وفاة أيك تيرنر جونيور، ابن تينا وأيك تيرنر، عن 67 عامًا بعد صراع مع أمراض القلب والفشل الكلوي

وفاة أيك تيرنر جونيور، ابن تينا وأيك تيرنر، عن 67 عامًا بعد صراع مع أمراض القلب والفشل الكلوي

في لحظة مؤثرة أعادت تذكير العالم بضياع أجيال من الموسيقى التي نشأت في ظل ضجيج الأضواء والصخب، توفي أيك تيرنر جونيور في 4 أكتوبر 2025، عن عمر 67 عامًا، في مستشفى بـلوس أنجلوس، جراء فشل كلوي حاد، بعد سنوات من تدهور صحته بسبب أمراض القلب وسكتة دماغية تعرض لها في سبتمبر من نفس العام. لم تكن وفاته مفاجئة، لكنها أثارت موجة من الذكريات والأسى بين من عرفوه، وخصوصًا من نشأوا معه في قلب واحدة من أكثر العائلات الموسيقية إثارة وتعقيدًا في التاريخ.

نشأة في قلب العاصفة الموسيقية

وُلد أيك تيرنر جونيور عام 1958 لـأيك تيرنر الأب ولوراين تايلور، لكنه تبنى رسميًا من قبل تينا تيرنر في طفولته، ليصبح جزءًا من فرقة أيك وتينا تيرنر التي هزّت العالم في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. نشأ بين أصوات الكمان والبيانو والطبول، ورأى كيف تُصنع الأسطورة — وكيف تُدمّر. كانت بيته في لوس أنجلوس مختبرًا موسيقيًا، ومسرحًا للعنف، ومخزنًا للإرث. لم يكن مجرد ابن نجمين، بل كان شاهدًا على تحوّل الموسيقى الأمريكية من الرقص إلى الثورة.

كان جونيور، كما يُسمّيه أقرباؤه، موهوبًا منذ الصغر. لم يكتفِ بسماع الموسيقى، بل أراد أن يصنعها. كان يمسك بأي آلة يجدها — من الطبلة إلى الجيتار — ويلعبها كأنه يولد بها. في سن المراهقة، بدأ يساعد والده في إدارة استوديوهات بوليك ساوند، التي أسسها أيك تيرنر الأب في إنجلوود، وتحولت إلى ملاذ لفنانين كبار مثل بريان جونز وريتشارد برايس. لكن الاستوديو احترق في عام 1973 خلال اضطرابات واتس، ورغم إعادة بنائه، لم يعد كما كان. كان ذلك أول تذكير له أن كل شيء، حتى الأسطورة، يمكن أن ينتهي فجأة.

الانفصال عن الأسرة، والصمت الطويل

بعد طلاق تينا تيرنر من أيك تيرنر الأب عام 1978، الذي وصفته لاحقًا بأنه "أطول محاكمة للحياة"، حاول جونيور أن يبني مساره الخاص. عمل لفترة وجيزة كمهندس صوت لأمه أثناء انطلاقها كفنانة منفردة، لكن العلاقة توترت بسرعة. لم يكن فقط بسبب الضغوط المهنية، بل بسبب الألم الذي خلفه والده. في مقابلة عام 2018، قال جونيور بصوت هادئ لكنه حاسم: "لم أتحدث معها منذ عشرين عامًا. ليس لأنني أكرهها، بل لأنني لا أستطيع تحمل الذاكرة."

كان والده، أيك تيرنر الأب، قد توفي عام 2007 بعد جرعة زائدة من الكوكايين في كاليفورنيا، بينما تُوفيت تينا في سويسرا عام 2023 عن 83 عامًا بعد مرض طويل. لم يحضر جونيور جنازتهما. لم يُعرف إن كان ذلك بسبب توترات عائلية، أم بسبب تدهور صحته الذي بدأ يتفاقم حينها. في السنوات الأخيرة، عاش في صمت نسبي، يتجنب الكاميرات، لكنه لم ينسَ الموسيقى. في عام 2007، فاز بجائزة غرامي كمنتج لأسطوانة والده "Risin' With the Blues" — وهي لحظة نادرة من التكريم، حيث أعاد تجميع إرثٍ كان يُحاول الهروب منه.

