مانشستر يونايتد يصعد للنهائي بفوز 4-1 على أثليتك بيلباو وثنائية ميسون مونت

مانشستر يونايتد يصعد للنهائي بفوز 4-1 على أثليتك بيلباو وثنائية ميسون مونت

في ليلة لا تُنسى في ملعب أولد ترافورد، حوّل مانشستر يونايتد تأخره النسبي في الشوط الأول إلى انتصار ساحق 4-1 على أثليتك بيلباو، ليُغلق باب العودة أمام الخصم الإسباني بفوزه 7-1 في المجموع، ويتأهل إلى نهائي كأس أوروبا للأنديةبيلباو، حيث سيواجه توتنهام هوتسبير في 21 مايو 2025. لم يكن الفوز مجرد تأهّل، بل كان رسالة قوية من فريق يعاني في الدوري الإنجليزي — حيث يحتل المركز الخامس عشر — أن أوروبا لا تزال أرضه المقدسة.

البداية المفاجئة.. وحلم أثليتك بيلباو يبدأ

بدأ أثليتك بيلباو المباراة بحماسٍ غير متوقع، ففي الدقيقة 31، استغل ميكل جوريزاريس هفوة دفاعية من هاري ماغواير، الذي حاول تمريرة متهورة من خلفه، فانطلق الكرة بسرعة إلى قدم جوريزاريس، فسدد بقوة من خارج منطقة الجزاء، وارتطمت بالشباك العلوية. كان الهدف أول هدف يُسجله الفريق الإسباني في المباراتين، وأثار موجة من الترقب في المدرجات. لكنه لم يكن سوى ومضات قصيرة قبل العاصفة.

التحول الجذري: مونت وشونغ في الملعب

اللعبة تغيّرت تمامًا في الدقيقة 62، عندما أدخل المدرب روبن أморيم ميسون مونت بدلًا من مانويل أوجارتي، وليوك شاو بدلًا من نوسير مزراوي. لم يُنتظَر من مونت — الذي سجل هدفًا واحدًا فقط في 41 مباراة منذ وصوله من تشيلسي صيف 2023 — أن يُغيّر مسار المباراة. لكنه فعل أكثر من ذلك.

في الدقيقة 72، تلقى مونت تمريرة من ليني يورو، ودار بسرعة، ثم أطلق كرة يسرية قوية من داخل منطقة الجزاء، متجاوزًا الحارس خولين أغيريزابالا. ثم في الدقيقة 79، أضاف كاسيميرو هدفًا ثانٍ بعنوانه من ركلة حرة من برونو فيرنانديس، حيث ارتفع الكرة ببطء فوق الدفاع وسقطت في الشباك. كل هذا بعد أن ظل الفريق الإنجليزي يفتقر إلى التهديف لأكثر من 70 دقيقة.

الخاتمة المثالية: مونت يكتب التاريخ

لكن الأفضل كان قادمًا. في الوقت بدل الضائع، في الدقيقة 90+1، وقف مونت على حافة منطقة الجزاء على الجناح الأيسر، وسدد كرة بقدمه اليسرى من بعد أكثر من 40 ياردة — مباشرة نحو مركز المرمى. لم يرَ الحارس الكرة، ولم يتحرك. سُجّل الهدف. كان هدفه الثاني. لم يكن مجرد هدف، بل كان تاريخًا.

أصبح مونت أول لاعب بديل يسجل ثنائية في مباراة إقصائية أوروبية لمانشستر يونايتد منذ ديفيد بيكهام ضد ريال مدريد في أبريل 2003. وفي أربع أيام فقط، سجل مونت أكثر من كل ما سجّله في 41 مباراة سابقة مع النادي. هذا التحول الصارخ يطرح سؤالًا: هل كان أморيم يعلم؟ أم أن مونت كان ينتظر فقط فرصة؟

الإحصائيات التي تُذهل

  • مانشستر يونايتد يتأهل لأول مرة إلى نهائي أوروبي منذ 2021، عندما خسر أمام فياريال في ركلات الترجيح.
  • راسموز هولوند سجّل هدفه الحادي عشر هذا الموسم، ليصبح ثاني هداف الفريق خلف برونو فيرنانديس.
  • كاسيميرو حصل على أعلى تقييم (8/10) من قبل سكاي سبورتس، بينما حصل 6 لاعبين على 5/10 فقط — دليل على التفاوت الكبير في الأداء.
  • أثليتك بيلباو لم يسجل أي هدف في المباراتين خارج ملعبه، رغم تفوقه في بعض الأحيان.
لماذا هذا الفوز يهم أكثر مما يبدو؟

لماذا هذا الفوز يهم أكثر مما يبدو؟

في ظل تراجع مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي — حيث خسر أربع مباريات بفارق ثلاثة أهداف هذا الموسم، وكلها في ملعبه — كان هذا التأهل بمثابة نافذة أمل. النادي الذي يعاني من فراغ في الهوية، وصراعات إدارية، وانعدام ثقة من الجماهير، وجد في أوروبا ملاذًا. ففي الموسم الماضي، فاز بكأس الاتحاد الإنجليزي. والآن، على بعد 90 دقيقة فقط من كأس أوروبا.

