نجاح عملية إخلاء طبي جوي لنقل عائلة سعودية مصابة بكورونا من الهند إلى الرياض
في لحظة أشبه بفيلم درامي، هبطت طائرة إخلاء طبي جوي على مدرج قاعدة الرياض بعد رحلة استغرقت 15 ساعة، تحمل في جوفها عائلة سعودية مصابة بـكوفيد-19، وطواقم طبية لم تُصب بفيروس واحد رغم أنهم عاشوا مع المرض في أقرب مسافة ممكنة. كانت هذه الرحلة، التي جرت في 18 مايو 2021، ليست مجرد نقل طبي — بل رسالة مفادها أن المملكة لا تترك مواطنًا خلفها، حتى لو كان عالقًا في أبعد نقطة على خريطة العالم.
توجيهات الملك سلمان تُحول الطموح إلى واقع
إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أطلقت وزارة الدفاع السعودية مبادرة لم تكن موجودة قبل الجائحة: أسطول متكامل من طائرات الإخلاء الطبي الجوي. لم تكن مجرد طائرات مجهزة بسرير متنقل — بل كانت مستشفيات متنقلة، مزودة بأجهزة تنفس صناعي، ومراقبة حيوية، وطواقم طبية من العسكريين والمدنيين، مدربة على التعامل مع حالات العدوى القاتلة. في ظل تفشي الفيروس في الهند، حيث ارتفعت الإصابات إلى مستويات كارثية، كانت هذه الطائرة هي آخر أمل لعائلة سعودية عالقة في أرض غريبة.رحلة من الهند إلى الرياض: 15 ساعة من التحدي
وصلت الطائرة إلى قاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض بعد رحلة طويلة، لكن لم يكن التحدي الأكبر هو الطيران — بل الحفاظ على سلامة الطاقم. وبحسب تقرير صحيفة عكاظ في 6 يونيو 2021، لم يُصب أي من الأطباء أو الممرضين أو الطيارين بالعدوى رغم أنهم نقلوا أكثر من 74 حالة مصابة بـكوفيد-19 منذ بدء العمليات. هذا الإنجاز يُعد نادرًا عالميًا، ففي دول أخرى، ارتفعت إصابات الطواقم الطبية في عمليات الإخلاء إلى مستويات مقلقة. هنا، في السعودية، تم تطبيق بروتوكولات صارمة: معدات واقية من الجيل الخامس، عزل كامل داخل الطائرة، وتهوية متطورة تعيد تدوير الهواء كل 90 ثانية.أسطول متنقل يتجاوز الحدود
لم تكن هذه الرحلة فردية. وفقًا لـصحيفة البلاد، نفذت إدارة الإخلاء الطبي الجوي 67 رحلة خلال أسبوعين فقط، نقلت خلالها 198 مريضًا من 36 قرية داخل المملكة و65 مدينة في 34 دولة. من اليمن إلى الفلبين، ومن باكستان إلى أوكرانيا، كانت هذه الطائرات هي الجسر الوحيد بين المرضى وبيوتهم. حتى أن الطائرة نقلت توأمين يمنيين ملتصقين من حضرموت إلى مستشفى الملك عبدالله التخصصي في الرياض — حيث أُجريت لهما عملية فصل ناجحة. هذا ليس نقلًا طبيًا فقط — هذا إنقاذ متعدد الأبعاد.العينات والمرضى: دور مزدوج في مواجهة الجائحة
ما لا يعرفه كثيرون أن هذه الطائرات لم تنقل المرضى فقط. كانت أيضًا ناقلة حيوية للعينات المخبرية. وبحسب تقارير رسمية، نقلت الطائرات آلاف العينات من مناطق نائية إلى المختبر الوطني في الرياض، مما ساعد على تسريع التشخيص وتقليل زمن الاستجابة. هذه المهمة، التي بدت ثانوية في البداية، أصبحت حجر الزاوية في استراتيجية المملكة لمكافحة الوباء. فبينما كانت بعض الدول تعاني من تأخير في نتائج التحاليل، كانت السعودية تُجري الفحوصات في غضون ساعات.لماذا هذا النجاح؟ الجواب في التخطيط وليس الحظ
