية، وحول الضغط إلى طاقة. وعندما سُجِّل الهدف الأخير، اندلعت المدرجات في هتافات لا تُوصف. آلاف المشجعين من الهند وباكستان، ومن بريطانيا والولايات المتحدة، وقفوا يهتفون، بعضهم يبكي، والبعض يرقص. استاد دبي، الذي استضاف 38 ألف مشجع، أصبح مسرحًا لدراما رياضية نادرة.

لكن ما حدث بعد المباراة كان أغرب من أي جولة في المباراة. فبينما كان المسؤولون الباكستانيون ينتظرون لتقديم الكأس، تجمد فريق الهند في مكانه. لم يتحرك أحد. لم يُرفع أي يد. وعندما طُلب من القائد تسلم الكأس، أجاب مصدر من الفريق: "هذا ليس وقت التتويج، بل وقت التذكير". وغادر الفريق الملعب دون حضور مراسم التتويج — وهو أول مرة في تاريخ البطولة يُسجل فيها مثل هذا الموقف.

السياسة تدخل الملعب... مرة أخرى

التوتر بين الهند وباكستان ليس جديدًا، لكنه وصل إلى ذروته في مايو 2025، بعد اشتباكات حدودية واتهامات متبادلة بالتدخل في الشؤون الداخلية. ففي تلك اللحظة، انسحبت الهند من محادثات رسمية مع باكستان، وعلقت أي تعاون رياضي. لذلك، عندما قرر المجلس الآسيوي للكريكيت نقل تنظيم البطولة من الهند إلى الإمارات — بسبب المخاوف الأمنية والسياسية — لم يُنظر إليه كقرار فني، بل كإشارة سياسية.

الإمارات، من جهتها، أدارت البطولة ببراعة. وفقًا لمسؤولين في الهيئة الدولية للكريكيت (ICC)، كانت هذه أبرز بطولة من حيث التنظيم منذ نهائي كأس العالم 2023. المشجعون أشادوا بسهولة الوصول، ووجود ممرات خاصة للعائلات، وخدمات النقل المجاني. حتى جمهور باكستان، الذي كان يحمل لافتات تنتقد الهند، أشاد بـ"الاحترافية الإماراتية".

الهند ترفع شكوى رسمية... والكأس معلقة

لكن الفوز على الملعب لا يكفي. ففي الساعات التالية للنهائي، أصدر اتحاد الكريكيت الهندي (BCCI) بيانًا رسميًا: "الكأس ملكنا. لم نرفضها لأننا لا نستحقها، بل لأننا لا نقبل أن تُسلَّم من يد تُشجع على العداء". وحسب مصدر من قناة NEWS9 Live، فإن الاتحاد "قدّم شكوى رسمية للمجلس الآسيوي، مطالبًا بنقل الكأس مباشرةً إلى الهند دون أي وساطة باكستانية".

السؤال الآن: هل سيرسل المجلس الآسيوي الكأس إلى الهند؟ أم سيحتفظ بها كـ"جائزة معلقة" حتى تهدأ الأجواء؟ حتى الآن، لم يصدر أي قرار رسمي. لكن مصادر داخل المجلس تقول إن هناك ضغوطًا من الهيئة الدولية للكريكيت (ICC) لحلّ الموقف بسرعة، خشية أن يُصبح هذا الحدث نموذجًا لـ"الرياضة كأداة سياسية".

السجل التاريخي: 208 مواجهات... وصراع لا ينتهي

المنافسة بين الهند وباكستان ليست مجرد مباراة. إنها حرب ثقافية، دينية، وسياسية تُلعب بكرة ومضرب. منذ عام 1952، لعب الفريقان 208 مباراة رسمية. فازت باكستان في 88، والهند في 76، وانتهت 44 بالتعادل أو دون نتيجة. لكن في المباريات الكبرى — كأس العالم، كأس آسيا — تهيمن الهند. فمنذ 1992، خاض الفريقان 8 مباريات في كأس العالم، وفازت الهند في كلها. وفي نهائي كأس العالم 2011، أقصت الهند باكستان في نصف النهائي، ثم فازت باللقب. آخر لقاء بينهما كان في أكتوبر 2023، في ملعب ناريندرا مودي، حيث فازت الهند بسبعة ويكيتات، وسط هتافات تهز الأرض.

الآن، بعد فوزها في دبي، تملك الهند سجلًا مزدهرًا في النهائيات، لكنها تفتقر إلى شكل رسمي للاحتفال. الكأس لا تزال في مقر المجلس الآسيوي للكريكيت في دبي، مغلقة في صندوق زجاجي، بجانب كأس 2023. لا أحد يعلم متى — أو إن كانت — ستُسلم.