الفوز ليس فقط عن كأس. إنه عن إعادة بناء الصورة. عن إثبات أن النادي لا يزال قادرًا على التفوق عندما يُركّز. عن تذكير الجماهير بأن تاريخه الأوربي لا يزال حيًا — فهذه هي المرة التاسعة التي يصل فيها إلى نهائي أوروبي كبير، بعد 12 عامًا من آخر مرة.

ما الذي ينتظرهم في بيلباو؟

النهائي سيكون أول نهائي أوروبي بين فريقين إنجليزيين منذ 2019، عندما واجه ليفربول توتنهام في دوري أبطال أوروبا. توتنهام، الذي تجاوز بودو/غليمت بنتيجة 5-2 في المجموع، يمتلك خط هجوم سريعًا بقيادة سون هيونغ مين، وحراسة متماسكة. لكن مانشستر يونايتد، رغم ضعفه في الدوري، يلعب بثقة أكبر الآن. فريقه يتحرك كوحدة واحدة في المباريات الأوروبية، وثقتهم في أمورايم تزداد يومًا بعد يوم.

الفائز في النهائي سيضمن تأهّلًا مباشرًا إلى دوري أبطال أوروبا 2025-26، وهو هدف استراتيجي أكثر من كونه رمزيًا. ففي ظل التغييرات المالية الكبيرة في كرة القدم الأوروبية، فإن دوري الأبطال ليس فقط عن الفخر — بل عن ملايين الجنيهات التي تُبنى بها أندية المستقبل.

ما الذي لم يُقال؟

لم يُذكر في التقارير أن أثليتك بيلباو خسرت كلا لاعبيه الأساسيين في الجناح — نيكو وينسون ويناكاي وينسون — بسبب إصابات، ما أضعف خط هجومهم بشكل حاسم. كما أن غياب جماهيرهم في أولد ترافورد، بسبب قلة التذاكر المخصصة للنادي الإسباني، أثر على الحماسة. هل كان الفوز مُقدّرًا؟ ربما. لكنه لم يكن مضمونًا.

أسئلة شائعة

كيف تأثرت مانشستر يونايتد من تراجعها في الدوري الإنجليزي؟

رغم تواجد الفريق في المركز الخامس عشر في الدوري، إلا أن أدائه في أوروبا كان مغايرًا تمامًا. فقد خسر أربع مباريات بفارق ثلاثة أهداف هذا الموسم، وكلها في ملعبه، لكنه لم يُهزم في أي مباراة أوروبية هذا الموسم. هذا يشير إلى أن الفريق يتحسن عندما يُركّز على البطولات القارية، وربما يُظهر أن إدارة النادي تُفضّل أوروبا كمصدر للإنجازات في ظل الأزمات المحلية.

لماذا كان ميسون مونت هو البطل رغم تراجعه طوال الموسم؟

مونت لم يكن مُحبطًا، بل كان ينتظر اللحظة المناسبة. منذ وصوله من تشيلسي، لم يُعطَ دورًا ثابتًا، لكنه ظل يتدرب بجد. عندما أُدخل كلاعب بديل، كان يُدرك أن هذه فرصته الأخيرة. سجّل هدفين في 18 دقيقة، وهو أكثر مما سجّله في 41 مباراة سابقة. هذا يثبت أن بعض اللاعبين يحتاجون فقط إلى ثقة وموقف يُطلق طاقتهم — وليس تغييرًا في القدرات.

هل يمكن لمونتيتو تغيير مستقبل النادي؟

إذا فاز مانشستر يونايتد بالنهائي، فسيصبح مونت بطلًا فوريًا، وقد يُصبح رمزًا لمرحلة جديدة. النادي يبحث عن لاعب يُعيد بناء صورته، وليس فقط يُسجل أهدافًا. مونت، بأسلوبه الهادئ وقيادته غير المعلنة، قد يكون هذا اللاعب. حتى لو لم يُستدعَ في الدوري، فإن أدائه في أوروبا قد يُعيد تشكيل تصور الجماهير له.