السبب الحقيقي وراء هذا النجاح ليس التكنولوجيا وحدها، ولا حتى التمويل. السبب هو التخطيط الاستباقي. فمنذ بداية الجائحة، أمر الملك سلمان ببناء هذا الأسطول قبل أن تتفاقم الأزمة. لم ينتظر حتى تُغلق الحدود أو تُعلق الرحلات. هذا ما يفرق بين الدولة التي تستجيب، وتلك التي تُدار بالطوارئ. الطائرات النفاثة والعمودية المجهزة بتجهيزات إسعافية متطورة — كلها نتجت عن قرار سياسي ذكي، ترجمته وزارة الدفاع بحرفية عسكرية وطبية نادرة.ما الذي سيحدث بعد الجائحة؟
الخبر الجيد؟ هذه الطائرات لم تُوقف بعد انتهاء الجائحة. بل أصبحت جزءًا دائمًا من البنية التحتية الصحية. ففي الأشهر الأخيرة، تم استخدامها لنقل مرضى طوارئ من مناطق نائية إلى مراكز متخصصة، وحتى لنقل الأعضاء للزراعة. هذا الأسطول لم يعد أداة لمواجهة كارثة — بل أصبح ركيزة أساسية في نظام الرعاية الصحية السعودي.إحصائيات لا تُنسى
- 67 رحلة إخلاء طبي جوي خلال أسبوعين فقط في مايو 2021
- 198 مريضًا نُقلوا من داخل المملكة وخارجها
- 74 حالة مصابة بـكوفيد-19 نُقلت دون إصابة أي من الطواقم
- 34 دولة شملتها عمليات الإخلاء منذ بدء المشروع
- أكثر من 36 قرية داخل السعودية تلقت خدمات طبية طارئة عبر هذه الطائرات
أسئلة شائعة
كيف تم تجنب إصابة الطواقم الطبية رغم نقل مصابين بكورونا؟
تم استخدام معدات واقية من الجيل الخامس، ونظام تهوية مغلق يعيد تدوير الهواء كل 90 ثانية، بالإضافة إلى عزل كامل للمرضى داخل الطائرة. كما خضعت الطواقم لتدريب مكثف على التعامل مع حالات العدوى، وتم فحصها يوميًا قبل وأثناء وبعد الرحلات. هذه الإجراءات جعلت نسبة الإصابة صفرًا بين الطواقم، وهو إنجاز نادر عالميًا.
ما مدى تغطية هذه الطائرات داخل المملكة؟
تغطي الطائرات 36 قرية نائية في مناطق مثل جازان، نجران، وحائل، حيث لا توجد مطارات أو طرق مناسبة للنقل البري. كما تُستخدم لنقل المرضى من المستشفيات الصغيرة إلى المراكز المتخصصة في الرياض وجدة، مما يقلل من وقت الاستجابة من أيام إلى ساعات.
هل تم نقل حالات من دول أخرى غير الهند؟
نعم، نُقلت حالات من 34 دولة، بينها باكستان، الفلبين، أوكرانيا، وجنوب إفريقيا. وأكثر العمليات إثارة كانت نقل توأمين يمنيين ملتصقين من حضرموت إلى الرياض، حيث أُجريت لهما عملية فصل ناجحة في مستشفى الملك عبدالله التخصصي.
ما دور هذه الطائرات بعد انتهاء جائحة كورونا؟
لم تُلغَ الطائرات بعد الجائحة — بل أصبحت جزءًا دائمًا من نظام الطوارئ الصحية. تُستخدم الآن لنقل الأعضاء للزراعة، ونقل المرضى من المناطق النائية، وحتى في حالات الكوارث الطبيعية أو الهجمات الإرهابية، حيث تحتاج الرعاية السريعة إلى نقل فوري.