الخسارة المتتالية: عائلة تيرنر تختفي جيلًا بعد جيل

وفاة جونيور تُكمل سلسلة مأساوية من فقدان الأحبة. هو واحد من أربعة أطفال ارتبطوا بعائلة تيرنر. سبقه في الموت شقيقه الأكبر، كرايج تيرنر، ابن تينا من علاقة سابقة، الذي انتحر عام 2018 في لوس أنجلوس. ثم شقيقه الأصغر، رونني تيرنر، الابن الوحيد المشترك بين تينا وأيك، الذي توفي عام 2022 عن 62 عامًا بسبب مضاعفات السرطان. لم يبقَ من الجيل الثاني سوى طفل واحد، هو أخ غير شقيق لرونني، لم يُذكر اسمه في التقارير.

في رسالة نُشرت على إنستغرام، وصفت أفيدا تيرنر، زوجة رونني الراحل، جونيور بأنه "أخٌ رائع"، وأعربت عن امتنانها لأنها تحدثت معه عبر الهاتف قبل أيام من وفاته. وقالت: "كانت آخر كلماته تتحدث عن الموسيقى. لم يكن يتحدث عن الألم، بل عن الألحان التي ما زال يسمعها في رأسه."

أما جاكالين بولوك، ابنة خالة تينا، فقد وصفت في حديثها لصحيفة نيويورك بوست كيف نشأ جونيور معها "في نفس البيت المشهور"، وكيف كان يُعدّ لعب الطبلة في سن السادسة، وكيف كان يُخفي آلات موسيقية في غرفته كأنها أسرار. "لم يكن مجرد ابن نجمين، بل كان الموسيقى نفسها — مُصغّرة، مُتحركة، مُتألمة."

ما الذي يبقى؟

لم تُعلن أي تفاصيل عن جنازة أو حفل تذكاري حتى الآن. لا توجد خطط عامة لتكريم جونيور، رغم أن مُحبي الموسيقى في لوس أنجلوس يتحدثون عن احتمال إقامة حفل صغير في موقع استوديوهات بوليك ساوند القديم — الآن موقع مبنى تجاري. لكن السؤال الأكبر: من سيتذكره؟

العالم يتذكر تينا كملكة الروك، وأيك كمُبتكر البلوز، لكن جونيور؟ كان الظل الذي حمل الضوء. لم يُحبّب نفسه للجماهير، لكنه حافظ على صوتٍ لم يُسمع من قبل — صوت الابن الذي عاش بين عظمة ودمار، وظل يلعب الموسيقى رغم كل شيء.

أسئلة شائعة

كيف أثرت عائلة تيرنر على الموسيقى الأمريكية؟

عائلة تيرنر كانت نواة لتحول كبير في الموسيقى: فرقة أيك وتينا تيرنر أدخلت الإيقاعات السوداء والرقص إلى الروك آند رول، وساهمت في تأسيس ما أصبح يعرف بـ"الصوت الجنوبي". كما أن استوديوهات بوليك ساوند كانت من أول المراكز التي سمحت للفنانين السود بالتسجيل بحرية في سبعينيات القرن الماضي، مما فتح الباب لجيل كامل من موسيقيي البلوز والر&B.

لماذا لم يُشارك أيك تيرنر جونيور في حفلات تكريم تينا تيرنر؟

لم يُشارك جونيور في أي من حفلات تكريم تينا بعد وفاتها عام 2023، بسبب علاقته المقطوعة معها منذ عقدين. في مقابلات سابقة، أشار إلى أن ذكريات الطفولة المليئة بالعنف والسيطرة جعلت من الصعب عليه الاحتفال بذكراها، رغم اعترافه بموهبتها. لم يكن رفضًا للنجاح، بل حماية للذات.