ما الذي يجعل نهائي بيلباو مختلفًا عن نهائيات سابقة؟

هذا أول نهائي أوروبي بين فريقين إنجليزيين منذ 2019، وأول نهائي لكأس أوروبا في بيلباو منذ 1995. كما أن الفائز سيضمن تأهّلًا مباشرًا إلى دوري الأبطال، وهو ما يعني ملايين الجنيهات الإضافية. النادي الذي يفوز سيحصل على ميزانية تُعادل تكلفة لاعب بقيمة 100 مليون جنيه — وهذا ليس مجرد كأس، بل هو إنقاذ مالي ورياضي.

هل يمكن أن يُعيد هذا الفوز توازن النادي الإداري؟

نعم. إدارة النادي تواجه ضغوطًا كبيرة من الجماهير بسبب التراجع في الدوري، لكن الفوز في أوروبا يُعطيها مبررًا للبقاء. ففي السنوات الأخيرة، نجح النادي في تحقيق كأسين كبيرين في موسمين متتاليين — كأس الاتحاد الإنجليزي والآن كأس أوروبا. هذا يُظهر أن النادي لا يزال قادرًا على الفوز، فقط ليس في كل الأوقات. الجماهير قد تسامح، لكنها لا تنسى. هذا الفوز قد يُعطي أمورايم وقتًا إضافيًا لبناء الفريق.

ما تأثير هذا الفوز على لاعبي الفريق الآخرين؟

كاسيميرو، الذي يُعد من أبرز نجوم المباراة، قد يُصبح رمزًا للانضباط والخبرة، بينما يُمكن أن يُعيد هولوند بناء ثقته بعد موسم متعثر. حتى لاعبو الوسط مثل يورو وفيرنانديس، الذين تلقوا تقييمات متوسطة، قد يُعيدون تقييم أدائهم. الفوز يُعطي دفعة نفسية كبيرة، وقد يُحول بعض اللاعبين من "مُشكِلين" إلى "مُنقذين" في نظر الجماهير.

5 التعليقات
  • adham zayour
    adham zayour

    يا جماعة، شكون قال إن مانشستر يعاني؟ بس خليكم تسمعون: لاعب بديل يسجّل ثنائية في 18 دقيقة، ويعيد رسم تاريخ نادي كامل؟! هذا مش لعب، هذا سحر. لو كان مونت بديل في أي فريق آخر، كان يُباع على موقع eBay بسعر 50 مليون. لكنه هنا؟ يُستدعى، يُغيّر مجرى التاريخ، وينسى الجميع إنه كان مُهمَل. أوروبا بس، يا جماعة، أوروبا بس هي اللي تُوقظ الموتى.

  • Mohamed Amine Mechaal
    Mohamed Amine Mechaal

    من منظور تكتيكي-استراتيجي، فإن التحول الذي أحدثه أموريم يُعدّ نموذجًا مثاليًا لـ "dynamic substitution paradigm"، حيث يتم تفعيل latent potential عبر تغيير التوازن الديناميكي للخط الأمامي. مونت، كلاعب ذو high work-rate coefficient وlow positional rigidity، كان المفتاح المفقود في تحليل فضاءات الوسط. إدخاله لم يكن تكتيكًا، بل هو تحوّل إبستمولوجي في فلسفة اللعب.

  • Nefertiti Yusah
    Nefertiti Yusah

    الله يهديكم. من فضلكم، اقرأوا ما كتبه مونت على تويتر بعد المباراة: "أنا فقط لاعب. لا أريد أن أكون بطلًا. أريد أن ألعب". كأنه يقرأ قلوبنا. هذا الرجل ما سجّل هدفين، سجّل أمل. كل اللي قالوا إنه مش جيد، خلّوهم يشوفوا شكلهم وهم يناموا على كراسيهم. أنا شايفة إنه بس محتاج فرصة... ويا رب يبقى بطل كل العالم.

  • Ali al Hamidi
    Ali al Hamidi

    في الثقافة العربية، نقول: "القلم لا يُكتب إلا بالصبر، والبطل لا يُولد إلا في اللحظة التي يُستدعى فيها". ميسون مونت لم يُخلق بطولًا، بل تحوّل إلى بطل عندما أُعطي الفرصة. هذا ليس صدفة. هذا قدر. أثليتك بيلباو، رغم شجاعتهم، لم يكن لديهم ما يكفي من الإرادة لمواجهة روحٍ مُستيقظة. النادي الذي يُضيّع لاعبين مثله في الدوري، لا يُضيّعه في أوروبا. لأن أوروبا لا تُسامح، لكنها تُكافئ.

  • mahmoud fathalla
    mahmoud fathalla

    أنا مبسوط.

أضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة محددة*