كيف تُدار هذه العمليات بين وزارة الدفاع ووزارة الصحة؟
تُدار العمليات بتنسيق تام بين الطرفين: وزارة الصحة تحدد الحاجة وتُرسل المرضى، بينما تُدير وزارة الدفاع العمليات الجوية والطواقم. المختبر الوطني يتلقى العينات مباشرة من الطائرات، مما يسرّع التشخيص. هذا التعاون هو نموذج عالمي للتكامل بين القطاعين العسكري والمدني.
ما الذي يجعل هذه العملية مختلفة عن عمليات الإخلاء في دول أخرى؟
الفرق ليس في التكنولوجيا فقط، بل في الاستعداد المسبق. بينما اضطرت دول كثيرة لبناء أنظمة طوارئ بعد تفشي الجائحة، كانت السعودية قد أنشأت الأسطول قبل الأزمة. هذا التخطيط المبكر، بالإضافة إلى التزام القيادة بحماية المواطن في أي مكان، جعلها نموذجًا عالميًا في الاستجابة الإنسانية.
Majd kabha
هذا ما يسمى بالقيادة الحقيقية. ليس مجرد رد فعل، بل تخطيط مسبق. عندما تُقدّم حياة الإنسان كأولوية، لا تُضطر للاستغاثة - بل تُبنى الحلول قبل أن يُطلب منها.
السعودية لم تُنقذ مواطنين فقط، بل أعادت تعريف مفهوم الأمن الوطني: ليس فقط بحماية الحدود، بل بحماية الأرواح أينما كانت.
Mohamed Amine Mechaal
النموذج المتكامل بين القطاعين العسكري والمدني يمثل مثالًا نادرًا على sysops interoperability في سياق الطوارئ الصحية. تطبيق protocoles de biosécurité de cinquième génération ضمن بيئة مغلقة مع تهوية ذات دورة تكرارية كل 90 ثانية يُعد إنجازًا تكنولوجيًا-استراتيجيًا لا يُضاهى.
هذا ليس مجرد نقل طبي - بل نظام احتياطي بيولوجي متنقل يُعيد تشكيل مفهوم الرعاية الطبية الطارئة في العصر الحديث.
Nefertiti Yusah
يا جماعة، تخيلوا إنكم في الهند، مصابين، والعالم كله مغلق، وفجأة تسمعون صوت طائرة تهبط… وتفتح الباب، وتشوف طاقم طبي مُجهّز زي أبطال أفلام الخيال العلمي، وبيقولوا لكم: 'أنتوا معانا، رايحين لبيتكم'؟
أنا بكيت من أول سطر. مش عارفة إزاي أوصف إحساس إنك مش وحدك، وإن بلدك مش بس بتقول 'نحبك'… بس بتتحرك وتُنقذك.
Ali al Hamidi
هذا ليس إنجازًا عابرًا، بل هو ترجمة حرفية لمقولة: 'الوطن ليس مكانًا، بل هو من يُعيدك إليه عندما تضيع'.
الطائرات ليست مجرد أجهزة ميكانيكية - بل هي تعبير ملموس عن الولاء. من يُفكر في نقل توأمين ملتصقين من حضرموت إلى الرياض؟ فقط من يرى في كل مواطن إنسانًا يستحق كل شيء، حتى لو كان بعيدًا عن العين، لكن قريبًا من القلب.
هذا ما يصنع الفرق بين الدولة التي تُبنى على الأحجار، وتلك التي تُبنى على الكرامة.
إكرام جلال
يا جماعه والله هذي اكتر حاجه تخليني فخور ببلدي 😭 نقلوا مرضى من 34 دول ومش اصابوا اي حد؟؟ دي مش معجزه دي كفاءه حقيقيه