طيران الإمارات تعلن استئناف رحلات إلى 29 مدينة، لكن التفاصيل تُظهر فقط 16 وجهة، مما يثير تساؤلات حول الشفافية. في المقابل، تُطلق رحلات جديدة إلى ملبورن وروما ومدغشقر، مع نمو كبير في الطلب على فيتنام واليابان وفرنسا.
تناقض في الأرقام: لماذا تختلف التقارير عن طيران الإمارات والطيران والرياض؟
عندما تسمع أن طيران الإمارات, أكبر شركة طيران في الشرق الأوسط وواحدة من أكبر المشغلين العالميين للطائرات الحديثة وقّعت طلبية بقيمة 20.2 مليار دولار، ثم بعد أيام تُعلن أن نفس الطلبية بقيمة 38 مليار دولار، تبدأ تتساءل: أي رقم صحيح؟ هذا ليس خطأ طباعي، هذا تناقض في الأرقام, حالة تظهر عندما تُنشر معلومات متضاربة من مصادر موثوقة، مما يخلق لبسًا لدى الجمهور والمستثمرين. وعندما تُضاف إليها تقارير تقول إن الشركة تعاني من أزمة سيولة، ثم تصدر بيانًا رسميًا ينفي ذلك ويقول إن احتياطياتها النقدية تتجاوز 12 مليار درهم، يصبح السؤال ليس فقط "أي رقم صحيح؟" بل "من يكذب؟" أو حتى "من يُخطئ؟"
السبب لا يكمن فقط في التسريبات أو التغطية الإعلامية السريعة. أحيانًا، الفرق بين 20 مليار و38 مليار دولار يعود إلى طريقة حساب القيمة: هل تُحسب بأسعار القائمة قبل الخصومات؟ أم بأسعار التفاوض الفعلية؟ هل تشمل الطلبية صيانة، تدريب طاقم، أو تكنولوجيا دعم؟ طيران الإمارات تتعامل مع بوينغ 777-9, أكبر طائرة ركاب في العالم، تُستخدم لتوسيع الأسطول وخفض الانبعاثات، وكل تفاصيل الصفقة تُحسب بعناية، لكن الإعلام يُبسّطها لجذب الانتباه. وعندما تُقارن هذه الأرقام بنتائج مالية رسمية أو تقارير عن توظيف في الولايات المتحدة، يصبح التناقض أكبر. لا توجد شركة طيران في العالم تُعلن عن صفقة بـ38 مليار دولار دون تفاصيل دقيقة، لكنها أيضًا لا تُنكرها بسهولة. هذا التناقض ليس فوضى، بل هو نتيجة لضغط التوقيت، وتعقيد الصفقات، وسعي بعض المصادر لتعزيز سردية معينة.
وحتى في الرياض، حيث تُنشر أخبار عن فوز نادي النصر أو خسارة ليفربول، تظهر تناقضات مشابهة: هل خسر الفريق لأن المدرب ضعيف؟ أم لأن اللاعبين متعبين؟ أم لأن التحكيم كان غير عادل؟ كل مصدر يختار جانبًا. نفس الشيء ينطبق على أسطول الطيران, مجموعة الطائرات التي تمتلكها الشركة، وتحدد قدرتها على المنافسة عالميًا. هل هو ينمو بسرعة أم يواجه تأخيرات؟ هل طائرات الإيرباص A350-900 التي استلمتها إمارات في نوفمبر 2024 تُستخدم فعليًا أم لا تزال قيد الصيانة؟ التناقض في الأرقام لا يعني أن كل شيء كذب. يعني فقط أنك تحتاج أن تنظر خلف الرقم، وتسأل: من قاله؟ متى؟ ولماذا؟ في دبي، حيث كل قرار طيران أو مالي له تأثير عالمي، هذه التناقضات ليست تفاصيل ثانوية — هي جزء من القصة.
في هذه الصفحة، جمعنا لك كل التقارير التي تناقضت في أرقامها: من طلبية الطائرات التي تضاعفت قيمتها، إلى إنكار أزمة السيولة، إلى تفاصيل تسليم الطائرات التي تختلف بين التواريخ. كل مقال هنا يحمل جزءًا من الصورة. لا نقول لك أي رقم صحيح. نعطيك كل الأرقام، ونوضح كيف تُبنى، حتى تعرف كيف تقرأها بنفسك.