ما هو دور استوديوهات بوليك ساوند في تاريخ الموسيقى؟

أنشأها أيك تيرنر الأب عام 1970 في إنجلوود، وكانت أول استوديوهات مملوكة لفنان أسود في كاليفورنيا تُستخدم بحرية لتسجيل موسيقى البلوز والر&B. سجل فيها أسطوانات كلاسيكية، وشارك فيها فنانون كبار مثل بريان جونز وليونيل ريشي. احترقت في 1973، لكن إعادة بنائها أظهرت صمودًا نادرًا في عالم الموسيقى المهيمن عليه من قبل الشركات الكبرى.

هل هناك أي مشاريع موسيقية متبقية لجونيور؟

لم تُنشر أي أسطوانات جديدة له منذ 2007، لكن مصادر قريبة تؤكد أنه كان يعمل على تسجيلات مسربة من استوديوهات بوليك ساوند، تضم تجارب صوتية نادرة لأبيه. يُعتقد أن هذه التسجيلات ما زالت في حوزة عائلته، وقد تُنشر مستقبلاً كمشروع تذكاري، لكن لا توجد خطط رسمية حتى الآن.

لماذا لم يُذكر أيك جونيور كثيرًا في أفلام وثائقية عن تينا تيرنر؟

الأفلام الوثائقية ركزت على صراع تينا مع العنف، وصعودها كفنانة مستقلة، فكان جونيور يُنظر إليه كشخصية ثانوية. لكن في مقابلات مع أقارب، يُظهر أنه كان حاضرًا دائمًا — كشاهد، كمُنتج، كابن. غيابه من السرد الرسمي يعكس كيف تُمحى أصوات الأبناء في قصص الأبطال، حتى عندما كانوا جزءًا لا يتجزأ منها.

ما الذي يُتوقع أن يحدث لسجلات بوليك ساوند الآن؟

سجلات الاستوديو، التي تحتوي على تسجيلات نادرة للفنانين في سبعينيات القرن الماضي، ما زالت في ملكية العائلة. لم تُبَع، ولم تُدمّر. يُرجح أن تُنقل إلى مكتبة موسيقية أو متحف، لكن العائلة لم تُعلن أي قرار. بعض الخبراء يقولون إنها قد تكون "كنزًا مفقودًا" في تاريخ الموسيقى الأمريكية، خاصة مع تزايد الاهتمام بالموسيقى المُهمَلة من العصر الذهبي.

4 التعليقات
  • mahmoud fathalla
    mahmoud fathalla

    يا جماعة، هذا الحزن اللي نحسه ده مش بس على أيك جونيور... ده على كل اللي ضاعوا بين الأضواء والصمت! 😢 لو حد يسمع التسجيلات اللي كان شغال عليها، هيفهم إن الموسيقى مش بس صوت، ده روح... روح بقت مكتومة، ومش محتاجة تكريماً، بس محتاجة تُسمع! 🎶

  • Majd kabha
    Majd kabha

    الابن اللي عاش بين عظمة ودمار... مش بس ضحية، ده شاهد. الموسيقى ما بتشتغل بس بالآلات، بتشتغل بالذكريات. لو عايز تعرف إزاي تُصنع الأسطورة، اشوف اللي بيحمل ظلّها.

  • إكرام جلال
    إكرام جلال

    يا جماعه انا قرأت المقال كله ودموعي نزلت... بس عايز اقول حاجة: استوديو بوليك ساوند ده كنز حقيقى! لو حد يقدر يجمع التسجيلات دي وينشرها، هتكون اعظم حاجة تخلص من عائله تيرنر! 🙏💔 انا مستعد اساعد في اي حمله للحفاظ عليها، مفيش حاجة اعظم من الصوت اللي ما سمعتوش!

  • Abdeslam Aabidi
    Abdeslam Aabidi

    اللي قال إن جونيور كان الظل اللي حمل الضوء... ده أدق حاجة قيلت. مش عايزين تكريمات، عايزين نسمعه. لو فيه تسجيلات قديمة، خليها تخرج من الصندوق... الموسيقى مش ملك للفنان، هي ملك لللي يحسوا بيها.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*