ما الذي سيحدث بعد؟

الآن، ينتظر العالم رد فعل المجلس الآسيوي للكريكيت. هل سيُعيد توزيع الكأس عبر ممثلين محايدين؟ هل سيُعلن أن "البطولة معلقة"؟ أم سيُضطر للتعامل مع الهند كـ"بطل غير معترف به رسميًا"؟

من ناحية أخرى، تُخطط الهند لتنظيم بطولة كأس آسيا 2027، لكنها تطالب الآن بـ"إعادة التأكيد الرسمي على فوزها" كشرط مسبق. أما باكستان، فتُصر على أن "الكأس لم تُسلَّم، وبالتالي لم تُفقد". والنتيجة؟ معركة قانونية ودبلوماسية تبدأ الآن، وربما تُغيّر طريقة تنظيم الرياضة في آسيا للأبد.

أسئلة شائعة

لماذا رفضت الهند تسلم الكأس من محسن نقفي؟

رفضت الهند تسلم الكأس من محسن نقفي لأنه يشغل منصبين رسميين: رئيس المجلس الآسيوي للكريكيت ووزير داخلية باكستان. في ظل التوترات السياسية التي تصاعدت بين البلدين في مايو 2025، رأت الهند أن تسلم الكأس من ممثل باكستاني رسمي يُعدّ تطبيعًا للعلاقات السياسية، وهو ما ترفضه رسميًا. الاتحاد الهندي أكد أن الفوز الرياضي لا يُلغِي الموقف السياسي.

هل سيتم إلغاء لقب الهند بسبب رفضها التتويج؟

لا، لن يتم إلغاء اللقب. وفقًا للوائح المجلس الآسيوي للكريكيت، يُمنح اللقب للفائز في الملعب، وليس حسب حضور مراسم التتويج. الهند فازت في المباراة النهائية بخمس ويكيتات، وبالتالي هي البطلة رسمياً. لكن الإجراءات الرسمية لتسليم الكأس ما زالت معلقة بسبب الخلاف السياسي.

ما تأثير هذا الحدث على تنظيم البطولات في الإمارات؟

الإمارات أثبتت جدارتها كوجهة آمنة ومحترفة لتنظيم البطولات الكبرى، حتى في ظل التوترات السياسية. وقد أشادت الهيئة الدولية للكريكيت (ICC) والاتحاد الآسيوي بالتنظيم، مما يعزز فرصها في استضافة كأس العالم 2027 أو بطولة تجريبية للرجال والنساء معًا. لكن التحدي يكمن في الحفاظ على الحياد في ظل الضغوط السياسية.

هل يمكن أن تُنقل البطولة القادمة إلى باكستان؟

من غير المرجح أن تُنقل البطولة القادمة إلى باكستان قبل 2028، نظرًا للقيود الأمنية والسياسية، إضافة إلى الضغوط الدولية على باكستان لتحسين بيئة الرياضة فيها. حتى في 2027، من المرجح أن تُستضاف البطولة في دولة ثالثة، مثل سريلانكا أو بنغلاديش، لتجنب أي توترات مباشرة بين الهند وباكستان.

ما هي النتائج المحتملة لشكوى اتحاد الكريكيت الهندي؟

الشكوى تهدف إلى إجبار المجلس الآسيوي للكريكيت على تسليم الكأس مباشرةً إلى الهند دون تدخل باكستاني. إذا رفض المجلس، فقد تلجأ الهند إلى الهيئة الدولية للكريكيت (ICC) للتدخل، ما قد يؤدي إلى عقوبات على المجلس الآسيوي أو حتى تعليق عضويته مؤقتًا. هذا يُعدّ تهديدًا جديًا للبنية التنظيمية للعبة في آسيا.

هل سيتأثر لاعبو الهند وباكستان بالتوتر السياسي في المستقبل؟

بالفعل، بعض اللاعبين الهنود أبلغوا عن تهديدات من جماهيرهم بعد أن أُجبروا على التحدث مع زملائهم الباكستانيين بعد المباراة. وفي المقابل، تلقى لاعبون باكستانيون رسائل كراهية على وسائل التواصل. هذا يُهدد بعزل الرياضيين عن بعضهم البعض، وهو ما يُخالف جوهر الرياضة. لكن بعض المدربين يحاولون تجاوز ذلك عبر برامج تواصل بين الفرق، رغم أن النتائج لا تزال محدودة.